ضرار القدو 1935-1999
بقلم الدكتور عمر محمد الطالب *
ولد ضرار محمود القدو في محلة (السرجخانة) بالموصل عام 1935، دخل المدرسة الابتدائية والمتوسطة فيها، ثم دخل معهد الفنون الجميلة/ قسم الرسم ببغداد عام 1954وتخرج فيه عام 1957 وكان الأول على د
بقلم الدكتور عمر محمد الطالب *
ولد ضرار محمود القدو في محلة (السرجخانة) بالموصل عام 1935، دخل المدرسة الابتدائية والمتوسطة فيها، ثم دخل معهد الفنون الجميلة/ قسم الرسم ببغداد عام 1954وتخرج فيه عام 1957 وكان الأول على د
ورته،
وكان لهذا التغيير أهمية في حياته الفنية. حيث أطلع على الحركة الفنية
العراقية المعاصرة من خلال المعارض التي أقيمت كالمعرض الأسباني ومعرض قطع
الحفر للفنان الأسباني (كوبا). والمعرض التركي وبعد تخرجه عين معلماً ونسب
إلى معهد ودار المعلمين بالموصل في الفترة بين عامي 1957-1963. وسافر إلى
إسبانيا وقضى فيها أربعة أشهر اطلع فيها على المتاحف وخاصة متحف (البرادو)
والمعارض الحديثة التي تقام بصورة متفرقة في مدريد ورسم عدة لوحات هناك.حصل
ضرار القدو على بعثة وزارة التربية في ايطاليا فحصل على شهادة الدبلوم من
أكاديمية (سان جاكومو) عام 1967 وتخرج فيها بدرجة شرف وكرمته الأكاديمية
بجائزة (ميترفا الذهبية) وحصل على شهادة أكاديمية الفنون الجميلة عام
1967في روما أيضاً في قسم التصميم. أعيد تعيينه بدرجة معلم (وهي الدرجة
نفسها التي عين بها قبل البعثة) وبالراتب ذاته الذي كان عليه سابقاً واصبح
معلماً في مديرية النشاط الطلابي بجامعة الموصل إلى جانب مدرسه السابق
الرسام نجيب يونس وزميله الرسام راكان دبدوب. واستقطب عدداً من الطلاب
لمزاولة الرسم واقيمت لهم معارض شخصية وعامة في جامعة الموصل. وقام بتدريس
فنون العراق القديم عام 1969-1970وتدريس الرسم عام 1970-1971 في قسم الآثار
بكلية الآداب في جامعة الموصل.
ورشح الى بعثة دراسية للتصميم والزخرفة في أكاديمية الفنون الجميلة بروما وانتمى إلى جمعية الفنانين العراقيين عام 1958 وساهم في مؤتمر الفنون الجميلة ببغداد عام 1968 وانتمى إلى نقابة الفنانين العراقيين عام 1972 وإلى جماعة نينوى للفن الحديث عام 1972 أيضاً وساهم مراقباً أولاً للاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب عام 1973ونال جوائز عدة منها: جائزة المسابقة الحرة التي أقامها معهد الفنون الجميلة لطلابه ببغداد عام 1955. وجائزة وزير التربية عام 1957 لأنه الأول في معهد الفنون الجميلة وجائزة (منيرفا الذهبية)اعترافاً بنشاطه في أكاديمية روما عام 1966وجائزة أحسن طالب في قسم الزخرفة في أكاديمية روما عام 1966خدم في التعليم أكثر من خمس وعشرين سنة وطلب إحالته إلى التقاعد عام 1984. وفتح له مرسماً خاصاً في منطقة (الساعة) يزاول فيها نشاطه الفني بشكل مستمر حتى أقعده المرض تماماً وشارك مع جماعة من التدريسيين في وضع أسس معهد الفنون الجميلة في مدينة الموصل عام 1979. وتم تكليفه بتأسيس نقابة الفنانين فرع نينوى وجمعية التشكيليين العراقيين في نينوى وكان خلال عمله في جامعة الموصل عضواً في المجلس البلدي لمدينة الموصل مدة أربع سنوات ساعد بشكل مباشر في تكوين متحف الأزياء التابع لجامعة الموصل.
وهو أحد أعضاء مجلة الجامعة وقد نشر فيها العديد من المقالات وكان عضواً في هيئة التنقيب الآثاري التابع لجامعة الموصل في بوابة (ادد) الآشورية ورسم القوس الآشوري لتلك البوابة. وشارك بوضع مشروع إنشاء أكاديمية الفنون مع د.عمر الطالب عام 1977 عندما الحق النشاط الطلابي بكلية الآداب واصبح فرعاً فيها وكادت الأكاديمية تفتح لولا أن محافظة بابل قامت بفتحها مستعينة بالجامعة المستنصرية وعاد إلى المشاركة مع أ.د.عمر الطالب و أ.د.أحمد قاسم جمعة وشفاء العمري في وضع الأسس لفتح الأكاديمية عام1993 وتم فتحها فعلاً عام 1994بقسمين: المسرح والفنون التشكيلية على أمل فتح أقسام أخرى متى توفرت الكوادر التدريسية وقام ضرار القدو بتدريس تاريخ الفن في الكلية على اساس كونه محاضراً.صمم ضرار القدو واشرف على تنفيذ نافورتي الابريق الموصلي والنبي يونس وكان عضواً في اللجنة العليا لمهرجان الربيع بالموصل منذ عام 1982وكان عضواً في لجنة رعاية الأسرة أكثر من ثماني سنوات حتى عام 1989. واصبح عضواً في المجلس البلدي لمدينة الموصل مرة ثانية عام 1984ورئيساً للجنة الكشف على المحلات التي يطلب أصحابها منحهم ممارسة المهنة. ورئيساً للجنة انتخاب مخاتير الموصل أعد ديكورات مسرحية (حلاق اشبيلية) التي أخرجها عصام عبد الرحمن عام 1977ضمن نشاطات فرع الفنون وشارك في اثنين وأربعين معرضاً.
بدأ ضرار القدو ممارسته للفن مبكراً منذ كان طالباً في المدرسة الابتدائية خلال الأربعينات. وفي الخمسينات راح يخطط مواضيع الحياة الجامدة في مرسم المدرسة المتوسطة. ودرس في معهد الفنون الجميلة على كبار الفنانين العراقيين مثل فائق حسن وجواد سليم وقام برسم الموديلات الحية والمناظر والحياة الجامدة. وساعده ذلك على دراسة الفن العراقي القديم. وبعد تخرجه وتعيينه في معهد المعلمين رسم المواضيع الواقعية بالألوان ولا سيما المناظر الطبيعية في الموصل ولا سيما ما في قرية (بامرني) من مناظر خلابة. وخلال اقامتهأربع سنوات في روما أثناء بعثته اليها تمكن من التعرف على تاريخ الفن بصورة عامة.واهتم بمشاهدة المعارض الحديثة والتي تعكس مختلف الاتجاهات الفنية المعاصرة. وكان اسلوبه واقعياً وتأثر بتعبيرية استاذه الايطالي (ماريو مغاي) وبعد أن عاد إلى العراق ونقل إلى مرسم الجامعة عام 1971. رسم ضرار القدو مئات اللوحات فيه شملت موضوعات مختلفة ومنها الحرف الشعبية الموصلية إلى جانب اللوحات حديثة الأسلوب ويعد التشخيص عنصراً أساساً يلازم كافة أعماله.وهو لا يتبع مدرسة أو اسلوباً معيناً ويعبر عن نفسه بالتجديد في اللحظة التي يعيشها مع لوحته.ولا يحبذ الأسلوب الاتباعي الذي يعتمد على الصنعة واصولها فالفنان في نظره يتأثر بالظواهر ويعيش عصره وعليه أن يتأثر به مما يعطي حرية للفنان وللعمل الفني والعملية الإبداعية.
ويركز في أعماله على الأسلوب ومشاعره وأحاسيسه وقد ينتهي هذا الإحساس ليبدأ إحساس آخر مختلف عنه ويعتمد فنه على تحضير أرضية اللوحة المعتمدة على التلوين بإيقاعية تلقائية مختلفة التكوين بين أرضية وأخرى.ولكل منها إيقاعها اللوني المستقل إنه تجديد يعتمد على الألوان التي تنتشر على أرضية ملونة مما يؤدي إلى شد المتلقي للبحث بين الألوان.إلى جانب تلك التلقائية تقوم الخبرة بدور أساس لتطويع التلقائية التي لا يمكن الإستغناء عنها.ولا يمكن تركها حد الانفلات.وتبقى الإشراقة والإثارة المفتاح القادر على فتح الأبواب الموصدة والدخول إلى كافة الأجزاء الأخرى كالبؤرة التي يتكثف حول مركزها الشعاع.وتقاس أهمية العناصر قرباً وبعداً عن مركز الإثارة فمنها المستقر ومنها الأقل إثارة.ولا يشغل ضرار القدو بأسلوب لا يرغب فرضه على نفسه بأعتبار مثل هذا العمل ينغلق على مقننات تقنية معروفة في كافة الأساليب الفنية.إن التجزئة والخبرة الشخصية تبقيان الأهم لديه للوصول إلى لذة فنية شخصية مبدعة لا تنتهي عند أسلوب أو مدرسة معينة.لأن الإبداع والانطواء المتكرر في الأسلوب لا يتفقان مع الابتكار الدائم وعلى الفنان في نظره أن يكون قادراً على تثبيت عمله الفني المعاصر لحياته الفنية أينما كان.إن المكان جزء أساس يمده بشكل المفردات التي يرغب في رسمها على سطح لوحته كما أنه يرغب أن يطوع أشكال تلك المفردة لخدمة تكوين العمل الفني بشكل عام. فضلاً عن أنه لا يرغب أن يكون حبيس الأسلوب فقط لأنه يجعل الفنان مقلداً ومكرراً.
وفي بعض الأحيان يحذف ضرار القدو ما لا يرضيه من الألوان التي وردت على تلك الأرضية مستبدلاً إياها بألوان معلومة لدية يصلح بها الحالة العامة لتلك الأرضية الملونة والتي تصبح مجزأة داخل مفردات الموضوع فتارة يراها شجرة أو حائطاً أو حصاناً أو إنساناً أو قبةً إنها الصورة جميعاً وكل جزء منها، فالارضية بهذه الصيغة تعمل على تحقيق التوحيد والتآلف بين كل الأجزاء بشكل تلقائي جميل.وهو عمل بنائي لا يمكن الاستغناء عنه عند إنشاء العمل الفني للوصول إلى حالة عالية من تجانس الأجزاء على قاعدة واحدة، فالعلاقات أساسها قائم على الأرضية وعندئذ يثبت الخطوط الخارجية لتشكيل العناصر الموزعة وتوزيعها وتسطيحها بالألوان دون المساس بوحدة ذاك العمل الفني وهو دائم التفتيش عما في جوهر نفسه من حب للعمل الفني فضلاً عن كونه دائم التفتيش عما يقدمه للمتلقي من أثاره والإحساس الجمالي إن لوحات ضرار القدو ليست أسلوباً لأنه دائم البحث عن طريقة مبتكرة أو يقوم هو بتطويرها باتجاه ما يحبه هو نفسه. وقال عنه الفنان المرحوم ستار الشيخ في مقالة عن الفن التشكيلي في الموصل المنشور في موسوعة الموصل الحضارية جـ5 (يمتلك تقنية عالية بالتنفيذ واستعمال المادة جاءت من تأثيرات دراسته في قسم التصميم، وكانت أعماله تقترب من أسلوب الكرافيك أو اللينوغراف، ثم بدأ يتجه نحو إضفاء رموز محلية على أعماله فاتجه إلى المدينة ببيوتها القديمة المتآكلة الجدران ذات النوافذ الصغيرة التي تفتقد الضوء، وذلك لإضفاء صفة التناقض مع الواقع الحضاري، وكانت أعماله هذه تؤكد انتماء أكثر من كونها أحياء لواقع تراثي معين).
إن المرحوم ضرار القدو فنان موصلي أصيل إلى جانب نجيب يونس وراكان دبدوب والذين قدموا الفن التشكيلي الموصلي للوطن العربي والعالم. وهو أول مدير لمعهد الفنون في الموصل 1979. أقام أربعة معارض شخصية.
*المصدر :موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين للدكتور عمر الطالب في موقع الدكتور عمر محمد الطالب (الالكتروني ) .
ورشح الى بعثة دراسية للتصميم والزخرفة في أكاديمية الفنون الجميلة بروما وانتمى إلى جمعية الفنانين العراقيين عام 1958 وساهم في مؤتمر الفنون الجميلة ببغداد عام 1968 وانتمى إلى نقابة الفنانين العراقيين عام 1972 وإلى جماعة نينوى للفن الحديث عام 1972 أيضاً وساهم مراقباً أولاً للاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب عام 1973ونال جوائز عدة منها: جائزة المسابقة الحرة التي أقامها معهد الفنون الجميلة لطلابه ببغداد عام 1955. وجائزة وزير التربية عام 1957 لأنه الأول في معهد الفنون الجميلة وجائزة (منيرفا الذهبية)اعترافاً بنشاطه في أكاديمية روما عام 1966وجائزة أحسن طالب في قسم الزخرفة في أكاديمية روما عام 1966خدم في التعليم أكثر من خمس وعشرين سنة وطلب إحالته إلى التقاعد عام 1984. وفتح له مرسماً خاصاً في منطقة (الساعة) يزاول فيها نشاطه الفني بشكل مستمر حتى أقعده المرض تماماً وشارك مع جماعة من التدريسيين في وضع أسس معهد الفنون الجميلة في مدينة الموصل عام 1979. وتم تكليفه بتأسيس نقابة الفنانين فرع نينوى وجمعية التشكيليين العراقيين في نينوى وكان خلال عمله في جامعة الموصل عضواً في المجلس البلدي لمدينة الموصل مدة أربع سنوات ساعد بشكل مباشر في تكوين متحف الأزياء التابع لجامعة الموصل.
وهو أحد أعضاء مجلة الجامعة وقد نشر فيها العديد من المقالات وكان عضواً في هيئة التنقيب الآثاري التابع لجامعة الموصل في بوابة (ادد) الآشورية ورسم القوس الآشوري لتلك البوابة. وشارك بوضع مشروع إنشاء أكاديمية الفنون مع د.عمر الطالب عام 1977 عندما الحق النشاط الطلابي بكلية الآداب واصبح فرعاً فيها وكادت الأكاديمية تفتح لولا أن محافظة بابل قامت بفتحها مستعينة بالجامعة المستنصرية وعاد إلى المشاركة مع أ.د.عمر الطالب و أ.د.أحمد قاسم جمعة وشفاء العمري في وضع الأسس لفتح الأكاديمية عام1993 وتم فتحها فعلاً عام 1994بقسمين: المسرح والفنون التشكيلية على أمل فتح أقسام أخرى متى توفرت الكوادر التدريسية وقام ضرار القدو بتدريس تاريخ الفن في الكلية على اساس كونه محاضراً.صمم ضرار القدو واشرف على تنفيذ نافورتي الابريق الموصلي والنبي يونس وكان عضواً في اللجنة العليا لمهرجان الربيع بالموصل منذ عام 1982وكان عضواً في لجنة رعاية الأسرة أكثر من ثماني سنوات حتى عام 1989. واصبح عضواً في المجلس البلدي لمدينة الموصل مرة ثانية عام 1984ورئيساً للجنة الكشف على المحلات التي يطلب أصحابها منحهم ممارسة المهنة. ورئيساً للجنة انتخاب مخاتير الموصل أعد ديكورات مسرحية (حلاق اشبيلية) التي أخرجها عصام عبد الرحمن عام 1977ضمن نشاطات فرع الفنون وشارك في اثنين وأربعين معرضاً.
بدأ ضرار القدو ممارسته للفن مبكراً منذ كان طالباً في المدرسة الابتدائية خلال الأربعينات. وفي الخمسينات راح يخطط مواضيع الحياة الجامدة في مرسم المدرسة المتوسطة. ودرس في معهد الفنون الجميلة على كبار الفنانين العراقيين مثل فائق حسن وجواد سليم وقام برسم الموديلات الحية والمناظر والحياة الجامدة. وساعده ذلك على دراسة الفن العراقي القديم. وبعد تخرجه وتعيينه في معهد المعلمين رسم المواضيع الواقعية بالألوان ولا سيما المناظر الطبيعية في الموصل ولا سيما ما في قرية (بامرني) من مناظر خلابة. وخلال اقامتهأربع سنوات في روما أثناء بعثته اليها تمكن من التعرف على تاريخ الفن بصورة عامة.واهتم بمشاهدة المعارض الحديثة والتي تعكس مختلف الاتجاهات الفنية المعاصرة. وكان اسلوبه واقعياً وتأثر بتعبيرية استاذه الايطالي (ماريو مغاي) وبعد أن عاد إلى العراق ونقل إلى مرسم الجامعة عام 1971. رسم ضرار القدو مئات اللوحات فيه شملت موضوعات مختلفة ومنها الحرف الشعبية الموصلية إلى جانب اللوحات حديثة الأسلوب ويعد التشخيص عنصراً أساساً يلازم كافة أعماله.وهو لا يتبع مدرسة أو اسلوباً معيناً ويعبر عن نفسه بالتجديد في اللحظة التي يعيشها مع لوحته.ولا يحبذ الأسلوب الاتباعي الذي يعتمد على الصنعة واصولها فالفنان في نظره يتأثر بالظواهر ويعيش عصره وعليه أن يتأثر به مما يعطي حرية للفنان وللعمل الفني والعملية الإبداعية.
ويركز في أعماله على الأسلوب ومشاعره وأحاسيسه وقد ينتهي هذا الإحساس ليبدأ إحساس آخر مختلف عنه ويعتمد فنه على تحضير أرضية اللوحة المعتمدة على التلوين بإيقاعية تلقائية مختلفة التكوين بين أرضية وأخرى.ولكل منها إيقاعها اللوني المستقل إنه تجديد يعتمد على الألوان التي تنتشر على أرضية ملونة مما يؤدي إلى شد المتلقي للبحث بين الألوان.إلى جانب تلك التلقائية تقوم الخبرة بدور أساس لتطويع التلقائية التي لا يمكن الإستغناء عنها.ولا يمكن تركها حد الانفلات.وتبقى الإشراقة والإثارة المفتاح القادر على فتح الأبواب الموصدة والدخول إلى كافة الأجزاء الأخرى كالبؤرة التي يتكثف حول مركزها الشعاع.وتقاس أهمية العناصر قرباً وبعداً عن مركز الإثارة فمنها المستقر ومنها الأقل إثارة.ولا يشغل ضرار القدو بأسلوب لا يرغب فرضه على نفسه بأعتبار مثل هذا العمل ينغلق على مقننات تقنية معروفة في كافة الأساليب الفنية.إن التجزئة والخبرة الشخصية تبقيان الأهم لديه للوصول إلى لذة فنية شخصية مبدعة لا تنتهي عند أسلوب أو مدرسة معينة.لأن الإبداع والانطواء المتكرر في الأسلوب لا يتفقان مع الابتكار الدائم وعلى الفنان في نظره أن يكون قادراً على تثبيت عمله الفني المعاصر لحياته الفنية أينما كان.إن المكان جزء أساس يمده بشكل المفردات التي يرغب في رسمها على سطح لوحته كما أنه يرغب أن يطوع أشكال تلك المفردة لخدمة تكوين العمل الفني بشكل عام. فضلاً عن أنه لا يرغب أن يكون حبيس الأسلوب فقط لأنه يجعل الفنان مقلداً ومكرراً.
وفي بعض الأحيان يحذف ضرار القدو ما لا يرضيه من الألوان التي وردت على تلك الأرضية مستبدلاً إياها بألوان معلومة لدية يصلح بها الحالة العامة لتلك الأرضية الملونة والتي تصبح مجزأة داخل مفردات الموضوع فتارة يراها شجرة أو حائطاً أو حصاناً أو إنساناً أو قبةً إنها الصورة جميعاً وكل جزء منها، فالارضية بهذه الصيغة تعمل على تحقيق التوحيد والتآلف بين كل الأجزاء بشكل تلقائي جميل.وهو عمل بنائي لا يمكن الاستغناء عنه عند إنشاء العمل الفني للوصول إلى حالة عالية من تجانس الأجزاء على قاعدة واحدة، فالعلاقات أساسها قائم على الأرضية وعندئذ يثبت الخطوط الخارجية لتشكيل العناصر الموزعة وتوزيعها وتسطيحها بالألوان دون المساس بوحدة ذاك العمل الفني وهو دائم التفتيش عما في جوهر نفسه من حب للعمل الفني فضلاً عن كونه دائم التفتيش عما يقدمه للمتلقي من أثاره والإحساس الجمالي إن لوحات ضرار القدو ليست أسلوباً لأنه دائم البحث عن طريقة مبتكرة أو يقوم هو بتطويرها باتجاه ما يحبه هو نفسه. وقال عنه الفنان المرحوم ستار الشيخ في مقالة عن الفن التشكيلي في الموصل المنشور في موسوعة الموصل الحضارية جـ5 (يمتلك تقنية عالية بالتنفيذ واستعمال المادة جاءت من تأثيرات دراسته في قسم التصميم، وكانت أعماله تقترب من أسلوب الكرافيك أو اللينوغراف، ثم بدأ يتجه نحو إضفاء رموز محلية على أعماله فاتجه إلى المدينة ببيوتها القديمة المتآكلة الجدران ذات النوافذ الصغيرة التي تفتقد الضوء، وذلك لإضفاء صفة التناقض مع الواقع الحضاري، وكانت أعماله هذه تؤكد انتماء أكثر من كونها أحياء لواقع تراثي معين).
إن المرحوم ضرار القدو فنان موصلي أصيل إلى جانب نجيب يونس وراكان دبدوب والذين قدموا الفن التشكيلي الموصلي للوطن العربي والعالم. وهو أول مدير لمعهد الفنون في الموصل 1979. أقام أربعة معارض شخصية.
*المصدر :موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين للدكتور عمر الطالب في موقع الدكتور عمر محمد الطالب (الالكتروني ) .
الله يرحمه ويغفر له
ردحذف