وسقطت الموصل .........................في كتاب
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وكما تعرفون أحبتي الكرام القراء الاعزاء فان على المؤرخ والمتابع والمهتم بالتاريخ ان يطلع على مايصدر من كتب ، وبحوث، ودراسات ، ومقالات ، وتقارير ، ووثائق .. وهذا مما يساعده على فهم ما يجري حوله .
وكارثة سقوط الموصل بيد عناصر داعش يوم 10 من حزيران 2014 كانت قوية ، وقاسية ، ومؤلمة بكل المقاييس . والجميع يعرف انني كنت في الموصل ، وبقيت فيها ورفعت شعار ( بيتك قبرك ) ولم اتوقف عن الكتابة في صفحتي الفيسبوكية ، ومدونتي الالكترونية وفي المواقع الاخرى .
وقبل أشهر قليلة ، زارني أحد الاحبة في داري وقدم لي نسخة مهداة من كتاب ( وسقطت الموصل : اثيل النجيفي ساردا الخفايا والوقائع ) وقد صدر عن مؤسسة وشان للطباعة والنشر والتصميم Washan Faoundation بلندن 2019 .
ويبدو ان الاستاذ اثيل عبد العزيز النجيفي محافظ نينوى السابق هو من ارسلها اقصد ارسل نسخة من الكتاب ، فشكرته على الكتاب وضممته الى ما لدي من الكتب والتقارير عن كارثة سقوط الموصل 2014-2014 ومن ذلك التقرير النيابي عن سقوط الموصل وكتاب (الموصل بين احتلالين ) لمؤلف بأسم مستعار وكتاب الاستاذ فيصل دباغ (داعش مفاجأة الالفية الجديدة ) وكتاب الاستاذ صفاء خلف (العراق مابعد داعش) وغيرها من الكتب الكثيرة .
وكما تعرفون انني اعرف الاخ والصديق الاستاذ اثيل عبد العزيز النجيفي منذ كان طالبا في كلية الهندسة -جامعة الموصل في اواسط السبعينات من القرن الماضي ، درسته مادة (الوطن العربي) ، وكانت مقررة على طلبة الصفوف الاولى في الجامعة ، وتشاء الاقدار ان التقي به ثانية في القسم المسائي في كلية الحقوق - جامعة الموصل وكان طالبا فيها فدرسته مادة الثقافة القومية .
وتشاء الصدف ان يصبح محافظا لنينوى ، وكنت مديرا لمركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل ، وحضر احدى ندواتنا مع السيد رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي ، وعددا من عمداء الكليات . وبعدها اراد ان نكتب شيئا عن تاريخ الجيش العراقي في الموصل فكلفني بذلك واخترت عشرة من زملائي وزميلاتي وانجزنا كتابا رائعا عن (تاريخ الجيش العراقي وتطور دوره في الموصل ) ، وقام الرجل بطبع الكتاب 2012 ووافق على مقترحي بمكافأة الباحثين بمبالغ مجزية والكتاب متوفر وانا من حررته .
كتاب ( وسقطت الموصل) جدير بالاهتمام والدراسة وعلى من يقرأه مقارنة ما موجود فيه بتقرير مجلس النواب عن سقوط الموصل ونحن جميعا نعرف الاحداث التي سبقت السقوط والعلاقة السيئة بين القطعات العسكرية المرابطة في الموصل واهل الموصل وتعدياتهم على الناس وعدم احترام احد تصوروا انا احتاج (10) دقائق حتى اصل الجامعة بالسيارة من داري الى الجامعة واذا بي احتاج الى الساعات العديدة لكي اصل ؛ فبين سيطرة وسيطرة سيطرة ، والتعامل فظ مع الناس ، ومرة قال لي احد الجنود ان كل اهل الموصل ارهابيين ، فقلت له انت على خطأ ، وهكذا اصبحت الموصل تحت رحمة من لايخاف الله ولانريد ان نعيد تسلسلات الاحداث التي مررنا بها ، ومن كان يستفيد من العلاقة السيئة بين القوات المرابطة والناس وكانت النتيجة سقوط الموصل وتدميرها .
طبيعي ، الكتاب يتناول الاحداث ، ويدافع عن موقف المحافظ اثيل النجيفي بعد ان يقف عند اسرته ال النجيفي ، وهي اسرة عربية عريقة واهل الموصل يسمونهم ال النجفي ، ويتناول الكتاب الاحداث من وجهة نظر المحافظ ؛ فهو يقول انه يبتغي الحقيقة مع ان العقيقة قد غامت اجواؤها لكنها ستظهر يوما .
الكتاب يقع في ستة فصول الاول يجيب عن سؤال هو : من هو اثيل النجيفي ؟ ، والفصل الثاني يتناول خفايا سقوط الموصل ووقائعها ، والثالث يقف ليقول ان محافظ نينوى كان مغيبا عن مدينته وطبعا من قبل من كان يملك زمام القوة العسكرية ، والفصل الرابع عن رؤية اثيل النجيفي لمعارك التحرير ومشاكل ما بعد التحرير وعن الحلول ووفق رؤيته الشخصية والفصل الخامس يتحدث عن ما خططه اثيل النجيفي قبل دخول عناصر داعش لتطوير الموصل ووفق ما اسماه رؤية نينوى 2030 ولدي ما نشر عن هذه الرؤية وهي حقا جيدة ومتكاملة لكن الظروف كانت غير مهيئة لتنفيذها واخيرا ثمة اراء حول محافظ نينوى السابق ورؤاه وما واجهه .
ويقينا ان الكتاب ، ومن وجهة نظري ، محاولة للدفاع عن اثيل النجيفي امام الله ، وامام التاريخ ، وامام الناس وانا لااستطيع ان اتحدث عن هذا بسطور قليلة ، لكن الامر بحاجة الى دراسة تاريخية علمية موضوعية ، ووقفة تحليلة واجراء مقارنات بين الوثائق عسى ان نستطيع قول الحقيقة يوما ، ولعل الموضوع بحاجة الى اطروحة دكتوراه في التاريخ لكن ليس الان فما حصل قد حصل ، وما يقي لدينا يحتاج الى توضيح فمتى نستطيع ذلك ؟ لاادري .
انا شخصيا قد لاادرك اليوم الذي سوف تقال فيه الحقيقة اقصد حقيقة سقوط الموصل بيد عناصر داعش اسباب ذلك والظروف والنتائج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق