الخميس، 14 يونيو 2012

تاريخ المماليك "الكوله مند" في بغداد للمؤرخ العراقي سليمان فائق -طبعة جديدة

صدر عن دار ضفاف للطباعة والنشر والتوزيع (الامارات - بغداد) كتاب جديد بعنوان : (تاريخ المماليك "الكوله مند" في بغداد)، وضع الكتاب باللغة التركية سليمان فائق بك، نقلها إلى اللغة العربية : محمد نجيب أرمنازي قبل أكثر من نصف قرن، وقد قام بالمراجعة والتقديم: د. طالب البغدادي. وجدت دار ضفاف أن الحاجة تقتضي إعادة ضخ مثل هذا الكتاب التي أشرت تكون ملامح الدولة العراقية الحديثة، ويأتي الكتاب ضمن اصدارات الدار المتعلقة بالعراق وتاريخه الحديث والمعاصر في سلسلة كتب تصدر تباعا.يقع الكتاب في حدود مائة صفحة من القطع المتوسط.
يقول الدكتور طالب البغدادي في مقدمته " يشكل حكم المماليك في العراق مرحلة تاريخية مهمة بالرغم من قصر الفترة الزمنية التي استمر بها الحكم مقارنة بحكمهم في مصر وسوريا...وتأتي هذه الاهمية من كون أن حكمهم كان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر اللذين يشكلان بدورهما المرحلة التمهيدية في تشكيل التاريخ المعاصر للعراق ...وإن آثار وتبعات تلك المرحلة المملوكية لاتزال تلعب دورا معينا في العراق الجديد الذي بدأ بناؤه في عام 1921...حيث أن كثيرا من العوائل المملوكية لعبت ولاتزال تلعب ادوارا سياسية واقتصادية في مسيرة العراق ...و لهذه العوائل مكانة مهمة في المجتمع العراقي مما يجعلها دائما في صدارة التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وقد اصطلحت تسمية ( الكولمند ) في المفردات العراقية على تلك العوائل ."
ويتحدث د. البغدادي عن تلك الفترة فيقول" لقد شهدت الفترة المملوكية في العراق بدء تغلغل المصالح البريطانية في العراق بعد ان اسست شركة تجارة الهند الشرقية مكاتب لها في العراق والتي كانت اقرب الى التمثيل السياسي والحضور البريطاني المدعم من قبل الحكومة البريطانية .. وقد نسق البريطانيون علاقات جيدة مع طبقة الكولمند في بغداد والبصرة تغلغل من خلالها نفوذ العاملين البريطانيين وتمكنوا من تشجيع الكولمند على استلام الحكم في العراق بعيدا عن السلطة المركزية في اسطنبول ودعمهم المطلق لهم لهم ...ويهدف البريطانيون من ذلك الى تحقيق هدف مزدوج : اضعاف سلطات الرجل المريض ( الدولة العثمانية ) وتوسيع مناطق المصالح البريطانية للتمكن بعد ذلك من السيطرة على العراق لما في ذلك من أهمية استراتيجية لنفوذ الاستعمار البريطاني الذي بدأ في تلك الفترة يمتد الى مناطق كبيرة ومهمة في بلدان الشرق وقد تم ذلك فعلا بعد أن استلم الكولمند الحكم، فاصبح العاملون البريطانيون في العراق ذوي شأن مهم له دوره في صنع القرار وفي الصراعات ما بين اطراف السلطة وأصبحت القنصلية البريطانية في جنوب ايران تتحكم في كثير من الامور العراقية...قبل ان يمنح المماليك الى الحكومة البريطانية الإذن بفتح ممثلية رسمية لها في بغداد في نهاية القرن الثامن عشر فاصبح تدخل الممثل البريطاني بعد ذلك في الشؤون السياسية والعامة امرا مقبولا ومعتادا."
واضع الكتاب هو سليمان فائق الذي ينتمي الى عوائل الكولمند التي استقرت في العراق، غير أن مترجمه الى العربية محمد نجيب أرمنازي يذكر أن الأب أنستاس ماري الكرملي هو من أشار عليه بترجمة هذا الكتاب، ويقول "وجدتُ المؤلف قد اضطرب في كثير من مواضيع الرسالة، وكان قصارى ما أتمناه أن أحافظ على روح التأليف ومعناه على شريطة أن يبرز في حلة عربية قشيبة لا غبار عليها من العجز، فيسّر الله لنا وأكملنا تعريبه في هذه الرسالة أثناء تعريبها كثير من جلّة العلماء والفضلاء فكانوا يعجبون بالتعريب أيما إعجاب ويستعذبون أسلوبه العربي حتى نشّطونا لإتمامه بالرغم عما كان يعترض المعرب من تقسيم الخاطر واضطراب الجوانح، والله المحمود على كلّ حال."وهو ما لمسه الدكتور البغدادي، غير أن الدار ارتأت المحافظة على النص كما هو دون الخوض في تحقيق للكتاب، ربما نعود إليه في وقت لاحق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...