الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

رحيل الفنان والمربي والشاعر الاستاذ طلال عبد الرحمن النعيمي 1952-2012

رحمك الله اخي الاستاذ الشاعر والمربي والفنان طلال عبد الرحمن ...التقينا قبل سنتين في عشق اباد عاصمة تركمانستان وحضرنا مؤتمرا عن الشعب التركمانستاني تاريخه وتراثه ...وهذه الصورة تجمعنا سوية .انها صورة تاريخية تذكارية حقا (من يسار الصورة ) الصديق الاستاذ ازهر العبيدي ثم المرحوم 
الاستاذ طلال عبد الرحمن والدكتور ابراهيم خليل العلاف وزوجته الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي .
رحيل الفنان والمربي والشاعر الاستاذ طلال عبد الرحمن النعيمي 1952-2012
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين
علمت بحزن شديد بخبر وفاة الصديق الطيب الانسان الكبير المربي والفنان الشاعر الاستاذ طلال عبد الرحمن اسماعيل النعيمي الذي وافاه الاجل اثر اصابته بمرض السرطان ، فجر هذا اليوم الاربعاء 5-12-2012 . الفقيد كان يعيش في السويد وقد اسس هناك فرقة سومر الموسيقية التي اخذت على عاتقها نشر التراث الموسيقي العراقي والعربي في اوربا ونجحت بفضل جهوده نجاحا كبيرا واكتسبت سمعة طيبة رحم الله ابا هند واسكنه فسيح جناته ولاهله ولمحبيه الصبر والسلوان . بأسمي وبأسم منتسبي اتحاد كتاب الانترنت العراقيين اعزي عائلته وادعو من الله ان يرحمه ويعظم اجرهم وانا لله وانا اليه راجعون .كتب عنه استاذنا الدكتور عمر الطالب في موسوعة "اعلام الموصل في القرن العشرين " قائلا :
ولد الاستاذ طلال عبد الرحمن في الموصل سنة 1952 وتلقى علومه الأولية في مدارسها ودخل كلية الآداب/جامعة الموصل/قسم اللغات عام 1971 وتخرج فيها عام 1975وكان يزاول الشعر ونشرت له جامعة الموصل ديوانه الشعري الأول: (الجسر) عام 1975. وامتاز شعره بالعذوبة والطلاوة وهو في أُسرة من الشعراء أخوه الأكبر كامل النعيمي شاعر 1948-2005 وأخوه الأصغر منه كمال عبد الرحمن شاعر أيضاً انتمى الى الدراسات العليا في جامعة الموصل/ قسم اللغات وحصل على الماجستير عام 1979 ودرّس في قسم اللغات في كلية الآداب ونشر شعره في الصحف والمجلات العراقية والعربية. وفي فترة الحصار هاجر من العراق الى السويد، وكون له فرقة موسيقية. وكان يعزف على العود منذ كان طالباً في كلية الآداب وأشتهرت فرقته وسجل عدة أشرطة راجت رواجاً كبيراً في الغرب منها شريط (نايل) ويضم خمس عشرة أغنية والآخر (يا الله يا موليا) ويضم أربع عشرة أغنية. واغانيه من الفلكلور العراقي بتوزيع موسيقي غربي واحيا حفل إفتتاح مهرجان كان الدولي السينمائي عام 2000 بدعوة من الأمير الفرنسي (رينيه) أمير مقاطعة كان في جنوب فرنسا وزوج الممثلة الأميركية الشهيرة (كريس كيلي) التي ماتت في حادث طريق. قدم طلال عبد الرحمن الى العراق مرتين في عامي 2003، و 2004 ثم عاد الى السويد .
اخترت قصيدته الموسومة "اخر الاحلام ..اخر القصائد " لتعبر عن نهاية هذا الانسان الرقيق الطيب الصادق وقد التقيته في عشق اباد عاصمة تركمانستان قبل سنتين حيث حضرنا سوية هناك مؤتمرا عن الشعب التركمانستاني وتراثه وقضينا اياما جميلة لاتنسى .
"آخر الأحلام .. أخر القصائد"
للشاعر طلال عبدالرحمن
28-04-2012
خبزٌ ورعدٌ وخريرْ
ونصف’ غيمٍ،
نصف’ صحوٍ ومطرْ
لي حلمٌ يا سادتي،
لي حلمٌ أثيرْ.
كحلمِ عصفورٍ صغيرٍ قابعٍ في عشّهِ
ما بين سقفِ بيتنا الطينيِّ،
والمزريبِ في يومٍ مطيرْ
ينتظرُ المزنةَ أن تعبرَ كي يطيرْ.
لي حلمُ يا سادتي،
لي حلمٌ فقيرْ
أحلم أن أعودَ من مدرستي
مبللاً، شعريَ والملابسْ
تفوح من ملابسي
رائحة الصوفِ التي هيّجها المطرْ
رائحةُ الأرضِ وفوحُ الطينِ
والأسفلتِ والشجرْ
أبحثُ عن أمّيَ في الدارِ فلا أراها
أسمع صفقتينِ أو ثلاثْ
أهرَع كالأرنبِ
عبر الدّرجِ الجبسيِّّ للسطوحْ
تدهَمني رائحةُ الخبزِ
ودفءُ النارِ في التنورْ
عيني على الخبز الذي يُسكر دونَ خمرةٍ
ويشحن الأرواحَ بالحياه!
أقضُم لقمتينْ
فيكتوي لساني
الللللللله!
اللللللللله!
تلكم هي الحياه!
ومنظرْ القوسِ قزحْ
يمتدّ من أعماقِ أعماقِ السماءْ
إلى تخوم حيّنِا الفقيرْ
ذاك هو الحلُمْ!
وما عدا ذلك تُرّهاتْ!
تلكمْ هي الحياة!
خبزٌ ورعدٌ وخريرْ
ونصفُ غيمٍ
نصفُ صحوٍ ومطرْ
لي حلُمٌ يا سادتي!
لي حلمٌ صغيرْ!
أحلمُ أن أنامَ في غرفتِنا القديمهْ
على صدى الخارورِ في صينيةِ الفافونْ
من سقفنا الطينيّ ِفي أواخر الليلِ وفي عزّ المنامْ
ألوذ باللحافِ من رذاذهِ يدغدغ العيونْ
ربّاهُ ما أعذبَ أن أنامْ
على صدى الخارورِ في صينيةِ الفافونْ
والرعدِ والبرقِ ومذياع ِأبي
آه ٍأبي!
وأهِ مذياعُ أبي!
ينساه مفتوحاً على الدوامْ
حين ينامْ
مخرخشاً يسحب كل الرعدِ في الأثيرْ
والبرق ُمن شباكنا الصغيرْ
يضئ كلّ ذرةٍ في الغرفةِ العتيقهْ
حيث ننام كلّنا
سبعتُنا، بلا سريرْ.
لله كيف استُبدل الخارورُ في صينيةِ الفافونْ
فصار ناقوطاً يصبُّ في الوريدْ
يقطر من زجاجةٍ مقيتةٍ فوقي،
وحولي أجهزةْ
ترنُّ أو تطنُّ أو تشخَر طول الليلِ والنهارْ
وأين مذياعُ أبي؟
أين أبي العظيمْ!
وصوتُ أمي غائرّ في السقفِ
يدعوني " تعال!"
أمي التي كانت إذا ما فرخ ُعصفورٍ هوى من عشّهِ
تبكي عليهْ
لبيكِ يا أماهَ إني قادمً!
قد طالت الجراحُ يا أمي
وقد طال الألمْ
وصارت الدنيا كخرمِ إبرةٍ
وملّت الروح ُمن الجسدْ
لا شئَ غيرُ حضنِك الدافئِ
يشفيني من الجراحْ
وقضمةٍ من خبزكِ الأثيرْ
سئمتُ من هذي الإبرْ
تنغزُ في ألوريدِ يا أماهُ من سنينْ
وهذه الأجهزةِ المقيتةْ.
غداً سآتيكِ إلى دارتِنا العتيقةْ
أهرَع كالأرنبِ
عبرَ الدّرج ِالأبيضِ للسطوحْ
تدهَمني رائحةُ الخبزِ
وفوحُ النارِ في التنورْ
أقضمُ من خبزِكِ لقمتينْ
فيكتوي لساني
وينتهي الألمْ
ومنظرُ القوسِ قزحْ
يمتدُّ من أعماقِ أعماقِ السماءْ
إلى تخومِّ حيّنِا الفقيرْ
تلكمْ هي الحياة!
والحلمُ الأثيرْ
خبزٌ ورعدٌ وخريرْ
ونصفُ غيمٍ
نصفُ صحوٍ ومطرْ
*http://www.alhasso.com/Talal-Abdulrahman.htm

 

هناك تعليق واحد:

  1. فقدناه أخا وصديقا واستاذا وشاعرا وفنانا اسأل الله أن يرحمهُ برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه ويجعل قبره روضه من رياض الجنة

    ردحذف

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...