الجمعة، 8 يوليو 2022

الحمام في الشعر العربي


الحمام في الشعر العربي

- ابراهيم العلاف
وقرأت الكثير من الشعر العربي الحديث عن الحمام وهديله ولكن الشاعر المصري الكبير الاستاذ صلاح عبد الصبور في كتابه الجميل ، وصدر عن دار العودة ببيروت سنة 1979 بعنوان ( قراءة جديدة لشعرنا القديم ) وفيه مبحث عن الحمام ، وموقعه في شعرنا العربي القديم فيقول ان (الحمام) احتل مكانة شبيهة بمكانة (البلبل ) في الشعر الغربي فهو اي الحمام يمثل (الحرية) وهو يمثل ( السلام) وهو يمثل ( الحب) وهو يمثل القدرة على اجتياز اجواز السماء الى الحبيب وهو يحقق التواصل بين البشر ومنه الحمام الزاجل .
والحمام يمثل حلم الانسان بالطيران الى غاياته لولا ان تقيده الارض بقيود ثقال .و(هديل الحمام) ، شجو حزين .يقول قيس بن الملوح وهو مجنون ليلى :
الا ياحمامات اللوى عدن عدوة *** فإني الى اصواتكن حزين ُ
فعدن فلما عدن ،كدن يمتنني *** وكدت باسرار لهن أبين
فلم تر عيني مثلهن حمائما *** بكين ، ولم تدمع لهن عيون
وللشعر حميد بن ثور الهلالي قصيدة مليئة بالشجن :
وما هاج هذا الشوق الا حمامة *** دعت ساق حر ترحة وترنما
وخير من ارخ للحمامة ووثق لها وكشف ما تمثله عند الانسان شاعرنا الكبير ابا فراس الحمداني الفارس الاسير وقد ناحت قرب سجنه عند الروم حمامة فقال :كيف نبكين ايتها الحمامة وانت حرة وانا اسير لقد كنت اولى منك بالبكاء ولكن قيم الرجولة منعتني :
اقول وقد ناحت بقربي حمامة *** أيا جارتي لو تعلمين بحالي
معاذَ الهوى ،ماذقتُ طارقة النوى *** وما خطرتْ منكِ الهموم ببال
ايا جارتا ،ما أنصف الدهرُ بيننا *** تعالي أُقاسمك الهموم ،تعالي
تعالي ،تري روحا لدي ضعيفة *** تردد في جسم يعذب بالي
أيضحك مأسور ، وتبكي طليقة *** ويسكتُ محزون ، ويندبُ سالي
لقد كنتُ أولى منك بالدمع مقلة *** ولكن دمعي في الحوادث غالي
رحم الله أبا فراسا ، ورحم الله ناظم الغزالي الفنان والمطرب العراقي الكبير الذي غنى القصيدة بأروع ما يكون فخلدَ نفسه ، وخلد شاعرها ، وخلد الحادثة ، وخلد الحمامة .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاستاذ ابراهيم جلال 1921-1991 المخرج العراقي الرائد

الاستاذ ابراهيم جلال 1921-1991 الثاني من اليسار                                                                                           ال...