الثلاثاء، 12 يوليو 2022

صلاح الدين الغلامي 1926-2004 من رجالات الاعلام والثقافة في العراق



















 



صلاح الدين الغلامي 1926-2004 من رجالات الاعلام  والثقافة في العراق

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

لا يخفى على الجميع أن الاسرة الغلامية في الموصل ،هذه الاسرة العريقة والكريمة لها تاريخ ثر ليس في الموصل والعراق وانما في العالم العربي .برز منها فقهاء ومؤرخون وكتاب وقضاة ورجال دين وسياسيون عروبيون وطنيون وقادة فكر وثقافة وادب وعلوم وهندسة وطب وفي كل ميادين الحياة .هي اسرة علمية اهتمت بالأدب والشعر والثقافة والتاريخ وكانت لي فرص كثيرة لمعرفتهم والكتابة عنهم منذ اوائل السبعينات من القرن الماضي .
اليوم اريد ان اكتب عن المرحوم الاستاذ صلاح الدين محمد صالح الغلامي مربيا واداريا واعلاميا وقد كنت اعرفه شخصيا واشرت اليه في بعض مقالاتي .والاستاذ صلاح الدين الغلامي هو أحد ابناء الاسرة الغلامية ممن تركوا بصمة في تكوين العراق المعاصر وسيرته ونشاطاته وما قام به من اعمال دليل على ذلك .هو الاستاذ صلاح الدين الغلامي ويحلو لنا ان نسميه صلاح الدين افندي الغلامي وصلاح الدين بن محمد بن صالح الغلامي من مواليد مدينة الموصل سنة 1926 وقد نشأ وترعرع في كنف الاسرة الغلامية الكريمة وفي ظل قاماتها البارزين ومنهم العلامة الشيخ الاستاذ محمد رؤوف الغلامي والمؤرخ والمربي والمناضل الاستاذ عبد المنعم الغلامي والمربي والمناضل والاداري الاستاذ محمد نذير الغلامي وغيرهم من اركان هذه الاسرة وقد اكمل دراسته الابتدائية في مدرسة دار النجاح والمتوسطة في المتوسطة الشرقية والاعدادية في الاعدادية المركزية ودخل الدورة التربوية وتخرج معلما وعمل في واحدة من مدارس اربيل الابتدائية لكنه اكمل دراسته العليا وتخرج في كلية الادارة والاقتصاد في جامعة الموصل وعمل في (المجموعة الثقافية) في الموصل وكانت تضم مدرستي الزراعة والصناعة ودار المعلمين .شغل موقع مدير الاقسام الداخلية في المجموعة الثقافية .
ولازلت اذكر اسهامه في تحرير مجلة (المحاسب) التي كتبت عنها وكان عضوا في هيئة تحريرها وصدر عددها الاول سنة 1965 .
قرر الانتقال الى بغداد ولازلت اذكر انني التقيت به عندما زرت بيت المرحوم الشيخ محمد رؤوف الغلامي قرب جامع العسافي للاطلاع على بعض الوثائق سنة 1972 وقد علمت انه اتجه للعمل في الصحافة وشغل موقع مدير المؤسسة العامة للصحافة والطباعة 1968-1969 ثم عمل مديرا في مصلحة السينما والمسرح للفترة من 1969-1973 .
وخلال الفترة من 1974-1978 عمل مديرا للإدارة في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون بعدها تولى منصب معاون المدير العام للاذاعة والتلفزيون بين سنتي 1982-1986 وفي سنة 1986 حصل على درجة (خبير ) في وزارة الثقافة والاعلام .
حصل على عدد كبير من كتب الشكر والتقدير وكرم كثيرا لجهوده الادارية والاعلامية وقد احيل على التقاعد لبلوغه السن القانونية سنة 1991 لكنه استمر بالعمل بعقد كخبير في مكتب وزير الثقافة والاعلام . وكثيرا ما كنت اتابع عمله وعرفت من خلال عدد من الاساتذة انه عمل مديرا ل(ملتقى الرواد) ومقره في القصر الابيض ببغداد وكانت له اياد بيضاء في صدور مجلة (الرواد) ولي مقال عنها منشور وقد ضم ملتقى الرواد عددا من المفكرين والمثقفين والادباء والاساتذة العراقيين والاكاديميين المتقاعدين .
داهمه المرض سنة 1996 واضطر الى البقاء في داره حيث تفرغ للعبادة وقراءة القرآن والمطالعة واكمل ما قام به اجداده في تكملة شجرة الاسرة الغلامية وكتب عددا من المقالات ومن ذلك انه ارخ للأستاذ محمد نذير الغلامي المربي والمناضل السياسي العروبي المعروف .
كان الاستاذ صلاح الدين الغلامي رجلا مخلصا طيبا حنونا كريما وكان رياضيا فمذ كان في المتوسطة الشرقية في الموصل سنة 1942 كان لاعبا وعضوا في فريق كرة القديم في هذه المدرسة .وقد ربى اولاده فواز (1960) رحمة الله عليه و(محمد)   1965 و( احمد) 1969 تربية طيبة وصالحة وكان اولاده يرون فيه ابا رؤوفا كان قدوة لهم في حياتهم وكانوا معجبين به في قدراته واهتمامه بصحته وممارسة الرياضة وفي حفاظه على رشاقته وقوة بدنه .
مثل العراق في العديد من المؤتمرات على صعيد العمل الاذاعي ضمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومنظمة اتحاد اذاعات الدول العربية والاسلامية وخاصة بين 29-11-4-12-1983 .
وقد شارك في مؤتمرات وزراء الاعلام في دول الخليج العربية وشغل منصب ممثل العراق في منظمة اذاعات الدول العربية ومقرها تونس وكذلك كان عضوا في اذاعات الدول الاسلامية .
وحين كان معاونا للمدير العام للإذاعة والتلفزيون في سنة 1981 ولغاية 1986 قام ببناء ستديوهات جديدة منها ستوديو 800 وستديو 900 وكانت تلك من اكبر ستديوهات الدول العربية . وشارك في برنامج (افتح ياسمسم ) حيث كان مديرا للإنتاج كما كان ايضا في افلام كارتون علاء الدين والمصباح السحري مع الاستاذ فيصل الياسري .
توفي رحمة الله عليه وطيب ثراه بأجله الموعود سنة 2004 وترك بيننا ما يجعلنا نذكره .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...