نزيهة رشيد الفنانة التشكيليةالعراقية الكبيرة
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ولازلت اتذكر انني يوم توفيت - رحمة الله عليها وطيب ثراها وجزاها خيرا على ماقدمت - كتبت عنها وقلت انها واحدة من جيل مابعد جيل الرواد من التشكيليين العراقيين المعاصرين واتذكر ان الاخ الاستاذ ضياء الراوي نعاها وقال انها توفيت في 18 شباط 2018 في مكان اقامتها بنيويورك بالولايات المتحدة الامريكية وتحدث عن مسيرتها الفنية ، وقال ان (الملتقى العراقي للثقافة والفنون ) بالعاصمة الاردنية عمان نعاها ، وبعد فترة استذكرها وكما هو معروف فإنها عاشت لفترة في المغرب وقال انها تلقت دروس الفن من الرائدين المؤسسين جواد سليم، وفائق حسن، تخرجت من معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1959، حصلت على شهادة الماجستير عام1967 من جامعة ميريلا ند الاميركية، وخلال سنوات تحضيرها للماجستير شاركت في اغلب معارض الطلبة في الجامعة للاعوام 1964-1966 وبعد حصولها على شهادة الماجستير عام 1967 ، اقامت معرضا شخصيا في مبنى البلدية في مدينة سان فرنسيسكو، وقد أتبعته بمعرض آخر في جامعة ميريلاند الاميركية عام 1967، وفي عام 1969 اتيحت لها الفرصة لإقامة معرض شخصي في مبنى الامم المتحدة في نيويورك.
عادت إلى العراق لتمارس التدريس في كلية الاداب - جامعة بغداد وأمتد عملها في جامعة بغداد لسنوات كثيرة، للفترة بين عامي 1969ــ 1984 .وفي نهاية الثمانينات من القرن الماضي سافرت إلى المغرب وأستقرت فيها لسنوات ثم تركت المغرب واتجهت الى الولايات المتحدة الامريكية في عام 1999، وفتحت هناك صالونا فنيا خاصا بها عرضت فيه ما رسمته عن حياة أهل العراق والمغرب.وقد سجلت في الكثير من لوحاتها المدهشة، خلال وجودها في مدينة الرباط وأُقتنيت رسوماتها المبهرة من قبل فنادق ومعارض مغربية راقية، بعضها محفوظ لدى أقربائها ومعارفها في المغرب والعراق.وفي تلك الرسومات عكست حياة الريف العراقي مع انها ابنة بغداد .
ولدت في بغداد ودرست في مدارسها، وعاصرت في بدايات شبابها موجة الدعوة للسفور للمرأة، لوحات هذه الفنانة التي عاشت تلك المرحلة أختارت أن ترسم الريف ونساءه، بوجوههن المكشوفة ونظراتهن الخجولة، وتطلعهن للشمس والأشجار.
كتب عنها الاستاذ معد فياض مرة مقالا في مجلة (كل العرب) التي كانت تصدر في باريس العدد (239) الاربعاء 25 آذار -مارس 1987 ،وبعنوان (الفنانة نزيهة رشيد : المرأة عطاء والمجتمع لم يعطها شيئا) قال فيها ان عالم نزيهة رشيد مملكة مسحورة بالنباتات . وتحدثت هي عن لوحاتها وقالت :"اخطط اللوحة اولا ثم عندما اريد تنفيذها اجدني ارسم لوحة اخرى",واكدت في حينها واثناء الحوار انها بعيدة عن الصحافة لكن رسالة مثل نزيهة رشيد لايمكن للصحافة ان تكون بعيدة عنها فهي تتلمذت على يد جواد سليم وخالد الجادر واستطاعت في عام 1968 ان تخترق جدار الامم المتحدة لتقيم اول معارضها الشخصية بعدما درست الرسم في معهد الفنون الجميلة ببغداد .
الفنانة التشكيلية نزيهة رشيد وكثيرون لايعرفون ذلك تحمل شهادة عليا في الرسم من (مدرسة جالسي ) في لندن وانها اكملت دراستها الفنية في واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية واكدت في كل هذا حضورها كتشكيلية عراقية .قالت ان اهلها ارادوها طبيبة لكنها اختارت الفن وقبل معهد الفنون الجميلة وداومت فيه في القسم المسائي كانت تداوم في معهد المدرسين العالي ونزيهة رشيد من جيل مابعد الرواد وكانت مولعة برسم الوجوه ابهرها استاذها جواد سليم وهو من قادها للرسم كان يفاجئها بافكاره واسلوبه ورسومه وكانت لديه مكتبة قيمة وتقول انها في رسوماتها تهتم بالتفاصيل الاكاديمة وقد زاكبت مدرسة بغداد للفن الحديث في مطلع حياتها وهاجسها في اغلب اعمالها المرأة : فالمرأة عندنا ليست مجرد موضوع للوحاتها بل هي قضية ايضا .. المرأة الام والبنت والخالة ،المرأة الحبيبة والخطيبة والزوجة والجدة ..المرأة البغدادية بعينيها الواسعتين والريفية بوشمها وملابسها التقليدية المرأة عندها رمز العطاء والتضحية ..تقول :"في داخلي شيء ضد الرجل ...ربما لان الرجل يسيطر على كل شيئ .
كان مرسمها تسود فيه الفوضوية فوضوية اللوحات والالوان وتقول تشكيل اللوحة ليس سهلا انه معاناة معاناة التفكير بالموضوع كان يستغرقها طويلا هي لاتسعى خلف الموضة تقول للاستاذ المحاور والفن عندها يجب ان يلجأ الى الرموز الانسانية باطر حضارية وهي معجبة باعمال محمد غني حكمت واعمال خالد الرحال واحب الاعمال لديها اعمال علاء بشير وضياء العزاوي وسعاد العطار وسامي حقي ومحمد مهر الدين ووداد الاورفلي وبشأن النقد تقول :"ليس عندنا نقاد تشكيليون ..نقادنا يلجأون الى التزويق اللفظي والانشاء الكتابي تاركين الفنان وفنه غير متأثرين برصانة عمله واسلوبه ..عندما سألها عن عمرها ومتى بدأت اجابت :" اترك السنوات والتواريخ ..فأنا عندما ارسم اشعر كأني ارسم للمرة الاولى قضية كبيرة اسمها اللوحة !.
رحم الله الفنانة التشكيلية الكبيرة نزيهة رشيد وطيب ثراها وجزاها خيرا على ماقدمته للحركة التشكيلية في العراق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق