الجمعة، 22 يوليو 2022

خير الدين التونسي المصلح والمفكر والسياسي الكبير 1820- 1890 في ذكرى وفاته ال (132)


                                             تمثال خير الدين التونسي 

خير الدين التونسي المصلح والمفكر والسياسي الكبير 1820- 1890 في ذكرى وفاته ال (132)
- ابراهيم العلاف
من المفكرين الذين يحق لنا ان نفخر بهم وسبب فخرنا انهم قدموا لهذه الامة الكثير مما ساعدها على التطور وخير الدين التونسي هذا السياسي والمفكر وصاحب كتاب ( أقوم المسالك في معرفة احوال الممالك ) وقد صدر سنة 1867 وفيه كثير من الاراء الاصلاحية وقد سبق لي ان كتبت عنه في بعض كتبي التاريخية واليوم 21 تموز - يوليو تمر الذكرى ال (132) لوفاته . ومما يجعلنا نستعيد ذكراه ان شخص الكثير من مواطن الخلل في بنية امتنا ومنها ما يتعلق بما اسماه (العمران والسياسة ) ومما قاله في كتابه المشار اليه :"
ولايخفى ، ما يلحق الامة بذلك من الشين ، والخلل في العمران ، والسياسة .أما الشين ،فبالاحتياج في غالب الضروريات الدال على تأخر الامة في المعارف .واما خلل العمران فيعدم انتفاع صناع البلاد بإصطناع نتائجها الذي هو أصل مهم من أصول المكاسب ومصداق ذلك ما نشاهده من ان صاحب الغنم منا ، ومستولد الحرير ، وزارع القطن مثلا يقتحم تعب ذلك سنة كاملة وسيبيع ما ينتجه عمله للافرنجي بثمن يسير ثم يشتريه منه بعد اصطناعه في مدة يسيرة بأضعاف ثمنه ...
واما الخلل السياسي ،فإن احتياج المملكة لغيرها مانع لاستقلالها ، وموهن لقوتها لاسيما اذا كان متعلق الاحتياج الضروريات الحربية التي لو تيسر شراؤها زمن الصلح لايتيسر ذلك وقت الحرب ولو بأضعاف القيمة ..." . كان لايثق كثيرا في رجالات السياسة كما لايثق كثيرا في رجالات الدين وكان يقول ان السياسي لابد ان يعرف شيئا من الدين ورجال الدين مطالبين ان يعرفوا شيئا عن السياسة ويقول ان من اسباب التأخر رجال دين يعرفون كل شئ عن الشريعة ولا يعرفون شيئا عن السياسية ورجال سياسة لايعرفون
ولا يعرفون شيئا عن الدين وهنا يؤكد على الثقافة الشاملة لمن يتصدى للعمل العام .وكما نقول عندنا ان مدحت باشا هو ابو النهضة العراقية ورائد التحديث فإن خير الدين التونسي هو رائد النهضة التونسية ورائد التحديث في تونس .كان يرى ان الاستبداد والحكم المطلق هو السبب وراء كل الشرور وهو من كان وراء حالة الانهيار والانحطاط في العالم العربي .عمل وزيرا للبحرية في تونس في كانون الثاني - يناير 1857 وكان برتبة فريق اول كما كان وراء اصدار (دستور سنة 1861) والذي نجم عنه تشيل مجلس استشاري مؤلف من (60 ) عضوا تولى هو رئاسته وفي تشرين الاول - اكتوبر سنة 1877 خلفا لمصطفى خزنه دار وقد استطاع النهوض بالبلاد وبعث فيها روحا جديدة بعيدا عن الرشوة والفساد كما بسلسلة من الاصلاحات في ميادين الادارة والمالية والاقتصاد والتعليم والقضاء .
عينه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني 1876-1909 في كانون الاول -ديسمبر سنة 1878 صدرا اعظم اي رئيسا للوزراء .كتابه (اقوم المسالك في معرفة الممالك) حقق اكثر من مرة ومن اكثر من محقق لكن الكتاب بتحقيق الدكتور معن زيادة متوفر في مكتبتي وهو تحقيق متميز للكتاب مع دراسة له قيمة . رحم الله خير الدين التونسي رائد الحركة الاصلاحية في تونس الخضراء .
٣١ شخصًا آخر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...