الصراع
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
اليوم أُريد أن اتحدث لكم عن ( الصراع) والصراع
هو موجود في الارض منذ أن وجد الانسان
وخلقه الله سبحانه وتعالى .الصراع بين الخير والشر والصراع بين النور والظلام
والصراع بين الحق والباطل وهكذا الصراع أبدي وسيظل كذلك الى ان يرث الله الارض
وماعليها .
ويرتبط مفهوم الصراع بنظرية الدفع الاسلامية
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض .
والانسان عليه ان ان يعلم ويدرك اي الطريقين
يسلك وهديناه النجدين وعلى الانسان ان يختار يختار اما طريق الخير فينجو وينجو معه
اهله وإما طريق الشر فيهلك هو ويهلك معه اهله .
من وجهة النظر الفلسفية الصراع يسمى الجدل او
الديالكتيك والمفهوم ليس بعيدا عن كلمة
الصراع العربية فتصارع القوم اي تخاصموا ثم وصلوا الى نتيجة او ظلوا على خصامهم .
والصراع
في جانب من جوابه حالة اجتماعية
يكتنفها الصدام بين رغبتين متعارضتين وقد يكون الصراع فردي بين شخصين وقد
يكون الصراع بين شعبين أو دولتين وقد يأخذ الصراع شكل الحرب او يكون سلميا .
وهناك ميادين يجري الصراع بين الانسان او بين
الدول منها الصراع على الثروة والموارد والاموال او قد يكون على السلطة والحكم أو
قد يكون على الظهور والبروز .
في الحياة الحديثة التي نعيشها ظهرت افكار
تنظم الصراع وتديره وتمنع الاصطدام قدر الامكان واولها الاقرار بأن الصراع كما سبق
ان قلت جزء من طبيعة البشر وقد سمعت كثيرا من الاقوال التي تؤكد انه ليس هناك
شخصان متفقان على كل شيء فالمثل يقول اذا رأيت اثنان متفقان على كل شيء فإعلم ان
احدهما لابد وان يكون غبيا .
ثم ان الله ارادنا مختلفين ولو شاء لجعلنا
امة واحدة وسوف نظل مختلفين الى يوم القيامة " إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم
" . صدق رب العزة والجلال .
نعم هناك خلافات بين الناس في اللغة والشعور
واللون والشكل والرأي والعقيدة والدين والمبادئ والعادات والتقاليد لكن من الممكن
حل كل تلك الصراعات اذا احترم احدنا الاخر واحب لاخيك ما تحب لنفسك . وهناك
التعاون وهناك اشاعة الحب بين الناس وهناك احترام الرأي الاخر وهناك احترام خلقة
الله وعندما نحصر ذهننا في كل هذا نزيل كثيرا من اوجه الصراع والتنافس والنزاع .
الذي اريد ان أقوله واذكر به ان في الاسلام
نظرية معروفة وهي نظرية التدافع ودراسة
هذه النظرية مهمة ومنها مثلا سنة التدافع بين الحق والباطل والحق هو ما يجب ان
تسعى اليه والباطل هو ما يجب ان نبتعد عنه ونحاربه قولا وفعلا .
قال رب العزة والجلال :بسم الله الرحمن
الرحيم : ولولا دفعُ الله الناس بعضهم ببعض
لفسدت الأرض} [البقرة:251] .
وهناك مسألة مهمة اريد ان اشير اليه وهي ان
الصراع يساعد على التقدم فالتنافس بين الناس في الاراء والافكار واختلافهم في
الرؤى يساعدنا في ان نجد حلولا لكثير من المشاكل الاقتصادية والاحتماعية والسياسية
. وليس من المعقول ونحن نريد ان نتقدم او ان نساعد شعبنا على التقدم ان نكتفي برأي
واحد لابل يجب ان نستشير ذوي الاختصاص ونسمع آرائهم ونقلبها ذات اليمين وذات
الشمال لكي نصل الى الحل الصحيح لما نعانيه وهذا لايكون فقط على مستوى الافراد بل
يجب ان ينسحب ليشمل الدولة التي يجب ان تستفيد من الصراع والتنافس من اجل الوصول
الى حلول لمشاكلها المعقدة والتي تصب في صالح المجتمع والدولة .
ومن المؤكد اننا نحتاج الى جو من الحرية
لتظهر الاراء والافكار فبدون الحرية تظل الافكار
حبيسة الصدور وكما قال احد الحكماء ( دع مائة الف زهرة تتفتح ) وعندما نطلق
الزهور تتفتح فإننا سنحصل على مزيج من الافكار يساعد بلدنا على التقدم .
رمضانكم مبارك وصومكم مقبول ودعائكم مستجاب
والى حلقة أخرى من برنامج (ما قل ودل )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق