جدي ..أحمد الحامد العلاف1886-1986
- بقلم :ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ متمرس – جامعة الموصل
أنا الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف من محلة رأس الكور، وهي من أقدم محلات الموصل وتسمى شعبيا بمحلة الكوازين، لأنها تضم أماكن لصنع الأدوات الفخارية التي كانت العائلة الموصلية تحتاجها في حياتها اليومية من قبيل( التنانير) أي فرن الخبز وادوات حفظ المؤونة(الكوارة )، وكوانين النار (المدافئ ) وحبوب الماء و(الدنان) الخبز أي التي يحفظ فيها الخبز وما شاكل .
وفي محلة رأس الكور، بنى العرب المسلمون ،عند دخولهم الموصل سنة 16 للهجرة أول جامع وقد سمي بعدئذ الجامع الأموي ومنارته شاخصة حتى يومنا هذا بشكلها البدائي ويسمى الجامع اليوم (جامع المصفى ) نسبة إلى مجدده .وقد سكنت محلة رأس الكور اسر وعوائل قدر لها أن تقدم للموصل الكثير من الرجال والنساء الذين خدموها منها أسرة النوح، وأسرة الدرزي، وأسرة القاص الرائد المبدع ذو النون أيوب الحاج عبد الواحد ،وأسرة الشاعر والحقوقي حازم سعيد وأسرة حمدان العلاف وأسرة نوري السماك وأسرة قاسم حياوي ،وأسرة الجريسي وأسرة محمود الحجار وأسرة يونس الأشقر وأسرة احمد الحامد العلاف ،وأسرة سعيد العبد، وأسرة الكواز وأسرة الشهيد سالم حسين السراج ،وال الرواس وغيرهم .
عمل جدي في مهنة العلافة، وكان لديه محل كبير في سوف الحنطة الجديد في باب الطوب. كما امتلك خانا قرب البنك الشرقي (ايسترن بانك ) في المنطقة ذاتها ،وهو من أوائل الذين استخدموا السيارة والتلفون في إدارة محله وخانه وأتذكر أن رقم هاتفه في الخمسينات من القرن الماضي ، كان 755 ومن السيارات التي امتلكها فورد وشوفروليت وموريس وفي الخمسينات وعندما ظهرت في الموصل فكرة إنشاء (الأسياف) جمع سيف ، بنى له سيفا في الموصل الجديدة بجوار سيف محمود يحيى النوح وسيف سعيد النجماوي وعلى الشارع المؤدي إلى مديرية المنتجات النفطية .وقد اشتهر جدي بتقديم الاستشارة إلى من يطلبها من أبناء صنف العلافين وكان نشطا ضمن جمعية وصنف العلافين الذي ترأسه منذ مطلع الثلاثينات الحاج احمد يونس النوح( 1866-1952 ). كما كانت له شراكة ،ولفترة الأربعينات ، مع الحاج يونس عبد الله (دمدمة ) في علوة سوق الحنطة الجديد وكان لهما دور يؤجرانها في محلتي السوق الصغير وشهر سوق وقد توزعاها بعد أن انفكت شراكتهما . وقد ارتبط بأعمال واسعة مع المرحوم مهدي صالح العزاوي وكان تاجرا مشهورا في بغداد وبخاصة معه ومع ولديه صالح وعبد الله .وكان جدي معروفا بشراء الشعير وبيعه إلى الجيش أو تصديره خارج العراق .
كان بيت جدي ملاصقا لجامع عبد الله بك . وقد انتقلنا إليه في اواسط اربعينات القرن الماضي وبالتحديد سنة 1942 وله ثلاثة أبواب وكنا قبل ذلك نسكن دارا في( زقاق كمولة) في رأس الكور ايضا ، والقريب من جامع بكر أفندي. ولجدي ستة أولاد هم إسماعيل وخليل (والدي ) وجميل وحازم وغانم وسالم فضلا عن ابنتان متزوجتان الأولى من خالي يونس والثانية من خالي إدريس ووالدهما جدي لامي حامد عبد الرحمن الطائي وهو ابن خالة جدي لأبي احمد الحامد العلاف .وقد أعقب جميع أولاد جدي إلا عمي جميل رحمه الله ،وهو أول من ادخل حسابات الدفاتر الحديثة (البلانجو ) حيث انه درس هذا العلم في مصر بالمراسلة وحصل على شهادة بذلك .
كان جدي إنسانا طيبا، ملتزما بأوامر ونواهي الدين الحنيف، وكان سخيا كريما عطوفا وقد حرص باستمرار على تزويد عدد من العوائل المتعففة بما تحتاجه من حنطة وتمن ودهن وسكر وكنت شاهدا على ذلك . وكانت إمكاناته المالية كبيرة وأتذكر انه كان يتعامل في قضايا تحويل النقود مع الصيارفة من آل دنو المعروفين في سوق القوطجية بالموصل . فضلا عن معاملاته مع البنك العربي فرع الموصل .
استطيع أن أقول بأنني، طيلة حياتي منذ ولادتي وحتى وفاة جدي رحمه الله في 2 تشرين الأول –أكتوبر 1986 لم أره في البيت الساعة السابعة صباحا فقد كان يغادر البيت إلى العمل قبل صلاة الفجر التي يؤديها في جامع عبد الله بك القريب من بيتنا بل الملاصق له .
عاش جدي ،رحمه الله ، 91 عاما قضاها بالبر والتقوى ومساعدة الناس ولم يكن يبخل على احد بالكلمة الطيبة وبالمال وبكل ما يستطيعه لذلك احتل مكانة مرموقة بين الناس في عهده ولايزال الناس يذكرونه وقد توفي بأجله المحتوم مع ولده الأكبر إسماعيل(أبو هاني ) في صبيحة اليوم الثاني من تشرين الأول سنة 1986 ودفن في مقبرة الأسرة في الموصل الجديدة وأقيمت الفاتحة على روحهما سوية في جامع عبد الله بك . والصورة المرفقة بالمقال أخذها جدي ، كما اعتقد سنة 1950، وعند المصور الفوتوغرافي الموصلي الكبير مراد الداغستاني .
كتب عن أسرة العلاف الأخ والصديق عماد غانم الربيعي في كتابه الموسوم : ((بيوتات موصلية )) ،الجزء الأول، والذي طبعه سنة 2002 في الموصل وعلى الصفحات 207-208 وقال أن بيت العلاف من بيوتات الموصل العريقة في محلة رأس الكور ،وبيتهم مجاور لجامع عبد الله بك وعلى مقربة من أقدم جوامع الموصل الجامع الاموي والذي بني سنة 16 هجرية الموافق لسنة 637 ميلادية ،وهم أعقاب الجد القريب احمد حامد حمو الجمعة وينتمون إلى قبائل عنزة –عبد الله وتلفظ بالتخفيف وكان يمتلك محلا لبيع الحنطة والشعير في علوة سوق الحنطة القديم في باب الطوب ثم انتقل مع العديد من محلات العلافة إلى الأسياف في الموصل الجديدة ومن هنا جاء لقب العلاف وتقابل العلوه جي في بغداد ومن أعلام الأسرة الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف رئيس قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل (1980-1995 ) والمدير الحالي لمركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل ،وجميل احمد الحامد العلاف، واللواء مؤيد يونس العلاف وعمل مديرا للميرة العسكرية والمقدم في القوة الجوية ثامر خليل العلاف، والأستاذ الدكتور موفق حياوي علي حمو الجمعة الأستاذ في قسم العلوم النفسية والتربوية –جامعة الموصل وقد شغل منصب رئيس القسم ثم مدير مركز طرائق التدريس، والدكتور نشوان إبراهيم العلاف (طبيب ) والدكتور هشام إبراهيم العلاف (طبيب ) والدكتورة لمى إبراهيم العلاف التدريسية في كلية الطب –جامعة الموصل والسيدة المهندسة المدنية هبة إبراهيم العلاف وكانت مهندسة في الكلية التقنية (رحمها الله ) ،والسيد رضوان نوري خليل ،والسيد طارق سالم العلاف ،والسيد هاني إسماعيل رحمه الله المحاسب في المنتجات النفطية سابقا والسيد صلاح سالم العلاف الموظف في المنتجات النفطية وعبد الله خليل العلاف خريج قسم الترجمة –كلية آداب الموصل، وسعد غانم العلاف الموظف في صحة نينوى، وإسماعيل محمد حمو الجمعة الموظف في سمنت الموصل سابقا وغيرهم.
