كتب الاستاذ شيرزاد شيخاني : موقع (إيـــلاف) -
يُعد
السياسي الكردي الدكتور محمود عثمان أحد أبرز السياسيين الكرد المخضرمين بالعراق ،
أمضى أكثر من نصف قرن من حياته وهو يخوض المعترك السياسي في فترات حساسة غيرت وجه
التأريخ المعاصر بالعراق . كان أحد أقطاب الحركة الكردية التي بيدها القرار
السياسي ، شارك في صنع الكثير من الأحداث التي رافقت الثورات الكردية ، وتزعم في
فترة من فتراتها قيادة جناح في تلك الثورة إضطر صدام حسين الى التفاوض معه بمعزل عن
حزبي بارزاني وطالباني بإعتباره أحد الرموز القيادية المهمة بالثورة الجديدة التي
إندلعت بعد إنهيار ثورة الملا مصطفى .. وبعد سقوط نظام صدام تحول الى أحد صناع
القرار العراقي من خلال تبوئه لعضوية أول مجلس حكم يخلف النظام السابق ، فشارك في
رسم ملامح العراق الجديد من خلال موقعه مع قيادات العراق .
إتسمت شخصيته بالجرأة والصراحة المؤلمة في بعض الأحيان ، يطلق آرائه بحرية ودون خوف ، ويعكف الان على كتابة مذكراته لكن " ايلاف " حاولت أن تستبق صدور تلك المذكرات لتستنطقه عن جزء من مشاهداته ودوره السياسي ، وإتفقت معه على إجراء حوار شامل يغطي لثلاثة مراحل مهمة بسيرته الذاتية ودوره السياسي ، تبدأ الأولى من أول دخوله الى الحزب الديمقراطي الكردستاني وترقيه بالمناصب السياسية الى أن أصبح الذراع الأيمن لقائد الثورة الكردية الملا مصطفى البارزاني الى حين سقوط ثورة أيلول عام 1975 جراء عقد معاهدة الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين ، والمرحلة الثانية تبدأ من لحظة إعلان الثورة الجديدة بكردستان في أعقاب ثورة أيلول والتي تبدأ بعد عدة أشهر من سقوط الثورة السابقة وتنتهي بسقوط نظام صدام حسين ، والمرحلة الأخيرة هي مرحلة العمل السياسي العراقي من خلال مجلسي الحكم والنواب العراقي وما رافقهما من أحداث تأريخيه مهمه .
هنا الجزء الأول من حديث مطول معه تطرقنا فيه عن شؤون وشجون الثورة الكردية في العراق :
يصف الكثير من السياسيين والمراقبين حكم الزعيم العراقي عبدالكريم قاسم بأنه كان حكماً وطنياً ، وحقق قاسم الكثير من المكتسبات التأريخيه للشعب الكردي ، فلماذا إنطلقت الثورة الكردية في عهده ؟
- نعم كان حكم قاسم وطنياً ، وقاسم كان شخصاً وطنياً ونزيهاً لاغبار عليه وهذا أمر معروف للجميع ، وعندما فجر قاسم ثورته أيدناها نحن الكرد بقوة ، فنظامه قام بتحقيق خطوات كثيرة لصالح الكرد منها إلغاء حلف بغداد وإجازة الحزب الديمقراطي الكردستاني وإرجاع البارزاني وستمائة مقاتل معه من الإتحاد السوفيتي وتشكيل مديرية معارف كردستان . والأهم من كل ذلك هو تضمين الدستور المؤقت حق الشراكة الكردية مع العرب . هذه الخطوات كانت مهمة بالنسبة للشعب الكردي في تلك الفترة ولذلك شعبنا الكردي بالإجماع أيد الثورة . والعلاقات كانت جيدة في البداية ولكن فيما بعد تغيرت الأحوال ، حيث كانت هناك عناصر شوفينية دخلت الحكم وطبعاً الحزب الشيوعي كان قوياً جداً في ذلك الوقت ، وقاسم تحسس من الشيوعيين وخاصة من المظاهرات ، ولذلك هناك من خوفوه من الحزب الشيوعي وأوهموه بأنه يسعى للإنقلاب عليه ، ما دعاه الى جلب بعض القوميين والبعثيين للحكم ، وبدورهم عمل هؤلاء على تحريض قاسم ضد الحركة الكردية وضد اليساريين ونجحوا الى حد كبير بإقناع قاسم بأن هناك مؤامرة كردية مع شركات النفط وإيران وغيرها ، وكذلك تخويفه بالشيوعيين ، وبذلك فقد تغير قاسم وسياساته . أضف الى ذلك عدم وجود الإنتخابات وتحول قاسم بذلك الى الزعيم الأوحد .
وبدأ قاسم يبتعد عن الكرد تدريجياً ويقوم ببعض الإجراءات المضادة ، منها غلق جريدة خبات ومحاولة محاكمة إبراهيم أحمد رئيس تحريرها ، وتوتر علاقته مع الملا مصطفى البارزاني . وكانت هناك أيضاً محاولات من عشائر كردية معادية لعشيرة البارزان والتي نجحت بإقناع قاسم لضرب بارزاني ، كل هذه الأمور ساهمت في أن تكون هناك ردود فعل قوية تجاه قاسم ، فتم الإصطدام في ظل غياب الحوار والتفاوض . وتطورت الأمور وأدت الى أن تستخدم الحكومة العراقية القوة الجوية لقصف مناطق دربنديخان ودربند بازيان ما أدى الى إعلان الثورة المسلحة . الثورة لم تكن مقرر لها مسبقاً ، لكنها جاءت كرد فعل للأوضاع ، وأعتقد بأن القتال لم يكن في صالح أي من الطرفين حيث سقط حكم قاسم وجاء حكم أسوأ منه هو حكم البعثيين ، والكرد أيضاً تضرروا وذلك بخضوعهم للهيمنة الإيرانية تدريجياً وإضطرارهم الى عقد العلاقة معها لحاجتهم اليها بسبب العامل الجغرافي ، وفي العموم فقد تضررنا من هذه العلاقات بالمحصلة النهائية .
هل هذا يعني بأن محاربة الكرد أدت الى زوال حكم قاسم ؟
- ليس الكرد وحدهم بل كان حربهم عاملاً مهماً ، والعامل الأهم كان وجود ضباط قوميين وبعثيين دخلوا الجيش وهم الذين إنقلبوا عليه في النهايه . أضف الى ذلك أن قاسم عزل حكمه عن الشعب واليساريين وإتجه نحو الحكم الفردي ذو الطابع العسكري .
قاسم حقق بعض المكاسب للشعب الكردي كما ذكرت ، ولكن هل أن تلك المكاسب كانت مطالب كرديه من حكمه أم جاءت بمبادرة منه ؟
- كانت المبادرة من الضباط الأحرار وبالذات من قاسم . وقبل تنفيذ الثورة إتصل عدد من لضباط الأحرار بالقيادات الكردية وجرى نوع من التفاوض وتبادل الآراء تضمنت طرح بعض المطالب الكردية من الحكم الجديد . ولذلك فان تلك المكاسب تحققت بفضل رؤية قاسم والضباط المحيطين به من الليبراليين ، وكذلك بسبب معرفتهم ببعض المطالب الكردية فأرادوا تحقيقها لتثبيت حكمهم .
ما أسباب إختيار الملا مصطفى البارزاني لقيادة الثورة الكردية ؟
- الملا مصطفى كان رئيساً للحزب منذ أول تشكيله في 1946 وكان مساهما في تأسيسه وهو في جمهورية مهاباد . ففي تلك الفترة كانت هناك عدة أحزاب كرديه مثل حزب شورش وحزب رزكاري وبقايا حزب هيوا فقرروا التوحد بعد الحرب العالمية الثانية وإتصلوا بالملا مصطفى وأرسلوا له حمزة عبدالله لهذا الغرض ، وبارك بارزاني تلك الخطوة ، فتشكل الحزب الديمقراطي الكردي وجرى إنتخابه رئيساً للحزب وحمزة عبدالله سكرتيراً . وبقي بارزاني رئيساً الى أن توفي . وإقترح بارزاني تعيين نائبين له ، الاول هو الشيخ لطيف ابن الشيخ محمود الحفيد بإعتباره يمثل عشيرة كبيرة ومهمة ، وكذلك كاكه زياد حمه آغا الكويي ، فقد حسب بار زاني حساب العشائر القوية . وبعد ذلك ذهب الى الإتحاد السوفييتي لاجئاً وبقي هناك الى أن عاد الى العراق بدعوة من قاسم وصدور عفو عام عنهم .
إتسمت شخصيته بالجرأة والصراحة المؤلمة في بعض الأحيان ، يطلق آرائه بحرية ودون خوف ، ويعكف الان على كتابة مذكراته لكن " ايلاف " حاولت أن تستبق صدور تلك المذكرات لتستنطقه عن جزء من مشاهداته ودوره السياسي ، وإتفقت معه على إجراء حوار شامل يغطي لثلاثة مراحل مهمة بسيرته الذاتية ودوره السياسي ، تبدأ الأولى من أول دخوله الى الحزب الديمقراطي الكردستاني وترقيه بالمناصب السياسية الى أن أصبح الذراع الأيمن لقائد الثورة الكردية الملا مصطفى البارزاني الى حين سقوط ثورة أيلول عام 1975 جراء عقد معاهدة الجزائر بين شاه إيران وصدام حسين ، والمرحلة الثانية تبدأ من لحظة إعلان الثورة الجديدة بكردستان في أعقاب ثورة أيلول والتي تبدأ بعد عدة أشهر من سقوط الثورة السابقة وتنتهي بسقوط نظام صدام حسين ، والمرحلة الأخيرة هي مرحلة العمل السياسي العراقي من خلال مجلسي الحكم والنواب العراقي وما رافقهما من أحداث تأريخيه مهمه .
هنا الجزء الأول من حديث مطول معه تطرقنا فيه عن شؤون وشجون الثورة الكردية في العراق :
يصف الكثير من السياسيين والمراقبين حكم الزعيم العراقي عبدالكريم قاسم بأنه كان حكماً وطنياً ، وحقق قاسم الكثير من المكتسبات التأريخيه للشعب الكردي ، فلماذا إنطلقت الثورة الكردية في عهده ؟
- نعم كان حكم قاسم وطنياً ، وقاسم كان شخصاً وطنياً ونزيهاً لاغبار عليه وهذا أمر معروف للجميع ، وعندما فجر قاسم ثورته أيدناها نحن الكرد بقوة ، فنظامه قام بتحقيق خطوات كثيرة لصالح الكرد منها إلغاء حلف بغداد وإجازة الحزب الديمقراطي الكردستاني وإرجاع البارزاني وستمائة مقاتل معه من الإتحاد السوفيتي وتشكيل مديرية معارف كردستان . والأهم من كل ذلك هو تضمين الدستور المؤقت حق الشراكة الكردية مع العرب . هذه الخطوات كانت مهمة بالنسبة للشعب الكردي في تلك الفترة ولذلك شعبنا الكردي بالإجماع أيد الثورة . والعلاقات كانت جيدة في البداية ولكن فيما بعد تغيرت الأحوال ، حيث كانت هناك عناصر شوفينية دخلت الحكم وطبعاً الحزب الشيوعي كان قوياً جداً في ذلك الوقت ، وقاسم تحسس من الشيوعيين وخاصة من المظاهرات ، ولذلك هناك من خوفوه من الحزب الشيوعي وأوهموه بأنه يسعى للإنقلاب عليه ، ما دعاه الى جلب بعض القوميين والبعثيين للحكم ، وبدورهم عمل هؤلاء على تحريض قاسم ضد الحركة الكردية وضد اليساريين ونجحوا الى حد كبير بإقناع قاسم بأن هناك مؤامرة كردية مع شركات النفط وإيران وغيرها ، وكذلك تخويفه بالشيوعيين ، وبذلك فقد تغير قاسم وسياساته . أضف الى ذلك عدم وجود الإنتخابات وتحول قاسم بذلك الى الزعيم الأوحد .
وبدأ قاسم يبتعد عن الكرد تدريجياً ويقوم ببعض الإجراءات المضادة ، منها غلق جريدة خبات ومحاولة محاكمة إبراهيم أحمد رئيس تحريرها ، وتوتر علاقته مع الملا مصطفى البارزاني . وكانت هناك أيضاً محاولات من عشائر كردية معادية لعشيرة البارزان والتي نجحت بإقناع قاسم لضرب بارزاني ، كل هذه الأمور ساهمت في أن تكون هناك ردود فعل قوية تجاه قاسم ، فتم الإصطدام في ظل غياب الحوار والتفاوض . وتطورت الأمور وأدت الى أن تستخدم الحكومة العراقية القوة الجوية لقصف مناطق دربنديخان ودربند بازيان ما أدى الى إعلان الثورة المسلحة . الثورة لم تكن مقرر لها مسبقاً ، لكنها جاءت كرد فعل للأوضاع ، وأعتقد بأن القتال لم يكن في صالح أي من الطرفين حيث سقط حكم قاسم وجاء حكم أسوأ منه هو حكم البعثيين ، والكرد أيضاً تضرروا وذلك بخضوعهم للهيمنة الإيرانية تدريجياً وإضطرارهم الى عقد العلاقة معها لحاجتهم اليها بسبب العامل الجغرافي ، وفي العموم فقد تضررنا من هذه العلاقات بالمحصلة النهائية .
هل هذا يعني بأن محاربة الكرد أدت الى زوال حكم قاسم ؟
- ليس الكرد وحدهم بل كان حربهم عاملاً مهماً ، والعامل الأهم كان وجود ضباط قوميين وبعثيين دخلوا الجيش وهم الذين إنقلبوا عليه في النهايه . أضف الى ذلك أن قاسم عزل حكمه عن الشعب واليساريين وإتجه نحو الحكم الفردي ذو الطابع العسكري .
قاسم حقق بعض المكاسب للشعب الكردي كما ذكرت ، ولكن هل أن تلك المكاسب كانت مطالب كرديه من حكمه أم جاءت بمبادرة منه ؟
- كانت المبادرة من الضباط الأحرار وبالذات من قاسم . وقبل تنفيذ الثورة إتصل عدد من لضباط الأحرار بالقيادات الكردية وجرى نوع من التفاوض وتبادل الآراء تضمنت طرح بعض المطالب الكردية من الحكم الجديد . ولذلك فان تلك المكاسب تحققت بفضل رؤية قاسم والضباط المحيطين به من الليبراليين ، وكذلك بسبب معرفتهم ببعض المطالب الكردية فأرادوا تحقيقها لتثبيت حكمهم .
ما أسباب إختيار الملا مصطفى البارزاني لقيادة الثورة الكردية ؟
- الملا مصطفى كان رئيساً للحزب منذ أول تشكيله في 1946 وكان مساهما في تأسيسه وهو في جمهورية مهاباد . ففي تلك الفترة كانت هناك عدة أحزاب كرديه مثل حزب شورش وحزب رزكاري وبقايا حزب هيوا فقرروا التوحد بعد الحرب العالمية الثانية وإتصلوا بالملا مصطفى وأرسلوا له حمزة عبدالله لهذا الغرض ، وبارك بارزاني تلك الخطوة ، فتشكل الحزب الديمقراطي الكردي وجرى إنتخابه رئيساً للحزب وحمزة عبدالله سكرتيراً . وبقي بارزاني رئيساً الى أن توفي . وإقترح بارزاني تعيين نائبين له ، الاول هو الشيخ لطيف ابن الشيخ محمود الحفيد بإعتباره يمثل عشيرة كبيرة ومهمة ، وكذلك كاكه زياد حمه آغا الكويي ، فقد حسب بار زاني حساب العشائر القوية . وبعد ذلك ذهب الى الإتحاد السوفييتي لاجئاً وبقي هناك الى أن عاد الى العراق بدعوة من قاسم وصدور عفو عام عنهم .
يُقال بأن قادة الإنقلاب البعثي الأول في 8 شباط عام 1963 على حكم قاسم أجروا إتصالات مع قيادة الثورة الكردية قبل تنفيذ إنقلابهم هل هذا صحيح ؟
- نعم إتصلوا بالحركة الكردية ، وكان هدفهم على الأقل أن يضمنوا هدوء الجبهة الكردية ، وقيادة الثورة الكردية كانت قد خاضت قتالاً عنيفاً مع جيش قاسم وكانوا بحاجة لفترة إستراحة بعد أن عجزوا عن التفاوض مع قاسم ، وتقريباً أصبح هناك نوع من التأييد الضمني من قيادة الثورة الكردية للإنقلاب وليس تأييداً كاملاً ومباشراً . وبعد نجاح الإنقلاب وجه كل من صالح اليوسفي وفؤاد عارف برقية تأييد للإنقلاب وبدأت الهدنه ، ثم دخلوا لعدة أشهر بمفاوضات ولكنها لم تثمر عن شيء ، فوقع القتال في السادس من حزيران وكان شديداً هذه المرة وتم التركيز على منطقة بارزان وكنت أنا شخصياً هناك مع الملا مصطفى الذي كانوا يصفونه برأس الثعبان . أنا كنت طبيباً مشرفاً على علاج الجرحى ، ولضراوة القتال كنا نضطر الى نقل مستشفانا الميداني من كهف الى آخر . البعثيين لم يكونوا جادين بحل القضية الكردية ولكنهم إستفادوا من المفاوضات للتهدئة في الجبهات .
المفاوضات التي أجريتموها مع النظام البعثي الجديد بذلك العام ماذا تضمنت من المطالب الكردية ؟
- عقد مؤتمر في مدينة كويسنجق بحضور الملا مصطفى والمكتب السياسي ، إتفقنا خلاله على برنامج معين يضم مطلب اللامركزية لكردستان ، وسميناها جمهورية كردستان اللامركزية ، وشكلنا وفداً ذهب الى بغداد ، هم وافقوا مبدئياً على المطالب لكنهم طلبوا تغيير التسمية الى منطقة أو محافظة لامركزية إدارية لكن الكرد لم يوافقوا على ذلك وفشلت المفاوضات . كان العراق في تلك الفترة جزءاً من محاولات تحقيق الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق ، وأراد البعثيون في العراق أن يُفهموا الكرد بأن عبدالناصر هو من يعترض على تحقيق المطالب الكردية ، ولذلك ذهب وفد برئاسة جلال طالباني وضم فؤاد عارف الى مصر والتقى هناك بعبد الناصر الذي أكد لهم بأن قادة البعث يكذبون ، لأنه على عكس مما يقولون فقد نصحهم بحل القضية الكردية لأن إيران وتركيا يستغلون الوضع لصالحهما .
بعد ثمانية أشهر وقع إنقلاب آخر بقيادة عبدالسلام عارف ، هل كان هو أيضا على إتصال بالقيادة الكردية ؟
ـ عبدالسلام كان ضابطاً كبيراً بالجيش وهو رئيس الجمهورية ودخل في خلاف مع البعثيين لأنهم كانوا يريدونه رمزا فقط فثار عليهم ، وفعلاً إتصل بالقيادة الكردية وطلب هدنة ، والقيادة الكردية لاتمانع دائماً بالهدنة ووقف القتال ، ودخلنا معه بمفاوضات أدت الى إصدار بيان 10 شباط 1964 . وكان بياناً ضعيفاُ ليست فيه أية مطالب أساسية وكان بتوقيع الملا مصطفى كرئيس للحزب ، ولكن هذا البيان أدى الى إنقسام كردي قاد لاحقاً الى الإنشقاق ، لأن المكتب السياسي لم يوافق على البيان الذي أيده الملا مصطفى ، وإعتبروا ذلك البيان إستسلاماً ، كانت هناك خلافات عديدة ولكن البيان كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير حيث إنشق جناح من المكتب السياسي عن الحزب في تموز ذلك العام ومازالت آثار وتداعيات ذلك الإنقسام باقيه الى يومنا هذا . الخلافات كانت موجودة أساساً منذ بداية الستينات وكانت تتركز حول أسلوب العمل ، المكتب السياسي كانوا يريدون إنتهاج أسلوب حزبي ولكن الملا مصطفى لايؤمن بذلك وكان يريد أن يكون رئيساً مسيطراً والمكتب السياسي يريدونه رئيساً رمزياً . العلاقات الخارجية أيضاً كانت سبباً للصراع ، الملا مصطفى كان يريد الإشراف بنفسه على العلاقات مع إيران وإسرائيل وغيرها ، ولكن المكتب السياسي يخالفونه ويريدون أن تبقى تحت يد المكتب السياسي . كان هذا الخلاف على وشك التفجر في 1963 ولكن ظروف القتال أجلت ذلك . المكتب السياسي عقد في أيار 1964 كونفرانساً في ماوت جمدوا خلاله الملا مصطفى , والملا عقد المؤتمر السادس في قلعة دزة بتموز 1964 وغير قيادة الحزب وفصل أكثرية أعضاء المكتب السياسي ثم جمع قواته وهجم على ماوت فهرب أعضاء جناح المكتب السياسي ومن معهم الى إيران بعد قتال لعدة أيام .
من خلال سردك نرى بأن أي واحد يريد أن ينقلب على الحكم كان يتصل بالقيادة الكردية ليضمن هدوء الجبهات ، فلماذا لم تعتبر القيادة الكردية من ذلك ؟
ـ الكرد أيضاً لم يكن لهم خيار . أي هدنة تعرض عليهم كانوا يقبلونها لكي يستريح البيشمركة ، بالإضافة الى أن الكرد لم يرفضوا الحوار مع أي حكومة . هذا لايعني بأننا كنا على قناعة بأن تلك الهدنات ستثمر عن حلول ، كنا بحاجة الى ما يسمى بإستراحة المحاربين .
الإنشقاق الذي حدث هل كانت له أسباب موضوعية في وقت كان هناك هدف واحد للجميع
وهو
مواجهة السلطة ؟
ـ كما قلت كانت هناك خلافات منذ وجود الملا مصظفى في الإتحاد السوفييتي ، وتطورت تلك الخلافات في الخمسينات وتحديداً من عام 1958 ثم توسعت كثيراً حول الصلاحيات الإدارية والمالية للحزب ، وتراكمت المشاكل الى حين إندلاع الثورة في 1961 التي أجلت تفجر الخلافات ثم جاءت ظروف الحرب والقتال ، وأخيراً حصل الإنشقاق كنتيجة لتلك الخلافات المتراكمة .
ـ كما قلت كانت هناك خلافات منذ وجود الملا مصظفى في الإتحاد السوفييتي ، وتطورت تلك الخلافات في الخمسينات وتحديداً من عام 1958 ثم توسعت كثيراً حول الصلاحيات الإدارية والمالية للحزب ، وتراكمت المشاكل الى حين إندلاع الثورة في 1961 التي أجلت تفجر الخلافات ثم جاءت ظروف الحرب والقتال ، وأخيراً حصل الإنشقاق كنتيجة لتلك الخلافات المتراكمة .
ماذا كنت عليه في تلك الفترة ؟
ـ أنا كنت من الكوادر المتقدمة بالحزب في بغداد في 1958 ، وثم أصبحت عضواً مرشحاً للجنة المركزية ، وعندما حصل الإنشقاق لم أكن أميل الى أي دور قيادي لأني لم أرد أن أكون جزءاً من الخلافات في تلك الفترة ، وبعد أن حصل الإنشقاق وعقد المؤتمر الحزبي بقلعة دزة ترشحت وأُنتخبت عضوا بالمكتب السياسي للحزب في عام 1964 .
في منتصف الستينات كانت هناك مبادرة تأريخية مهمة من قبل رئيس الوزراء عبدالرحمن البزاز التي أثمرت عن صدور بيان 29 حزيران 1966 ، ماذا كانت المبادرة تضم ولماذا لم تتوصلوا الى تفاهم معه ، خاصة وإنه كانت لديه رغبة جدية بحل القضية الكردية في تلك الفترة ؟
ـ بادر البزاز بالإتصال بالملا مصطفى كما إتصل بجناح المكتب السياسي المنشق و صدر بيان ، والبيان فيه مسائل جيدة لكنه كان محدوداً وناقصاً فلم يتطرق الى التفاصيل مثل الحكم الذاتي ، نحن أيدنا البيان وكذلك جناح المكتب السياسي ، ودخلنا مفاوضات ولكنها لم تثمر شيئاً ، أولاً إشترط بارزاني عدم دخول جناح المكتب السياسي بالمفاوضات مطلقاً ، وفي الأخير تدخل الضباط الشوفينيين مرة أخرى ضد البيان وحتى أنهم نجحوا بإزاحة البزاز وفشلت المبادرة .
حسب
المصادر التي إطلعنا عليها في تلك الفترة
بدأت علاقة الثورة الكردية مع إسرائيل وتحديداً بين الملا مصطفى وإسرائيل ،
فكيف تصف لنا تلك العلاقة وكيفية نشوئها ؟
ـ اولاً لابد من العودة الى علاقة الثورة الكردية مع إيران لأن هناك ربطاً بين الموضوعين . مع إيران بدأت علاقتنا في عام 1962 أي منذ بداية الثورة بحكم وجود حدود مشتركة طويلة بيننا ، خاصة وأن تركيا كانت تعادي الكرد وترفض أي إعتراف بالقضية الكردية ، من خلال إيران جاءت علاقتنا مع إسرائيل ، حيث كانت علاقة شاه ايران مع اسرائيل قوية جداً ، وكانت إيران مهتمة لدخول إسرائيل بالقضية لكي يفرض الشاه نفوذه على الثورة الكردية . العلاقة مع إسرائيل بدأت في 1963 وكان بالإتفاق بين بارزاني والمكتب السياسي حيث لم يحدث الإنشقاق بعد . ولكن في 1964 حدث خلاف حول الموضوع حيث كان المكتب السياسي يشرف على تلك العلاقة ولكن الملا مصطفى يريد أن يكون هذا الملف بيده بإعتباره قائدا للثورة وإستمرت العلاقة الى حين إنهيار الثورة الكردية عام 1975 بعد أن توقفت لعدة أشهر في الستينات ثم عادت مرة أخرى .
ـ اولاً لابد من العودة الى علاقة الثورة الكردية مع إيران لأن هناك ربطاً بين الموضوعين . مع إيران بدأت علاقتنا في عام 1962 أي منذ بداية الثورة بحكم وجود حدود مشتركة طويلة بيننا ، خاصة وأن تركيا كانت تعادي الكرد وترفض أي إعتراف بالقضية الكردية ، من خلال إيران جاءت علاقتنا مع إسرائيل ، حيث كانت علاقة شاه ايران مع اسرائيل قوية جداً ، وكانت إيران مهتمة لدخول إسرائيل بالقضية لكي يفرض الشاه نفوذه على الثورة الكردية . العلاقة مع إسرائيل بدأت في 1963 وكان بالإتفاق بين بارزاني والمكتب السياسي حيث لم يحدث الإنشقاق بعد . ولكن في 1964 حدث خلاف حول الموضوع حيث كان المكتب السياسي يشرف على تلك العلاقة ولكن الملا مصطفى يريد أن يكون هذا الملف بيده بإعتباره قائدا للثورة وإستمرت العلاقة الى حين إنهيار الثورة الكردية عام 1975 بعد أن توقفت لعدة أشهر في الستينات ثم عادت مرة أخرى .
لكن ألا ترى بأن تلك العلاقة أضرت بالقضية الكردية حيث خسرت الثورة دعم القوميين العرب والحركات الثورية الأخرى ، والسؤال هو ماذا إستفاد الكرد من عقد تلك العلاقة مع إسرائيل ؟
ـ أنا أعتقد بأن تلك العلاقة جاءت من خلال تصور خاطيء للقيادة الكردية ، حيث إعتقدت تلك القيادة بأن تلك العلاقة قد توصل الكرد الى أميركا ، ولكن ذلك كان تصوراً وتقييماً خاطئاً ، فلم نستفد من تلك العلاقة شيئاً بل تضررنا منها . كان الهدف الإسرائيلي واضحاً من تلك العلاقة وهو تسليح القوات الكردية للقتال ضد الجيش العراقي وإضعافه . وشاه إيران أيضاً كان يريد الإستفادة من جر إسرائيل الى هذا الصراع لكي يفرض نفوذه على قيادة الثورة . ولكننا خسرنا كثيراً . هذا التصور مازال قائما حيث أن هناك بعض القيادات التي مازات تعتقد بأن جميع أمورنا تتعدل بالدعم الخارجي .
وماحدث
في 1975 كان هو الدليل الواضح على خطأ هذا التصور ، لأن الثورة عندما تعرضت الى
السقوط لم تنجدنا لا أميركا ولا إيران ولا إسرائيل . الآن هناك تصورات لدى البعض
أيضاً بأن تركيا هي أفضل من بغداد وهذا أمر غير صحيح ، والمشكلة إننا لم
نتعظ من تلك الدروس الماضيه .
وماذا عن علاقة قيادة الثورة مع أميركا ؟
ـ بعد أن وقع العراق معاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفييتي عام 1972 تخوفت إيران وساعدتنا على الإتصال بالأميركان ، وهنال بدأت العلاقة مع أميركا وكانت علاقة سرية جدا ومحدودة ، حتى هذه العلاقة لم نستفد منها لأنها جاءت بطلب من الشاه وإنتهت أيضاً بالطلب منه .
الإنقلاب الثاني للبعثيين وقع في 17 تموز 1968 هل تكرر نفس الحدث بإتصالهم بكم لضمان الهدنة والتأييد ؟
ـ نعم ، كان حبيب محمد كريم سكرتير الحزب وصالح اليوسفي في بغداد بتلك الفترة فإتصل البعثيون بهم وأبلغوهم بالإنقلاب وكانوا يريدون تأييدنا ، نحن كنا ضد الإنقلاب لذلك إتصلنا بعبدالرحمن عارف وطاهر يحيى رئيس الوزراء وأبلغناهم بأن البعثيين ينوون الإنقلاب ونحن لا نريد ذلك ، وقلنا لهم بأن هناك ضباط بالحرس الجمهوري يؤيدونهم وسلمناهم قائمة بأسمائهم ، وطلبنا منهم الإحتراس ، لكنهم لم يفعلوا شيئاً ولم يتخذوا أية إجراءات ، وعندما وقع الإنقلاب لم نكن نؤيده ، ولما جاء البعثيين الى الحكم عرضوا علينا وزيرين واحد منا وآخر من جناح المكتب السياسي ولكننا رفضنا ، فقاتلونا سنة كاملة ومعهم جماعة مام جلال ، ولكن بعد أن تأكدوا بأنهم لا يستطيعون القضاء على الثورة غيروا سياستهم وإتجهوا للتفاوض فجاء بيان 11 آذار عام 1970 .
هذا الييان كان إنجازاً تأريخياً حسب وصف الكثير من المصادر ، فمن أين أتت المبادرة ؟
ـ المبادرة جاءت من الجانب البعثي وتحديداً من صدام حسين الذي قاد المفاوضات ، وأنا كنت رئيس الوفد الكردي للتفاوض . في البداية أرسلوا لنا بعض المقترحات المقدمة من قبل مرتضى سعيد عبدالباقي التي نُقلت الينا عن طريق الأخ عبدالقادر محمد أمين ثم عاودوا الإتصال عن طريق بعض القادة العسكريين في رواندوز ثم عن طريق الاستاذ عزيز شريف وهو صديق للملا مصطفى ، وقام السوفييت أيضاً بدور في ذلك ، فتهيأت الأجواء للتحول الى إتصالات مباشرة .
في نهاية عام 1969 بدأت الإتصالات المباشرة حيث زارنا سمير عزيز النجم عضو القيادة القطرية لحزب البعث ونحن أرسلنا اليهم دارا توفيق فبدأت الإتصالات الرسمية فجاء الوفد الرسمي الأول من بغداد في 31/12/1969 حاملين رسالة من الرئيس أحمد حسن البكر الى الملا مصطفى ، وبعد أسبوع تشكل الوفد الكردي برئاستي وتحاورنا الى أن توصلنا الى بيان 11 آذار . هدف البعثيين كان هو إحتواء القضية الكردية ، فيما كان هدفنا هو تحقيق مطالبنا ، حدث خلاف بيننا بسبب الفترة الإنتقالية حيث إقترحوا هم أن تكون فترة التطبيق ثماني سنوات ونحن طالبنا بالشروع الفوري لعدم ثقتنا بالحكومات العراقية ، فتدخل السوفييت وإقترحوا مدة أربع سنوات ، وخلال تلك السنوات ضعفت الثقة بيننا خاصة عندما حاول البعثيون إغتيال الملا مصطفى عام 1971 .
ألم تشعروا بأن هذه المفاوضات والبيان الذي صدر كان كمينا لإستدراج الكرد الى مرحلة هدنة كان البعثيون بأمس الحاجة اليها لتثبيت أقدامهم على السلطة ؟
ـ من خلال تجاربنا مع البعثيين عرفنا الى أسلوب تفكيرهم ، فلديهم مبدأ يقول بأن الخصم الذي لا تستطيع القضاء عليه حاول إحتوائه ، يعرضون عليك بعض المكاسب الصغيرة لكسب الوقت ثم ينقضون عليك . ونحن رأينا في البيان وإتفاقية آذار مكسباً مهماً لأنه لأول مرة تعترف الحكومة العراقية بحقنا في الحكم الذاتي ، هذا الذي أدى الى الإتفاق معهم . والمهم إنه لم نكن نحن نرغب بمواصلة القتال معهم لأن الضحايا دائماً هم من أبنائنا .
في تلك الفترة تأسست الجبهة الوطنية التقدمية هل عرض عليكم الإنضمام إليها ؟
ـ نعم عرض علينا لكننا رفضنا ، لأننا أعتقدنا بأن من يدخل الجبهة سيكون تابعا للبعث ، وقلنا بأنه إذا حصل تقدم بالإتفاق وحصلنا على حقوقنا عندها سنفكر بالدخول اليها ، ولكن في ظل فقدان الثقة بيننا رفضنا ذلك على الرغم من ضغوط السوفيات والحزب الشيوعي أيضاً .
المفاوضات الأخيرة في عام 1974 ماذا حدث فيها ، ولماذا لم تتوصلوا الى إتفاق لتطبيق بيان 11 آذار ؟
- القيادة القطرية لحزب البعث كانت قد قررت أنه في حال عدم التوصل الى إتفاق نهائي سيستأنفون القتال ، ذهب وفد كردي برئاسة إدريس البارزاني الى بغداد والتقوا بصدام وطلبوا منه تمديد فترة الأربع سنوات لمدة ستة أشهر أخرى لكنه رفض ، وأكد إنهم سيصدرون قانونا للحكم الذاتي من دون تحديد المنطقة المشمولة بالحكم الذاتي ، وكانوا يعلمون بأن الكرد سيرفضون ذلك ، ويعلمون أيضاً بأننا لا نقبل بهذا القانون من دون تحديد المنطقة ، فلم نتوصل الى إتفاق فإستأنفوا القتال هم وليس نحن .
عندما بدأتم القتال كنتم أقوياء أليس كذلك ؟
ـ نعم صحيح ، كان لدينا حوالي 60 ألف مقاتل وأربعين ألف إحتياط ، وكان شعبنا موحداً وملتفاً حول قيادته ، ولكن إيران في النصف الأول من تلك السنة لم تدعمنا ، لكنهم في النصف الثاني جاؤا بالمدفعية والصواريخ لدعم الثورة الكردية وكان هدفهم هو الإستعداد لدخول مفاوضات معاهدة الجزائر ، كان هدفهم تقوية الجانب الكردي لتخويف البعث وفرض شروطهم بالمعاهدة ، كانوا كمن يسمنون الشاة قبل ذبحها . منذ البداية لم تكن لدينا ثقة بإيران ، لكن بعد دخول الأميركان حصل نوع من الثقة ، كنا نشعر بوجود مفاوضات سرية بين العراق وإيران بوساطة من مصر وتركيا والجزائر ، ولكننا لم نكن نتصور أن يتوصلوا الى حل كهذا على حساب ثورتنا تماماً ، وهذا تقييم ظهر أيضاً أنه كان خاطئاً ، وهذا ما جعلنا ندفع الثمن .
كيف تم إستقبال القرار الإيراني بوقف دعم للثورة ؟
ـ إتفاقية الجزائر سمعنا بها أنا ومحسن دزةيي وسامي عبدالرحمن عندما كنا مع الملا مصطفى في طهران ، هناك علمنا بتوقيع معاهدة الجزائر ، كان الملا مصطفى في البداية يثق بوجود الأميركان وأنه لايمكن الإستغناء عن الكرد ، ولكن ظهر بأن لا أميركا ولا أسرائيل أفادت أو تدخلت لوقف إنهيار الثورة ، قال لنا شاه إيران بصراحة تامة أنه أمامنا ثلاثة خيارات إمّا اللجوء الى إيران أو العودة للعراق ، أو مواصلة القتال لكننا سنغلق الحدود ونوقف دعمنا لكم .
في آخر إجتماع لقيادة الحزب عقد للتداول حول القرار الإيراني ، ماذا حصل خصوصاً وأن هناك أحاديث حول وجود معارضة داخل قيادة الحزب لإنهاء الثورة والإصرار على المقاومة ؟
ـ في ذلك الإجتماع إنقسم الموقف ، قسم يقول بإنهاء الثورة مؤقتا لأنه لايمكن الإستمرار في ظل الدعم الدولي الكبير لإتفاقية الجزائر وغلق الحدود بوجهنا وعدم تمكننا من تلقي الدعم الخارجي وكانت الأكثرية مع هذا الرأي ، والرأي الآخر يدعو الى المقاومة والى تحويل الثورة لحرب العصابات الى أن تتأكد الحكومة العراقية بأنها لا تستطيع قتل الثورة وتجبر على إعادة النظر بمواقفها وبإتفاقية الجزائر عموماً ، وأنا كنت مع هذا الرأي . ولكن الأغلبية إتخذت القرار بإنهاء الثورة مؤقتاً وإلتزم به الجميع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق