الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

عبد الحميد العلوجي و"موسوعة الدراسات القرآنية " ابراهيم العلاف

عبد الحميد العلوجي و"موسوعة الدراسات القرآنية "
ابراهيم العلاف
سألني أحد الاخوة من الاحبة وهو الاستاذ عبد الرزاق صعب بعدما كتبت معلقا على صورة للباحث والكاتب الموسوعي العراقي الصديق الاستاذ عبد الحميد العلوجي السؤال التالي :"استاذنا :في لقاء تلفزيوني مع المرحوم الاستاذ عبد الحميد العلوجي قال انه يعتزم كتابة تفسير للقران يقع في 30 مجلدا. فهل قام بذلك ؟ ام هناك شيئا ما منعه .لا استطيع ان احدد تاريخ اللقاء بالضبط ولكني أظن انه قبل 25 سنه تزيد او تنقص .افيدونا يرحمكم الله" ...وقد أجبته انني سأحيل سؤاله الى السيدة أسماء محمد مصطفى الباحثة والصحفية المعروفة وتعمل في دار الكتب والوثائق التي كانت تضم المكتبة الوطنية ومديرها كما هو معروف لفترة المرحوم الاستاذ عبد الحميد العلوجي الباحث التراثي الموسوعي الكبير فأجابت :" دكتور .. لااظن ان الكتاب قد طبع ولكن مع ذلك سأسأل يوم غد السيد جمال العلوجي ابن أخيه واوافيك بالجواب للدقة . وقد ذكر الراحل هذا المشروع : " الموسوعة القرآنية" في حوار له نشر في مجلة الف باء في الثمانينيات من القرن الماضي . وهذا مقطع منه:
مشاريع العمر
• أكثر من مرة .. نسمع أن العلوجي أحيل على المعاش كي يتفرغ لمشاريع العمر هذه ؟
ـ أول هذه المشاريع هو كتاب " موسوعة الدراسات القرآنية " ، وقد بدأت به سنة 1952 واواصل العمل فيه حتى الآن ليلا ونهارا ، ولولا انشغالي به لكان لي الآن مؤلفات تسد مكتبة بكاملها . وتناولت في هذا الكتاب جميع الدراسات التي قامت حول القرآن الكريم من ناسخ ومنسوخ إضافة الى القراءات الاصلية ، بدءا بالقراءة الأولى التي هي قراءة النبي (ص) ثم تعددت القراءات في الكوفة والبصرة ودمشق ، وتناولت أيضا المترجمات القرآنية الى لغات العالم ، وإتهام القرآن بالتحريف والردود عليها واستطعت أن أعثر على شواهد بسور كاملة مصنوعة موضوعة مثل سورة الديك وسورة الدجاجة حصلت عليها من شمال افريقيا ومن الهند وناقشتها بلاغيا ، وقد لعبت الشعوبية دورا في هذا الصدد.
أخذت أحكام القرآن ، إعرابه ، وكل علومه وأعطي نبذة تأريخية وفنية عن كل علم بالتفصيل ، ثم أذكر الآثار المخطوطة حوله ومواطن وجودها في خزائن العالم إضافة الى المطبوعات القرآنية مع إشارة للمفقود منها مع ذكر من أشار اليها.
• إنه عمل كبير ومجهد حقا...
ـ نعم إنه عمل مذهل لا نستطيع أن تنهض به الدول الإسلامية مجتمعة ، إلا أنني مجنون .. لأن هذا العمل يعتمد كل لغات العالم حتى السنسكريتية . واعتقد أنه سيكون جواز سفر لي أدخل به الى الجنة ، رغم أني حاج لبيت الله الحرام وأرحم الفقراء إلا أنني لا أصوم مثلا ، لضرورات صحية ، وآمل أن يكون هذا العمل مبررا للرحمة وللتخفيف من ظلمة القبر وزبانية جهنم .
• إذا كان المشروع الأول على هذه الشاكلة ، فمتى ستتفرغ للمشروع الثاني ؟
ـ من أين آتي بالتفرغ كي أنجز هذين المشروعين الكبيرين بنفسي لو استثمر فيهما طاقتي قبل أن يقضي العمر ، أنا لا أفكر بالموت ولست خائفا منه إلا أنني لا أريد أن أموت كما يقال عن أحد النحاة .. " مات وفي نفسه شيء من "حتى" .. أنا سأترك ورائي ألف حتى .
• منذ متى بدأت بالمشروع الثاني ؟
ـ إنه متزامن مع المشروع الأول فمن خلال مطالعتي لمواد المشروع الأول كنت أسجل الملاحظات التي تمر بي فيما يخص رحلة الكلمة في التأريخ ولم اهتدِ لعنوان معين له لحد الآن وهو يتعلق بحرية الفكر في التأريخ شرقا وغربا منذ أقدم الحضارات الى يومنا هذا، وجمعت فيه عن كل الأشخاص الذين تسببت كلمتهم في مقتلهم طبقا للمثل القائل،"مقتل الرجل بين فكيه".. من وضع كلمة واحدة فقط وأدت الى قتله ، او بيتا من الشعر قتل صاحبه .. او كتابا ألفه وحكم عليه بالإعدام بسببه .. بالحرق مثلاً كما حدث في القرون الوسطى حين حرقوا الفلاسفة . هذا الكتاب سيكون أعجوبة وأنا واثق أنه سيقرأ من الغلاف الى الغلاف.. ولكن أعود فأقول أين التفرغ ؟ !!
وفي مقال لرباح آل جعفر ذكر : وأنه كان يتمنى لو وجد من يرعى مشروعه الضخم ( الموسوعة القرآنية ) الذي شرع بكتابته منذ سنة 1952، بدلاً من أن يبقى محفوظاً في صناديق مقفلة ، فلكي تستطيع البذرة أن تكون شجرة باسقة وارفة الظلال ، فإنها تحتاج ليس فقط الى شمس وماء ، وإنما تحتاج أيضاً إلى عناية ورعاية ، وتلك على أي حال أمنية للعلوجي لم تتحقق .
ثم عادت الاخت الاستاذة اسماء محمد مصطفى لتقول :" سألت ابنته وقد وردني منها أن مشروع الموسوعة القرانية لم يطبع وبقي مشروعا لم ينجز سوى مسودات ورقية مهمة محفوظة لديهم . وكان المرحوم في اخر لحظة قبل ان يدخل المستشفى وهو مستمر بالعمل فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابراهيم العلاف في بيروت قبل 13 سنة في شارع الحمرا ببيروت وامام كشك للصحف والمجلات يوم 15-12-2011.....بيروت ما أجملها حماها الله .........................................ابراهيم العلاف

  ابراهيم العلاف في بيروت قبل 13 سنة في شارع الحمرا ببيروت وامام كشك للصحف والمجلات يوم 15-12-2011.....بيروت ما أجملها حماها الله .............