الأربعاء، 25 أغسطس 2021

المؤتمر الاول لقمة العراق ودول الجوار ...........ما الذي نريده ؟



المؤتمر الاول لقمة العراق ودول الجوار ...........ما الذي نريده ؟
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في يوم السبت القادم 28 من آب -اغسطس الجاري 2021 تنعقد في بغداد قمة دول الجوار العراقي بدعوة من السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي . وبالتأكيد هذه مبادرة ممتازة كم نحن في العراق بحاجة اليها وبوركت جهود السيد رئيس الوزراء على مثل هذه الخطط والمشاريع التي تمثل خطوات متتابعة الهدف منها اعادة العراق الى محيطه العربي والاقليمي والدولي وقد علمنا ان الرئيس الفرنسي ماكرون اعرب عن رغبته في حضور القمة وهذا دليل تعافي العراق وتخلصه من سياسات عزل العراق التي حاول بعض سياسيي ما بعد الاحتلال الامريكي اتباعها ففشلوا لان هذه السياسة لاتجري نتائجها في مصلحة العراق فضلا عن انه يحرف السياسة الخارجية العربية ويوجهها نحو محور واحد يفقد العراق استقلاليته وسيادته ويبعده عن تاريخه وارتباطاته ومحيطه وبيئته العربية .
وكما ورد في جريدة (الشرق الاوسط ) اللندنية ان "من أهم ما يناقشه المؤتمر التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها دول المنطقة سواء في سياق علاقاتها الثنائية أو على صعيد مجمل التحولات والتأثيرات الإقليمية الآنية والمستقبلية".
قدر العراق انه محاط بدول جوار كلها لها امتدادات بشرية في العراق فالعراق بعكس مصر بلد مفتوح هكذا علمنا استاذنا قبل 50 سنة استاذنا في التاريخ القديم في جامعة بغداد الدكتور فيصل الوائلي وقدر العراق في تاريخه القديم والاسلامي والحديث كما قال المؤرخ البريطاني الكبير ارنولد توينبي انه كان وسيظل ساحة للصراع الاقليمي والدولي لذلك لابد للعراقيين ان يدركوا هذه الحقيقة وينتهجوا سياسة متوازنة وقد كتبت اكثر من مرة عن هذا في مركز الدراسات التركية -الاقليمية بجامعة الموصل والقيت المحاضرات وقدمت الاستشارات لصانعي القرار في الحكومة والبرلمان ان على العراق ان يدخل في منظومة اقليمية مع دول الجوار تقرر ان العراق وكل الدول مستقلة ولها سيادة ولايجوز ان تتدخل في شؤون بعضها البعض وسياسة الملك فيصل الاول 1921-1933 مؤسس الدولة العراقية الحديثة امامنا حيث كانت علاقات العراق مع دول الجوار بالرغم من عظم المشاكل قوية ومنظمة في اتفاقيات ومعاهدات فضلا عن انه اتكأ على بريطانيا الدولة العظمى انذاك لضمان هذه الاتفاقيات .
تركيا جارتنا الشمالية وايران جارتنا الشرقية والسعودية والكويت والاردن وسوريا كل هذه الدول لها مصالح في بلادنا كما ان لدينا مصالح عندهم وشعبنا له مصالح مع دول الجوار وتحدثت عن هذا في مؤتمر دول الجوار سنة 2004 الذي انعقد في دبي بدولة الامارات العربية المتحدة وكان معي عدد من الاساتذة منهم اخي وصديقي الاستاذ الدكتور طاهر البكاء وكان انذاك وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي واتذكر انهم صفقوا لي عندما تحدثت عن اجندات دول الجوار في العراق وغياب اجندتنا الوطنية .
واليوم وبعد (18) سنة لازلنا نراوح في مكاننا ودول الجوار تتدخل وحسنا انتبه السيد رئيس الوزراء ويبدو ان الوقت قد حان ليلعب العراق دوره وليؤكد استقلاليته ويعمل من اجل رفاه شعبه فما الذي نريده من هذه القمة ؟
نريد ان تنتهي حرب اليمن وينتهي ما يحصل في سوريا وينتهي التدخل الايراني في المنطقة وينتهي التدخل التركي في المنطقة وتعود ليبيا وتعود سوريا ويعود لبنان واحة للحرية وتعود تونس وتعود العلاقات بين المغرب والجزائر وتحل قضايا المياه مع تركيا وايران واثيوبيا وان نبدأ عصر التنمية ، وينتهي التخلف والجهل ونعيد ترتيب البيت العراقي والبيت العربي والبيت الاقليمي ويأخذ كل ذي حق حقه .
اذا استقر العراق تستقر المنطقة كلها فالعراق قلب منطقة الشرق الادني والاوسط وقبل اكثر من 100 سنة قال الكتاب الاستراتيجيون الامريكان (العراق مفتاح منطقة الشرق الاوسط ) اللهم اجعله مفتاحا للخير والسلام والتنمية المستدامة والرفاهية واجعله مغلاقا للشر والحروب والدما اللهم آمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...