مرقد الشيخ محمد الغزلاني في الموصل
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
منذ أن كنا صغارا في الاربعينات من القرن الماضي ، ونحن نمر من باب معسكر كبير يقع في جنوبي مدينة الموصل وعندما كبرنا عرفنا بأن اسمه "معسكر الغزلاني " وأخذنا نتساءل عن سبب التسمية وقرأنا انه سُمي كذلك لوجود (مرقد) أو مشهد لاحد الاولياء والمشايخ العارفين اسمه( الشيخ محمد الغزلاني) .. وقد اشار احمد بن بكر الخياط المؤرخ الموصلي المتوفى سنة 1768 في كتابه "ترجمة الاولياء في الموصل الحدباء " الذي حققه ونشره استاذنا الكبير المرحوم الاستاذ سعيد الديوه جي وطبعه في الموصل سنة 1966 الى ان الشيخ محمد الغزلاني كما جاء في كتاب "روضة الناظرين " هو الشيخ محمد بن علي بن خضر بن احمد بن جرجيس بن محمد بن سليمان الموصلي الطائي الزاهد الكبير وكان قد خرج بصحبة السيد أحمد الرفاعي الكبير في إم عبيدة ثم عاد الى الموصل وتوفي سنة 605 هجرية الموافق 1209 ميلادية معمرا .
وقال الخياط ان اهل الموصل، قاموا ببناء مشهد على قبره ، تكريما واحتراما له. والمرقد خارج مدينة الموصل على قدر ميل منها وعلى سفح تل مجاور للبساتين والاشجار وعنده مسجد في باطن ذلك التل والمكان المدفون فيه الشيخ محمد الغزلاني منحوت من الحجر والقبر في وسطه كذلك منحوت من الحجر والى جانبه غرفة صغيرة منحوتة من صخرة واحدة وبينها وبين مرقده مسافة طريق نافذ الى التل (يسميه الجبل وهو في الحقيقة تل ). ويقال ان الشيخ محمد كان يتعبد فيه. وأما تسمية الغزلاني فجاءته من هذه المنطقة التي كانت تكثر فيها الغزلان ، ولانه كان في حال تجرده وانقطاعه تجتمع اليه الغزلان وتأنس به ولاتنفر منه .ويقول صاحب كتاب "منية الادباء " ان المشهد يتألف من مصلى صغير وغرفة فيها قبر الشيخ محمد وقد عمره والي الموصل( علي قدوم باشا ) في العهد العثماني سنة 1684 ..ويقع في سفح التل الذي عليه معسكر الغزلاني ، وكان الموصليون يزورونه ويتبركون به خاصة وانه مجاور لتل الذهب الذي كانوا يقصدونه الى عهد قريب لغرض النزهة ....................ابراهيم العلاف
*نشرت المادة لاول مرة في جريدة فتى العراق (الموصلية ) بتوقيع مستعار كنت ُاستخدمه وهو (صحفي قديم )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق