سعيد الديوه جي : حياته وآثاره العلمية
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
( سعيد الديوه جي : حياته وآثاره العلمية )هذا
عنوان رسالة الماجستير التي قدمتها الدكتورة فاتن يونس محمد محمود المعاضيدي الى
مجلس الاداب في جامعة الموصل سنة 2001 بإشراف الاستاذ الدكتور عدنان سامي نذير .
وانجاز هذه الرسالة ، جاء وفقا وانسجاما مع
البرنامج الذي ابتدأه قسم التاريخ في كلية الاداب – جامعة بتقديم دراسات عن سير
شخصيات موصلية كان لها دورها التاريخي والفكري والاقتصادي والسياسي والاجتماعي في
حياة الموصل العامة عبر ال (100) سنة الماضية .
الرسالة – للاسف ولحد الان ومنذ سنة 2001 – غير
منشورة ، ونأمل في ان تصدر بكتاب في المستقبل، تتألف من مقدمة ، وخاتمة وثلاثة فصول كان الفصل
الاول منصبا على دراسة تكوين المؤرخ الموصلي الكبير المرحوم الاستاذ سعيد الديوه
جي 1912-2000 الاجتماعي ، والثقافي ، ونشاطه
الاداري .
وقفت الباحثة عند نسبه وأحاطت ببيئته
الاجتماعية ، وتطرقت الى تكوينه الثقافي ، والتعليمي ، وممارسته للتدريس واختياره (مفتشا ) مشرفا تربويا في معارف الموصل
(المديرية العامة للتربية –محافظة نينوى حاليا ) ، ثم دوره في تأسيس وادارة متحف
الموصل وحتى سنة 1968 .
اما الفصل الثاني ؛ فتناول إسهامات الاستاذ
سعيد الديوه جي الثقافية والفكرية ومواقفه الوطنية والقومية من خلال انضمامه الى
بعض الجمعيات والنوادي الوطنية والقومية ، والتي تأسست في العراق خلال الثلاثينات
من القرن الماضي . كما تطرق الفصل الى مشاركات المؤرخ الديوه جي في الندوات
والمؤتمرات العلمية والثقافية التي اقيمت داخل العراق وخارجه . وتطرق الفصل الى
دراسة علاقات المؤرخ الديوه جي الثقافية والعلمية مع عدد من المؤرخين العراقيين
والعرب والاجانب .
وفي الفصل الثالث جرى الحديث عن نشاط المؤرخ
سعيد الديوه جي الادبي ، والتاريخي من خلال مؤلفاته وتحقيقاته المتعلقة بتاريخ
الموصل المنشورة وغير المنشورة وهي كثيرة . وبالمناسبة يضطلع اليوم ولده الاخ
الاستاذ الدكتور أُبي سعيد الديوه جي ، بمهمة نشر ما هو غير منشور واعادة نشر ما
هو منشور بقصد وضع ( إرث الديوه جي الكبير) التاريخي بين ايدي الاجيال الجديدة ، والاجيال
التالية وهذا عمل يؤجر عليه ، فبارك الله به وبجهده الطيب .
يقينا الباحثة عادت الى كم كبير من المصادر
المتنوعة ، وكان للمشرف اخي الاستاذ الدكتور عدنان سامي نذير دور كبير في اخراج
الرسالة بالشكل الطيب ، فبارك الله به وتحياتي واعتزازي به فهو واحد من تلاميذي
النجباء الاوفياء وصلتي به ، والحمد لله ، لاتزال قائمة .
اخيرا اقول – وبإعتزاز – اننا في جامعة
الموصل نجحنا في مشروعنا التوثيقي في تركيزنا على ( سياسة الدوائر المتداخلة في
برنامج الدراسات التاريخية العليا ) ، وكان لي الدور الرئيسي في رسمه من خلال كوني رئيسا لقسم التاريخ في كلية التربية بين 1980 و1995 وعضوا في لجنة الدراسات العليا
في قسم التاريخ بكلية الاداب - جامعة
الموصل لسنوات طويلة ، وهو ان نبتدئ من
التاريخ المحلي من الموصل وضمن العراق والوطن العربي والدول المجاورة والعالم وضمن
دراسات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ، وبذلك اسسنا لمنهج تاريخي متميز تتسم
به المدرسة التاريخية المعاصرة والتي كتبت عنها وما كتبته متوفر في شبكة المعلومات
العالمية –الانترنت وافخر انني واحد من الجيل الثاني في هذه المدرسة التي وضع
اسسها واصولها اساتذتي الكبار الدكتور عبد العزيز الدوري والدكتور صالح احمد العلي
والدكتور جواد علي والدكتور زكي صالح والدكتور فاضل حسين والدكتور عبد القادر احمد
اليوسف والدكتور محمد الهاشمي والدكتور جعفر خصباك والدكتور حسين أمين والدكتور
ياسين عبد الكريم والدكتور محمد محمد صالح .
وفقنا الله لخدمة بلدنا العراق وأمتنا
العربية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق