الاتحاد العربي الهاشمي 1958
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
بعد اعلان الوحدة بين مصر وسوريا ، وقيام الجمهورية العربية المتحدة في 22 شباط -فبراير 1958 تأججت المشاعر الوحدوية في العراق والاردن ، وظهرت الرغبة في في تحقيق الاتحاد بين النظامين الهاشميين في العراق والاردن. وقد تحدثتُ عن ذلك في كتابي :"تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر "الصادر سنة 1958 وقلتُ ان الملك الاردني حسين بن طلال أوفد وزير البلاط الملكي سليمان طوقان الى بغداد يحمل رسالة الى الملك فيصل الثاني ملك العراق وفيها يدعوه لزيارة عمان . وفي 11 شباط 1958 وصل الملك فيصل الثاني على رأس وفد كبير الى عمان .ولم يلبث المجتمعون ان توصلوا الى اعلان الاتحاد بين العراق والاردن بإسم :"الاتحاد العربي الهاشمي ".
وفي 14 شباط 1958 صدر في عمان بلاغ مشترك عن الاتفاق اعاد الى الاذهان ايام الثورة العربية الكبرى واهدافها في اقامة الدولة الموحدة .. ومما جاء في البلاغ ان الباب مفتوح أمام من يرغب من الدول وأن تحتفظ كل من الدولتين بشخصيتها الدولية المستقلة وسيادتها على اراضيها وبنظام الحكم القائم فيها اي ان ما جرى هو اتحاد فدرالي وليس وحدة اندماجية كما حصل بين مصر وسوريا .كما اكد الاتفاق على تنفيذ اجراءات الاتحاد بين الدولتين اعتبارا من تاريخ الاعلان الرسمي لقيام الاتحاد وخاصة في توحيد الجيش والسياسة الخارجية ومناهج التعليم .
اصبحت هناك في البلدين حكومة اتحادية مؤلفة من مجلس تشريعي وسلطة تنفيذية ويكون ملك العراق فيصل الثاني 1953-1958 رئيسا للاتحاد العربي الهاشمي وفي حالة غيابه يحل ملك الاردن محله ويكون مقر الاتحاد بصورة دورية في بغداد لمدة ستة اشهر من السنة وفي عمان لستة اشهر اخرى .وتضع حكومة الاتحاد دستورا خلال مدة لاتزيد عن ثلاثة اشهر من تاريخ توقيع الاتفاق .
وفي 7 اذار -مارس وضعت الصيغة النهاية لمشروع الدستور .. وفي 12 اذار تم تشريعه وعد الاتحاد قائما .. وقد نص على ان الاتحاد العربي الهاشمي يتكون من المملكة العراقية والمملكة الاردنية الهاشمية (مادة 1 ) وان حكومة الاتحاد تتألف من رئيس الاتحاد وسلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وسلطة قضائية (مادة 4 ) ويعاد النظر في وضع رئاسة الاتحاد عند انضمام دول اخرى اليه (مادة 5 ) ويتألف مجلس الاتحاد من 40 عضوا 20 منهم من العراق و20 منهم من الاردن (مادة 10 ) ومدة مجلس الاتحاد 4 سنوات (مادة 13 ) وتناط السلطة التنفيذية برئيس الاتحاد ويمارسها مجلس وزراء الاتحاد (مادة 35 ) ورئيس الاتحاد هو القائد الاعلى للجيش الموحد الجديد الي سيعرف بالجيش العربي والذي يشكل من الجيشين العراقي والاردني (مادة 53 ) ويعد ملك الاردن القائد العام للقوات المرابطة في الاردن من الجيش العربي .
كما الحقت بالدستور احكام متفرقة معظمها تتعلق بكيفية مواجهة "حدوث اضطرابات أو طوارئ خطيرة في أية جهة من بلاد الاتحاد أو في حالة وقوع خطر إعتداء على اية منطقة من مناطق الاتحاد .وقد نصت المادة (73 ) من الدستور على انه في حالة حدوث طوارئ من شأنها الاخلال بالامن العام في أية جهة من جهات الاتحاد ولرئيس الاتحاد ان يعلن حالة الطوارئ في جميع انحاء الاتحاد او في أية منطقة منه .
كلُف الملك فيصل الثاني بصفته رئيسا للاتحاد يوم 19 مايس -ايار -مايو 1958 نوري السعيد لتأليف اول وزارة للاتحاد .وقد اختار نوري السعيد زملاءه من ستة اشخاص يمثل نصفهم الشطر العراقي ويمثل النصف الاخر الشطر الاردني واصبح لرئيس الوزراء الاتحادي نائبا من الاردن .
بعد نشوب ثورة 14 تموز 1958 في العراق أصدر الزعيم الركن عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بيانا في 16 تموز 1958 اعلن فيه انسحاب "جمهورية العراق " من الاتحاد العربي الهاشمي ومما جاء في البيان :" إن الاتحاد بين العراق والاردن ،على الصورة التي تم فيها ...لم يكن إتحادا حقيقيا يستهدف مصلحة الشعب في القطرين ،وانما لتدعيم النظام الملكي الفاسد ،ولتمزيق وحدة الصف العربي المتحرر ،ولتحقيق مصالح زمرة من الحاكمين الذين لم يأتوا الحكم عن طريق الشعب ،ولم يعملوا على تحقيق أمانيه ..." .
وقد عُد البيان جميع الاجراءات والتشريعات التي تمت بموجب الاتحاد باطلة زملغية ،وان الحكومة العراقية تعتبر نفسها في حِل من جميع الالتزامات المالية ،والعسكرية ، وغيرها مما فرض على العراق نتيجة لقيام هذا الاتحاد .
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
بعد اعلان الوحدة بين مصر وسوريا ، وقيام الجمهورية العربية المتحدة في 22 شباط -فبراير 1958 تأججت المشاعر الوحدوية في العراق والاردن ، وظهرت الرغبة في في تحقيق الاتحاد بين النظامين الهاشميين في العراق والاردن. وقد تحدثتُ عن ذلك في كتابي :"تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر "الصادر سنة 1958 وقلتُ ان الملك الاردني حسين بن طلال أوفد وزير البلاط الملكي سليمان طوقان الى بغداد يحمل رسالة الى الملك فيصل الثاني ملك العراق وفيها يدعوه لزيارة عمان . وفي 11 شباط 1958 وصل الملك فيصل الثاني على رأس وفد كبير الى عمان .ولم يلبث المجتمعون ان توصلوا الى اعلان الاتحاد بين العراق والاردن بإسم :"الاتحاد العربي الهاشمي ".
وفي 14 شباط 1958 صدر في عمان بلاغ مشترك عن الاتفاق اعاد الى الاذهان ايام الثورة العربية الكبرى واهدافها في اقامة الدولة الموحدة .. ومما جاء في البلاغ ان الباب مفتوح أمام من يرغب من الدول وأن تحتفظ كل من الدولتين بشخصيتها الدولية المستقلة وسيادتها على اراضيها وبنظام الحكم القائم فيها اي ان ما جرى هو اتحاد فدرالي وليس وحدة اندماجية كما حصل بين مصر وسوريا .كما اكد الاتفاق على تنفيذ اجراءات الاتحاد بين الدولتين اعتبارا من تاريخ الاعلان الرسمي لقيام الاتحاد وخاصة في توحيد الجيش والسياسة الخارجية ومناهج التعليم .
اصبحت هناك في البلدين حكومة اتحادية مؤلفة من مجلس تشريعي وسلطة تنفيذية ويكون ملك العراق فيصل الثاني 1953-1958 رئيسا للاتحاد العربي الهاشمي وفي حالة غيابه يحل ملك الاردن محله ويكون مقر الاتحاد بصورة دورية في بغداد لمدة ستة اشهر من السنة وفي عمان لستة اشهر اخرى .وتضع حكومة الاتحاد دستورا خلال مدة لاتزيد عن ثلاثة اشهر من تاريخ توقيع الاتفاق .
وفي 7 اذار -مارس وضعت الصيغة النهاية لمشروع الدستور .. وفي 12 اذار تم تشريعه وعد الاتحاد قائما .. وقد نص على ان الاتحاد العربي الهاشمي يتكون من المملكة العراقية والمملكة الاردنية الهاشمية (مادة 1 ) وان حكومة الاتحاد تتألف من رئيس الاتحاد وسلطة تشريعية وسلطة تنفيذية وسلطة قضائية (مادة 4 ) ويعاد النظر في وضع رئاسة الاتحاد عند انضمام دول اخرى اليه (مادة 5 ) ويتألف مجلس الاتحاد من 40 عضوا 20 منهم من العراق و20 منهم من الاردن (مادة 10 ) ومدة مجلس الاتحاد 4 سنوات (مادة 13 ) وتناط السلطة التنفيذية برئيس الاتحاد ويمارسها مجلس وزراء الاتحاد (مادة 35 ) ورئيس الاتحاد هو القائد الاعلى للجيش الموحد الجديد الي سيعرف بالجيش العربي والذي يشكل من الجيشين العراقي والاردني (مادة 53 ) ويعد ملك الاردن القائد العام للقوات المرابطة في الاردن من الجيش العربي .
كما الحقت بالدستور احكام متفرقة معظمها تتعلق بكيفية مواجهة "حدوث اضطرابات أو طوارئ خطيرة في أية جهة من بلاد الاتحاد أو في حالة وقوع خطر إعتداء على اية منطقة من مناطق الاتحاد .وقد نصت المادة (73 ) من الدستور على انه في حالة حدوث طوارئ من شأنها الاخلال بالامن العام في أية جهة من جهات الاتحاد ولرئيس الاتحاد ان يعلن حالة الطوارئ في جميع انحاء الاتحاد او في أية منطقة منه .
كلُف الملك فيصل الثاني بصفته رئيسا للاتحاد يوم 19 مايس -ايار -مايو 1958 نوري السعيد لتأليف اول وزارة للاتحاد .وقد اختار نوري السعيد زملاءه من ستة اشخاص يمثل نصفهم الشطر العراقي ويمثل النصف الاخر الشطر الاردني واصبح لرئيس الوزراء الاتحادي نائبا من الاردن .
بعد نشوب ثورة 14 تموز 1958 في العراق أصدر الزعيم الركن عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بيانا في 16 تموز 1958 اعلن فيه انسحاب "جمهورية العراق " من الاتحاد العربي الهاشمي ومما جاء في البيان :" إن الاتحاد بين العراق والاردن ،على الصورة التي تم فيها ...لم يكن إتحادا حقيقيا يستهدف مصلحة الشعب في القطرين ،وانما لتدعيم النظام الملكي الفاسد ،ولتمزيق وحدة الصف العربي المتحرر ،ولتحقيق مصالح زمرة من الحاكمين الذين لم يأتوا الحكم عن طريق الشعب ،ولم يعملوا على تحقيق أمانيه ..." .
وقد عُد البيان جميع الاجراءات والتشريعات التي تمت بموجب الاتحاد باطلة زملغية ،وان الحكومة العراقية تعتبر نفسها في حِل من جميع الالتزامات المالية ،والعسكرية ، وغيرها مما فرض على العراق نتيجة لقيام هذا الاتحاد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق