الفراهيدي والمخزومي مرة اخرى
ا.د. محمد عبد المطلب البكاء
تحياتي .. كانت عقلية الخليل بن أحمد الفراهيدي من النوع الدؤوب الذي تشغله القضايا حتى تملك عليه كيانه، فيظل يصارعها ،وتصارعه حتى يجليها الجلاء الحسن، ويطرحها للناس الطرح المفيد فيفيدون منها ويحتلبون مزاياها ،ويطورون فيها إن استطاعوا الى ذلك سبيلا ،ولقد شغل الخليل نفسه بعلوم اللغة العربية ،وتراكبيها واوزانها، واستنبط لنفسه وسائله، وأدواته الخاصة شأن كل صانع ماهر ،وعالم حصيف يعكف على تطوير ادوات العمل التي بين يديه حتى تستجيب لتطلعاته العلمية المتشوقة الى الاستنباط ،والوصول الى النتائج الافضل للبحث الطويل المتعمق، وكان ذا فضل وزهد فقد كان الخليل - رحمه الل- زاهداً ورعاً. وقد نقل ابن خلكان عن تلميذ الخليل النضر بن شميل قوله: «أقام الخليل في خص له بالبصرة، لا يقدر على فلسين، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال». كما نقل عن سفيان بن عيينة قوله: «من أحب أن ينظر إلى رجلٍ خلق من الذهب، والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد».
وحينما أرسل إليه سليمان بن حبيب بن أبي صفرة والي فارس والأحواز رسولاً يدعوه إليه، حيث كان سليمان يدفع له راتباً بسيطاً يعينه به على شؤون الحياة، فرفض القدوم إليه ،وقدم للرسول خبزاً يابساً مما عنده، قائلاً : مادمت أجده فلا حاجة بي إلى سليمان وقال:
أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ وَفي غِنىً غَيرَ أَنّي لَستُ ذا مالِ
سَخّى بِنَفسي أَنّي لا أَرى أَحَداً يَموتُ هَزلاً وَلا يَبقى عَلى حالِ.
وقد أنصفه أستاذنا المرحوم د. مهدي المخزومي في كل ما ألف، وكتب من بحوث، ودراسات، منها كتابه:" الخليل بن احمد الفراهيدي -اعماله، ومنهجه"، وتحقيق :" معجم العين" بمشاركة د. إبراهيم السامرائي.( ثمانية أجزاء)و( الفراهيدي - عبقري من البصرة).
وقد علقتُ على ما كتبه الاستاذ الدكتور محمد عبد المطلب البكاء بالقول :"
اشكرك اخي ا.د. محمد البكاء وكما هو معروف ايضا ان رسالة استاذنا ا.د. المخزومي للماجستير هي عن الفراهيدي وهي بعنوان :" مذهب الخليل النحوي " من كلية الاداب -جامعة القاهرة 1951 وتقع في 219 صفحة اما اطروحته للدكتوراه فهي عن "مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو " ومن جامعة القاهرة 1958 وتقع في 364 صفحة ..........دمت ذخرا لنا.....ابراهيم العلاف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق