الثلاثاء، 3 يونيو 2014

آفاق نقدية .. قراءات في المتون وفي مناهج التحليل كتاب الاستاذ سامي مهدي ** قراءة ونقد "الاستاذ الدكتور سعيد عدنان

آفاق نقدية .. قراءات في المتون وفي مناهج التحليل كتاب الاستاذ سامي مهدي
*********************************
قراءة ونقد "الاستاذ الدكتور سعيد عدنان

مزيّة الأستاذ سامي مهدي الأولى في هذا الكتاب ، وفي كتبه الأخرى ، أنّه لا يُؤخذ بالشائع المتداول ، ولا يسارع في تقبّله ؛ بل يجعله موضع درس و فحص حتّى تتضح معالمه ، ويستبين ما خفي منه . وهو من بعد لا يقول كلمة ، أو يُحكم رأياً إلّا بعد أن يحيط بالأمر من جوانبه كلّها ؛ فلا غرو أن تجيء دراساته رصينة ، وثيقة البناء ، متّزنة الفكر ، سديدة النتائج .
جاء هذا الكتاب على ثلاثة أقسام : في النظريات والمناهج ، وقضايا أدبيّة ، وكتب وقراءات .
وكلّها تتسم بنظر مستأنف في القضايا التي تعالجها .
كان الناس قد فُتنوا بالتفكيك ، وسلّموا بكلّ ما جاء فيه ، لكنّ ( تفكيك التفكيك ) الدراسة التي كتبها سامي مهدي في سنة 1996 ، وأعاد نشرها في هذا الكتاب قد اتخذت منحى آخر سعى أن يرجع إلى جذور هذا الفكر وعناصره الخفيّة وما يرمي إليه من هدم مبدأ العقلانيّة ، يقول ( لو قرأنا هذا الخطاب من حيث هو هجوم مدبر على العقلانيّة ، وحاولنا اكتشاف كيفية تبَنيِنه وطريقة تشكله وآليات اشتغاله ، لما أخطأنا سحريته المغيّبة وراء منطق عقلاني خارجي ، ولا فاتتنا رغبته الهدميّة المموهة ببعض الإصطلاحات والشروحات الحذرة وفي مقدمتها : التفكيك .)
وعنده أنّ ( الفلسفات والنظريات والمناهج ، منذ الإغريق حتى اليوم ، هي فلسفات ونظريات ومناهج نسبيّة لها ارتباط وثيق بالمكان والزمان وبتاريخ المعرفة وتطورها ، ونسبيتها هذه تنفي عنها عصمتها وتضعها منذ لحظة ولادتها موضع المساءلة والشك والنقد حتّى تتكشف تناقضاتها وعيوبها ونواقصها ، فتتفكك، وتتنحى قليلاً أو كثيراً ، لتخلي المكان ، كلّه أوبعضه لفلسفات ونظريات ومناهج جديدة ، وعليه فلا قدسية لنظريّة ، ولا عصمة لمنهج .) وهذا قول على الغاية من الصواب والاستقامة ..!
ومن نظره المستأنف رأيه في الروائي ميلان كونديرا ؛ فقد لقي كونديرا إعجاباً شديداً من القارئ العربي ، وصارت أعماله عنوان الجدة ، لكن الأستاذ سامي مهدي ، بعد أن قرأ رواياته ، رأى أنّه ليس بالمكانة التى وضع فيها وأنّه ( روائي عادي ، لا يستحق الهالة التي أحيط بها ، ولو قارنّاه ببعض معاصريه : مثل ماركيز في مائة عام من العزلة ، وحب في زمن الكوليرا ، سلمان رشدي في أطفال منتصف الليل ، والعار ، وأمبرتو إيكو في اسم الوردة وباتريك زوسكيند في العطر ، وبول أوستر في ثلاثيّة نيويورك ، نقول لو قارنا أعمال كونديرا باعمال هؤلاء ، وحتّى بأعمال روائيين من درجات أدنى ، ناهيك عن آباء الرواية العظام ، لخفت موازينها كثيرا ، وانكمشت حتّى الضآلة .)
وبعد
فالكتاب كثير الحسنات ، تلتقي فيه المتعة مع الفائدة على أصالة الرأي ووضوح الدليل ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ...............ابراهيم العلاف

  هويتي في مكتبة المتحف البريطاني 1979 ومما اعتز به هويتي هذه الهوية التي منحت لي قبل (45) سنة أي في سنة 1979 ، وانا ارتاد مكتبة المتحف الب...