الأحد، 31 يوليو 2022

عبد الله القصاب الرجل الاداري المتميز ومتصرف لواء الموصل


 


عبد الله القصاب الرجل الاداري المتميز ومتصرف لواء الموصل
-ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وقبل قليل ، من هذا اليوم 30-7-2022 ، سألني عنه الاستاذ نبيل عبد الكريم الحمد الحسيناوي وقال ان طالب دراسات عليا هو الاستاذ علي العكيلي قد سأله عنه ، وقلت له للاسف كثير من مصادرنا ومنها قائمة متصرفي الموصل للمرحوم الدكتور محمد صديق الجليلي وبعض ما كتبه الحاج عبد الجبار محمد جرجيس عن محافظة نينوى تذكره على ان اسمه عبد الوهاب القصاب وحتى الصورة هذه التي نشرت مرة ونشرتها انا ذُكر فيها ان الخامس من يمين الصف الاول هو المتصرف عبد الوهاب القصاب .
لهذا عدت الى جريدة الوقائع العراقية ، ومذكرات قريبه المرحوم عبد العزيز القصاب متصرف لواء الموصل ، وكتاب الاخ الاستاذ ميسر محمد الذنون عن متصرفي لواء الموصل في العهد الملكي ، وقلت للاخ الطالب نعم الاستاذ عبد الله عباس حلمي محمد عبد اللطيف القصاب هو من تولى متصرفية الموصل وقد كلف يوم 31 ايار سنة 1943 واستمر حتى 14 حزيران 1946 وعبد الله القصاب إبن خال محمد عبدالمجيد القصاب . والسيد عبد الله القصاب عمه السيد عبد العزيز القصاب متصرف الموصل 23كانون الثاني 1924 الى 27 تموز 1926 وله كما قلت مذكرات ممتعة منشورة .
وآل القصاب اسرة بغدادية عراقية اصيلة اشتغلت بتجارة الاقمشة والحبوب والاغنام والخيول ، كما برز منها علماء دين فضلاء وقد تخرج السيد عبد الله القصاب - وهو من مواليد بغداد سنة 1902 وتوفي فيها سنة 1962 - في كلية الحقوق ببغداد سنة 1927 وشغل وظائف في الدولة منها مدير ناحية الجعارة (الحيرة) 1928 ومدير ناحية الفيصلية 1932وقائمقام قضاء ابي صخير وكالة ووكيل قائمقام سامراء وقائمقام قضاء سامراء 1933 وقائمقام قضاء السماوة 1939 وكان معروفا بالحزم والانضباط في الادارة ، وقد تدرج في السلك الاداري حتى شغل منصب متصرف لواء كربلاء 1941 ، ومتصرف لواء الديوانية ، ويشير الاستاذ ميسرمحمد الذنون في كتابه و استنادا الى الارادة الملكية المرقمة (403) في 6-10-1943 والمنشورة في جريدة الوقائع العراقية العدد (2120) في 11-10-1943 وفي 13 من شباط 1944 الى انه عين متصرفا للواء الموصل في 13شباط 1944 وتميز عهده بالبناء والاعمار ففتحت بعض الشوارع والمستوصفات كما تحقق الاستقرار في اللواء ، وقد اختير ليكون وزيرا للداخلية في وزارة ارشد العمري الاولى في 1-6-1946 وحتى استقالته من منصبه في 26 اب سنة 1946وقد كان له دور في انهاء الخلاف بين عشيرتي البو متيوت وشمر 1946حول الاراضي.
من المهام التي تسلمها بعد تخليه عن منصبه وزيرا للداخلية في 26 اب سنة 1946 بسبب رفضه فتح النار على عمال شركة النفط المتظاهرين في كركوك ،مدير عام جمعية التمور العراقية وامين العاصمة في 27ايلول 1951 ومن الطريف انه الف كتابا جميلا بعنوان ( التمور العراقية قديما وحديثا ) ويعد مصدرا مهما معتمدا عن التموركما انتخب نائبا في مجلس النواب عن لواءبغداد الدورة (16) من 10-5-1958 حتى حل المجلس في 9 حزيران 1958 وانتخب عضوا في مجلس الاتحاد الهاشمي ومن ثم اصبح نائبا لرئيس المجلس في 27 -5-1958 وحتى 14تموز 1958 وعندما قامت الثورة في 14 تموز 1958 كان في عمان فحاول ان يشكل حكومة في المنفى لكنه لم يفلح وحجزت امواله المنقولة وغير المنقولة وهو يحمل عددا من الاوسمة منها وسام الرافدين من الدرجة الثانية النوع المدني في 3 من شباط 1946 ووسام الارز اللبناني 1953 ووسام الاستحقاق الاسباني 1954 .كان اداريا متميزا وموظفا مخلصا لبلده وكان محبوبا في كل مكان عمل فيه وتمتع باحترام وتقدير رجالات العراق وشيوخ العشائر ووجهاء المدن التي عمل فيها وكما ترون في الصورة المرفقة هو يتوسط سراة الموصل ووجهائها الذين كانوا يحضرون الندوة العمرية التي كانت تعقد في دار ناظم افندي العمري ويحضرها نخبة من ادباء وشعراء ومثقفي الموصل في الاربعينات ولي عنها مقال منشور ومتوفر في الانترنت . توفي رحمة الله عليه وطيب ثراه في بغداد يوم 8من كانون الثاني سنة 1962 


30 تموز -يوليو .. اليوم العالميّ للصّداقة


 

30 تموز -يوليو .. اليوم العالميّ للصّداقة
هو يوم عالميّ يتمّ الاِحتِفاء فيه بالصّداقة لإدراك جدواها وأهميّتها بوصفها إِحدى المشاعر النّبِيلة والقيمة في حياة البشر في جمِيع أنحاءٌ العالم. يحتفل العالم يوم 30 يوليو/تموز من كل عام باليوم العالميّ للصّداقة، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2011، واضعةً في اعتبارها أن الصّداقة بين الشُّعُوب والبُلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملاً ملهماً لجهود السلام، وتشكل فرصةً لبناء الجسور بين المُجتمعات، ومُواجهة وتحدّى أي صور نمطيّة مغلُوطة والمُحافظة على الروابط الإنسانِيّة، واِحترام التنوُّع الثقافيّ.https://ar.wikipedia.org/


وصباحكم خير وعافية وفطوركم هنيء ..........في يوم من ايام الله ..نحن معه وسنة هجرية جديدة 1444

                                               ابراهيم العلاف يبتدأ يومه وهو يتناول فطوره بقراءة الصحف 
 


وصباحكم خير وعافية
وفطوركم هنيء ..........في يوم من ايام الله ..نحن معه وسنة هجرية جديدة 1444
نتمنى ان تكون سنة عمل وبناء ووحدة وسلام للعراقيين والامة وللعالم اجمع
صباحكم خير وعافية 31-7-2022.......................................ابراهيم العلاف

رسائل السندباد .........نصوص شعرية للشاعر سعد العبيدي ا.د. ابراهيم خليل العلاف

                                                           غلاف ديوان سعد العبيدي - رسائل السندباد
 


رسائل السندباد .........نصوص شعرية للشاعر سعد العبيدي
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وقد وضع بين يدي نصوصه الشعرية الجديدة التي ضمها كتابه الجديد (رسائل السندباد )، وصدرت عن دار نون للطباعة والنشر والتوزيع 2022مع عبارات جميلة ، أجدني فرحا ، ومزهوا بهذا الوليد الجديد للأخ الشاعر المتفرد الموصلي العراقي الكبير الاستاذ سعد العبيدي .
ومما افرحني واسعدني اكثر ، أن النصوص الشعرية هذه مرت من تحت يد شاعر جهبذ وكبير تدقيقا لغويا وتنقيحا واقصد به الشاعر الاستاذ كرم الاعرجي ، وهكذا وانا احبهما كليهما ولهما في قلبي والله يعلم محبة ومكانة متميزة .
نعم السندباد ورحلته لم تنته ، ولن تنته ؛ فهو في هذا مثل كلكامش ، يبحث عن الخلود ..وسعد العبيدي في كل اعماله الشعرية السابقة والتالية سيظل يبحث عن الخلود ، والتجديد ، والفرح ، والسعادة ، وراحة البال فهي هذه الامنيات هي ما تجعل الانسان يعيش ، ويحلم ، ويعمل من اجل حياة تليق به ويستحقها ، والا فالسكون والثبات والصمت حالات تنبئ عن الموت وكيف يموت السندباد ؟وكيف يموت كلكامش ؟انهما حيان ما دامت الحياة ، وما دام العمل ، وما دام الامل .
(36)
نصا شعريا جميلا ، عناوينها براقة ، ومعبرة ، وملونة وحميمية من قبيل : معوذات - خيبة- نحو الحرية- اغنيات على الجسر القديم - ربما نلتقي - بقايا يهود - قصيدة رثاء الى حسين رحيم -خربشات في دفتر قديم من رسائل السندباد - رسام مخمور - طريق الخلاص- تداعيات في زمن القيظ -ارتعاشات شتوية وهكذا نمضي مع النصوص الشعرية ووجدتني واقفا عن مرثية حسين رحيم صديقنا القاص والروائي الراحل المتعجل :
علمتني
ما معنى أن يكون َ
الانسانُ انسانا
في وطنٍ
لا يمتلك
غير المزابل والخرائب
كان حسين رحيم صديقي وزميلي لعقود في جامعة الموصل ، وآخر لقاء بيني وبينه كان قبل فترة قصيرة من وفاته ، وهو من طلب اللقاء التقينا في كافيه عمر بحي المصارف وهناك ومن قبل ذلك بعقود عرفتُ وتأكدتُ من انسانية حسين رحيم التي جسدها سعد العبيدي في قصيدة رائعة .انسان بسيط بساطة الحياة .. لم ار انسانا اطيب منه ، ولم اجد انسانا اكثر هدوءا منه .
وتمضي قصائد الديوان الجديد ، واقرأها الان ، واعيد قراءة بعضها بشغف ، وفي كلها احس بالجرس الموسيقي يبعث فيّ الحياة والامل .
سعد العبيدي ، واسمح لي ان اطلق عليك (شاعر الامل ) ، سعد العبيدي صاحب المجاميع الشعرية (ارصفة الحرب ) و(رائحة الارصفة) و(مدن الرماد)و(نصوص النسيان)ومن قبلها ( احتضار) و(الحب في زمن الحرب) و(سمفونية الحجر) والمجاميع ال 14) المنشورة ومثلها غير المنشورة ، أُحييك واشد على يديك ، وانت تغذ السير وتحث الخطى وقد اصبحت لك مكانة مرموقة بين شعراء الموصل ، وبين شعراء العراق .. لا اجدك تبحث عن الاعلام ، ولا اجد الاعلام موفقا في البحث عنك ، لكن الموصل اليوم واقولها بملء الفم تفخر ، وتتباهى بشاعر الامل سعد العبيدي . دمت ببهاء ، وامل ، وتوفيق .


الجمعة، 29 يوليو 2022

الاستاذ ابراهيم الوائلي سادن اللغة العربية ومؤرخ الشعر السياسي العراقي في القرن 19ومطلع القرن العشرين ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

                                                                       الاستاذ ابراهيم الوائلي 


الاستاذ ابراهيم الوائلي سادن اللغة العربية ومؤرخ الشعر السياسي العراقي في القرن 19ومطلع القرن العشرين
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ومنذ سنين طويلة ، واستطيع القول انني ومنذ كنت طالبا في قسم التاريخ بكلية التربية - جامعة بغداد 1964-1968 استفدت من كتابه الموسوم ( الشعر السياسي العراقي في القرن التاسع عشر) . وقد صدرت طبعته الاولى ببغداد سنة 1961 وعرفت فيما بعد انه كاتب ومؤرخ واديب وشاعر وناقد وهو من اهل البصرة اسمه الكامل ابراهيم محمد عبد الحسين محمد حرج الوائلي 1914 -1988 ولد في البصرة ، وسكن بغداد وتوفي فيها ، ودفن في النجف الاشرف .
كان وطنيا عروبيا ، عمل مع ثورة مايس - ايار 1941 ضد الانكليز والحكم الملكي ، وانتمى الى كتائب الشباب ودبج المقالات في تأييد الثورة وترددت قصائده الحماسية الوطنية ونالت شهرة . عضو في الرابطة الادبية في النجف واحد مؤسسيها .
كتابه (الشعر العراقي في القرن 19) بالاصل رسالته للماجستير من دار العلوم - جامعة القاهرة سنة 1956 ومن الرعيل الاول من الاكاديميين العراقيين رشح للبعثة العلمية الى القاهرة سنة 1946 . لم ينل الدكتوراه مع انه اعد اطروحته عن تجديد الشعر العراقي وتطويره لكن احداث 1959 بين العراق والجمهورية العربية المتحدة حالت دون سفره الى القاهرة .كان صديقا لصاحب مجلة (الرسالة) الاستاذ احمد حسن الزيات وكان من رواد مجلسه في القاهرة ، وظل يدرس الادب العربي في قسم اللغة العربية بكلية الاداب - جامعة بغداد وكنت اراه رجلا طويل القامة متزنا ذو شيبة له مكانة محترمة بين اقرانه وزملاءه من الشعراء والكتاب .المرحوم الاستاذ ابراهيم الوائلي كتب عنه كثيرون منهم الاستاذ حميد المطبعي والاستاذ علي الخاقاني والاستاذ محمد حسين الصغير وكلهم اجمعوا على شاعريته وضلوعه في اللغة والادب وتمكنه من ادوات مهنته وتميزه في التدريس منذ كان يدرس في المدارس الثانوية حتى انتقاله الى جامعة بغداد في يوم 15 من نيسان سنة 1988 توفي الاستاذ ابراهيم الوائلي وكان يوم جمعة وقد سجلت ذلك في سجلاتي .. ومما سجلته ايضا نقلا عن ما نشرته مجلة (الف باء ) البغدادية حين وفاته في عددها الصادر في 27 نيسان 1988 انه من البصرة ولد سنة 1914 تعلم القرآن الكريم فيها ثم رافق والده الى مدينة النجف الاشرف وتتلمذ فيها على ايدي رجال الادب والشعر هناك .
وبعد ان انهى دراسته في مصر سنة 1956 استقر مدرسا للغة العربية في جامعتي بغداد والمستنصرية حتى احال نفسه على التقاعد سنة 1983 .
كان الاستاذ ابراهيم الوائلي يمتلك تراثا ثرا في الشعر والنقد والتحقيق فضلا عن متابعاته الثقافية ورصده لكثير من الظواهر والاتجاهات في الحياة والادب .
من مؤلفاته :
ديوان الوائلي في قسمين نشرته وزارة الثقافة العراقية ببيروت سنة 1981 .
ديوان الشيخ علي الشرقي النجفي - تحقيق
ثورة العشرين في الشعر العراقي
اضطراب الكلم عند الزهاوي.
من أغلاط المثقفين.
الشعر السياسي العراقي في القرن التاسع عشر.
لغة الشعر العراقي في القرن التاسع عشر
الشعر العراقي وحرب طرابلس 1913
الادب معناه وتطوره
من لقيط الى اليازجي (بغداد ،1968)
مما لم يرصده كثيرون ولغايات سياسية ان الاستاذ ابراهيم الوائلي كانت له زاوية ثابته في جريدة (الثورة) البغدادية بعنوان (من اغلاط المثقفين) كان يعتني من خلالها بتقويم اللسان العربي وتنقيته من اي لحن أو انحراف .
وفاته
رحم الله استاذنا ابراهيم الوائلي وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم .. تعلمنا منه الاهتمام باللغة العربية وحرصنا - قدر الامكان - على تجنب الاغلاط التي للاسف الشديد اليوم اصبحت شائعة في الصحف والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي ، ولم يعد لدينا (جهابذة وسدنة ) يحافظون عليها من امثال الاستاذ الدكتور مصطفى جواد والاستاذ ابراهيم الوائلي والاستاذ مظفر بشير والاستاذ زهير احمد القيسي .
شخصًا آخر



 

وصدق رب العزة والجلال في قوله :" وأصبر نفسكَ مع الذين يدعون ربهم بالغَداة والعشي يُريدون وجهه" ...........جمعتكم مباركة واهلا بكم


الثلاثاء، 26 يوليو 2022

أشهر الاغتيالات في العالم المعاصر 1910-2022


اشهر الاغتيالات السياسية في العالم 1914-2022
- ابراهيم العلاف
موقع هيئة الاذاعة البريطانية ال BBC نشر مقالا جميلا عن اشهر الاغتيالات السياسية في تاريخ العالم المعاصر فتحدث المقال عن كثير ممن أُغتيلوا لكنه لم يتحدث عن اغتيال بطرس غالي رئيس الوزراء المصري 1910 واغتيال الارشيدوق النمساوي فرانز فرديناند ولي عهد النمسا اغتيل في سراييفو يوم 28 حزيران 1914 وكان هذا الاغتيال الشرارة التي اشعلت الحرب العظمى 1914-1918 .
ولم يتطرق المقال الى اغتيال الفريق الاول الركن بكر صدقي رئيس اركان الجيش العراقي وقائد اول انقلاب في العراق والوطن العربي والشرق الاوسط اغتيل في الموصل يوم 11 آب 1937 . كما لم يتطرق التقرير او المقال الى اغتيال احمد ماهر باشا رئيس الوزراء المصري 1945 واغتيال محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء المصري 1948 واغتيال الملك الاردني عبد الله الاول في القدس يوم 20تموز سنة 1951 واغتيال رياض الصلح رئيس الوزراء اللبناني 1951 واغتيال وصفي التل رئيس الوزراء الاردني 1971 ورشيد كرامي رئيس الوزراء اللبناني 1987 .
مهما يكن من امر فالتقرير جميل ، وفيه ذكر لإغتيالات كثيرة منها اغتيال المهاتما غاندي في 31 كانون الثاني 1948 ، واغتيال الرئيس الامريكي جون كيندي في 22 تشرين الثاني 1963 ، واغتيال الملك فيصل ال سعود في 25 اذار 1975 ، واغتيال الرئيس المصري انور السادات في 6 تشرين الاول 1981، واغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين في تل ابيت يوم 4 نوفمبر - تشرين الثاني 1995 ، واغتيال السيدة انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند في 31 تشرين الاول 1984 ، واغتيال بنظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية في 27 كانون الاول 2007 ، واغتيال الرئيس الجزائري محمد بو ضياف في 29 حزيران 1992 ، واغتيال الرئيس الشيشاني احمد قديروف يوم 9 ايار سنة 2004 (لم يذكره التقرير ) ، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 14 شباط 2005 وآخر من اغتيلوا رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي في 8 من تموز الجاري 2022 تابعوا التقرير في الموقع التالي ورابطه :



 

آل الجوادي في الموصل بقلم : ا.د.ابراهيم خليل العلاف



الشيخ صالح افندي الجوادي   
الدكتور عبد الاله الجوادي    
صانع العود ابراهيم الجوادي   
الموسيقار احمد الجوادي
                                                                   الشيخ أحمد الجوادي


                  آل الجوادي في الموصل

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

وفي سياق الاهتمام بالأسر والعوائل  في الموصل ،كان لابد من الوقوف عند آل الجوادي وهم اسرة موصلية عريقة وكريمة كتبت عن بعض رموزها وقد قدمت هذه الاسرة الكثير للعراق والامة من خلال رموزها المنتشرين ليس في مدينة الموصل فحسب وانما في مناطق اخرى .وال الجوادي ، بادئ ذي بدء اسرة حسنية سموا كذلك نسبة الى جدهم السيد عبد الجواد بن حسين بن علي وقد وفدوا الموصل في الفترة الزمنية التي سيطر فيها العثمانيون على الموصل في القرن السادس عشر وابتدأ فيها حكمهم واستمر اربعة قرون وثمة ما يثبت ان دخولهم الموصل من المدينة المنورة كان في سنة 1524 ميلادية .كان اول سكنهم في محلة الشيخ محمد الاباريقي وقد سكن بعضهم في حضيرة السادة في حين استقر البعض الاخر في الفيصلية في الجانب الايسر من مدينة الموصل .

من خلال شجرة النسب ويحترز عليها السيد عبد الباري الجوادي واطلع عليها الباحث الاستاذ عماد غانم الربيعي واشار اليها في كتابه (بيوتات موصلية ) بطبعته الموسعة في الموصل سنة 2013 نجد ان الشيخ محمد صالح الجوادي ( 1884-1973) ، وهو احد اعلام ورموز هذه الاسرة يقول ان اسرة الجوادي تنتسب الى عبد الجواد وان جدهم الاعلى هو السيد مُسّيح وكان طبيبا مشهورا وقد تنقلت الاسرة او لنقل افراد الاسرة بين الجزيرة العربية والعراق قبل اواخر القرن الحادي عشر الميلادي (الخامس الهجري) ومن انتقل من الاسرة الحسن بن زيد الاسود من ذرية ابراهيم طباطبا  بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن سيدنا الحسن عليه السلام ورضي الله عنه وثمة رخامة في دار السيد الحاج خليل بن الحاج بكر بن الحاج عبد الجواد الجوادي تعود الى سنة 1212 هجرية – 1697 ميلادية  تشير الى ذلك .

كان عبد الله بن عبد الجواد الجوادي والحاج خليل بن عبد الجواد الجوادي من اوائل الذين استقروا في حضيرة السادة بالجانب الايمن من مدينة الموصل وابتنوا هناك دارا لكن سمعة هذه الاسرة ارتفعت من خلال احد رموزها الكبار بعلمه ومكانته الاجتماعية واقصد الشيخ احمد الجوادي والشيخ احمد الجوادي هو احمد بن عبد الوهاب بن حسن بن عبد الله بن بكر بن عبد الجواد 1866-1958  ميلادية  .

كتب كثيرون عن سيرة الشيخ احمد الجوادي  1866- 1957 ودوره العلمي والديني في الموصل . وممن كتب الاستاذ سعيد الديوه جي ، والاستاذ  احمد محمد المختار ، والحاج عبد الجبار محمد جرجيس ، والدكتور ذنون يونس الطائي ، والدكتور نوري احمد عبد القادر ،  والاستاذ قصي حسين ال فرج  ، والاستاذ عماد غانم الربيعي وآخرون كثيرون.  ومن خلال تقليب صفحات جرائد الموصل خلال الثلاثينات وما بعدها حتى اوائل الخمسينات نجد الكثير من الاخبار والنشاطات التي قام بها الشيخ احمد الجوادي وخاصة  في مجال براعته العلمية وتفوقه في العلوم النقلية والعقلية والتلاميذ الذين تخرجوا على يديه واجازهم .

كان هو من خريجي دار المعلمين العثمانية في الموصل ونال الاجازة من علماء كبار منهم والده الشيخ عبد الوهاب الجوادي ومنهم الشيخ محمد الرضواني وبعد تخرجه درس في اعدادية الموصل (موصل اعدادي مكتبي سي ) وفي دار المعلمين وفي ثانوية الموصل 1919 وكان يحمل رتبة (ازمير مدرسي)  وهي رتبة علمية عثمانية تمنح للمتميزين في التعليم وكان يتقن فضلا عن العربية التركية والفارسية وله تفسير للقرآن الكريم مختصر باللغة التركية (الحروف العربية)  هو بالأصل محاضرات القاها على عدد من موظفي الدولة ايام الحكم العثماني .

كان والده الشيخ عبد الوهاب بن الحاج حسن الجوادي المتوفى سنة 1831 من علماء الموصل وقد اجازه الشيخ عبد الله باشعالم العمري رئيس العلماء وعمل في حقل القضاء وتقلد منصب قاضي الرقة لكنه عاد الى مدينته واعتزل القضاء وعمل بالتدريس في المدرسة اليونسية الدينية وفي المدرسة النعمانية الدينية وكان بارعا في علم القراءات وقد تتلمذ عليه عدد من شيوخ العلم والقراءات في الموصل .

قال الحاج عبد الجبار محمد جرجيس في الجزء الاول من كتابه ( موسوعة علماء الموصل ) واصدره في الموصل سنة 2009 ان الاستاذ قصي حسين آل فرج ذكره في كتابه (تراجم قراء القرآءات القرانية في الموصل ) فقال انه الشيخ احمد عبد الوهاب الجوادي من مواليد سنة 1283 هجرية -1866 ميلادية وعبد الوهاب الجوادي عميد الاسرة الجوادية واحد اكبر علماء عصره في الموصل وهو  عبد الوهاب بن حسن بن سيد علي بن سيد حسين بابا جان بن مسيح الحسني الحنفي نشأ وترعرع في احضان والده وهو يتلو القرآن الكريم ويدرس العلوم

مما يسجل للشيخ احمد الجوادي انه وقف الى جانب السلطان العثماني عبد الحميد الثاني 1876-1909 في دعوته الى الجامعة الاسلامية واستنكر خلعه من قبل جماعة حزب الاتحاد والترقي سنة 1909 ووقف ضد سياساتهم في اشاعة التتريك وترسخ الطورانية .كما وقف الى جانب تأسيس الدولة العراقية الحديثة ودافع عن عروبة الموصل واسهم في تنظيمات اجتماعية لإسعاف الفقراء منها (جمعية اسعاف الفقير ) كما ترأس (جمعية انقاذ فلسطين في الموصل )وقد تابعت جريدة (فتلى العراق ) الموصلية) وخاصة في الخمسينات جوانبا من نشاطاته الاجتماعية والعلمية والدينية .توفي رحمة الله عليه في اليوم الثاني من عيد الاضحى المبارك 1377 هجرية الموافق لليوم 29 حزيران سنة 1957 وارخت صحف الموصل لما جرى في الموصل من اقامة مجالس الفاتحة في اماكن عديدة من المدينة حزنا على هذا العالم الجليل وقد دفن في حديقة داره بمحلة الفيصلية كما تلقت الاسرة الجوادية برقية تعزية من الملك فيصل الثاني ملك العراق السابق 1953-1958 .  وخصص نكان في داره عند قبره بإسم (روضة الحكمة الالهية ) .

من تلاميذه الذين اجازهم ،  الشيخ محمد علي الفخري والشيخ قاسم الجليلي والشيخ الاستاذ اسماعيل الكتبي والشيخ محمد طاهر البريفكاني والشيخ محمد نوري الفخري والشيخ احمد بن مصطفى الكزبري والشيخ احمد بن خضير والشيخ عبد الغني الحبار والشيخ الاستاذ محمد الياس العدواني والشيخ محمد صالح الجوادي والشيخ محمد امين الملا يوسف والشيخ فائق الدبوني والشيخ ابراهيم القزاز والشيخ عبد المجيد الخطيب والشيخ محمد صالح الحبار وولده الشيخ عبد الجواد الجوادي 

ومن اولاد الشيخ احمد  الدكتور عبد الاله احمد الجوادي  والشيخ عبد الجواد الجوادي والدكتور عبد القادر الجوادي والسيد عبد الهادي الجوادي والشهيد محمد سعيد الجوادي استشهد في حصار الكوت 1916 ،  والدكتورة اسماء احمد الجوادي وتحمل شهادة الدكتوراه في الصحة العامة والطب الوقائي والاجتماعي من جامعة الاسكندرية بجمهورية مصر العربية سنة 1978  وكان عنوان اطروحتها للدكتوراه :

تأثير سن الام على صحة الطفل في السنة الاولى من العمر في مدينة الاسكندرية

Effects of mother s  age on the  health of their babies at one year of age  in  Alexandria

اما عنوان رسالتها في دبلوم الصحة العامة فكان :خدمات رعاية الامومة والطفولة وتأثيرها على تقدم المجتمع

MCH responsibilities its  effect on Promotion of Community  health

 

ودبلوم الصحة العامة من جامعة بغداد 1973 وهي متخرجة في الكلية الطبية بجامعة بغداد سنة 1968 وتعد من ابرز الطبيبات الرائدات  المهتمات بالصحة العامة ورعاية الامومة والطفولة وصحة الاسرة ولها كم كبير من البحوث والدراسات المنشورة في المجلات الاكاديمية داخل العراق وخارجه ولازلت اتذكر عندما كنت اكتب في جريدة (الجمهورية ) البغدادية خلال السبعينات ما كنت اقرأه لها من مقالات في (ملحق طب وعلوم) . فضلا عن ما كانت تنشره في مجلة (الجامعة ) التي  كانت تصدرها جامعة الموصل .

برز من هذه الاسرة الشيخ محمد صالح افندي الجوادي ( 1884 -1973 ) فكان شيخا للقراء في الموصل وعضوا في المجلس العلمي في الموصل وكان استاذا ضليعا  في علم القراءات . كتب عنه الحاج الاستاذ عبد الجبار محمد جرجيس بضع صفحات في الجزء الاول من كتابه ( موسوعة علماء الموصل ) وصدر في الموصل سنة 2009 ومما قاله انه "رجل من رجال العلم الافذاذ" في الموصل وانه حصل من الملا عثمان الموصلي على الاجازة في القراءات العشر وحصل على الاجازات بالطرق الصوفية وكان استاذا للقراءات في المدرسة الفيصلية الدينية ثم في اعدادية الرشاد وتولى الخطابة والوعظ في جامع النبي يونس عليه السلام .ومن طلابه الشيخ عبد الفتاح محمد شيت الجومرد والشيخ عبد الوهاب الفخري والاستاذ سالم عبد الرزاق والاستاذ يونس ابراهيم وعندما توفي يوم 19 من نيسان سنة 1973 شيعته الموصل بما يستحق من ابهة واجلال واحترام .ورثاه الاخ الاستاذ الدكتور اكرم عبد الوهاب بقصيدة رائعة مطلعها :

ساروا وودعهم غداة ينادي  *** داعي الرحيل حشاشتي وفؤادي

وسيول وجدي تستهل من الاسى *** دمعا يفيض مضرما بوداد

وبكاك حفص اذا تركت لواءه *** يذوي وورش معلن بحدادِ

وسريت نعشا بالرضا كما سرى *** نعش لشيخك صاحب الارشاد

من رموز الاسرة الشيخ عبد الجواد الجوادي عمل معاونا لمتصرف لواء الموصل في عهد المتصرف السيد  عبد الكافي  عارف    (1-10-1957-27-3-1959 ) ، واحيل على التقاعد سنة 1959 وكان عروبيا مسلما وقف ضد تسلط الشيوعيين في الموصل بعد فشل حركة الشواف المسلحة ضد نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 الى النهب والحرق والتدمير .

ومن رموز الاسرة الجوادية الكريمة الشيخ جرجيس بن الحاج يونس الجوادي المتوفى سنة 1795 ميلادية وكان عالما جليلا درس في المدرسة العبدالية .

ومن رموز الاسرة كذلك السيد سعيد  احمد الجوادي ، وكان ضابطا في الجيش العثماني استشهد خلال حصار الكوت 1916 .

ومن رموز الاسرة الجوادية الدكتور عبد القادر احمد عبد الوهاب الجوادي تولى منصب عمادة كلية طب الموصل  سنة 1967 . ومن الرموز الاستاذ احمد عبد الهادي الجوادي (مواليد 1952) استاذ الكمان في معهد الفنون الجميلة  (توفي يوم  الثلاثاء 9 حزيران 2020 في السويد حيث كان يقيم ) ، والدكتور طه قاسم الجوادي استقر في تركيا ، وتوفي فيها وهو من خريجي كلية الطب في استانبول سنة 1961 .ومن الرموز  السيد عبد الهادي الجوادي وعمل رئيسا لمحاكم الموصل ومحكمة تمييز العراق .ومن الرموز  الدكتور عبد الاله الجوادي اختصاصي القلب ، والدكتور عبد المنعم صالح الجوادي اختصاصي الجراحة ، والدكتور صفوان الجوادي ، والتاجر محمد عبد الهادي الجوادي من تجار سوق العطارين في الموصل خلال الخمسينات من القرن الماضي.

 وفي الاسرة عدد من ضباط الجيش منهم العميد عبد الباري محمد شيت الجوادي وعبد الاله محمد الجوادي ، ونضال رشاد .. ومن ال الجوادي السيد حيدر الجوادي وعمل مذيعا في بغداد في اواسط الثلاثينات .

ولا ننسى الاستاذ ابراهيم عبد الجواد  الجوادي ، وهو النجار الماهر المحترف  الذي اشتهر بصناعة العود ، وقد خصصت حلقة من برنامجي (موصليات ) والذي كنت اقدمه من على قناة الموصلية الفضائية . كما لا انسى الاستاذ المحامي محمد الجوادي ، وتلميذي الذي عمل معي واشرفت على اطروحته للدكتوراه عن (المسألة الارمنية في الدولة العثمانية  1878-1918 ) بجامعة الموصل الدكتور غسان  وليد الجوادي وهو الان تدريسي في جامعة زاخو بمحافظة دهوك – اقليم كردستان العراق .

ولا ننسى السيد محمد خليل سليمان الجوادي مدير ضريبة كركوك وهو من مواليد سنة 1926 وعبد الجواد الجوادي خريج الكلية العسكرية 1961 عمل بمنصب آمر قوة حماية حقل نفط جمبور ،  وتولى منصب مدير بلدية الموصل والاستاذ غانم سليمان الجوادي مواليد سنة 1939 عمل معلما في مدارس الحلة والموصل والاستاذ عبد الملك عبد الله الجوادي (مواليد سنة 1937) والاستاذ عبد الاله عبد الله مواليد سنة 1953 خريج كلية الزراعة والغابات – جامعة الموصل .

ومن آل الجوادي الشيخ محمد سعيد بن جرجيس الجوادي والسيد سليمان افندي الجوادي  والسيد عبد الباري الجوادي (عميد الاسرة حتى وفاته 2018) ، وولده السيد  سنان عبد الباري الجوادي ، والسيد مازن الجوادي ، والسيد عامر عبد الخالق الجوادي والسيد عبد المحسن الجوادي ، والدكتور عز الدين صالح الجوادي ، والسيد احمد عبد الرحيم الجوادي

احتاج الى وقت طويل وجهد كبير حتى استطيع ان اتحدث عن هذه الاسرة الكريمة تمنياتي لها ولأفرادها بالتقدم والموفقية .لقد خدمت هذه الاسرة العراق اجل خدمة وفي كل ميادين الحياة . 



 

الأحد، 24 يوليو 2022

الشيخ محمد حسن آل ياسين 1931-2006 مؤرخا ا. د. ابراهيم خليل العلاف

                                                                     الشيخ محمد حسن آل ياسين 


الشيخ محمد حسن آل ياسين 1931-2006 مؤرخا

ا. د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

 

اولا هو من رموز العراق وشخصياته البارزة ، وثانيا كانت له اياد بيضاء في تكوين العراق الحديث  وابراز ثقافته المعاصرة ، وثالثا كان وجها عراقيا  معروفا  في طول الوطن العربي وعرضه ، ورابعا لم يكن شاعرا ، وباحثا وعالم دين ومجمعيا فقط وانما كان ( مؤرخا ثبتا )  اعتمد المنهج العلمي التاريخي في الوصول الى الحقيقة التاريخية ، قدم للمكتبة التاريخية العراقية والعربية والاسلامية الكثير من النتاجات العلمية .

كان كاتب سير وتراجم من الطراز الاول ، وكان يبتغي من وراء ما يكتبه من سير لشخصيات عربية واسلامية تقديم ( القدوة) للجيل الحاضر ، والاجيال القادمة وقد ترك ثروة كبيرة من المؤلفات والنتاجات الادبية والتاريخية المتميزة .

قرأت عنه الكثير ، وتابعت سيرته ، وما كتبه الاخرون عنه ولعل ولده الاخ الاستاذ الدكتور محمد حسين ال ياسين  الامين العام للمجمع العلمي العراقي في زماننا هذا ، هو افضل من دون سيرة أبيه . ويقينا ان الموسوعات والمعاجم وكتب السير و(الانسكلوبيديات) ،   لم تستطع تجاوز ما قدم بل انها خصصت له العديد من الصفحات فصرنا نعرف الكثير من تفاصيل حياته وسيرته ومؤلفاته .

كان عضوا في المجمع العلمي العراقي منذ سنة 1980 وبقرار من اعلى سلطة في الدولة  آنذاك  .كما كان عضوا  مؤازرا في مجامع ومؤسسات علمية عربية واسلامية اذكر  منها (مجمع اللغة العربية)  في المملكة الاردنية الهاشمية سنة 1980 .وللشيخ الاستاذ محمد حسن ال ياسين مشاركات فاعلة في عدة مؤتمرات وندوات ثقافية وتاريخية وتراثية اقيمت داخل العراق وخارجه وزادت مؤلفاته عن الاربعين مطبوعا كما حقق نصوصا تراثية اربت على الخمسين هذا فضلا عن مقالاته التي كان ينشرها في الصحف والمجلات .

الشيخ محمد حسن آل ياسين من الارومة العربية ، خزرجي كاظمي ، واسمه الكامل الشيخ محمد حسن بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ عبد الحسين بن الشيخ باقر بن الشيخ محمد حسن آل ياسين  وال ياسين يقول الاستاذ حميد المطبعي في (موسوعة أعلام وعلماء العراق) بطبعتها الموسعة طبعة مؤسسة الزمان 2011 هذه الاسرة تنتسب الى الخزرج انصار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . والده آية الله الشيخ محمد رضا ال ياسين المتوفى سنة  ميلادية 1951(1370 هجرية) كان يعد من ابرز مراجع زمانه ،  وابن عمته هو آية الله العظمى العلامة الشهيد محمد باقر الصدر ، والشيخ محمد حسن آل ياسين  من مواليد مدينة النجف الاشرف سنة 1931 ،  وقد درس علوم العربية ، والشريعة ، والفلسفة الاسلامية في الحلقات الدراسية المعنية بهذه الموضوعات ونال درجة الاجتهاد في الفقه . كما دَرَسَ في كلية منتدى النشر في النجف (الفقه حاليا) ، وحصل منها على شهادة التخرج في الشريعة وعلوم العربية . ومن مهامه  التي تسلمها  انه كان رئيسا للجمعية الاسلامية للخدمات الثقافية ، كما كان مشرفا على مجلة ( البلاغ) المعروفة .

 

 كتب في مجال السير والتراجم ، وممن كتب عنهم  الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ،  ابو ذر الغفاري ، ابو الهيثم ابن التيهان ، الامام جعفر الصادق عليه السلام ، الامام الحسن بن علي ، الامام الحسن بن علي العسكري ، الامام علي بن ابي طالب  عليه السلام ، الامام علي بن الحسين عليه السلام ، الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام ، الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام ، الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام ، الامام محمد بن الحسن المهدي عليه السلام ، الامام موسى بن جعفر عليه السلام .كما كتب عن جعفر بن ابي طالب والحباب بن المنذر وحذيفة بن اليمان  وحجر بن عدي الكندي وخزيمة بن ثابت ، وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة ، وسعد بن الربيع ، وسعد بن عبادة ، وسعد بن معاذ ، وزيد بن صوحان ، وسهل بن حنيف،  وسلمان الخير ،  وعبادة بن الصامت ، وعبد الله بن رواحة  ، وصعصعة بن صوحان ، وعبد الله بن بديل ، وعمار بن ياسر ، وعمر بن الحمق الخزاعي ، وقيس بن سعد بن عبادة  ،  وعبادة بن الصامت عليهم السلام   .

كما كتب عن شخصيات اخرى معاصرة من قبيل كتابه عن ( السيد علي آل طاووس : حياته - مؤلفاته - خزانة كتبه ) ، وكتابه عن ( السيد محسن بن الحسن الاعرجي ) .

وكان من ضمن اهتماماته التاريخية كتبه التي تناولت موضوعات مهمة ومفيدة من قبيل كتابه الموسوم ( الاسلام والرق)  وصدر سنة 1959 وكتابه (الارقام العربية :مولدها ،نشأتها ،تطورها )  وكتابه (مفاهيم اسلامية ) وصدر سنة 1965 وكتابه عن (الاسلام والسياسة ) وقد صدر سنة 1960 وكتابه (الاسلام ونظام الطبقات) وصدر سنة 1959 وكتابه (الاسلام بين الرجعية والتقدمية ) وصدر سنة 1961 والكتب هذه صدرت  في خضم الصراع السياسي بين العروبيين والشيوعيين في العراق بعد فشل حركة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف آمر جحفل اللواء الخامس في الموصل في 8 اذار سنة 1959 ضد نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية 1958-1963 .

 ولكونه كظماوي ، كان لابد له ان يؤرخ للكاظمية،  فألف  كتابه الجميل الموسوم : ( تاريخ المشهد الكاظمي )  وصدر سنة 1967 وكتابه الجميل (تاريخ الصحافة في الكاظمية ) وكتابه الاهم (لمحات من تاريخ الكاظمية ) واصدره سنة 1970 .كما الف عن شعراء الكاظمية وابرز ما قدم  كتابه (شعراء كاظميون ) والمؤلف من ثلاثة أجزاء صدرت  ببغداد على التوالي سنة 1980 و1993 و2002  .  

 

في مجال التأصيل اللغوي كلف من قبل المعجميين ان يكتب في مفردات عديدة منها مفردة ( ابريق) وقال انها مفردة عربية فصيحة وكذلك لفظة (السلسبيل ) فهي مفردة عربية وكتب عن صيغة فعّل في العربية  وكتب عن صيغة فيْعِل ام فعيل.

 وصال وجال في رحاب الله ، والاسلام ، والقرآن ؛ فكتب مؤلفاته في هذا المجال منها كتابه الموسوم :  (في رحاب الإسلام : مسائل فقهية بين المادية والإسلام)  وطبع ببيروت سنة 1984  . وكتابيه :   )في رحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ) وطبع  ببغداد سنة 1996  و (في رحاب القرآن ) وطبع ببغداد سنة 1969 .   كما له كتاب مهم جدا وهو الموسوم ( منهج الطوسي في تفسير القرآن ) صدر سنة 1978 .

كما ان له نصوص تراثية مطبوعة بتحقيقه منها (نفائس المخطوطات ) وهي اكثر من (7) مجموعات الاولى طبعت سنة 1953 في النجف الاشرف . ومن تحقيقاته في التراث (شرح مشكل ابيات المتنبي لعلي بن اسماعيل بن حسيده المرسي الاندلسي المتوفى سنة 458 هجرية-1065 ميلادية  )وصدر عن وزارة الاعلام ببغداد سنة 1977 ويقع في (472) صفحة . ومن تحقيقاته (العباب الزاخر واللباب الفاخر ) للحسن الصغاني ونشرت اجزاء منه بين سنتي 1977 و1987 ببغداد (دار الشؤون الثقافية العامة) . كما حقق كتاب (الفرق بين الضاد والظاء لإبن عباد) ونشرته مؤسسة البلاغ ببيروت سنة 1990 ومن تحقيقاته كتاب ( فصوص الحكم) تأليف محمد بن محمد بن طرخان الفارابي (المتوفى 339 هجرية -  950  ميلادية ) وطبع في مطبعة الحوادث ببغداد سنة 1977.وحقق (الفصول الادبية ) تأليف الصاحب بن عباد والكتاب من منشورات وزارة الثقافة والارشاد القومي في دمشق سنة 1982 .كما حقق كتاب (المحيط في اللغة ) للصاحب اسماعيل بن عباد بثلاثة اجزاء صدرت عن مطبعة المعارف 1975 ووزارة الثقافة ببغداد 1978 ودار الرشيد ببغداد 1981 .

ومن تحقيقاته كتاب ( من وافقت كنيته زوجه من الصحابة ) تأليف ابن حيوية وصدر بدمشق عد دار البصائر سنة 1983 .كما ان من تحقيقاته كتاب (وقعة الجمل لمحمد بن زكريا بن دينار الغلابي البصري رواية محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس الصولي ) وطبع في مطبعة المعارف ببغداد سنة 1970 .

وله كتاب ( مسائل لغوية في مذكرات معجمية ) من اصدارات المجمع العلمي العراقي ببغداد 1993 .وله (معجم النباتات والزراعة ) صدر عن المجمع العلمي العراقي 1986

 وكان لابد ان يفرد لموضوع ( الامامة ) كتابا ، فألفه ونشره بعنوان (الامامة) ببيروت سنة 1972 ، وقد ُطبع - كما كتبه الاخرى -  اكثر من مرة نظرا للطلب المتزايد عليها من القراء .وله كتاب عن الارقام العربية بعنوان ( الارقام العربية ..مولدها ،نشأتها ، تطورها) طبع ببغداد سنة 1989  والكتاب هذا من مطبوعات المجمع العلمي العراقي .ومن كتبه (المهدي المنتظر بين التصور والتصديق) صدر ببغداد سنة 1970 ومن كتبه كتابه (النبوة ) صدر ببغداد عن جامع امام طه سنة 1972 .

ومن كتبه في النقد التاريخي كتابه الرائع( نصوص الردة في تاريخ الطبري) صدر عن مكتبة النهضة ببغداد سنة 1973 وكتاب (نهج البلاغة  لمن ؟ ) صدر عن مطبعة عيسى ببيروت سنة 1975 .

وهو من اوائل الذين كتبوا وقدموا دراسات وتناولوا نقد الفكر الديني فله كتاب بعنوان (هوامش على كتاب نقد الفكر الديني) صدر عن دار النفائس ببيروت 1971

 ومن كتبه ايضا :   الجزء الاول من كتابه (الإنسان بين الخلق والتطور)   ، وكتابه (الله بين الفطرة والدليل )  طبع قسمه الاول سنة 1969  ، وصدر القسم الثاني سنة 1980   . وله كتاب بعنوان (بين يدي المختصر النافع ) وصدر ببغداد سنة 1957 ،  وكتاب (المادة بين الازلية والحدوث ) بغداد 1974 .

ولعل من أجمل كتبه التاريخية كتابه الذي قرأناه منذ كنا طلابا في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة بغداد 1964-1968 وهو الذي صدر بفصله الاول سنة 1966 بعنوان (تاريخ الحكم البويهي في العراق ) .اما فصله الثاني فصدر ايضا ببغداد سنة 1968 . وله كتاب عن (الصاحب بن عباد :حياته وأدبه  ) صدر ببغداد سنة 1957.

 

وله كتاب مهم بعنوان (الدين الإسلامي : أصوله - نظمه - تعاليمه   (بغداد     1957 ) . ومن كتبه ايضا كتابه : (الشباب والدين ) وهو كتاب دعوي تثقيفي للشباب صدر في بغداد سنة 1976 ،  وكتاب (المبادئ الدينية للناشئين ) ، وهو من منشورات جامع إمام طه ببغداد سنة 1979وكتاب ( العدل الالهي بين الجبر والاختيار ) وصدر بطبعات عديدة بين بغداد وبيروت 1969-1980 ، وكتاب (على هامش كتاب العروة الوثقى ) وصدر ببغداد سنة 1974 ، وكتاب ( مناسك العمرة المفردة ) بغداد مطبعة الايمان 1970

واهتمامه لم يكن في مجال كتابة السير والاعلام ، وانما تفرغ لإظهار بعض الدواوين منها : ديوان أبي طالب في صنعتين : (بغداد ،   1994) ، و) (ديوان مالك بن نويرة ) ، وصدر ببغداد سنة  2001 ) و ( ديوان متمم بن نويرة )   بغداد ،  2002 . وله (ملحق ديوان أبي الاسود الدؤلي  ) من تصنيفه وصدر عن مطبعة المعارف ببغداد سنة 1975 .  

احتاج الى وقت طويل لكي ارصد لكم كل نتاجات الشيخ محمد حسن آل ياسين وقد سردت لكم جانبا من انتاجه التاريخي المعرفي على صعيد الكتب لكن الامر يحتاج الى وقت وجهد كبيرين لجمع ما قدمه على صعيد كتابة المقال فمقالاته وبحوثه مبثوثة في مجلات كثيرة منها (مجلة المجمع العلمي العراقي ) ، ومجلة ( البلاغ ) و( مجلة المجمع العلمي الاردني)  ومجلة (المورد ) و(مجلة مجمع اللغة العربية ) بدمشق لكن يمكننا القول ان دراساته ومقالاته دارت حول موضوعات عديدة  رصد بعضها المرحوم الاستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك في الجزء السابع من كتابه ( معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970-2000 ) ومنها ما كتبه عن كتاب ( جوهرة الجمهرة للصاحب بن عباد) ، و(ديوان ابي طالب بن عبد المطلب ) و(ديوان الخبزارزي ) وكتاب المحيط في اللغة للصاحب بن عباد  و(الفارابي ورسالته فصوص الحكم ) ، و(فهرست مؤلفات محمد بن محمد بن النعمان (الشيخ المفيد) و(كتاب السحاب والمطر وكتاب الازمنة والرياح) لابي عبيدة ابي القاسم بن سلام ، وكتاب( الشجر والنبات وكتاب النخل ) تأليف ابي عبيد القاسم بن سلام ، وكتاب (فضل الكوفة وفضل اهلها ) للعلوي الكوفي و(كتاب المتوارين ) تأليف الحافظ بن عبد الغني بن سعيد الازدي ) ،  وعن (محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد ) وعن (مستدرك ديوان حسان بن ثابت الانصاري ) ، وعن (مقدمة كتاب العين في ارجح نصوصها ) وعن (المستدرك على ديوان الجزائري) ، وعن (نفائس مخطوطات الظاهرية بدمشق: مسند الامام موسى بن جعفر عليه السلام) ، وعن (منظومة في النحو للسيد حيدر الحسني ) ، وعن (النبات في المعاجم العربية ) ، وعن (هل فضل القرآن الذكر على الانثى ) ، وعن (هل المعرفة حسية ) ، وعن (هل هناك حقائق مطلقة ) .

 

  ان مما نلاحظه على النتاج المعرفي للشيخ محمد حسن ال ياسين انه كان ثرا وغزيرا ، كما كان نقديا تحليليا . ومن المؤكد ان الرجل كان متفرغا للعلم والدراسة منقطعا لهما ، لهذا لابد من ان يتصدى طلبة الدراسات العليا والباحثين لتقديم رسائل واطروحات فيما انجزه هذا الشيخ الجليل وقدمه للمكتبة العراقية والعربية .

توفي  الشيخ محمد حسن آل ياسين في داره بمدينة الكاظمية سنة 2006  عن عمر ناهز ال (75) سنة مليئة بما يفيد الناس ، والمجتمع ، والامة رحمه الله ، وطيب ثراه ، وجزاه خيرا على ما قدم .

 24-7-2022

 

 

    

 


 

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...