السبت، 30 مايو 2020

أهمية الكتابة التاريخية عبر العصور في الحفاظ على الهوية الحضارية





أهمية الكتابة التاريخية عبر العصور في الحفاظ على الهوية الحضارية

برعاية السيد رئيس جامعة الموصل الأستاذ الدكتور قصي كمال الدين الأحمدي المحترم، وبإشراف الأستاذ الدكتور حازم ذنون إسماعيل عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية المحترم يقيم قسم التاريخ الندوة العلمية الدولية الأولى والموسومة: (أهمية الكتابة التاريخية عبر العصور للحفاظ على الهوية الحضارية) وذلك يومي (28-29/ 5 / 2020 في تمام الساعة 8 مساءً عبر الفضاء الإلكتروني لبرنامج zoom Meeting ID 2881892575 Password 524058 ترأس الجلسة الاولى أمس الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف والقيت عدة بحوث لاساتذة بارزين واليوم 29-5-2020 يترأس الجلسة الثانية الاستاذ الدكتور طه خضر عبيد والقيت فيها عدة بحوث لاستاذات واساتذة بارزون منهم الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي التي القت ملخصا لبحثها الموسوم ( التاريخ والهوية ) وادناه نص الملخص :
التاريخ والهوية
الدكتورة سناء عبدالله عزيز الطائي
قسم التاريخ - كلية التربية للعلوم الانسانية – جامعة الموصل
للتاريخ دور مهم في تقوية وتعزيز الانسان بهويته .. بشخصيته الحضارية ومن هنا فدراسة التاريخ تسهم اسهاما كبيرا في حصول الفرد على شخصية قوية وفريدة ومتميزة، ... ومن المؤكد ان هذه الشخصية يجب ان تتسم بالاستمرارية لسبب بسيط وهو أن شخصية الانسان تتغير باستمرار، وهذا التغيير يجب أن يكون بحدود ثابتة ومتزنة وخاصة من حيث الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية والانسانية والاخلاقية ، ولهذا السبب فأن الذاكرة شيء مهم لشخصية الانسان، وعندما يتعرض شخص معين الى حادث معين يؤدي به الى فقدان الذاكرة، فأنه يعاني من انهيار منظومة المعلومات لديه، وهذا الحال ينطبق على المجتمعات والامم ؛ فعندما تتعرض هذه الامم والشعوب الى نكبات او صدمات معينة يجب ان تبقى محافظة على الماضي، وان تشعر بالاستمرارية.
والتاريخ في جانب من جوانبه ، هو المحرك الاساس ، والمهم من عناصر الاستمرار عبر الزمن، وخصوصا في اوقات التحول والانتقال، وقد ناقش ذلك عدد من الباحثين والمؤرخين والكتاب ووقفوا عند تعريفه وطبيعته وماهيته وخصائصه وفوائده وعوامله وتفاسيره ومكانته بين العلوم الانسانية . ومن هنا يجب ان يظل هم الناس مُنصبا على التحري عن الماضي بحيث يصبح التاريخ الذي هو الماضي حاجة روحية واساسية مسألة مهمة تبعث في الناس شعورا بالهوية التي تجعلهم يتمكنون من الحفاظ على الاستمرار في ظل التغيرات الكثيرة التي تتعرض لها، هذا بالنسبة للتاريخ . اما الهوية فهي نتاج تقاليد ومواريث تراكمت عبر حقب تاريخية متعددة، وهي خلاصة تفاعل الامة مع عالم متغير، وموجات ثقافية متعددة، ونماذج حضارية مختلفة، فالهوية ليست شيئا ساكنا وإنما هي نتاج حركة وتعاقب حضاري وإنساني .
ان التاريخ لا يسأل أحد من انت ؟ بل يسجل احداثا واسبابا ونتائجا ، ويمضي وعلى الناس ان ينتبهوا الى مواطن القوة ويعززوها ويشخصوا مواطن الضعف ويبتعدوا عنها، فاذا فعلوا ذلك ، وانتبهوا وصلوا الى ما يصبون اليه، واذا لم يفعلوا فأنهم سوف يحاولون البحث عن اي قول مأثور او مخطوطة محفوظة في مكان معين او تاريخ منسي فيقومون بأحيائه ويحاولون الانتساب اليه لعلهم يجدون فيه هويتهم التي افتقدوها.
ان النتاج الابداعي المتراكم والمرتبط بالصدق ، والعقل ، والغاية الشريفة هي من تجعل الهوية تسمو وتأخذ مكانها بين الهويات المتنافسة وليس الصراخ والعنف والتنمر على الاخرين والفساد وتدبير المؤامرات الخارجية ضد الاخرين، كما ان النتاج الابداعي هو ما يجعل الهوية قادرة على العودة والانطلاق في مشروع وحدوي استراتيجي.
اننا في كل يوم ، نرى ونسمع عن صدور المئات من كتب التاريخ، الا انه نادرا ما يتم قراءة هذه الكتب وفهمها بالشكل الصحيح. وهناك مسألة مهمة وهي ان النصوص التاريخية ثابتة الا ان الاختلاف يكون في القراءةِ لها، فإعادة قراءة التاريخ تعبر عن درجة نضج الحاضر ، ورغبة الناس في تجاوز مرحلة معينة والمضي نحو المستقبل، فللتاريخ رجاله المختصون به، والذين بطريقة عرضهم له يحاولون ان لا يجعلوه مجالا لتصفية الحسابات، او اثارة النعرات الطائفية أو خلق الفتن والصراعات بين الناس، وان المعيار الاساس الذي ينبغي ان لا يغيب عنا ، هو معيار الوحدة الوطنية التي تعد مكسبا تاريخيا لنا لا يمكن التراجع عنه في هذه الفترة الحرجة التي نمر بها ، وان العلاقة بين ( الهوية والتاريخ) وثيقة جدا ولا يمكن الفصل بين هما، بل ان هناك تداخلا وثيقا بين الهوية والتاريخ وان النقاش حولهما يجب ان يتميز بطابع الجدية، وان يكون خارج النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، وان يكون الهدف سامٍ من أجل الرقي بحياة الناس والانتقال الى ما يمكن ان نسميه نظام الحكم الذي يحقق مطالب الناس ، وينسجم مع مصالحهم الاساسية بكل يسر وسلاسة .
واذا ما تحقق ذلك ، فالدرس التاريخي سيكون عظيما في عملية إعادة البناء، وتعزيز الهوية ، بأبعادها الوطنية ، والقومية، والانسانية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...