مجلة المثقف العربي ..مجلة الفكر العربي
التقدمي في العراق
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
من
المجلات الرصينة التي صدرت في العراق أواخر الستينات من القرن الماضي مجلة شهرية بأسم " المثقف العربي " .وقد عرفت
المجلة نفسها وعلى غلافها وفي ترويستها عند صدورها الاول بأنها " مجلة الفكر
العربي التقدمي والادب الجديد " وبعدها بعدة أعداد صارت الترويسة ان المجلة
هي "مجلة الفكر العربي التقدمي " واختفت عبارة "الادب الجديد " .فهل
كانت مجلة للفكر التقدمي وللادب الجديد ؟ .
ترأس تحرير "مجلة المثقف العربي" ، عند صدور عددها الاول في شباط سنة 1969
الاستاذ سامي مهدي ثم تولاها الاستاذ عبد الطيف السعدون وبعدها اصبح الاستاذ أرشد توفيق وعند ذاك ظهر على غلاف المجلة سنة 1973 اسم السيدة بديعة امين سرحان سكرتيرة للتحرير ومن
الذين تولوا سكرتارية تحريرها الاستاذ عبد الامير معلة .وكان الاستاذ الشاعر محمد
جميل شلش المشرف العام على المجلة سنة 1974 .
أصدرت
المجلة وزارة الثقافة والاعلام في جمهورية
العراق –بغداد وطبعت اول الامر في
"المؤسسة العامة للصحافة والطباعة ..مطابع دار الجمهورية " ثم طبعت بعد
ذلك في "دار الحرية للطباعة ".
ابتداء
لاتتوفر لدي اعداد المجلة كاملة ولكن لدي بعض اعدادها وبغض النظر عن ما كانت
المجلة تنشره من مقالات تتناول التطورات الداخلية في العراق بعد سنة 1968 ، إلا ان
المجلة اهتمت بما اسماه رئيس التحرير " العلاقات الجديدة " التي قامت في
البلاد ومنها ما يتعلق بالعلاقة بين الفلاح والأرض، والمواطن والسلطة ، والقوى
السياسية . وقال ان أبرز سمة تميز هذه العلاقات هي " صلتها بالمستقبل
وارتباطها به .بما في ذلك قوة الامل التي تسكن هذه العلاقة ..وتنميتها بزخم هائل
هو زخم الناس " .ومن حسن الحظ ان المجلة حرصت ومنذ عددها الاول ان تنشر قصصا قصيرة ووثائق مهمة ونصوصا مسرحية منها على
سبيل المثال مسرحية "قاضي الواق واق " للأستاذ عبد الجبار ولي ومسرحية
"عودة للريف " للأستاذ جيان (يحيى بابان ) .
في
العدد الثاني الذي صدر في اذار سنة 1969 وقفت المجلة عند ذكرى الوحدة بين مصر
وسوريا وقيام الجمهورية العربية المتحدة في الثاني من شباط –فبراير 1958 وقالت
هيئة تحرير المجلة ان استذكار الوحدة
" ينبغي ان يكون لنا حافزا جديدا لرصد مواقعنا وتقدير خطواتنا
".وكتب الاستاذ عبد اللطيف السعدون مقالا بعنوان : " الانسان العربي في
مواجهة التحديات " .وكان ثمة لقاء مع الخبير النفطي السعودي الدكتور عبد الله
الطريقي أجراه كاظم عريبي .وكتب يوسف الياس مقالا بعنوان :" العرب وإسرائيل
والاتحاد السوفيتي " ..اما الاستاذ سعيد السعدي فكتب عن " قضايا العصر
الاساسية في ضوء المادية التاريخية " .وٌنشر مقال غفل من التوقيع بعنوان :
" كيف يشارك الفلاحون في الصراع من اجل الاشتراكية ؟ " . واستعرض عالم
النفس المعروف الدكتور علي كمال " العلاقة بين الحرية والفردية والقلق"
، ووقف الاستاذ سامي الموصلي عن ما اسماه
" تأزمات المثقف العربي " .وتناول الاستاذ صلاح الدين حسن علي
"الادب الافريقي ""وقضايا الصراع في القارة السوداء " .وترجم
الاستاذ سعدي عبد المجيد الحديثي مقال فلاديمير شجيربينا عن الروسية والموسوم :
" طبيعة القوانين العامة للادب " .وكتب الاستاذ نجيب المانع مقالا
بعنوان : " الشعر العربي يتحرر من الاكذوبة " .ونشرت المجلة قصة قصيرة
لمي مظفر بعنوان : " الطريق الى ينبوع النور " وكان للشعر مكان في
المجلة اذ تضمن العدد قصيدة لخليل الخوري بعنوان : " الانتصار " وترجم
الاستاذ مؤيد شكري الراوي مسرحية الليدي اوي للكاتب اليلباني بوكبوميشيما وهي
مسرحية من فصل واحد .كان في الصفحات الاخيرة من هذا العدد متابعات أسهم فيها
الاستاذ احمد فياض المفرجي وفاضل العزاوي عن الفنون التشكيلية العراقية :تساؤلات
واجابات و"حول الموسم المسرحي 1969 " و" ما الذي يريده اليسار
الجديد في الغرب "
أما في العدد السابع
الذي صدر في اب 1969 ، فقد كتب
الاستاذ الدكتور ابراهيم كبة الاقتصادي العراقي المعروف ووزير الاقتصاد بعد ثورة
14 تموز 1958 مقالا حول" نظرية
كوفاليف بشأن طبيعة التحول الاجتماعي من العبودية الى الاقطاع " وذلك تحت
عنوان : " من مشاكل التاريخ الاقتصادي العام " .كما ترجم محمد ملا كريم
مقالا للكاتب الايراني منوجهر بهزادي حول " الفقر والثورة " .وتطرق
الاستاذ محمد مبارك الى العلاقة بين الفنان واللغة .ونشرت المجلة قصيدة الشاعر عبد
الوهاب البياتي : " النبوءة " قال فيها :
تأكل الحرة ثدييها اذا جاعت وفي ارض الملوك
الفقراء
زهرة الدفلى على جدول ماء
تتعرى في حياء
وأنا اكتب فوق الطين ماقال المغني للمساء
وٌأٌعري الكلمات
وتعاويذ البغايا الكاهنات
وارى نهر دم يصبغ مرآة وجوه الملكات
ورحيل العربات
في سهوب الشرق والنار وصمت الكائنات
اه من عري سماء الكلمات
وهذه
القصيدة ضمها فيما بعد ديوانه : الكتابة على الطين " . أما الاستاذ حميد سعيد
فكانت له قصيدة بعنوان : " الثورة من الداخل " قال فيها : "
اعتذرت لكم
ظل سيف الخليفة
لم اكن في مواسمكم فارسا يمتطي
غادر الوهم داري وغادرتكم
.وكان لكاظم السماوي قصيدة عمودية
بعنوان : "الراحلان " جاء في
مطلعها :
ٌأسائل !من ٌأسائل ؟هل يجيب؟
ظلام القبر والصمت الرهيب !
اناشده ، ومن اضغاث وهم
الى وهم ،تقاذفني الدروب
كتب
الاستاذ علي الشوك مقالا بعنوان : "فلسفة جديدة " في حين كتب الاستاذ
امير الحلو عن "الحياد الايجابي بين المنطق والواقع " .وترجم الاستاذ
كاظم سعد الدين مقالا عن القصة الاسبانية
القصيرة والأثر العربي فيها " .وكانت للدكتور خالد حبيب الراوي قصة قصيرة
بعنوان : " الحقائب " وظهرت في
هذا العدد متابعة عن اسطورة المسرح الحديث جان كوكتو 1891-1963 .اما الاستاذ عادل كاظم فقد نشر فصلا
من مسرحيته : "الاصوات الراهنة ".يبدو ان للمجلة مراسلين منهم الشاعر
سعدي يوسف الذي قدم رسالة من غرناطة ضمنها أبرز النشاطات الثقافية
هناك .وكانت للأستاذ سامي مهدي اسهامة بعنوان : " ازمة النقد " ، ومتابعة
لكتاب الدكتور صادق جلال العظم الموسوم : " النقد الذاتي بعد الهزيمة "
قدمها صاحب التوقيع (خاء ) .
ضم العدد الاول من السنة الخامسة ايلول 1973 مقالات ودراسات ومتابعات كثيرة كان
في مقدمتها كلمة العدد والتي جاء فيها: " ان مجلة المثقف العربي تعاود الصدور وفق خطة
تعتمد نشر الدراسات السياسية والفكرية العامة بقصد تعميق النهج العلمي والموضوعي
في دراسة الواقع واستشراف افاق المستقبل مؤمنة ان معارك هذا العصر تعتمد الفكر
قاعدة لها وأن من أهم حاجاتنا اليوم تأكيد ملامحنا القومية في الفكر والثقافة ...
" .كان في العدد كذلك مقالات للدكتور
نديم احمد الياسين "الجبهة "وللدكتور محسن الموسوي "التأميم "
وللسيد عبد الرزاق الحسني " نماذج من كيفية تكوين الوزارات في العهد الملكي
" وللدكتور فيصل السامر " هل نحن أهل لنهضة جديدة ؟ " وللأستاذ
رزاق ابراهيم حسن " بدايات الحركة العمالية في العراق " .وتابع الاستاذ
صلاح المختار مجريات الحلقة النقاشية التي عقدت ببغداد حول اسرائيل للمدة من 21-26
نيسان 1973 .اما الاستاذ عقيل هاشم فكان له مقال بعنوان : " اسرائيل والغرب
" .وكتب الاستاذ فؤاد حمدي بسيسو عن
" تأثير المقاطعة العربية على الاقتصاد الاسرائيلي " .وترجم نضال
المهداوي مقالا عن "الحركة الصهيونية واتجاهاتها المعاصرة " .وكان للأستاذ
الدكتور جابر ابراهيم جابر مقالا متميزا عن "الحق العربي في الجزر العربية
الثلاث وموقف القانون الدولي من اكتساب الاقليم عن طريق القوة " ..وأجرى
الاستاذ ماجد السامرائي حوارا مع الاستاذ لطفي الخولي المفكر العربي المعروف .
في عدد تشرين الثاني –نوفمبر
1973 من مجلة المثقف العربي نجد عددا من المقالات والدراسات ومقدمة لرئيس التحرير
بعنوان : " المسيرة الكبيرة " أكد فيها على دور الجماهير في احداث
التغيير وتناول اثر حرب تشرين 1973 في اعادة الثقة للإنسان العربي وقال : "
ان الجماهير لايضيرها ان تضيف الى تجاربها العديدة تجارب اخرى قد تختلف عن تجاربها
السابقة وقد تغنيها برؤية اكثر حدة وعمقا " . من مقالات العدد :تجربة الثورة
في شيلي " للأستاذ فلاح العماري و"دور المستوطنات في احتلال فلسطين للأستاذ
كامل المالكي و" القانون الدولي ومختطفي الطائرات " للأستاذ طارق مصطفى
مصلح و" التعرف على العالم العربي والمنهج التاريخي " لدومنيك شيفاليه
و" فيصل الاول وكيف اختير ملكا " للسيد عبد الرزاق الحسني و"
تخطيطات في الاعلام الخارجي " للأستاذ خالص عزمي ، و"مؤتمر كربلاء
" للدكتور صادق حسن السوداني .وترجم الدكتور اكرم فاضل عن الفرنسية حوارا عن
كتاب: " التاريخ الاشتراكي للثورة الفرنسية " و" اليهود والربا والكنيسة في العصور
الوسطى " للأستاذة بديعة امين واجرى الاستاذ ماجد السامرائي حوارا مع المفكر
المصري الاستاذ محمود أمين العالم .كما
ترجم الاستاذ فؤاد جهاد شمس الدين مقال بعنوان : " الفلسفة على عتبة العصر
الذري " .وكان ثمة تقارير ومتابعات للأنشطة الثقافية العراقية والعربية . ومما
يلحظ ان مجلة المثقف العربي حرصت على نشر عدد من مقالات السيد عبد الرزاق
الحسني على صفحاتها والشيئ المهم انه نشر
عن فترة مابعد ثورة 14 تموز 1958 وهذا يعد نادر الوقوع فالسيد الحسني كان يصر على
انه مؤرخ العهد الملكي واحداثه ووزاراته ويردد ذلك بأستمرار اما اصدقائه وطلبة
الدراسات العليا ومنهم كاتب هذه السطور . ومما نشره في العدد الصادر سنة 1972
مقالا مهما بعنوان : " لماذا انقلب عارف عبد الرزاق على عبد السلام عارف..؟ " . ومن الامور الجديرة بالاهتمام أن الفنان محمود صبري خص "مجلة المثقف ألعربي
في عددها الصادر سنة 1971 برسالته الى الفنان ضياء العزاوي تضمنها الملف الخاص
الذي نشرته المجلة عن " الفن التشكيلي العراقي المعاصر : ومما قاله : " استطيع
ان اقول انني وجدت الحل ،اذ بالطريقة نفسها التي يقوم العلم فيها الان بتحليل
الطبيعة ووصفها من مظهرها الخارجي ،فقد طورت طريقة يستطيع الفن فيها ان يقوم بوصف
الطبيعة من الاعماق ..لقد هيأت بحثا حول الموضوع - يقول الاستاذ سعد القصاب في
مقالته المنشورة في موقع الفن العراقي الالكتروني
والموسومة : " تحت الضوء :نظرية واقعية الكم للفنان العراقي محمود
صبري"-
" ان بحثه ذاك لم يكن سوى اطروحته النظرية التي
سماها : (واقعية الكم ..فن جديد لعصر جديد ) ، عرّف بها في معرضه الشخصي في براغ
سنة 1971 وهي المدينة التي أقام فيها بعد موسكو منذ سنة 1964 . "
تميز
العدد الصادر في كانون الثاني 1974 بأنه يضم مقالات مهمة وظهر خلوا من كلمة لرئيس
التحرير .ومن مقالات العدد مقال للأستاذ أمير اسكندر بعنوان : " الوطنية
المصرية والقومية العربية " ومقال للاستاذ مؤيد الطلال بعنوان : " الوعي
الانساني " وحول " انتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان " كتب الدكتور
عادل حامد الجادر مقالا مهما وكان
للسيد عبد الرزاق الحسني اسهامة مهمة حول "اسطورة الدستور العراقي " .أما
الاستاذ الدكتور حسين قاسم العزيز فكانت مقالته عن " الاساس المادي لتطور
منهج البحث التاريخي " .وكتبت الاستاذة بديعة امين عن الثقافة العربية
المعاصرة وكتب الدكتور مالك المطلبي عن " الموت والقضية –قضيتان في الثورة
" .وأجاب الاستاذ حسب الله يحيى على سؤال مهم وهو "مجلة المثقف العربي
..ماذا تريد ان تقول ؟ " . لقد كانت هذه المقالة مهمة في حينها ، ومهمة لكاتب
هذه السطور الذي وجد بأن ثمة تأرجحا في موقف المجلة الفكري ازاء القضايا السائدة
انذاك .لقد احس كاتب المقال وهو ٌيقلب صفحات هذه المجلة ان هناك تجاذبا من الكتاب
الذين يمتلكون خلفية ماركسية والكتاب الذين بدأوا يريدون التوجه بالمجلة الى
المحافظة .وجاء مقال الاستاذ حسب الله يحيى ليوضح ماالذي نريده من المجلة ..؟ .ولم
يكن لهيئة التحرير - وهي تعيش اجواء الجبهة والتصالح السطحي بين الحزب الشيوعي
وحزب البعث الحاكم - الا ان تنشر مقال الاستاذ حسب الله يحيى السلبية مع نشر مقالة ايجابية وردت
الى المجلة من الاستاذ يوسف عبد المسيح ثروت في نهاية العدد مع تعليق يقول :
"وردت هاتان الملاحظتان الى المجلة ننشرها معا ..دون أي تعليق ونترك للقارئ
الحكم عليهما " .ماالذي قاله الاستاذ حسب الله في ملاحظته .قال في الملاحظة رقم (1) :" يفترض ان تشخص
المجلات الجديدة قضايانا المعاصرة ،وتدلل على حرارة وجودها عبر التاريخ عن شخصيتها
الفكرية وخطها العام واتجاهها الفني وأسلوبها المحدد " . وأضاف " وعندما
تعاود مجلة (المثقف العربي ) الصادرة عن وزارة الاعلام العراقية ظهورها بطريقة
خاصة وتواصل امتدادها لخمس سنوات خلت ، لابد انها تمثل الواقع الاتي لمجمل الاوضاع
الثقافية التي لاتقف عند حدود معينة لمعنى الثقافة وانما تتعداها لتصل الى تفهم
شمولي " .ثم عمق فكرته اكثر وتجرأ ليقول " وإذا كان العدد الاول من
المجلة قد تميز بأنتهاج هوية سياسية وتاريخية ضيقة احيانا الا انها في العدد
الثاني قد أضفت سبيلا للاتساع والانفتاح على العالم بالرغم من الابقاء على
(التاريخ ) كأحداث وشخوص اكثر من كونه فعل شعب ومواصلة ذهنية وثورية لمعنى هذا
الفعل .كما لا تتأتى هذه (الدراسات ) في وضع يلاءم الاوضاع الانية ..انها تتوقف
عند الارقام التاريخية التي حددتها دون ان تتجاوزها وتمتد بها الى الحاضر "
.ثم يبدأ الكاتب بنقد مقالة رئيس التحرير " المسيرة الكبرى " ، ومقالة
الاستاذ امير الحلو "السمات الرئيسة لحركة الثورة العربية " ومقالات
اخرى ويصل الى ان المجلة تفتقد الى " خصوصية مقالاتها المطروحة ، بمعنى ان
تمتلك معالجاتها الجادة والخلاقة وان تغني الحاضر بضخ جديد .كما انها بحاجة الى
الاهتمام بالدراسات الادبية والفنية العميقة والا تستقل بالسياسة والتاريخ بمعزل
عن الذهن الانساني الخلاق ..وما دامت ترتكز على مساحة ثقافية واسعة فبأمكانها ان
تقول اكثر من شيئ وعن أشياء مهمة ومحركة " .
اما الملاحظة رقم (2 ) فقد قدمها الاستاذ يوسف عبد المسيح ثروت عن العدد الثاني وفيها امتدح المجلة قائلا :
" انها لم تدخر جهدا في تقديم حصيلة جادة من الفكر التقدمي بأسلوب بعيد عن
التزمت ،والمعالجة العابرة ومن ثم من هذا المنطلق تبدو حاجتنا لمثل هذه المجلة
..." .
