الخريجون بين التسرب والبطالة
-ابراهيم العلاف
وعندما كنت مديرا لمركز الدراسات التركية -الاقليمية حاليا بجامعة الموصل قبل 2003 ، تسرب خلال سنوات الحصار عدد كبير من الموظفين والاساتذة كان احدهم - كما في دوائر ووزارات الدولة كلها - ينقطع عن الدوام بضعة أيام ، فنصدر امرا نعده فيه مستقيلا .
ولازلت اتذكر ان عددا كبيرا من المعلمين والمدرسين تركوا الوظيفة ، واتجهوا نحو العمل الحر وكان هذا يُسمى تسربا من الوظيفة ، لأن الراتب كان قليلا كان ( 3000 ) دينار شهريا وطبقة البيض 6000 دينار ومرة سافرت الى بغداد فقدم سائق السيارة نفسه لي وقال السائق عقيد في الجيش ،وفي الشورجة والاسواق تجد البائع بكالوريوس فلسفة وتجد الفيترجي خريج كلية العلوم وتجد عامل فرن الصمون ماجستير في التاريخ ، وتجد من يبيع المرطبات يحمل شهادة بكالوريوس في الفنون وهكذا .
وسقط النظام في نيسان 2003 ، وجاء الاحتلال وازدادت الرواتب فعاد الخريجون الى الوظائف وامتلأت الدوائر بالموظفين كانوا نصف مليون فأصبحوا سبعة ملايين ، .وبعدها اصبحت الوظيفة بعيدة المنال حملة الشهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه اليوم 2022 لايجدون عملا .الدولة تصوروا ربطتنا بكفالة سنة 1969 ان لم نقبل التعيين ندفع كذا مبلغا ثم الدولة صارت تحاسب من لايقبل التعيين وسبحان الله الان الدولة توقفت عن التعيين وثقوا لو كانت الرواتب قليلة في الوظيفة الحكومية لتركها الكثيرون الى القطاع الخاص .
اقول على الدولة ان تنتبه ، وتخطط وتدعم القطاع الخاص ، وتعيد النظر في التخصصات وتربط الجامعات بسوق العمل والا فالمشكلة مشكلة البطالة قائمة ومن الضروري حلها ، البطالة ليست في صالح البلد ابدا لان البطالة تكلفها الكثير تصرف على الخريج والمجتمع لايستفيد منه ..اقول للمسؤولين الكبار في الدولة وللمتخصصين وللمهتمين ادرسوا هذه الحالة وابحثوا عن حلول علمية واستفيدوا من تجارب الدول ....................................2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق