الثلاثاء، 5 مارس 2013

الشيخ أمجد الزهاوي 1883- 1967 :دراسة في فكره السياسي الاسلامي




       الشيخ أمجد الزهاوي  1883- 1967 :دراسة في فكره السياسي الاسلامي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث –العراق
       لايختلف اثنان على ان الشيخ أمجد الزهاوي ، هو أحد مؤسسي الحركة الاسلامية في العراق . ولم يكن نشاطه مقتصرا على الجانب الدعوي ، وانما اتسع  ليشمل جوانب عملية من الحياة العامة  في العراق والعالمين العربي  والاسلامي..لذلك فهو يعد من رجالات التنوير والاصلاح ، ويمثل حلقة مهمة من حلقات حالة النهوض الحديث  التي ابتدأت منذ اواخر القرن التاسع عشر مع مجهودات السيد جمال الدين الافغاني ، والسيد عبد الرحمن الكواكبي ، والشيخ محمد عبده  والشيخ محمود شكري الالوسي .
       كتب عنه كثيرون ، وتحدثوا عن سيرته الذاتية والعلمية ، ومكونات ثقافته ، وشيوخه،  ومواقفه السياسية في فترات مختلفة من تاريخ العراق القريب . لكن فكره السياسي الاسلامي لم يحظ كثيرا بالاهمية ، وقد نجده متناثرا  فيما كتبه الشيخ كاظم احمد ناصر المشايخي في كتابه : "الامام امجد بن محمد سعيد الزهاوي فقيه العراقيين والعالم الاسلامي " وما كتبه الشيخ محمد محمود الصواف في كتابه : " العلامة المجاهد الشيخ أمجد الزهاوي شيخ علماء العراق المعاصرين" وما كتبه الدكتور مجول محمد محمود جاسم العكيدي في اطروحته للدكتوراه الموسومة : الشيخ أمجد الزهاوي 1883-1967 :دراسة تاريخية " ، التي تشرفت بترأس لجنة مناقشتها في كلية التربية بجامعة الموصل سنة 2004 وغيرهم من 
 الكتاب والباحثين والمؤرخين  وخاصة ممن عرفوه عن كثب ، وأحتكوا به ورافقوه في رحلاته ، وتتلمذوا على يديه .
     ان مما يجب ان نؤكد عليه في مجال استخلاص ركائز فكره السياسي الاسلامي ، هو ان صفاته ، وشخصيته  الكاريزمية الملهمة ،وطبيعته وعلاقاته مع الناس كان لها اثر كبير في استجابة الناس له والتأثر به .كما ان سلوكه وطرق تعامله مع الاخرين ، واسلوبه في حل القضايا  والمسائل الفقهية والحياتية اعتمد الجوانب العملية التي  انسجمت انسجاما هارمونيا متناسقا مع كلامه وارائه .
    وفوق هذا وذاك فأن الرجل لم يكن منكفئا على نفسه يتهيب ركوب المخاطر ، ويؤثر السلامة بل كان رجلا اقتحاميا يقول مايراه حقا ويتخذ الموقف الذي يراه ضروريا ..يؤسس الجمعيات ، ويقابل ذوي السلطة ويحاورهم ، ويحاول اقناعهم، ويسافر ، ويعقد الصداقات  مع ذوي الفكر والجهاد بما ينفع الناس .
    كان من مرتكزات فكره ايمانه بالشباب وبقدراتهم فكان لايألوا جهدا في استنهاض هممهم ، وتشجيعهم على العمل .وقد عد الاهتمام بالتعليم والتربية وتغيير المناهج كلما اقتضت الحاجة مسألة وطنية وشرعية .لم ينتم الى حزب معين لانه كان يرى نفسه على مسافة واحدة من كل من يعمل من اجل الوطن والاسلام . واذ كان قد عاب  عليه البعض انه كان كرديا لكنه لم يؤيد الحركة السياسية الكردية بشكل واضح وبين ..انه كان يرى،  بأن كل مكونات العراق الاجتماعية هم اهله ، وهم من يجب ان يعمل من اجلهم .ومما يسجل في هذا المجال ان فكره السياسي الاسلامي انتشر في المناطق العربية مثلما انتشر في المناطق الكردية وهذا هو سر حب العراقيين له جميعا وتبجيلهم له .
    كان عندما  يتحسس الخطر على الاسلام وعلى التوجه الاسلامي ينبري بكل شجاعة ويتخذ الموقف المطلوب ويبدأ في الاتصال بالقوى والمراجع الفقهية السنية والشيعية في شمال العراق وشرقه وغربه وجنوبه لتكوين موقف  قوي وموحد .
   كان الشيخ الزهاوي يعتقد بأن من مهام الهيئات الاجتماعية جعل الحياة بحالة اقرب الى التكامل والسعادة ويقول في مقال كتبه في مجلة القضاء (العراقية ) العدد الاول،1924  عنوانه :" ما ينبغي ان يكون عليه القانون من الصفات " :  ان التشريعات الفقهية والقانونية مهمة وضرورية ،وكثيرا ما دعا الى ان تكون القوانين الوضعية مبنية على اسس تكفل حقوق الافراد والمجتمع على حد سواء وخاصة فيما توجبه المصلحة الاقتصادية من توزيع عادل للثروة وتلبية حاجات الانسان الضرورية الانية والمستقبلية التي تشكل اساس الحياة اليومية للمجتمعات ومنها المجتمع العراقي .
    وفيما يتعلق بموقفه من الانظمة السياسية الوضعية ، فللشيخ الزهاوي رأي في كلا النظامين الرأسمالي والاشتراكي .فهو وانطلاقا من زاوية فكره السياسي الاسلامي يرى بأن" الفرد هو الاصل في بناء المجتمع وغاية كل فرد سعادة نفسه " ، وهذه السعادة لاتتحقق الا من خلال المجتمع الذي يعيش فيه وقد عبر عن هذه الفكرة السامية في رسالته الى مؤتمر الطلبة المسلمين الذي انعقد في كراجي في 8 تشرين الاول –اكتوبر سنة 1957 قائلا :" ان الانسان انما يلجأ الى المجتمع لتأمين ما يحتاج اليه في تنظيم معاشه ، فالمجتمع –يقول الدكتور مجول محمد محمود جاسم العكيدي في اطروحته عن الشيخ امجد الزهاوي – وسيلة وغاية والغاية هي عندما يعود الى اسعاد نفسه من خلال خدمته للمجتمع . أما في النظام الرأسمالي فالانسان كثيرا ما يقع ضحية اللذة  عندما يشغل نفسه بطلب الاثراء على حساب غيره او ان الضرورة قد تلجئ الانسان الى ان يرضى بهضم حقوقه اما نزعة الافراط في الجشع التي يراها في المجتمع .وعلى المستوى نفسه يرى الزهاوي في النظام الاشتراكي انكارا لواحد من حقوق الانسان وهو الملكية الشخصية التي يقر بها الاسلام  . ففي تقديمه لكتاب الشيخ عبد العزيز البدري "حكم الاسلام في الاشتراكية " الصادر سنة 1962 يقول الشيخ الزهاوي: ان التضامن في الاسلام مفروض بين افراد العائلة بوجود النفقة مقابلا بالارث كما قال الله تعالى :" وعلى الوارث مثل ذلك " وبين جميع المسلمين بشرعية الزكاة كما يكون التضامن في حالة الاضطرار وليس هذا من الاشتراكية في شيء كما يظن البعض " . ومع هذا يقر الشيخ امجد الزهاوي بأن التضامن والتعاون بين افراد المجتمع والعمل على ايجاد الرفاهية هو ما يمكن ان يكون شيئا مشتركا بين الاسلام والاشتراكية.
  وكثيرا ما كان الشيخ الزهاوي يؤكد بأن  الاسلام دين  طبيعي وسطي ومعتدل من خلال دعوته الى العمل،  واقرار الحق ، وتحقيق العدالة والمساواة ، ونبذ العنف والتسلط والاستبداد والتعصب والكراهية والنظرة الى الانسان في كل العالم نظرة قائمة على ان الله خلقه في أحسن تقويم وان الله كرمه وجعله خليفة في الارض يبني المدن ويزرع الارض ويأكل من طيباتها  ويقيم الحضارات .وفي كل ذلك يكون مدفوعا بالامل والتفائل ورفض الغبن وطلب الاجر من الله وليس من غيره :" قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ان اجري الا على الله والله على كل شيء شهيد " .
من ركائز فكره  السياسي كذلك ايمانه بالوحدة الاسلامية  أو الاتحاد الاسلامي واعتبار ذلك من  الاهداف الضرورية ومدعاة لقوة المسلمين . وقد اشار في احدى رسائله  التي أورد ذكرها  الدكتور العكيدي في اطروحته المشار اليها انفا ،الى رئيس جمهورية باكستان محمد ايوب خان الى "ان الذي يتحتم على قائد الامة قبل كل شيء الاخذ بأسباب القوة ...واذا اردنا القوة لابد لنا من التحالف أو التعاون مع المسلمين في سائر اقطار الارض " .
    كما طالب الشيخ الزهاوي "ولاة الامور" في الدول الاسلامية التعاون مع "دعاة الفكر الاسلامي " لتحقيق فكرة الاتحاد الاسلامي .وقد ذهب الشيخ الزهاوي أبعد من ذلك عندما عد  خيرات كل بلد اسلامي هي خيرات لكل المسلمين فالنفط مثلا الذي يخرج في بلد اسلامي معين ،  فأن لكل مسلم على وجه الارض حق فيه .لكنه أكد على اهمية الاقتصاد وضرورة الترشيد فالاقتصاد في الدنيا على قدر الضرورة والحاجة .ويقينا ان اراء الزهاوي في مجال الاقتصاد تؤكد ايمانه بالعدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة . 
     قال الشيخ المستشار  عبد الله العقيل في كتابه : "من اعلام الدعوة والحركة الاسلامية المعاصرة " ، وقد عرفه جيدا منذ الاربعينات من القرن الماضي ان الشيخ امجد الزهاوي ،رحمه الله ، كان " شجاعا في قول  كلمة الحق ،راجح العقل  ، سديد الرأي ،عميق الفقه ، بسيط المظهر ،جم التواضع مع الصغير والكبير والغني والفقير .كما وجدتٌ فيه الصفاء في الذهن ،والنور في الوجه ،والعلم الغزير المتدفق في الاصول والفروع على حد سواء " . والى شئ من هذا القبيل قال الامام حسن البنا في وصفه عندما التقاه  :" يابني –مخاطبا صهره الدكتور سعيد رمضان - اذا أردت ان تنظر الى وجه رجل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنظر الى وجه الشيخ امجد الزهاوي،  واستمع إلى حديثه، فإنه يحرك سواكن النفوس، ويبعث الهمة فيها، ويدفعها نحو الخير حيثما وُجد،  وحيثما كان" .
      أما الاستاذ فليح حسن السامرائي وهو من عمل معه  فقد تناول في مقال نشره بعنوان : " الشيخ امجد الزهاوي ودوره في نهضة الشباب المسلم في العراق " بعضا من ذكرياته مع الشيخ الزهاوي  قائلا : " تعرفت على الشيخ أمجد ، وأنا طالب في الجامعة  سنة  1950م في جمعية الأخوة الإسلامية وشدتني وأعجبتني كثيراً شخصيته المتواضعة ، ولباسه المتواضع وفكره المتقدم على أقرانه من المشايخ" .
      وكتب  الشيخ علي الطنطاوي عن الشيخ الزهاوي يقول : "  الشيخ أمجد كان بركة العصر ، وإني لا أعرف من العلماء مثله ، واستفدتٌ من صحبته فوائد كثيرة في خٌلقي وتفكيري. كان الشيخ أمجد كنزاً مخبوءاً فكشفه الصواف... كان كتاباً عظيماً مخطوطاً لا يعرفه الناس،  فطبعه ونشره الصواف وعًرف به الناس. المال لا يباليه ، والجاه لا يلتفت إليه وطالما دخلنا على ملوك وأمراء فكانوا يقدمونه ويمدحونه فلا يستهويه المدح ولا يؤثر فيه التقديم..." .
      أما الشيخ قاسم القيسي ، وكان مفتيا للعراق ومن شيوخ الشيخ الزهاوي نفسه  فخاطبه  مرة قائلا  :" يا شيخ أمجد ،كنت تركت لك الفقه والاصول ،وسلمتٌ اليك القيادة فيهما ،ولم أكن أظن انه يمكنك ان تناقشني في علوم العربية والبلاغة ، ولكنني الان مضطر لان أسلم لك بهذه المهمة ايضا ،فأنت يا أمجد شيخي وشيخ العراقيين جميعا في المنقول والمعقول وفي سائر العلوم ،ولن أجادلك بعد اليوم ، ولكن أستفتيك !! " .
      ومع انه كان غنيا ويملك الاف الدونمات من الارض  الزراعية ، الا انه كان انسانا بسيطا ، متواضعا قال عنه الشيخ عبد الله الطنطاوي انه كان مثالا للعفّة ، والورع ، والنزاهة ، والأمانة،  والصلابة في الحق، وكان فوق الشبهات، ولا يخشى في الله لومة لائم..." .كما " كان صريحاً جداً، لا يعرف المداهنة ، ولا المجاملة.ويكره تقليد الإفرنج، لكنه يقرأ ما يصل إليه من كتبهم، ويروي النافع من أقوالهم". وهذا دليل واضح على انه كان منفتحا على كل فكر جديد ورأي جديد يفيد في فهمه للحياة ومساعدته عند اصدار أية فتوى او رأي معين . 
       هذه الخصائص الانسانية التي كان يتمتع بها الشيخ امجد الزهاوي خلقت منه قائدا  اسلاميا سياسيا  قادرا على التأثير في الناس،  فألتف حوله جمع كبير ، وكان لكلمته التي يقولها صدى واسعا ، ولرأيه الذي يدلي به تأثيرا .ومما عزز قيادته انه لم يكن ينتم  الى حزب معين أو جهة أو حركة سياسية محددة وانما كان يعد نفسه لكل العراقيين من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب . كان يحب الكل، ويعمل مع الكل..   يعمل مع كل من يخدم  الاسلام  أوينفع المسلمين وكان يسهم  مع كل الناس ، ومع كل الجهات لإنجاز العمل الخيري  الإسلامي
 وقد نقل عنه الشيخ احمد حسن الطه قوله :" لست مغفلاً حتى يخدعني أحد .. أنا اعمل مع كل من يعمل للإسلام)).لم ينتم الى " جماعة الاخوان المسلمين " ، وكان يرى بأنه يعمل من اجل الاسلام قبل ظهور حركتهم في العراق لكنه أيدهم وبارك نشاطاتهم . وقد أجاب مرة على سؤال يتعلق برأيه بجماعة الاخوان المسلمين فقال :"  هم جماعة من خيرة خلق الله، يٌعلمون الناس الخير، ويُدافعون عن الشريعة الغراء، ويسعون في تكثير أمثالهم" .لكنه كان يعترض على بعض سياساتهم  في مصر ويرى بأنهم يتعجلون الوصول الى السلطة . .  
      وللتدليل على مكانته العلمية والفقهية ان المرجع الشيعي الكبير في الستينات من القرن الماضي اية الله السيد محسن الحكيم وكان على صلة به قال عنه :" "إنه أبو حنيفة العصر، وأن فقه أبي حنيفة وأصوله،  لو ضاعا لأملاهما الزهاوي عن ظهر قلب" .
ان عظمة الشيخ  الزهاوي تكمن في
" علمه الغزير ، وذكاؤه المنقطع النظير، 
وعزوفه عن الدنيا ، وزهده ، وورعه ، وعدم اهتمامه بزخرف الدنيا ، وارادته وجه الله في كل ما يقول ويفعل "  .
       كان يعرف ،رحمه الله ، ان التواضع ، والاقتراب من الناس ، وفهم مشاكلهم ، والاسهام في حلها هو الطريق الامثل للوصول الى قلوبهم ..من هنا نراه كثير الاتصال بالناس حتى انه - كما قال الشيخ الدكتور بشار الفيضي - " كان رحمه الله يركب سيارات النقل العام الكبيرة من بيته في أول الأعظمية إلى مدرسته في قلب بغداد، ويقطع المسافة ماشيًا على قدميه من باب المعظم حتى المدرسة بدون أن يرافقه أحد أو يسير أحدٌ معه أو خلفه".
       كان الشيخ الزهاوي مرجعا لذوي الحاجات ، واصحاب الظلامات والمستضعفين من الناس ..يقضي حاجاتهم ويحل مشاكلهم ويتوسط لدى المسؤولين واصحاب القرار من اجل ذلك ، ولم يكن احدا يرده لما كان له من مهابة أو كاريزما في نفوسهم ولعظيم احترامهم وتقديرهم له .
     ومما يذكر في هذا الصدد انه التقى الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بعد ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي مرتين ونقل اليه معاناة الناس ومظالمهم ونصحه بوجوب الاستجابة لها . كما نقل اليه مخاوفه من التفاف الشيوعيين حوله وارتكابهم اخطاء وخطايا بحق معارضيهم وخاصة من ذوي الفكر الديني الاسلامي،  والفكر القومي العربي ، ولما لم يفعل  الزعيم شيئا نسق جهوده  مع المرجعية الشيعية التي كان يمثلها اية الله السيد محسن الحكيم وقد اشار الى ذلك أحد المقربين اليه ، وهو السيد فليح حسن السامرائي  الذي شغل سنة 1960 منصب سكرتارية  الحزب الاسلامي بقوله : "  بعد سقوط الحكم الملكي في 14 تموز عام 1958 مرت ظروف صعبة في العراق وخاصة أيام المد الشيوعي ، وكان رأي الشيخ أمجد ضرورة التعاون مع المرجعية في النجف وعلى رأسها سماحة السيد محسن الحكيم. طلب منا الشيخ ، وفي عدة مناسبات أن نذهب إلى النجف مع رسالة منه إلى السيد محسن الحكيم للتعاون ، وايقاف المد الشيوعي،  والتطاول على المقدسات وقد ذهبنا إلى النجف عدة مرات والوفد يتألف من المرحوم الشيخ عبدالعزيز البدري ، والأستاذ نور الدين الواعظ ، والدكتور نعمان السامرائي ، والأستاذ ابراهيم المدرس ، والشاعر وليد الأعظمي وأنا معهم وكنا نُستقبل بحفاوة بالغة في النجف. وكان يصطف على طول الطريق أبناء النجف وهم يرحبون بنا على طول الطريق إلى أن نصل إلى بيت السيد الحكيم فيستقبلنا بترحاب شديد ويذكر الشيخ أمجد الزهاوي ويصفه بأعظم الأوصاف ويقول مرحباً بكم وأنا على استعداد للتعاون فيما ينفع بلدنا العزيز" .
     وعندما صدر الحكم في مصر بأعدام سيد قطب ، ذهب الوفد إلى النجف واستقبله  سماحة السيد محسن  الحكيم وقال للوفد : نحن نعرف واجبنا ، وقد أرسلت رسالة إلى السيد  الرئيس جمال عبدالناصر وقلت له فيها إن علماء المسلمين يجب أن يٌكرموا لا أن يٌعدموا وطالبته بالعفو واطلاق سراح سيد قطب. وكان هذا موقفاً مشكوراً من سماحة السيد محسن الحكيم" .
    وكان أكبر تعاون إيجابي بين النجف والأعظمية في نهاية سنة 1959م حينما عقد احتفال كبير في  كربلاء في إحدى المناسبات الدينية وربما استشهاد الإمام علي  كرم الله وجهه فجهزنا أربع سيارات من شباب الأعظمية بقيادة الشيخ أمجد الزهاوي ، ومعه الشيخ عبدالعزيز البدري. ووصلنا إلى كربلاء ،واستٌقبلنا استقبال عظيماً، ثم القى الشيخ عبدالعزيز البدري كلمة الشيخ أمجد  الزهاوي في هذا الحفل وقد حضرت هذا الحفل وفود من جميع مناطق العراق من شماله إلى جنوبه. وكان الهدف السياسي من هذا اللقاء أن نطرح شعار كبير : (لا شرقية ولا غربية فلتسقط الشيوعية) إذ أن المد الشيوعي في العراق كان في أوجه في هذا الوقت. فانطلقت الجماهير من كربلاء إلى جميع مناطق العراق بهتاف واحد وهدف واحد وهو اسقاط الحزب الشيوعي وفعلاً تم اسقاط الحزب الشيوعي بعد هذا اليوم المشهود وتخلص العراق من أسوأ فترة في تاريخه السياسي وهو سيطرة الفوضى والإلحاد على الشارع العراقي. ويقينا ان هذه المواقف تحدونا الان الى التوحد واسقاط الخطاب  الطائفي وإحياء الروح الإيجابية بوحدة العراق ممثله بالشيخ أمجد الزهاوي والسيد محسن الحكيم والرموز الوطنية العراقية على مر التاريخ.


   ومن قبل ذلك تصدى الشيخ الزهاوي للوصى على عرش العراق الامير عبد الاله 1939-1953 عنما استحوذ على ارض ليهودي عراقي ، فأصدر الشيخ الزهاوي كما يروي الاستاذ كاظم احمد المشايخي " قراره عندما كان رئيسا لمجلس التمييز بأعادة الارض لليهودي وقال قولته الشهيرة :" لايهمني رضاء الوصي ،ولكن يهمني رضاء رب الوصي " .
   كان الملك فيصل الثاني ملك العراق الاسبق 1953-1958  كما يقول الاستاذ يوسف العظم ، يحترم الشيخ امجد الزهاوي الذي اتصل به  هاتفيا ابان انتفاضة  سنة 1956 واعتقال الشرطة لجمع  من الشباب المشتركين في التظاهرات المؤيدة لمصر ابان العدوان الثلاثي البريطاني –الفرنسي- الاسرائيلي عليها سنة 1956 ..قال الملك للشيخ الزهاوي :أي شاب يريد شيخنا ان نٌفرج عنه ؟ كان جواب الشيخ الزهاوي "كلهم ياولدي .. اولادنا ..الله يرضى عليك " ويتم الافراج عن الشباب جميعا اسلاميين وقوميين وماركسيين اكراما من الملك للشيخ الجليل .
       نعم كان الشيخ امجد الزهاوي - دون مبالغة - أعلم أهل العصر على مستوى العالم كله في علوم الشريعة والقانون والتاريخ الإسلامي والحدس السياسي والتقوى والصلاح والغيرة على الدين والأُمة والإخلاص الذي لا ينافسه فيه أحدٌ من معاصريه..." .ولو كان للمسلمين السنة مرجعية  رسمية معتمدة  او كان لهم مؤسسة دينية لها وظيفتها واهدافها وميزانيتها لكان  الشيخ امجد الزهاوي هو المرجع الاعلى لهذه المؤسسة وبدون منازع ، وفي كل العالم الاسلامي .
      كان للشيخ امجد الزهاوي معرفة دقيقة بالرجال وبقدراتهم على الفعل الانساني الايجابي . ومن هنا فقد كان يمتدح الشيخ محمد محمود الصواف ويشيد به ويدعو اخوانه الى العمل معه على طريق الدعوة الى الله والالتزام بمنهج الحركة الاسلامية الذي حمله الشيخ الصواف بعد عودته من مصر حيث التقى بالامام حسن البنا المرشد العام للاخوان المسلمين وبأخوانه وتلاميذه وتأثر بهم خلال دراسته في الجامع الازهر الشريف .
     كان يعتقد بأن التعليم ركيزة اساسية من ركائز النهضة  لهذا أولاه عناية خاصة ، وكثيرا ما دعا وزارات التربية في العالمين العربي والاسلامي الى وجوب اعتماد اسس تربوية واخلاقية عند وضع المناهج الدراسية ، والسعي بأستمرار الى اعادة النظر في المناهج وتغييرها تبعا للتغييرات التي تحصل في الحياة .ومما يذكر في هذا المجال انه دعي لحضور المؤتمر الثالث لوزراء التربية العرب الذي انعقد في الكويت ولمرضه تعذر عليه الحضور لكنه ارسل دراسة وضح فيها وجهة نظره في اصلاح التربية والتعليم .
    مرة قال الشيخ امجد الزهاوي  لجمعٍ من الشباب الذين نذروا أنفسهم للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وخدمة دينه سنة  1955م "  أنتم تقومون اليوم بعملٍ هو أفضل من عمل الأئمة الأربعة رضوان الله عليهم ، لا أقول أنتم أفضل منهم ، بل هم أفضل منكم ، أنهم عملوا للإسلام ، وللإسلام دولة وقوة ، وأنتم اليوم تعملون للإسلام وليس للإسلام دولة وقوة ، ولو أني اليوم قاضٍ وجاء رجلٌ شاهد يقطع الليل والنهار بالعبادة وأنا أعلم انه لا يعمل اليوم للإسلام أرد شهادته وأعتبره فاسقاً .
ولو جاءني  شاهداً وأنا قاضٍ فإذا علمت أنه لا يعمل للإسلام أرد شهادته وأعتبره فاسقاً .
وعندما  سمع الكلام هذا الدكتور عبد الكريم زيدان وهو يقدر علم الشيخ وورعه حق قدره ، قال  هذه فتوى من الشيخ الزهاوي"  .
    يقول الدكتور عبد الله الطنطاوي: "  ان الشيخ امجد الزهاوي  مشغول بأمور المسلمين، شغلته أوضاعهم، ومشكلاتهم، ومصائبهم عن نفسه وصحّته ، وأهله ، وماله، وقد أهمَّه ما هم عليه من ضعف، واستكانة، وخنوع، فانطلق يدعوهم إلى القوة، وتربية النشء عليها، وهذه لا تتأتّى إلا إذا رُبِّيت الناشئة على الإسلام .ويرى أن هذه مهمة العلماء.. ومن أجل ذلك أسس جمعية التربية الإسلامية  وغيرها من الجمعيات التي فتحت لها مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية لتعليم التلاميذ والطلبة  وتربيتهم التربية الإسلامية السليمة...  لقد كانت تربية النشء من همومه الكبيرة التي لا تفارقه، يدعو إخوانه ويلحّ عليهم في هذه الوظيفة المهمة" . 
  كان ينظر الى المال العام  نظرة فيها الكثير من القدسية ، ويعد المال العام مال المواطنين  جميعا . وفي هذا يذكر الشيخ علي الطنطاوي " أما ورعه في المال العام ...  فورعه الورع الحق، لا ورع التظاهر والرياء..." كان يردد –بأستمرار -  إن أموال المسلمين لا تُصرف إلا لمستحقيها" .
     كان على معرفة واسعة بالشؤون العربية وما كانت تعانيه الامتين  العربية والاسلامية من تحديات ، وله رأي حكيم في اسلوب مواجهة تلك التحديات ويقوم هذا الرأي على اساس اعمال العقل ، وانتهاج اسلوب التهدئة ويقول  ان العالم الاسلامي يحترق وان الواجب يقتضي ان  يصب كل منا ولو قليلا من الماء ليطفئ ما يستطيع ان يطفئه دون ان ينتظر غيره " .
    كان الشيخ أمجد الزهاوي يؤمن بالقوة وكان يقول  : عمي جميل صدقي الزهاوي كان يقول لي العلم أولاً وأقول له القوة أولاً ولا أنكر قيمة العلم. ثم يستشهد فيقول لو كان عمي حيا  لرأى الاتحاد السوفياتي وقوته وسيطرة الشيوعية على كثير مناطق العالم ليس بالعلم ولكن بالقوة. وكان شعاره دائماً القوة لكنه يردف القوة بالعلم ..."واعدوا لهم ما استطعتم " .

    موقفه من اغتصاب الصهاينة لفلسطين معروف وقد ٌكتب عنه كثيرا ، لكن مما يجب ان نؤكده انه لم يكتف بالخطب والمواعظ والاحتجاج وانما جعل قضية فلسطين قضيته الرئيسة.. ترأس مؤتمرات نصرة فلسطين في القدس وبغداد ودمشق والقاهرة وزار عددا كبيرا من الدول من اجلها ، وكان مع اول فوج من مجاهدي العراق على ارضها سنة 1948 ..
    كما ناصر قضية الجزائر وعمل من اجل استقلالها ، وكانت له علاقة وثيقة مع الشيخ محمد البشير الابراهيمي رئيس " جمعية العلماء المسلمين" ، ودعاه مرة لزيارة العراق وعمل من اجل جمع التبرعات للجزائر وزار عددا من الدول لحشد التأييد لاستقلال الجزائر وطرد المستعمرين الفرنسيين . وكان للمغرب حصة في فكر وممارسات الشيخ الزهاوي ، وقد عمل مع الاستاذ علال الفاسي زعيم "حزب الاستقلال " المغربي منذ سنة 1953 على نصرة قضايا الاستقلال والوحدة المغاربية .وكان للشيخ الزهاوي صداقة مع الامير عبد الكريم الخطابي بطل الريف المراكشي وقد زاره في القاهرة ونسق معه الجهود  الدعوية الحثيثة . كما ان علاقته بالحاج محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين كانت قوية ووثيقة وكثيرا ما وحد الجهود معه  في مجال الجهر  بالدعوة والعمل من اجل فلسطين .
    لقد احتلت القضايا العربية والاسلامية جانبا كبيرا في فكر الشيخ الزهاوي وممارساته السياسية الاسلامية  . وقد ارتكز هذا الاهتمام على حقيقة تاريخية مهمة ومبدأاسلامي سليم يقوم على ان " من لايهتم بأمر المسلمين فهو ليس منهم"  .وهذا حديث نبوي شريف اعتمده الشيخ الزهاوي في تحركاته ، ورحلاته ، ودعواته وخطبه ومواعظه .كان يبكي عندما يتحدث عن عصر ازدهار حضارة المسلمين وانتشارهم في اصقاع الارض ليس بواسطة الجيوش ، وانما بالكلمة الطيبة الصادقة ويبدأ بمقارنة ماضيهم بحاضرهم . وبالرغم من مرضه وشيخوخته فقد زار بلدانا كثيرة يجهر بفكره ويحرك الهمم ، ويستنهض العزائم . سافر الى مصر وفلسطين  وشمال افريقيا  وسوريا وتركيا والحجاز والهند والباكستان  وماليزيا واندنوسيا .وكان  يلتقي العلماء العاملين، والزعماء الصالحين في هذه البلدان  ، ويشرح لهم المهمات التي ارتحل من أجلها، ويحثهم على العمل الجاد لإصلاح أحوال المسلمين . كان متفائلا من قدرة الامة على النهوض ، ولم يكن يشعر باليأس والاحباط .وعندما التقى بالامام حسن البنا في القاهرة ، ورأى الجموع حوله وتحاور معه خرج وهو على ثقة كبيرة بأمكانية اعادة بناء الدولة الاسلامية .يقول تلميذه الدكتور عبد الكريم زيدان :" لقد صحبت الشيخ الزهاوي رحمه الله في اقامته وفي سفره ...وحضرت مجلسه العام والخاص فما رأيت منه ضعفا أو فتورا ..." .
    في قراراته وفتاويه كان لايداهن ، ولايماري ، ولا يسكت عن الحق ، ولايجامل ..."يصدع بالحق وان سكت غيره ، ولايبيع شيئا من دينه بالدنيا فالدنيا كلها –عنده- أتفه من ان تكون ثمنا لشيء من معاني الاسلام ...".
      ان كل من رافقه وعرفه يقول عنه انه كان قادرا على  التأثير في الناس . وفي هذا المجال يقول الاستاذ فليح حسن السامرائي :" لقد أثر الشيخ الزهاوي  في حياتي وسلوكي وعلاقاتي الاجتماعية وفهمي للدعوة الإسلامية..." .
     الشيخ أمجد الزهاوي رحمه الله  ..شيخ علماء العراق . ولد سنة 1300 هجرية الموافق لسنة 1883 ميلادية من اسرة علمية لها مكانة اجتماعية  ودينية وثقافية وسياسية مرموقة  وهي الاسرة البابانية العريقة في السليمانية بالعراق وهو ابن محمد سعيد الزهاوي مفتي بغداد وجده الشيخ محمد فيضي كان مفتيا كذلك  درس على  جده ووالده  وعلى عدد من الشيوخ منهم  الشيخ محمود شكري الالوسي والشيخ عباس القصاب ، والشيخ غلام رسول الهندي ، والشيخ عبد الرحمن القره داغي ، والشيخ قاسم القيسي.والتحق بالمدارس الرسمية وانهى الدراسة الاعدادية وسافر الى استانبول ودخل معهد   القضاء العالي  وبعد تخرجه  سنة 1906  عُيِّن مفتياً في الأحساء، ثم عضواً في محكمة استئناف بغداد، ثم رئيسا لمحكمة حقوق الموصل ، ثم نقل إلى بغداد ليعمل  استاذا في كلية الحقوق ببغداد . تولى رئاسة مجلس التمييز الشرعي وكان في الوقت نفسه يدرِّس في المدرسة السليمانية في بغداد، كان التدريس، وتربية النشئ  على الفضيلة ومكارم الأخلاق أحبَّ إلى نفسه من سائر الوظائف والمناصب مهما علت، فعندما صدر أمر وزاري بعدم جواز الجمع بين مجلس التمييز الشرعي والتدريس، استقال من المجلس، وآثر عليه البقاء في التدريس، وتقاعد وعمل في المحاماة لفترة لكنه تفرغ للعمل الدعوي السياسي منذ سنة 1946 وكان له دور في تأسيس جمعيات ذات مهام اجتماعية اسلامية منها جمعية الاداب الاسلامية وجمعية التربية الاسلامية وجمعية انقاذ فلسطين واللجنة العليا لنصرة الجزائر و" رابطة العالم الإسلامي في مكة ".. من كتبه : " الوصايا والفرائض "  و"الفتاوى الزهاوية " بمجلدين وبواقع 362 صفحة .
    كان معتدلا  ووسطيا ".. أحب دينه ، ووطنه ، وامته .كتب الاستاذ انور العاني ملخصا صفاته يقول " كان حاد الذكاء ، دقيقا في البحث والتحصيل ، حريصا على القراءة يرتاد المكتبات ،  يتتبع الاحداث السياسية والاجتماعية والادبية في العالم الاسلامي ، مطلعا اطلاعا واسعا على العلوم الفلسفية ، ومتتبعا لكل
 التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة...  كان يُحسن التكلم في اللغات العربية والكردية والتركية والفارسية" .كان يرتاد شارع المتنبي  ببغداد ويدخل المكتبات وخاصة مكتبة المثنى لصاحبها قاسم محمد الرجب ولم يكن من عادته مساومة صاحب المكتبة على اثمان الكتب التي يرغب في شرائها ولقد رأيته مرة  عندما كنتُ طالبا في جامعة بغداد  في مطلع الستينات من القرن الماضي يشتري الكتب ووجدته يركز على  كتب الحديث والفقه والتفسير والتاريخ والادب .
     كتب عنه احد طلبتنا  وهو  الدكتور مجول محمد محمود العكيدي اطروحة دكتوراه في قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل بعنوان :" الشيخ أمجد الزهاوي 1883-1967 .. دراسة تاريخية" وبأشراف الزميل الاستاذ الدكتور غانم محمد الحفو .
     أسس  الشيخ الزهاوي جمعية الاخوة الاسلامية وقد وثق احد مؤسسيها  وهو الاستاذ فليح حسن  السامرائي ذلك بقوله : "  كان الشيخ أمجد الزهاوي رئيساً لجمعية الإخوة الإسلامية منذ تأسيسها في نهاية سنة  1949 كنت طالباً في الجامعة وانتميت إلى جمعية الإخوة الإسلامية آنذاك. وكنت أحد المؤسسين للجمعية وكنا في حدود (100) شخص من جميع مناطق العراق نلتقي سنوياً في دار الجمعية في باب المعظم في شهر محرم الحرام ولمدة ثلاثة أيام نتدارس النشاط الدعوي في كل منطقة ، ونرسم خريطة عمل للمرحلة التالية. ثم نلتقي في نفس الوقت بعد أربع سنوات لانتخاب اللجنة المركزية للجمعية. لم يتخلف الشيخ أمجد الزهاوي عن هذا اللقاء بل يحضر ويستمع ...  منشرح الصدر ومستبشراً بهذا الشباب المؤمن الممثل للدعوة الإسلامية في العراق وغالبيتهم من الشباب الذي لا يتجاوز عمره (30) عاماً...كان يطلب  من كل واحد  أن يقنع خمسة أشخاص سنوياً للدخول إلى الجمعية والعمل مع الشباب وكان يرى في الشباب أمل الامة . 
     وكان الشيخ الزهاوي رئيسا لجمعية انقاذ فلسطين التي يجتمع اعضاؤها في مبنى جمعية الاخوة الاسلامية نفسه  . كان الشيخ أمجد الزهاوي وبجانبه الشيخ محمود الصواف يستقبل  التبرعات والمساعدات من أبناء الشعب العراقي الذي كان متعاطفاً مع القضية الفلسطينية ويتبرع بسخاء وكانت جمعية انقاذ فلسطين تستقبل جميع الشخصيات الإسلامية ومن كل عام من مختلف العالم الإسلامي. ومن الذين استقبلهم  كامل الشريف، الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ، الشيخ نمر الخطيب، الشيخ علال الفاسي ،  الشيخ محي الدين القليبي ،  الشيخ علي الطنطاوي ،  الشيخ عبدالرحمن خليفة ،  الشاعر محمد بهاء الدين الأميري ،  الشيخ بديع صقر،  الشيخ  أبو الحسن الندوي ،  الشيخ عبدالحكيم عابدين،   جميع هؤلاء وغيرهم  كثير كان يستقبلهم في الجمعية ويطلب  منهم القاء  محاضرات في جامع الأزبك المجاور للجمعية.
    رحم الله الزهاوي الكبير ، فقد كان علامة بارزة في تاريخ العراق الحديث .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي

  مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي عرض ومراجعة : الدكتور زياد ع...