الشيخ الشاعر محمد الغلامي 1120 -1186هجرية 1709 -1772 م وديوانه "محبوكات الطرفين
" أو "الجمان المنضد في مدح
الوزير أحمد "
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث -العراق
الاسرة الغلامية في الموصل ، من الاسر العراقية العربية العريقة .وقد برز منها شعراء
وفقهاء ومُفتون ومؤرخون ..توارثت الاسرة منصب الافتاء على المذهب الشافعي أبا عن
جد . كما تولى القضاء منهم عدد كبير وبرز من مفتيهم الشيخ علي الغلامي مفتي الشافعية معاصر لنادر
شاه الذي حاصر الموصل سنة 1156 هجرية -1743
م . وبعد فشل هذا نادرشاه في الحصار واضطراره
الى طلب الصلح تولى الشيخ علي الغلامي رئاسة
الوفد الموصلي الذي فاوضه وأبرم الصلح معه .
كما برز من
شعرائهم الشيخ الشاعر محمد الغلامي 1120 -1186هجرية 1709 -1772 م صاحب كتاب : " شمامة العنبر والزهر المعنبر " وترجم فيه
لقرابة ال50 شاعرا وأديبا موصليا .
قال
الدكتور محمد صديق الجليلي عن الشيخ محمد الغلامي في كتابه : " التراث
الموسيقي في الموصل " المطبوع سنة 1945 مانصه :" انه " زهرة حديقة الزمان ... رقيق حواشي الطبع ،
رحيق في ملح النظم
والسجع .." . ونقل سليمان صائغ في الجزء الثاني من كتابه :" تاريخ
الموصل" عنه قصيدة يمدح فيها الرسول
الكريم مطلعها :
سر بنا صاح راشدا مهديا *** وتهيأ وناد بالركب هيا
وقال الصائغ " وتجد في شعره المراثي ، والمديح لآل البيت وفيه المربعات ، والمخمسات .. ويتسم شعره بالبساطة ، وسلاسة التعبير مع الضبط والانسجام ، وتتجلى غالبا ميوله في شعره انه كان متوغلا في التصوف ، شديد الحب ، كثير التهجد ".
سر بنا صاح راشدا مهديا *** وتهيأ وناد بالركب هيا
وقال الصائغ " وتجد في شعره المراثي ، والمديح لآل البيت وفيه المربعات ، والمخمسات .. ويتسم شعره بالبساطة ، وسلاسة التعبير مع الضبط والانسجام ، وتتجلى غالبا ميوله في شعره انه كان متوغلا في التصوف ، شديد الحب ، كثير التهجد ".
حين حقق استاذنا الكبير الدكتور سليم النعيمي كتاب الشاعر محمد بن مصطفى
الغلامي : "شُمامة العنبر والزهر المُعنبر " ،ونشره المجمع العلمي
العراقي ببغداد ضمن مطبوعاته سنة 1977 .. كتب شيئا عن سيرته ، وحياته ، وتصانيفه ،
وشيوخه ، وتلاميذه . ومما قاله ان الشيخ محمد بن الشيخ مصطفى بن الشيخ علي ابي
المكارم الغلامي النجمي من اسرة الغلامي في الموصل ، وهي اسرة علم ، وادب، وفضل
وهي من قبيلة بني نجمة الزبيدية العربية.قرأ
في صباه علوم العربية على ابيه كما ذكر في ترجمته لنفسه حيث يقول :" أقرأني
جميع العلوم العربية تقرئة المحب لاحبابه ،ورتعت في روض المذاكرة مع اصحابه
..." .كما قرأعلى الشيخ محمود الكردي الخورتي المتوفى بعد سنة 1160 هجرية -1747
م.واكمل دراسته في علم الادب ، وعلوم الجادة على الشيخ يوسف النائب والشيخ عبد
الله بن احمد المدرس الربتكي .وقرأ على أفاضل اخرين لم يشر اليهم فأتقن العلوم
العربية والعلوم الدينية والرياضية والعقلية ، وبرع في النحو ، والصرف ، والبلاغة والاصول ، والوضع ، والفقه، والفرائض، والانشاء .
انصرف الى الادب والشعر مع اتقانه العلوم
والاداب الاخرى .ومما جعله يسلك هذا الدرب ما راه من جهل عند الناس في عصره
بالاداب، وبمعرفة الشعر .وقد برز في الشعر
منذ صباه ، واخذ يفخر به ، واتجه نحو مجالس الانس في شبابه حتى أن أخاه علي الذي
ولي افتاء الموصل سنة 1144 هجرية اقلق عليه وأخذ يلومه وينصحه ويظهر ان ميله الى
اللهو البريء لم يدم طويلا فأنصرف الى التصوف يدرسه على الشيخ العالم الزاهد عبد
الله الربتكي المتوفى سنة 1159 هجرية -1746 ميلادية ، وراح يتعمق في دراسة التصوف
حتى أنه ألف كتابا في شرح الكبريت الاحمر للشيخ محي الدين بن العربي سماه :"
نثر الجوهر في شرح الكبريت الاحمر للشيخ الاكبر " .وقد أعتراه لفترة مرض
الوسواس وأثر ذلك في صحته ونفسيته ، وقد عالجه في مرضه الطبيب الموصلي الشهير
الاديب الحاج محمد العبدلي المتوفى سنة 1164 هجرية وشفي والف كتابا بعنوان :"
لطائف المنان في اجتناب الاخوان والاحتراس عن الناس " .
من مصنفاته فضلا عن ما ذكرنا كتاب : " العقد الثمين في مدائح الامين
" ، وهو ديوان شعر يضم تسع وعشرين قصيدة على عدد حروف المعجم محبوكة الطرفين
نظمه سنة 1168 هجرية 1755 ميلادية في مدح محمد امين باشا الجليلي وهو على غرار
قصائد صفي الدين الحلي المتوفى سنة 750 هجرية وهي القصائد الارتقيات التي مدح بها
الملك المنصور ابا الفتح ابن الارتق صاحب ماردين وسمى ديوانها : "درر النحور في مدائح الملك المنصور
" .ومن مصنفاته : " شمامة العنبر والزهر المعنبر " مار الذكر وكتاب
" نحور الحسان " وكتاب " خلاصة المعارف واشارة العارف " وكتاب
" تخميس همزية البوصيري " نشرها الاستاذ محمد رؤوف الغلامي سنة 1940 .
وللشيخ الغلامي "ديوان يحتوي
على تسع وعشرين قصيدة محبوكة الطرفين .كل قصيدة
تحتوي على تسع وعشرين بيتا على ترتيب حروف الهجاء ،وهو على غرار
"العقد الثمين في مدائح الامين " نظمه سنة 1183 هجرية1770 ميلادية في مدح عبد الفتاح باشا بن اسماعيل باشا الجليلي
وقال في اخر ابياته مؤرخا له :
يمنكم
مذ أرخوه (وافر
جاء فتاح بعدل كسروي)
ومما قال المؤلف في المقدمة مبينا منهجه الذي سر عليه :"ورتبته على
تسعة وعشرين قصيدة كل منها تسعة وعشرين بيتا على أحرف من حروف المعجم يبدأ منها
وبه يختم .وألفته أحسن تأليف ورصفته اكمل رصف ليكون ديوانا للحاضرة ، ومجموعا
للمذاكرة حسب الاستطاعة وقلة البضاعة ..." .
ومن الكتاب نسخة خطية قديمة موجودة
في مكتبة الاستاذ الدكتور داؤود الجلبي الموصلي في مكتبة الاوقاف بالموصل .وقد قام
بنشره المرحوم الاستاذ محمد رؤوف الغلامي في خاتمة كتابه :" العلم السامي"
بأسم :" ضوء المصباح في مدح الوزير
عبد الفتاح " .
كما ان له "الجمان المنضد في مدح الوزير احمد "ديوان الاديب محمد
الغلامي شرح وتعليق الاستاذ رؤوف الغلامي
الناشر محمود فوزي الغلامي سنة 1359و1940 ميلادية -مطبعة محفوظ بالموصل.. وهو كتاب نادر ، ومفقود ولدي نسخة من الكتاب . كما ان لدي نسخة رقمية مصورة عن الاصل الموجود في معهد الثقافة والدراسات الشرقية –جامعة طوكيو –اليابان .
الناشر محمود فوزي الغلامي سنة 1359و1940 ميلادية -مطبعة محفوظ بالموصل.. وهو كتاب نادر ، ومفقود ولدي نسخة من الكتاب . كما ان لدي نسخة رقمية مصورة عن الاصل الموجود في معهد الثقافة والدراسات الشرقية –جامعة طوكيو –اليابان .
وقد كتب الناشر في المقدمة :" في يوم من الايام أطلعني ابن عمي ،
واستاذي رؤوف الغلامي على ديوان يحتوي على تسع وعشرين قصيدة كل قصيدة تشتمل على
تسعة وعشرين بيتا ابياتها محبوكة الطرفين مبتدأ فيها ناظمها من حرف الهمزة ومنتهيا
بها في حرف الياء على الترتيب المشهور للحروق الهجائية مادحا فيها الوزي الخطير في
ذلك العصر المنير احمد باشا بن سليمان باشا الجليلي فأعجبني هذا الديوان كما كان
أعجب غيري في سالف الازمان فأخذت أكرر مراجعته ، واستظهر قسما من ابياته واتلذذ
بمطالعته وانشاده ..." ..وهكذا قام الناشر الاستاذ محمود فوزي الغلامي بعد
الاستعانة بالاستاذ رؤوف الغلامي بأحياء الكتاب -المخطوطة وتحقيقه ونشره
.بالمناسبة اشار الى ان للشاعر والاديب محمد الغلامي ديوان اخر في مدح الوزير يحيى
باشا الجليلي ووعد بنشره الا انه لم يفعل على ما اظن .
مطلع القصيدة الاولى :
أما وشفاه من فيها شفائي
لقد ملكت صبابته حشائي
ومطلع القصيدة الثانية :
بدت تتهادى بين سرب كواعب
فلاحت كشمس الافق بين الكواكب
وهكذا في القصائد ال 29
في القصيدة ال29 يقول في مطلعها :
يامن له قامة مثل الرديني
ومقلة تشبه السيف اليماني
ونظرا لندرة الكتاب ، ولضمان توفيره للباحثين فقد أقدم صديقنا الدكتور باسم الياسري المدير العام لدار ضفاف للنشر –مشكورا –بالاضطلاع بتحقيقه ونشره وسيصدر قريبا ان شاء الله عن "دار ضفاف للنشر والتوزيع " . بوركت الجهود الخيرة التي يقوم بها كل من يسعى لنشر تراثنا العربي الجميل .
مطلع القصيدة الاولى :
أما وشفاه من فيها شفائي
لقد ملكت صبابته حشائي
ومطلع القصيدة الثانية :
بدت تتهادى بين سرب كواعب
فلاحت كشمس الافق بين الكواكب
وهكذا في القصائد ال 29
في القصيدة ال29 يقول في مطلعها :
يامن له قامة مثل الرديني
ومقلة تشبه السيف اليماني
ونظرا لندرة الكتاب ، ولضمان توفيره للباحثين فقد أقدم صديقنا الدكتور باسم الياسري المدير العام لدار ضفاف للنشر –مشكورا –بالاضطلاع بتحقيقه ونشره وسيصدر قريبا ان شاء الله عن "دار ضفاف للنشر والتوزيع " . بوركت الجهود الخيرة التي يقوم بها كل من يسعى لنشر تراثنا العربي الجميل .
السلام عليكم
ردحذفارجو مساعدتي في الحصول على كتاب محمد مصطفى الغلامي، شمامة العنبر والزهر المعنبر، الرجاء المساعدة لحاجتي اليه في ترجمة احد المقاطع المقتبسة منه هي قصيدة الشاعر العراقي جرجيس الاديب.
ايميلي هو hanaaghena2013@gmail.com
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفهل يمكن الحصول على نسخة من الديوان؟
aboammar.y129@gmail.com