الحاج رايح العطية 1890 - 1989ودوره في تكوين العراق الحديث

الحاج رايح العطية 1890 -  1989ودوره  في تكوين العراق الحديث

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث –العراق

       لايمكن الحديث عن البناة الاوائل للدولة العراقية الحديثة بدون ايراد ذكر الحاج الشيخ رايح العطية الحميداوي  رئيس قبيلة الحميدات . هو الحاج رايح بن عطية بن غضبان بن عبد الله الحميداوي من زعماء الفرات الاوسط البارزين .

       ولد في مدينة الشامية بمحافظة القادسية سنة 1890 كان احد قادة ثورة 1920 الكبرى،  ووقف ضد المحتلين الانكليز باللسان والقلب واليد فكسب سمعة كبيرة وترك بصمة في جدار هذا الوطن العزيز .  

       سافر الى مكة المكرمة ، مع فريق من رجالات الثورة ،والتقوا  الشريف الحسين بن علي  شريف مكة وزعيم الثورة العربية الكبرى 1916 ، واتفقوا على ان يكون ولده الامير فيصل ملكا على العراق .
عمل من اجل استقلال العراق وضمان حقوقه وحريته وسيادته وعارض معاهدة 1922 مع بريطانيا  وانتخب عضوا في المجلس التاسيسي الذي وضع القانون الاساسي اي الدستور دستور سنة 1925 .
كما انتخب نائبا عن لواء الديوانية (محافظة القادسية )  فيما بعد في البرلمان –مجلس النواب ولعدة دورات –الدورة الرابعة 1933-1934والدورة الخامسة 1934-1935والدورة السابعة 1937والدورة الثامنة 1938-1939 والدورة التاسعة  1939

.  عين عضوا في مجلس الاعيان سنة 1944.

        اختاره الفريق الركن نور الدين محمود عندما شكل وزارته في 23 تشرين الثاني 1952 ليكون وزيرا للزراعة وظل كذلك حتى استقالة الوزارة في 29 كانون الثاني 1952  كما اصبح وزيرا بلا وزارة اي وزير  دولة في وزارة نوري السعيد  الرابعة عشرة (2اذار 1958-19مايس 1958 . .يحمل وسام الرافدين من الدرجة الثانية ووسام الاستقلال من المملكة الاردنية الهاشمية .

      احتفظ بعلاقات طيبة ومتينة مع الملك فيصل الاول مؤسس الدولة العراقية الحديثة 1921-1933 وقد اعتمر رمز الوطنية العراقية السيدارة الفيصلية والتقط له صورة  بها مع انه اعتاد ان يلبس اللبس التقليدي العراقي الشعبي . وهو والد  كل من الاستاذ الفنان زهير العطية والاستاذ والمفكر العراقي الدكتور غسان العطية مدير المعهد العراقي للديمقراطية والتنمية الان ومدير مركز الدراسات الفلسطينية –جامعة بغداد ابان السبعينات من القرن الماضي .. يقول الاستاذ حميد المطبعي في "موسوعة اعلام وعلماء العراق "ان الحاج رايح العطية"  كان طيلة حياته السياسية مستقل الفكرة ، ويعول على ارائه كثيرا في تشخيص التطورات المهمة في منطقة الفرات الاوسط .كتب مذكراته حول رحلته الى الحجاز ومازالت خطية في خزانة ابنه الاستاذ  الفنان  زهير العطية وكثيرا ما كان يعلق على الكتابات والمقالات التي تنشر حول الثورة العراقية الكبرى ومما هو مدون في سيرة حياته انه كان عضوا في حزب الوحدة الوطنية سنة 1934 وان الشاعر الكبير عبود الكرخي عدد فضائله في قصيدة جميلة نشرت سنة 1940 . وكتب عنه الشيخ جمال رايح العطية . كما صدر عنه  سنة 2005 كتاب بعنوان : " الشيخ رايح العطية 1891-1970.. سيرة واعوام " للاستاذ  عبد الكريم حسن خضير ..وهو ممن نشر جانبا من مذكرات الحاج رايح العطية في كتاب صدر مؤخرا بعنوان :" الملكية في العراق ..سيرة الشيخ رايح العطية رئيس عشيرة الحميدات الثائر والسياسي الوطني  " ولاادري هل هي كل مذكراته المخطوطة التي أشار اليها الاستاذ حميد المطبعي ام جانبا منها  .ومما قاله الاستاذ عبد الكريم حسن خضير ان الشيخ رايح العطية  كان عضوا بارزا في النخبة العراقية التي حكمت البلاد ابان العهد الملكي من 1920 حتى 1958 م. وبالتالي فان سيرته وثيقة تاريخية تهم كل المعنيين من مؤرخين وسياسيين ودارسين، ولكن سيرته تكتسب أهمية إضافية لانه لم يكن سياسيا لامعاً فحسب، بل رب اسرة متميز وزعيم قبلي متطور وثائر ومناضل وسياسي ووطني بارز.

 رحم الله الحاج رايح العطية..  فقد خدم وطنه وامته خدمة جٌلى .