الثلاثاء، 18 يوليو 2023

أصحاب المهن في الموصل ا.د. إبراهيم خليل العلاف

                                      ذنون الحداد ابو يونس في سوق الحدادين بمدينة الموصل 
                                                    تصوير:الفنان الفوتوغرافي بشار عدنان


أصحاب المهن في الموصل

ا.د. إبراهيم خليل العلاف

أستاذ التاريخ الحديث المتمرس في جامعة الموصل

 ومن حسن الحظ ، ان كاتب هذه السطور له مقالات عديدة عن أصحاب المهن في الموصل . وقد اصدر في السنة الماضية كتابا طبعته (دار ماشكي للطباعة والنشر)  في الموصل بعنوان ( المهن والحرف في الموصل) .وهنا يجب ان نفرق بين (المهنة ) و(الحرفة) . والمهنة قد لاتتطلب مهارات وأدوات بينما الحرفة تتطلب ذلك . وفي مدينة الموصل ومنذ قرون لدينا مهن ولدينا حرف وكثيرا من الاسر الموصلية توارثت المهن والحرف أبا عن جد وصارت تعرف باسم مهنة اجدادها الأوائل فهذا ملاح وذاك دباغ والثالث خياط والرابع قوطجي والخامس حلاق والسادس نجار والسابع اطرقجي والثامن سراج والتاسع خفاف وهكذا .

أصحاب المهن يفتخرون بأنهم حافظوا على المهنة  واسرارها  ، وهناك مهنا لاتزال موجودة ، وهناك مهنا انقرضت ، ومنها مثلا مهنة النعلبند ، وهناك مهنا في طريقها الى الانقراض لكن مما ينبغي ان نقوله ان هناك جهودا كبيرة تبذل للمحافظة على المهن في الموصل .

والموصل كما دائما أقول ليست مدينة عادية انها مدينة تاريخ وتراث وموقف وهي مدينة زراعية ومدينة حرفية ومدينة صناعية ومدينة تجارية ومدينة دينية ومدينة علمية ومدينة سياحية .تجد المهن وتجد الحرف وتجد الأراضي الزراعية الخصبة وتجد المواد الأولية للصناعة وتجد المناظر الخلابة والطقس الجميل خاصة في فصلي الربيع والخريف فهي ام الربيعين وتجد في الموصل المدارس الدينية من قبل والمدارس والجامعات والمعاهد العلمية اليوم وتجد التجار و(غرفة تجارة الموصل) ،  التي تأسست في القرن 19 من اقدم غرف التجارة في العراق والوطن العربي وانا عندما أقول الموصل لا أعني المدينة فحسب بل اقصد الموصل الكبرى المتمثلة اليوم بمحافظة نينوى .

مهن الموصل تعد ولا تحصى  فهي كثيرة جدا  ومن المهن المتوارثة في الموصل مهنة الدباغة  ومهنة السراجة ومهنة صناعة الأحذية (القوندرجية)  ومهنة الخباز ومهنة البغضعجية (صناعة البردعة) ومنها المجلد (مجلد الكتب) ومنها التوتونجي ( صناعة السيكائر) ومنها الحائك ومنها الحداد ومنها النجار ومنها الحلاق ومنها الخياط ومنها الساعجي ومنها السوفاجي  أي المتخصص بصنع الخناجر والسكاكين ومنها الجقماقجي مصلح الأسلحة ومنها الصباغ ومنها الصقال  أي من يصقل الجلود بعد ان تدبغ ومنها الصفار  ومنها الصائغ ومنها العبايجي ومنها القزاز ومنها القطان ومنها الكبابجي ومنها الكججي وهو صانع المفروشات المعروفة بالكجاية ومنها الكركجي  صانع المعاطف النسائية –الكرك ومنها الوتار وهو من يصنع الاوتار التي تستخدم في ندف القطن والصوف  وغيرها .

طبعا هناك مهن تتخصص بتصليح السيارات ومنها الفيترجي والوايرمن وصباغ السيارات وحداد السيارات والبلنص جي والتورنجي والبنجرجي .

وهناك مهنا تعتمد على بيع المواد واللوازم البيتية والاستهلاكية ومنها بائع الشربت – السواس –بائع الحلويات –بائع الثلج –بائع الجرزات – بائع المرطبات – بائع اللحم – القصاب – الاوتجي – بائع البالات –بائع الطرشي – بائع البلبي – البستانجي – البلام- الحّبال بائع الحبال – الحمال – السمان – الصواف - -الصياد – العلاف – الفحام – القهوجي – الكواز – المصور- البقال ،  وهكذا مهنا كثيرا .

وكاتب هذه السطور أشرف على أطروحة دكتوراه منذ عقود كان عنوانها (الأصناف والتنظيمات المهنية في الموصل منذ أواخر القرن 19 حتى عام 1958) قدمها الدكتور نمير طه ياسين بإشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف أشار فيها الى ان أصحاب المهن والتنظيمات الحرفية في الموصل نظموا أنفسهم في جمعيات ونقابات واتحادات عملت من اجل حماية المهن والحرب وتنظيم اعمالها واسهاماتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العامة. 

*18-7-2023




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة

  الدكتور فتحي عباس الجبوري والبعد اللبناني في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - ج...