الثلاثاء، 3 يونيو 2014

تونس والجزائر : دراسات في التاريخ الحديث والمعاصر كتاب للدكتور سعد توفيق عزيز البزاز*

تونس والجزائر  : دراسات في التاريخ الحديث والمعاصر  كتاب للدكتور سعد توفيق عزيز البزاز*                     
تقديم              
الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس –جامعة الموصل
الدكتور سعد توفيق عزيز البزاز..  أحد طلبتي الذين أشرفت ُعليهم .وقد كتب معي اطروحته للدكتوراه بعنوان :"الجزائر في عهد الشاذلي بن جديد :التحولات الداخلية والخارجية وأثرها في العلاقات الدولية " .كما سبق له أن أنجز رسالته للماجستير عن : "الحركة العمالية في تونس :نشأتها ودورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي 1924 -1956 " مع الزميل الاستاذ الدكتور محمد علي داهش .وبين انجازه لرسالة الماجستير وأطروحة الدكتوراه  كتب عددا من الدراسات والبحوث في حقل تخصصه الدقيق وهو : "تاريخ المغرب العربي الحديث والمعاصر " .
ويقينا انه أدرك –كزملائه الاخرين – ماكنتُ أذكر به طلبتي منذ ايام دراستهم معي في السنوات التحضيرية من أن عليهم ان يقدموا في كل مراحل دراستهم .. بحوثا يفخرون بها  والى الدرجة التي تسمح لهم بعد الانتهاء من اكمال متطلبات الدراسات العليا بنشرها في المجلات الاكاديمية وكنت ُ أشجعهم على جمع تلك الدراسات –في يوم من الايام – ونشرها في كتاب تعميما للفائدة وحفاظا عليها من الضياع .وهاهم طلبتنا الاعزاء يسيرون على خطانا .. خطى اساتذتهم وهذا مما يفرحني أنا شخصيا وأنا الذي كتبتُ عن " المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة بأجيالها الاربعة " ، والتي ابتدأت بما أنجزه اساتيذ أفذاذ من بينهم الاستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري والاستاذ الدكتور صالح أحمد العلي والاستاذ الدكتور زكي صالح والاستاذ الدكتور فاضل حسين والاستاذ الدكتور جواد علي .
ان مما تؤكد عليه "المدرسة التاريخية العراقية " .. هو اعتماد المنهج العلمي التاريخي بكل دقة ، والعودة الى الاصول والوثائق،  والتهميش ، والتنصيص ، والاخذ بتعددية العوامل والاسباب ، والغوص في الوقائع والاحداث لاستخراج القواعد والقوانين التاريخية ، وعرض الحقائق على الناس بكل جمالية ووضوح في الاسلوب واللغة .
ان ما قدمه مؤرخينا الشباب ومنهم الدكتور سعد توفيق عزيز البزاز في مجال تدوين تاريخ المغرب العربي الحديث والمعاصر ، وخلال السنوات ال40 الماضية ، يدحض المقولة الشائعة بأن "المشارقة لايهتمون بتاريخ اخوانهم المغاربة " ..فأية محاولة لاستشكاف ما قُدم من كتب ودراسات ورسائل واطروحات تبين لنا ان ثمة كم كبير من الاهتمام بقضايا وشؤون المغرب العربي الحديث والمعاصر ان كان ذلك على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي ..وحتى الشخصيات والرموز المغاربية فأنها نالت الكثير من الاهتمام .. وهذا مما يفرح حقا ويعطي الانطباع بأن للمدرسة التاريخية العراقية ابعاد مشرقية واخرى مغربية  مما يؤكد دقة باحثيها ، ورصانة دراساتهم وموضوعيتها .
كل هذه الافكار تواردت الى ذهني وانا اقدم لولدي وتلميذي وزميلي وصديقي الدكتور سعد توفيق عزيز البزاز كتابه هذا والذي كرسه لمباحث مهمة من التاريخين التونسي والجزائري الحديث والمعاصر..  فهو يتناوله من زاويتين أو لنقل من محورين اثنين اولهما تونس بين سنتي 1873 و2011 . وثانيهما الجزائر بين سنتي 1830 و1999 .
ومن ثنايا المحورين يتفرع  المؤلف للوقوف عند مباحث تفصيلية ومهمة تتعلق بشؤون وقضايا مغاربية عديدة من قبيل :"جامع الزيتونة ودوره الثقافي والدعوي والتعليمي " و"الحركة الطلابية التونسية والحركة العمالية التونسية " ،و" الاقتصاد التونسي " و" سياسة تونس الداخلية والخارجية اثناء فترة حكم زين  العبدين  بن علي وما بعده " .
وعلى صعيد التاريخ الجزائري الحديث والمعاصر فأن الكتاب الذي بأيدينا يقف طويلا عند مباحث جزائرية غاية في الاهمية من قبيل " الحركة النقابية الجزائرية " واوضاع المرأة في الجزائر ودورها في البناء والجهاد من اجل الاستقلال" ،  وما واجهته الجزائر في معركة التعريب واشاعة اللغة العربية ومقاومة سياسات الفرنسة والتجهيل .وثمة مباحث عن دور بعض الرموز الجزائيين امثال محمد بوضياف  وموقفه من الازمات السياسية وصرعاته مع الاسلاميين ، وموقع الانتخابات البلدية والتشريعية والرئاسية في الجزائر في المشهد السياسي الجزائري العام وموقف الولايات المتحدة الاميركية مما تمر به الجزائر من مشكلات وتحديات ومتغيرات .
اقول - وأنا انهي تقديمي للكتاب -  انني  عرفت الدكتور سعد توفيق عزيز البزاز باحثا جادا دؤوبا،  دقيقا في اختيار موضوعاته ، صبورا في معالجتها،  أمينا في ذكر مراجعها ، شجاعا في اصدار الاحكام حولها . وتلك –بحق – هي من الصفات التي ينبغي ان يتحلى بها المؤرخ ، واذا ما استمر الدكتور البزاز  وزميلاته وزملائه على هذا المنوال من العمل الدؤوب الحثيث فأنني سوف اطمئن اننا وضعنا أمانة الدرس التاريخي العراقي بأيدِ أمينة ....

*الكتاب قيد الطبع

هناك تعليق واحد:

  1. بعض فوائد دراسة التاريخ :


    1 – دراسة العديد من الشخصيات في اماكن وازمنة مختلفة تساعدك علي فهم الآخر .

    2 – قراءة الماضي تجعل من السهل عليك فهم ما يحدث حولك في الحاضر كذلك توقع ما قد يحدث في المستقبل .

    3 – استخلاص دروس مُستفادة مما قرأت هو احد المفاتيح الصحيحة لإتخاذ قرار سليم في الوقت المناسب .


    اذهب لغة انجليزية من اجلك

    ردحذف

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...