الجمعة، 21 ديسمبر 2012

الدكتور عبد الحسن زلزلة الاكاديمي والاقتصادي والشاعر والسفير والوزير



الدكتور عبد الحسن زلزلة 1928-2018 الاكاديمي والاقتصادي والسفير والشاعر والوزير العراقي ...وداعا 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
الدكتور عبد الحسن زلزلة الاكاديمي ومحافظ البنك المركزي العراقي الاسبق ووزير المالية والصناعة والتخطيط في حكومات عراقية سابقة رحل عنا في كندا حيث كان يعيش منذ سنوات . رحل عنا يوم الجمعة الماضي 16 آذار -مارس سنة 2018 عن عمر ناهز ال (90 ) سنة .
الاستاذ الدكتور عبد الحسن زلزلة شغل مناصب مهمة في الدولة العراقية الحديثة .حصل على دكتوراه اقتصاد من جامعة انديانا في امريكا سنة 1957 وعمل سفيرا للعراق في طهران وفينا والقاهرة وكندا حتى سنة 1973 شغل منصب وزير الصناعة والتخطيط ومحافظ البنك المركزي والامين العام المساعد للجامعة العربية ... وهو يعيش مع عائلته في شقة صغيرة للايجار في كندا التي اتخذها منفى له منذ سنة 1988 .هكذا كتب صديقي الاستاذ الدكتور عبد الاله الصائغ وقد التقاه في كندا والتقط معه ومع زوجته صورا وقال ان بعض مؤلفاته كانت مقررة في الجامعات ومراكز البحوث الغربية منها (الحوار العربي الأوربي / استراتيجية العمل العربي المشترك/ الخطة الاقتصادية القومية في العراق/ العراق في المنطقة الاسترلينية / ميثاق العمل الاقتصادي القومي / السياسة النقدية في العراق 1960 ) .
كتب الدكتور ضياء عبد الامير عن الدكتور زلزلة فقال "الدكتور عبد الحسن زلزلة ..اقتصاديا وشاعرا " ومما قاله ان الكثيرين قد يتفاجئوا اذا علموا بأن الدكتور عبد الحسن زلزلة فضلا عن انه اقتصاديا ودبلوماسيا وسياسيا فهو شاعر ، وله دواوين وعاد الى الوراء قليلا ليؤكد بأن والد الدكتور عبد الحسن السيد علي عاش في النجف موطن سكناه ثم انتقل الى العمارة حيث احتل مكانة اجتماعية مرموقة بين علماء العمارة وكان على صلة بالعلامة الشيخ جعفر النقدي والصفوة من ال الهاشمي والانصاري والشهلاني والبدر وغيرهم وكان السيد علي يصطحب ولده عبد الحسن لحضور بعض المنتديات ويشجعه على القاء بعض اشعاره، وتنامت لدى الفتى الملكة الشعرية وتأثر بالمجالس الحسينية وبالظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت العمارة تعيشها ابان العهد الملكي والتفاوت الطبقي الصارخ وبمرور الوقت تنامى ادراك الشاعر الوطني ضد كل اشكال الظلم والاستغلال فنشأ ثوريا ناقدا لما حوله .
وفي سنة 1941 عاد والده الى بغداد وهناك اكمل ولده عبد الحسن الدراسة الثانوية ودخل كلية الحقوق وتخرج وكان الاول على دفعته وسرعان ما التحق ببعثة علمية الى الولايات المتحدة الاميركية سنة 1952 وحصل على الدكتوراه في الاقتصاد وكان عنوان اطروحته " علاقة العراق بالمنطقة الاسترلينية " وقد قدمها الى جامعة انديانا ودعا الى خروج العراق من هذه المنطقة وتم ذلك بعد ثورة 14 تموز 1958 .وفي اواخر سنة 1962 استدعاه الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وعرض عليه منصب وزير الاقتصاد الا انه بادر بالاشارة الى ان موقعه رئيسا لدائرة الابحاث في البنك المركزي سيكسبه المزيد من الخبرة لذلك اقترح السيد محمد حديد وزير المالية على الزعيم ان يتولى الدكتور عبد الحسن زلزلة منصب نائب محافظ البنك المركزي ، وظل في الموقع حتى 1963 وبعدها عين سفيرا للعراق في طهران ، وبعد فترة عين وزيرا للصناعة ، ثم وزيرا للتخطيط سنة 1963 وبعدها وزيرا للمالية سنة 1965 ومن انجازاته إعداده الخطة التنموية الخماسية للعراق التي انطلقت من مجموعة من المبادئ منها التأكيد على اولوية المشاريع الانتاجية وتخفيف التفاوت الطبقي بين الناس ومعالجة التفاوت في توزيع المشاريع بين المناطق الجغرافية وعدالة توزيع ثمارها التنموية وتحقيق قسط من العدالة الاجتماعية بين المواطنين والتقريب بين مستويات التطور والدخول بين الاقاليم وسكانها .
وفي عهد وزارة السيد ناجي طالب تولى منصب سفير العراق في القاهرة وقد اشار الى ان فترة عمله في القاهرة كانت من أثرى وانضج فترات عمله الوظيفي وقد َسعد بثقة الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا وبالرابطة الجميمة التي شدته به وبأسرته . وبعد التغيير الذي حصل في 17 تموز 1968 أُستدعي الى بغداد وعين محافظا للبنك المركزي العراقي . 
من شعره قصيدة :"هذا الشعب شعبك ياحسين " القاها خلال الاربعينات في الصحن الكاظمي الشريف قال فيها :
هذي دماك على فمي تتكلم ماذا يقول الشعر ان نطق الدم
هتفت وللاصفاد في اليد رنة والسوط في ظهر الضعيف يحكم
هل في النفوس بقية من عزة تغلى وتغضب ان انفا يرغم
اتعرت الاعراب عن عاداتها وعفت كرامتها فلاتتظلم
افترضى ذل الحياة في الورى لبني العروبة الف حق يهضم 
ام ترتجي عدلا وهذا بيتها بين الذئاب موزع ومقسم
الله اكبر لاحياة لآمة ان لم ترق فيها المدامع والدم
قل للدماء وقد اريقت عنوة لاطاب بعدك مشرب او مطعم
خطي لهذا الجيل اروع صفحة توحى العزيمة للشباب وتلهم 
دوي بقلب المستكين وجلجلي صوتا يريع الظالمين ويلجم
وتفجري حمما على مستعبدا بمصير شعبا بائسا يتحكم
عذري اليك اباعلي ان يكن يدي جراحك صوتي المتبرم
الشعب شعبك ياحسين وان يكن فيه العتاة الظالمين تحكموا
والقوم قومك ياحسين وان يكن عن نهج شرعتك القويمه قد عموا
جاءت تبث لك الشكاة شريعة لسوى ابيها الحر لاتتظلموا
فظنت على المهماز يقرع جنبها وعلى السياط على قفاها تصدموا
زعم الدخيل بأن قومك معشر همج سوى لغة العصى لم يفهموا
ياسائرين الى الطفوف تطهروا واذا وصلتم كربلاء فاحرموا
هذي الهياكل هل عرفت مصيرها لوكان تقذف بلحجار وترجموا
ماذا على شاطي الفرات مصارع تجثوا الملائك حولهن وتجثموا
لوبيدي وسدت كفي جيدها وحملت عنهاما به تتالموا
للحاكمين الشعب باسم قرودهم والصادعين لما يشير الدرهموا
والساهرين اليل لالعبادة والناقضين بصبحه ماابرموا
والحاسبين حقوق امة احمد منحا بهن اكفهم تتحكموا
عذري اليك ولست اول عاجزا عن خوض بحرك والقضا يتجهموا
من ضامن لي حين تعصف هوجها ان السفينة في بحارك تسلموا
ومن قصائده : تمثال العبودية " التي اثارت ضجة كبيرة في بغداد سنة 1947 وفيها انتقد ان يكون في العراق تمثالا لمحتله الجنرال مود وقال فيها :
لمن التمثال في الكرخ تباهى وتبختر
وازدرى بالشعب فاستعلي عليه وتكبر
المن قاد جيوش العرب للنصر المؤزر
أم لمن قد داس وجه البغي بالنعل وعفر
أم لمن قد صاغ للأمة تاريخاً مسطر
أيها الشامخ في الجو على من تتجبر
أنت رمز للعبوديات والحق المعفر
إن تكبرت على مجد هوى فالله أكبر
رحم الله الاستاذ الدكتور عبد الحسن زلزلة وجزاه خيرا على ما قدم .

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم دكتور .
    ممكن ان احصل على بعض اسماء الكتب والمصادر التي تناولت شخصية عبد الحسن زلزلة ؟
    وهل بامكانك ان ترشدني على مؤلفاته او مذكراته الشخصية ؟

    ردحذف
  2. هل يصلح رسالة ماجستير

    ردحذف

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...