العامريـــــة ُ... قيامة الدّم - فجر 13 من شباط 1991م *
ا.د. محمد عبد المطلب البكاء
**********************************************
حين كان الملجأ يعج بالحياة،وببهجة الأطفال الرضع،والصغار وأمهاتهم،ومن النساء، والشيوخ والمرضى،والهاربين من جحيم،ووحشية القصف المتوحش ،وأزيز وصوت الطائرات المخيف ألقـت الطائرات الأمريكية صاروخين بالليـزرصمما خصيصا لهذا الغرض، والقيا عن قرب حيـن كانت الطائرات تطير بارتفاع منخفض، ودخل هــذان الصاروخان من فتحة التهوية الخاصة بالملجأ، وغير المرئية.
ولقد ربط أهالي هذا الحي المنكوب قبل ثلاثة أيام من هذه الجريمة الوحشية البشعة أن سرباً من الطائرات كان يحوم في تلك المنطقة قبل الهجوم ولثلاثة أيام متتالية ،ولم يعلموا أن هدفه تصوير المكان بالضبط ،والدقة وكيفية تحديد الإصابة المباشرة وبأكبر قدر من الخسائر والإصابات والأذى .
ألقت الطائرات الصاروخ الأول من خلال فتحة التهوية،والذي كان هدفه إحداث
خرق يولد عصفا شديدا يؤدي إلى غلق الأبواب،ويخترق الجدار الأول.وأما الصاروخ الثاني فمرَّ من خلال الخرق،أي فتحة التهوية كي يحقق ويكمل النتيجة المطلوبة،والمراد منها: فتح أبواب من الجحيم ،والنيران القوية الهائلة في داخل الملجأ .لهذا فلقد وصلت حرارة الملجأ إلى آلاف الألوف من الدرجات الحرارية المئوية، وأصبح أو تحول الملجأ إلى فرن حراري صاعق ،وانصهرت أجساد الأطفال البريئة الطرية ، وأجساد الأمهات، والشابات والشيوخ، والمرضى، والهاربين من قنابل أمريكا الذكية ،وقنابل اليورانيوم، والقنابل الانشطارية، والعنقودية، وغيرها من أسلحة التجارب الجديدة التي لم ترحم هذا الملجأ الذي ليس فيه غير ضحكات الأطفال البريئة في أحضان الأمهات الخائفات المقهورات من ظلم وتعسف أمريكا القوية في كل شئ إلا في الإنسانية وحقوق الإنسان، وخاصة الإنسان العراقي البرئ إذْ استشهد 403 من المواطنين العراقيين، و بعض الأخوة العرب، ومن بينهم 52 طفلا رضيعا، و261 امرأة.
لقد أنكرت أمريكا فعلتها الجبانة، بالقول: أنَّ الملجأ كان مـقراً عسكرياً،إلا أنها
في آخرالمطاف ،وبعد تأكيد كل المراسلين الأجانب،ونقل الصور الحية وفحصها،وعرضها أمام العالم اضطر البنتاغون إلى الاعتراف بالجريمة البشعة التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي وكالعادة حاولوا تصويرها بالخطأ ،وليس بالقصف المتعمد.إذْ ورد في صحيفة الصنداي تايمز في عددها الصادر في يوم 17/02/1991 :''أن مصدراً رفيعا في البنتاغون أبلغها أن وزارة الدفاع الأمريكية تعترف بارتكابها خطأ في قصف ملجأ مدني في بغداد، وأن المعلومات التي تم بموجبها تشخيص المكان كملجأ عسكري كانت قديمة'' .
________________________________________________________________
*]ا.د. محمد البكاء ، قيامة الدم ، رواية صدرت في بغداد 2002
الرحمة و الغفران لشهداء العراق و كل شهيد شريف و اللعنة على الارهاب و العدوان و يبقى قصف ملجا العامرية وصمة عار بجبين الولايات المتحدة و من لف لفها واللعنة على صدام الذي تسبب بحرب الخليج الثانية على الرغمة م وجود المصالح الدولية تحيات تقدير
ردحذف