توفي جدي أحمد الحامد العلاف- رحمة الله عليه تعالى - في الساعة السادسة والنصف من مساء يوم 2 تشرين الاول سنة 1986 وذلك بموجب شهادة الوفاة الصادرة من قسم الاحصاء الصحي والحياتي بوزارة الصحة - جمهورية العراق المرقمة 423805 والمؤرخة 3-10-1986
*الصورة الاولى لجدي
**الصورة الثانية لجدي وهو جالس في سيفه للحنطة -الموصل الجديدة
- بقلم :ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ متمرس – جامعة الموصل
أنا الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف من محلة رأس الكور، وهي من أقدم محلات الموصل وتسمى شعبيا بمحلة الكوازين، لأنها تضم أماكن لصنع الأدوات الفخارية التي كانت العائلة الموصلية تحتاجها في حياتها اليومية من قبيل( التنانير) أي فرن الخبز وادوات حفظ المؤونة(الكوارة )، وكوانين النار (المدافئ ) وحبوب الماء و(الدنان) الخبز أي التي يحفظ فيها الخبز وما شاكل .
وفي محلة رأس الكور، بنى العرب المسلمون ،عند دخولهم الموصل سنة 16 للهجرة أول جامع وقد سمي بعدئذ الجامع الأموي ومنارته شاخصة حتى يومنا هذا بشكلها البدائي ويسمى الجامع اليوم (جامع المصفى ) نسبة إلى مجدده .وقد سكنت محلة رأس الكور اسر وعوائل قدر لها أن تقدم للموصل الكثير من الرجال والنساء الذين خدموها منها أسرة النوح، وأسرة الدرزي، وأسرة القاص الرائد المبدع ذو النون أيوب الحاج عبد الواحد ،وأسرة الشاعر والحقوقي حازم سعيد وأسرة حمدان العلاف وأسرة نوري السماك وأسرة قاسم حياوي ،وأسرة الجريسي وأسرة محمود الحجار وأسرة يونس الأشقر وأسرة احمد الحامد العلاف ،وأسرة سعيد العبد، وأسرة الكواز وأسرة الشهيد سالم حسين السراج ،وال الرواس وغيرهم .
عمل جدي في مهنة العلافة، وكان لديه محل كبير في سوف الحنطة الجديد في باب الطوب. كما امتلك خانا قرب البنك الشرقي (ايسترن بانك ) في المنطقة ذاتها ،وهو من أوائل الذين استخدموا السيارة والتلفون في إدارة محله وخانه وأتذكر أن رقم هاتفه في الخمسينات من القرن الماضي ، كان 755 ومن السيارات التي امتلكها فورد وشوفروليت وموريس وفي الخمسينات وعندما ظهرت في الموصل فكرة إنشاء (الأسياف) جمع سيف ، بنى له سيفا في الموصل الجديدة بجوار سيف محمود يحيى النوح وسيف سعيد النجماوي وعلى الشارع المؤدي إلى مديرية المنتجات النفطية .وقد اشتهر جدي بتقديم الاستشارة إلى من يطلبها من أبناء صنف العلافين وكان نشطا ضمن جمعية وصنف العلافين الذي ترأسه منذ مطلع الثلاثينات الحاج احمد يونس النوح( 1866-1952 ). كما كانت له شراكة ،ولفترة الأربعينات ، مع الحاج يونس عبد الله (دمدمة ) في علوة سوق الحنطة الجديد وكان لهما دور يؤجرانها في محلتي السوق الصغير وشهر سوق وقد توزعاها بعد أن انفكت شراكتهما . وقد ارتبط بأعمال واسعة مع المرحوم مهدي صالح العزاوي وكان تاجرا مشهورا في بغداد وبخاصة معه ومع ولديه صالح وعبد الله .وكان جدي معروفا بشراء الشعير وبيعه إلى الجيش أو تصديره خارج العراق .
كان بيت جدي ملاصقا لجامع عبد الله بك . وقد انتقلنا إليه في اواسط اربعينات القرن الماضي وبالتحديد سنة 1942 وله ثلاثة أبواب وكنا قبل ذلك نسكن دارا في( زقاق كمولة) في رأس الكور ايضا ، والقريب من جامع بكر أفندي. ولجدي ستة أولاد هم إسماعيل وخليل (والدي ) وجميل وحازم وغانم وسالم فضلا عن ابنتان متزوجتان الأولى من خالي يونس والثانية من خالي إدريس ووالدهما جدي لامي حامد عبد الرحمن الطائي وهو ابن خالة جدي لأبي احمد الحامد العلاف .وقد أعقب جميع أولاد جدي إلا عمي جميل رحمه الله ،وهو أول من ادخل حسابات الدفاتر الحديثة (البلانجو ) حيث انه درس هذا العلم في مصر بالمراسلة وحصل على شهادة بذلك .
كان جدي إنسانا طيبا، ملتزما بأوامر ونواهي الدين الحنيف، وكان سخيا كريما عطوفا وقد حرص باستمرار على تزويد عدد من العوائل المتعففة بما تحتاجه من حنطة وتمن ودهن وسكر وكنت شاهدا على ذلك . وكانت إمكاناته المالية كبيرة وأتذكر انه كان يتعامل في قضايا تحويل النقود مع الصيارفة من آل دنو المعروفين في سوق القوطجية بالموصل . فضلا عن معاملاته مع البنك العربي فرع الموصل .
استطيع أن أقول بأنني، طيلة حياتي منذ ولادتي وحتى وفاة جدي رحمه الله في 2 تشرين الأول –أكتوبر 1986 لم أره في البيت الساعة السابعة صباحا فقد كان يغادر البيت إلى العمل قبل صلاة الفجر التي يؤديها في جامع عبد الله بك القريب من بيتنا بل الملاصق له .
عاش جدي ،رحمه الله ، 91 عاما قضاها بالبر والتقوى ومساعدة الناس ولم يكن يبخل على احد بالكلمة الطيبة وبالمال وبكل ما يستطيعه لذلك احتل مكانة مرموقة بين الناس في عهده ولايزال الناس يذكرونه وقد توفي بأجله المحتوم مع ولده الأكبر إسماعيل(أبو هاني ) في صبيحة اليوم الثاني من تشرين الأول سنة 1986 ودفن في مقبرة الأسرة في الموصل الجديدة وأقيمت الفاتحة على روحهما سوية في جامع عبد الله بك . والصورة المرفقة بالمقال أخذها جدي ، كما اعتقد سنة 1950، وعند المصور الفوتوغرافي الموصلي الكبير مراد الداغستاني .
كتب عن أسرة العلاف الأخ والصديق عماد غانم الربيعي في كتابه الموسوم : ((بيوتات موصلية )) ،الجزء الأول، والذي طبعه سنة 2002 في الموصل وعلى الصفحات 207-208 وقال أن بيت العلاف من بيوتات الموصل العريقة في محلة رأس الكور ،وبيتهم مجاور لجامع عبد الله بك وعلى مقربة من أقدم جوامع الموصل الجامع الاموي والذي بني سنة 16 هجرية الموافق لسنة 637 ميلادية ،وهم أعقاب الجد القريب احمد حامد حمو الجمعة وينتمون إلى قبائل عنزة –عبد الله وتلفظ بالتخفيف وكان يمتلك محلا لبيع الحنطة والشعير في علوة سوق الحنطة القديم في باب الطوب ثم انتقل مع العديد من محلات العلافة إلى الأسياف في الموصل الجديدة ومن هنا جاء لقب العلاف وتقابل العلوه جي في بغداد ومن أعلام الأسرة الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف رئيس قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل (1980-1995 ) والمدير الحالي لمركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل ،وجميل احمد الحامد العلاف، واللواء مؤيد يونس العلاف وعمل مديرا للميرة العسكرية والمقدم في القوة الجوية ثامر خليل العلاف، والأستاذ الدكتور موفق حياوي علي حمو الجمعة الأستاذ في قسم العلوم النفسية والتربوية –جامعة الموصل وقد شغل منصب رئيس القسم ثم مدير مركز طرائق التدريس، والدكتور نشوان إبراهيم العلاف (طبيب ) والدكتور هشام إبراهيم العلاف (طبيب ) والدكتورة لمى إبراهيم العلاف التدريسية في كلية الطب –جامعة الموصل والسيدة المهندسة المدنية هبة إبراهيم العلاف وكانت مهندسة في الكلية التقنية (رحمها الله ) ،والسيد رضوان نوري خليل ،والسيد طارق سالم العلاف ،والسيد هاني إسماعيل رحمه الله المحاسب في المنتجات النفطية سابقا والسيد صلاح سالم العلاف الموظف في المنتجات النفطية وعبد الله خليل العلاف خريج قسم الترجمة –كلية آداب الموصل، وسعد غانم العلاف الموظف في صحة نينوى، وإسماعيل محمد حمو الجمعة الموظف في سمنت الموصل سابقا وغيرهم.
توفي جدي أحمد الحامد العلاف- رحمة الله عليه تعالى - في الساعة السادسة والنصف من مساء يوم 2 تشرين الاول سنة 1986 وذلك بموجب شهادة الوفاة الصادرة من قسم الاحصاء الصحي والحياتي بوزارة الصحة - جمهورية العراق المرقمة 423805 والمؤرخة 3-10-1986
*الصورة الاولى لجدي
**الصورة الثانية لجدي وهو جالس في سيفه للحنطة -الموصل الجديدة
الذي هو الحاج يونس دمدم
ردحذف