أسهم الاستاذ عزيز السيد جاسم في العدد الثاني –السنة
السادسة –نيسان 1974 بجهد فكري نظري بعنوان : " الثورة ومنطق التقدم الى امام
" ، وتناول الدكتور عدنان رشيد " تاريخ الصراع بين المادية والمثالية "
، وكتب الاستاذ رجاء النقاش مقالا رد فيه على اطروحات رائد الوضعية المنطقية
العربية الدكتور زكي نجيب محمود ، وتناول الدكتور خلدون ناجي معروف "تاريخ
اليهود في العراق في العصر الحديث " ،وكتب الاستاذ حمدي ايوب عن النفط سلاحا
في الصراع ورسم الاستاذ ناظم سيالة صورة قلمية لهنري كيسنجر ، وترجم الدكتور جعفر
الحسني مقالا عن " نزع الاعلام الاسرائيلية من القارة الافريقية" . كما ترجم الاستاذ جودت بلال اسماعيل مقالا عن : "
المقدمات الضرورية والابعاد الفلسفية للثورة العلمية التكنولوجية " ، واجرى
الدكتور محسن الموسوي حوارا مع الناقد الكندي مكينس روسل وترجم الاستاذ كاظم
السلطاني مقالا عن : " أثر الادب في حياة جيفارا " ، واختار يوسف عبد
المسيح ثروت نصوصا من التلمود ليترجمها ، وكذلك فعل نضال المهداوي عندما ترجم
مقالا عرض فيه كتاب المؤرخ الاميركي تيدور روزاك عن : " السياسة والتسامي في المجتمع الصناعي " والذي صدر في نيويورك نهاية سنة 1972 .
في العدد الخامس –تموز 1974 نقرأ مجموعة من المقالات
منها مقال للدكتور صالح جواد الكاظم " ملامح من انشطة العراق في الامم
المتحدة ". كما اهتمت المجلة بنشر الوثائق وفي هذا العدد نشرت المجلة نص "
ميثاق العمل الوطني وقواعد العمل في الجبهة الوطنية والقومية التقدمية" ،
والتي اعلنت قي تموز 1973 كما تابعت المجلة نشاطات اتحاد نقابات العمال .وكان
للوطن العربي نصيب من اهتمامات المجلة ومن
ذلك نشرها متابعة " للاتفاق السوري –الاسرائيلي
حول الفصل بين القوات"، و"اجتماع
المجلس الوطني الفلسطيني"، و"قرار منظمة الاوبك بشأن تجميد اسعار النفط " .وتابعت "موقف
الولايات المتحدة الاميركية من امتلاك الهند القنبلة النووية" .وقد عرض
الاستاذ سامي احمد الموصلي كتاب : "الحماسة في شعر الشريف الرضي "
للاستاذ محمد جميل شلش ، وكذلك عرض الاستاذ عبد الصاحب العقابي كتاب الاستاذ
المرحوم عزيز السيد جاسم " التطور اللارأسمالي " .
في العدد السادس من المجلة تغير حجمها فقبل
ذلك كان حجمها بحجم كتاب 23x 16سم بينما اصبح 21x 25 سم .كما
تغير رئيس التحرير ليكون الدكتور نديم احمد الياسين بدلا من الاستاذ أرشد توفيق وتغيرت ترويسة المجلة لتصبح "
المثقف العربي ..مجلة الفكر العربي التقدمي
" .من مواضيع هذا العدد "الشخصية العمالية في الرواية العربية " للأستاذ
رزاق ابراهيم حسن ، و" الصحافة العراقية وثورة 1941 " للدكتور خالد حبيب
الراوي . ومما يلحظ على هذا العدد طغيان المقالات المترجمة على المقالات
المعدة.فثمة مقال عن " دول الشرق اللاتينية والحروب الصليبية "
ترجمه الدكتور أكرم فاضل ، ومقال "عن
الشاعر عزرا باوند " ، ترجمه الدكتور عبد الستار جواد ،ومقال عن " افاق
السبيرتنيكا " ترجمه المهندس جودت بلال اسماعيل .كما ان في العدد مقال نشر
غفلا عن التوقيع ونسب لشعبة البحوث في وكالة الانباء العراقية بعنوان : الامن
الاوربي " ،وشهريات أعدها الاستاذ هادي الطعمة ، وتقارير ثقافية من الخارج
قدمها الاستاذ صادق باخان منها متابعة لكتاب اعمال بوشكين وكتاب بلزاك وشخصياته
الروائية .
كان وراء المجلة من الناحية الفنية ، وعبر سنوات
صدورها ،عدد من المبدعين تناوبوا على
اخراجها منهم المصمم خالد النائب ، والمصمم كاظم عريبي ،والمصمم
صادق سميسم ، والمصمم فتاح يوسف خلف ، والمصمم بلاسم محمد ، والمصور نور الدين فارس ، والخطاط صادق الصائغ ،والخطاط
رياض مهدي والمشرف الفني عباس عبد الله والخطاط جاسم الدليمي .ومن الطريف ان نذكر
بأن المجلة كانت تباع ب100 فلسا وبدل
الاشتراك لسنة واحدة في العراق دينار واحد وفي الخارج دينار ونصف كما ان ثمنها في
مصر 100 مليم وفي لبنان 100 قرش وفي الاردن 100 فلس وفي الكويت 150 فلسا وفي
البحرين ريالان .
وللأسف فأن أعداد المجلة لاتوجد كاملة في أية
مكتبة في العراق . وتذكر السيدة زاهدة ابراهيم في "كشاف الجرائد والمجلات
العراقية " الصادر سنة 1976 ان مجاميع من المجلة ، غير متكاملة ، توجد في
المكتبة الوطنية ، وأخرى في مكتبة المتحف العراقي وان المجلة ظلت تصدر حتى سنة
1976 وهو تاريخ صدور الكشاف المذكور وأنها لفترة اخذت تصدر كل شهرين مع انها كانت
شهرية .
لقد
استطاعت مجلة المثقف العربي ان تستقطب عددا من الاساتذة الجامعيين البارزين . ففضلا
عن ما ذكرنا، فأنها استقطبت الاستاذ الدكتور عبد الجليل الطاهر عالم الاجتماع
المعروف 1917-1971 والذي كتب فيها مقالات مهمة منها مقالته " القلق والقوقعة
في الشخصية العراقية " العدد 11 ،1969 ومقالته : "اثر الصراع
الايديولوجي في التحولات الاجتماعية " العدد 10 ،1970 .كما ان عددا من
الادباء والمفكرين وجدوا انفسهم على صفحات
مجلة المثقف العربي منهم الاستاذ الدكتور
ابراهيم كبة ، والأستاذ الدكتور علي جواد الظاهر والأستاذ الدكتور صالح جواد
الطعمة والأستاذ موسى كريدي ، والأستاذ سعد الدين خضر ، والأستاذ صبري حافظ ،
والأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب ، والشاعر حسين عبد اللطيف ، والأستاذ عبد
الامير معلة والأستاذ الفنان نوري الراوي والأستاذ
عبد الرحمن طهمازي والأستاذ محمود البريكان ، والأستاذ سامي مهدي ، والأستاذ الفنان شاكر حسن ال سعيد ، والأستاذ نجيب
المانع .
تحية
لمجلة المثقف العربي ، وتحية لمن عمل بها وحرر وكتب فقد كانت –بالرغم من كل ما
يمكن قوله بشأنها –نقطة مهمة في بحر الثقافة العراقية المعاصرة .كما ان الكثيرين
ممن كتبوا فيها كانوا معروفين بتوجهاتهم الفكرية التقدمية والاشتراكية.هذا فضلا
عن ان ثمة اسهامات لكتاب ، ومترجمين ، ومؤرخين
، ومثقفين لايمكن بأي حال من الاحوال اغفال دورهم في ترصين المجلة وإبقائها واقفة
على قدميها سنوات عديدة .
* http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=312316
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق