تقديم لكتاب ( محلتي خزرج والساعة ) للأستاذ قصيد نجم النجماوي
بقلم :الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ولا اكتمكم سرا أنني فرحتُ جدا عندما طلب مني الاخ والصديق
الاستاذ قصيد نجم النجماوي ، أن اكتب تقديما لكتابه الجديد عن (محلتي خزرج
والساعة ) .وكما تعرفون فإن الاخ الاستاذ النجماوي سبق ان اصدرت له مكتبة حسام
الدين في المجموعة الثقافية في الموصل
كتابا بعنوان (رأس الجادة في القرن العشرين ) . وجميل جدا ان الكتاب طبع
اكثر من مرة ، مما يؤكد اقبال الناس على مثل هذه الكتب الجميلة التي توثق ، وتدون تاريخ المحلات والاحياء في الموصل .وللأخ
الاستاذ قصيد كتاب عن (محلة النبي شيت ) .
.
الكتاب الجديد عنونه ب( محلتي خزرج والساعة ) وهما محلتان متداخلتان من محلات مدينة الموصل المسورة القديمة . والكتاب – بحق – دراسة
ميدانية وهو عندما يكتب فإنما يكتب لتأكيد
حالة طالما الفناها ونريد عودتها كما كانت وافضل واقصد حالة الامن والهدوء والحب
بين الجيران على اختلاف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية .لم نكن نفرق بين
هذا وهذا لابل لم نكن نعرف من اية قومية هذا ومن أي دين ومن أي مذهب انه جارنا وحق
الجار على الجار .وكانت المقاهي المنتشرة في الاحياء والمحلات تجمع رجال المحلة
بحيث يعرف احدهم الاخر معرفة دقيقة فكانوا يتنادون عند الشدائد ويجتمعون عند
الافراح ويهنئ بعضهم بعضا في الاعياد والمناسبات .كان الجميع حالة واحدة .
والمؤلف اراد بكتابه هذا تأكيد كل هذه القيم والمبادئ وحسنا فعل
اعتمد في وضع كتابه على ما سمعه ورأه وقرأه واطلع عليه وحاول ان يرسم خريطة لمحلة
خزرج والساعة جديرة بها اقصد خريطة للناس والاماكن فوقف عن موقع المحلة الجغرافي
وسبب تسميتها واستقرار قبيلتي خزرج والاوس فيها منذ فترات ماقبل الاسلام وتعززت
بعد الفتوحات الاسلامية وعندما جاء العرب سنة 16 هجرية -637 ميلادية قال البطريارك
في الموصل لجماعته ان اذهبوا وقدموا لاخوانكم وابناء عمومتكم ما يحتاجونه من طعام
ومؤونة ومياه .
تحدث عن بيوتات خزرج ، وبيوتات الساعة ودون ان يميز بين المسلم
والمسيحي او بين العربي والكردي او التركماني او بين وبين وذكر اسماؤهم بيت فلان وبيت فلان وكلهم ذوي حسب ونسب وتاريخ
وانا دائما اردد ان تاريخ الموصل ان هو الا تاريخ أُسر وعوائل وزين كتابه بالصور صور الاشخاص وصور المعالم
وكلها جميلة ومفيدة .
تحدث عن دكاكين خزرج ودكاكين الساعة وتناول اسواق خزرج واسواق
الساعة وكلها معلومات في غاية الاهمية بذل المؤلف جهدا في جمعها من افواه كبار
السن وممن يعرف تاريخ واسر المحلتين ومن الجميل انه كرس جانبا من كتابه لمعالم
خزرج ، ومعالم الساعة ومثاباتهما الواضحة ، والمعروفة ، والعريقة التي ارتبط
تاريخها بتاريخ من سكن منطقتي خزرج والساعة .
أقل ما يُمكنني قوله ، انني تمتعتُ بقراءة الكتاب ، وأفدتُ منه
ويقينا ان الجميع سيجدون فيه مصدرا لمعرفة المنطقة على الاقل خلال المائة سنة
الماضية فتحية لأهلي في منطقتي خزرج والساعة وشكرا للمؤلف على حسن اختياره لهذا
الموضوع وبورك جهده وله مني كل الاحترام
والتقدير والاعتزاز .
شيء جميل ان نوثق لمحلاتنا ، واحيائنا ، وازقتنا ، ودروبنا ،
ومدارسنا ، ورموزنا وهذا كله يقع ضمن ما يعرف ب(التاريخ المحلي) . ومن حسن الحظ
انني كنت مهتما بتدريس هذه المادة في الدراسات التاريخية العليا في كليتي الاداب والتربية بجامعة الموصل قبل
عقود ، وكثيرا ما شجعتُ على كتابة تواريخ محلاتنا ، والجميع يعرف هذا ، وقد تراكمت
لدينا كتب مهمة في هذا السياق ، وضمن هذا الضرب من ضروب التاريخ
بقي عليّ ان اقول كلمة عن المؤلف فالأخ والصديق العزيز الاستاذ
قصيد نجم النجماوي من مواليد سنة 1985 وهو متقاعد وباحث في التراث والموروث الشعبي
الموصلي .له محاولات شعرية واصدر مجموعته
(قوارب) . كما أنه أرخ لأنساب عشيرة البو نجمة ، والكتاب لم يطبع بعدُ .له مقالات في عدد من المواقع
الالكترونية وفي عدد من الصحف والمجلات .
اتمنى للأخ والصديق
الاستاذ قصيد نجم النجماوي التوفيق والتقدم في مجهوداته الثقافية خدمة
لتاريخ مدينتنا العريقة مدينة أم العلا الحبيبة ..الموصل .
\\\
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق