ثورة البراق في فلسطين في ذكراها ال ( 92)
في كتابي (تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر) وصدر عن دار الكتب للطباعة والنشر بجامعة الموصل 1985 تحدثت عن الثورات العربية 1919 في مصر و1920 في العراق و1925 في سوريا و1929 في فلسطين واليوم التاسع من آب - اغسطس 2021 تمر الذكرى ال (92) لاندلاع ثورة البراق ، واشرت الى ان سلطات الانتداب البريطاني كانت تشجع على الاستيطان، وان عدد المهاجرين اليهود كان يزداد حتى وصل سنة 1929 الى قرابة (99806 ) الفا وفي نهاية سنة 1929 كانت مساحة الاراضي التي امتلكها اليهود قد وصلت الى ( 514000 ) دونما واصبح هناك نحو (100) مستعمرة زراعية ) وانشئت احياء عصرية يهودية في القدس وحيفا وتل ابيب اي تل الربيع كانت سنة 1914 قرية نفوسها ( 2000) سنة بلغ عدد نفوسها سنة 1925 (30000) نسمة وامتلك اليهود مدارس تدرس العبرية وتأسست معامل زتأجج الشعور الوطني الفلسطيني وعقدت اللجنة التنفيذية التي انبثقت عن المؤتمر العربي الفلسطيني بزعامة موسى كاظم الحسيني وتوفيق حماد وامين التميمي مؤتمرها السابع في 20 حزيران 1928 وبحضور (250) مندوبا يمثلون كل مناطق فلسطين ، وادرك الفلسطينون ان ثمة من يعبث بالمسجد الاقصى ، ووجدت محاولات يهودية للادعاء بأن القسم السفلي من جزء الحائط الخارجي للحرم الشريف في القدس الذي يحد هذه المنطقة من جهة الغرب ، هو آخر قطعة باقية من معبد هرود الذي بني على انقاض هيكل سليمان وقد عدو هذا الحائط الذي سموه حائط المبكى مكانا مقدسا لذلك الف الفلسطينيون (جمعية حماية الاماكن الاسلامية المقدسة ) والف اليهود (لجنة الدفاع عن المبكى ) وفي 15 اب 1929 نظم اليهود مظاهرة اخترقت شوارع القدسالقديمة ورفع العلم الصهيوني وانشدوا النشيد (الهاتكفا) وقالوا (الحائط حائطنا) وقام الفلسطينيون بمظاهرة مضادة وكان ذلك بداية لاحداث دموية استمرت الى 29 اب وقتل من الطرفين خلق كثير واصيب العديدون وتشكلت لجنة تحقيق بريطانية هي (لجنة شو) ودرست اللجنة اسباب ماحدث وصدر الكتاب الابيض البريطاني لكن الهجرة استمرت وازدادت مما ادى الى تعاظم حركة المقاومة الفلسطينية التي وصلت ذروتها سنة 1936.وهكذا فان ثورة البراق هو الاسم الذي أطلقه الفلسطينيون على تلك الاشتباكات اندلعت في مدينة القدس في 9 آب أغسطس 1929، أيام الانتداب البريطاني على فلسطين.قتل من الفلسطينيين ( 116 ) شخصا وقتل من اليهود ( 133 ) فضلا عن عدد من المصابين من الطرفين قدر بالمئات . وقيمة هذه الاحداث تنبع من انها احدثت تحولا في الوعي الفلسطيني بأن بريطانيا ليست معهم وان ارضهم تقضم وان مشروعا كبيرا سيتحقق على ارضهم وتحقق هذا بقيام دولة اسرائيل يوم 15 ايار سنة 1948 أي في نفس اليوم الذي اعلن فيه الانكليز انتهاء انتدابهم على فلسطين وفصول هذه القصة طويلة ومعروفة ...................ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق