الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

وضعية الدراسات التاريخية عن يهود العراق


وضعية الدراسات التاريخية عن يهود العراق
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث –العراق
       بعد الاحتلال الاميركي في التاسع من نيسان سنة 2004 ، وسقوط النظام السابق  ، ازدهرت في العراق الدراسات والبحوث والمقالات التي تتناول تاريخ ، وتراث ، و وأوضاع وتأثير اليهود العراقيين سواء اثناء وجودهم في العراق أو بعد هجرتهم الى اسرائيل بعد سنة 1948 .
    ويبدو ان الباحثين والمؤرخين العراقيين أحسوا بالحاجة الى تناول هذا الموضوع الذي لم يحظ من قبل بالدراسة العلمية الرصينة . ولايعني هذا ان المشهد العلمي والثقافي العراقي كان  قبل سنة 2003 خلوا من الدراسات التي  تتناول اليهود العراقيين ونضرب على ذلك مثلا مجهودات " مركز الدراسات الفلسطينية التابع لجامعة بغداد ، وما قدمه الاستاذ الدكتور خلدون ناجي معروف  من درسات وكتب ومقالات عن يهود العراق  وابرزها كتابه الذي هو بالاصل اطروحته ويقع في جزئين وبعنوان :الاقلية  اليهودية في العراق بين سنتي  1921-1952 " ، وما كتبه الباحثون والمؤرخون الذين تناولوا تاريخ العراق الحديث والمعاصر وذكرهم اليهود ومواقفهم كمكون من مكونات المجتمع العراقي .
   وما يجدر ذكره ان كاتب هذه السطور تناول اليهود في كثير من كتاباته عن تاريخ الموصل أو تاريخ العراق الحديث والمعاصر .ولعل من ابرز ما قدمه عن مواقف اليهود في الموصل في رسالته للماجستير سنة 1975 والموسومة : " ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922 " .كما نشر  مقالته الموسومة :" من مظاهر النشاط الصهيوني في العراق عام 1948 " في مجلة الجامعة التي كانت تصدرها جامعة الموصل السنة 7 العدد 3 كانون الاول 1976 .وكذلك دراسته عن " يهود العراق ودورهم منذ سنة 1914 حتى سنة  1975 "  المقدمة الى هيئة كتابة التاريخ العسكري بوزارة الدفاع العراقية –شباط ،2002 .
     كما ان المكتبة العراقية تزخر بالمقالات والدراسات والبحوث عن يهود العراق ووضعهم وادوارهم منها ما كتبه خضر مزهر البدري عن "النشاط الصهيوني في العراق :النشاة والتنظيم " ، ودراسة عادل الجادر واخرون بعنوان :" يهود الاقطار العربية " ، ودراسة الدكتور جعفر عباس حميدي " الحركة الصهيونية في العراق 1921-1952 " ، ودراسات الدكتور احمد نسيم سوسة واخرون الموسومة : " اليهود العراقيون ..لمحات تاريخية "،  ودراسة هشام فوزي حسني "النشاط الصهيوني في العراق خلال فترة الانتداب 1920- 1932 " ، ومقالة رزوق عيسى "الزواج عند يهود بغداد،  " ومقالة الاستاذ فؤاد قزانجي " هل القوش هي بلدة النبي ناحوم ؟ " .ودراسة احمد عبد القادر مخلص القيسي " اوضاع يهود العراق 1932-1941 " ، ومقالة وسن حسين محيميد "المراقد الدينية اليهودية في العراق " ، ومقال سعد سلمان المشهداني "تاريخ الطائفة اليهودية "،  ومقالة حامد مصطفى " مدد الصهيونية من الاوقاف العراقية " ، ودراسة الدكتور خلدون ناجي معروف " جوانب من التعليم اليهودي ببغداد " ومقاله الاخر : " لمحات عن يهود العراق في العهد العثماني " ومقاله الثالث : "يهود العراق في العصر الحديث " ، ومقاله الرابع : " اليهود والصهيونية في فترة الاحتلال البريطاني المباشر للعراق " ،ومقال شموئيل موريه "يهود العراق ومساهماتهم في الثقافة العراقية "، ودراسة الدكتور رياض رشيد ناجي الحيدري " دور الحركة الصهيونية في هجرة يهود العراق 1950-1951" ،ومقال محمد موسى النبهاني "نشاطات المنظمات الصهيونية في العراق من 1920-1952 " ،ومقالة شريف يوسف "مدارس الاتحاد الاسرائيلي –الاليانس في العراق وارتباطها بالحركة الصهيونية العالمية " ومقالا  نبيل عبد الامير الربيعي عن " ساسون سوميخ ..الباحث في الادب العربي "و اهرون ساسون معلم ودوره في تأسيس الجمعيات الصهيونية" ،و"دور اليهود العراقيين في نشأة المؤسسات المصرفية في العراق ".     
-
    وثمة كتاب وثائقي مهم لابد من الاشارة اليه في هذا المجال واقصد كتاب " يهود العراق في الوثائق البريطانية :دراسة تاريخية "والذي أعده وترجمه الدكتور عبد المجيد كامل التكريتي والدكتور محمود عبدالواحد محمود القيسي .
   وكذلك لابد من ذكر الدليل العراقي الرسمي لسنة 1936 الذي اعده الياهو دنكور ومحمود فهمي درويش .وما اصدرته شعبة التحقيقات الجنائية ببغداد التابعة لمديرية الشرطة العامة وبعنوان : موسوعة سرية خاصة بالحزب الشيوعي العراقي السري " .
   ولا يمكن ان نغفل ما كانت تنشره الصحف العراقية عن يهود العراق سواء في العهد الملكي او العهد الجمهوري فضلا عن ما تكتبه مواقع الشبكة العالمية للمعلومات –الانترنت من مقالات ومتابعات عن يهود العراق سواء في العراق او في اسرائيل .  
. وفي هذا المجال لابد ان نشير الى كتابات الدكتور احمد  نسيم سوسة ومنها كتابه :" مدخل الى كتاب العرب واليهود في التاريخ ..حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الاثارية " والاستاذ يوسف غنيمة في كتابه :" نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق "  ، والدكتور سامي سعيد الاحمد في كتابه :" الاسس التاريخية للعقيدة اليهودية " ، والاستاذ خليل عزمي عن :" تاريخ بني اسرائيل القديم " ، والاستاذ عزرا روبين دنكور في كتابه :" التراتيل الدينية الموسوية "والاستاذ جعفر مال الله في كتابه :" التفليم المقدس او تعاليم الحاخامين اليهود " ، والاستاذ  نعمان عبد الرزاق السامرائي في كتابه :" دراسات في التوراة " ، وكتاب "اليهود شعب الشيطان " للاستاذ عبد الجبار مدفون الاسدي ، وكتاب :" اليهود قديما وحديثا " ، و"رد وكيل الحاخمباشي على بيان حاخامي بغداد " لساسون خضوري ، والاستاذ موسى بن نصير (اسم مستعار ) في كتابه :" شذوذ وماسي في الطائفة الاسرائيلية " ، وكتاب "الكليم وفرعون " لمحمد بن مهدي الحسيني الشيرازي  ، والدكتور فيصل السامر  في دراسته عن "اليهود في العصر الحديث " ، والدكتور صادق حسن السوداني في كتابه عن "النشاط الصهيوني في العراق1914-1952  " ، والدكتور عبد اللطيف الراوي في كتابه :" عصبة مكافحة الصهيونية في العراق 1945-1946 " ،والاستاذ مالك سيف في كتابه :"للتاريخ لسان " ، والاستاذة ناصرة السعدون في ترجمتها لكتاب اسرائيل شاهاك "تاريخ اليهود وديانتهم "،  وكتاب يهودا اطلس في كتابه :"حتى عمود الشنق :النشاط الصهيوني وتهجير اليهود في العراق "ترجمة حلمي عبد الكريم الزعبي ونظيرة محمود خطاب ، والدكتور فاضل البراك في كتابه :" المدارس اليهودية والايرانية في العراق "،  وكتاب اريك  براور ورافائيل باتاي في كتاب :" يهود كردستان " ترجمة شاخوان كركوكي وعبد الرزاق بوتاني ومير بصري في كتابه :" اعلام اليهود في العراق " ، وكتاب الدكتور طالب مهدي الخفاجي :" ادب اليهود العراقيين وثقافتهم في العصر الحديث " ، وكتاب مردخاي زاكن :" يهود كردستان ورؤسائهم القبليون " ترجمة الدكتورة سعاد محمد خضر ، وكتاب صباح عبد الرحمن " النشاط الاقتصادي ليهود العراق 1917-1952 "،  وكتاب غادة حمدي عبد السلام " اليهود في العراق 1856-1952 " ، وكتاب شامل عبد القادر "اسرار عملية تهجير يهود العراق 1950-1951 " ، وكتاب سهيل قاشا " اليهود وعقدة بابل " ،وكتاب احمد عبد القادر مخلص "الدور الاقتصادي لليهود في العراق 1921-1952 " ، وكتاب يعقوب يوسف كورية "يهود العراق :تاريخهم احوالهم هجرتهم " ، وكتاب حاييم كوهين "النشاط الصهيوني في العراق "والمترجم الى اللغة العربية ، وكتاب يوسف مثير "خلف الصحراء :الحركة السرية الطلائعية في العراق " ترجمه عن العبرية الاستاذ حلمي عبد الكريم الزعبي ،وكتاب "الدعاية الصهيونية في العراق 1921-1952 " ، وكتاب عصام جمعة احمد المعاضيدي "الصحافة اليهودية في العراق "  
ومن الدراسات التي اود الاشارة اليها والتي تناولت تاريخ  اليهود وتراثهم ومواقفهم واوضاعهم  مؤخرا  ما كتبه الدكتور كاظم حبيب عن:  " محنة يهود العراق بين الاسر والتهجير القسري " ، وماكتبه الدكتور عزيز الحاج في كتابه "بغداد ذلك الزمان " .
 وفي ميدان الدراسات الاكاديمية  نوقشت الكثير من الرسائل الجامعية في الجامعات العراقية عن يهود العراق  أو ما يتعلق بهم او متابعة لمواقفهم منها على سبيل المثال :
*رسالة علي حمزة سرحان : " الاقلية اليهودية في لواء  الحلة 1921-1952 ..دراسة تاريخية لاحوالهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية " .
*رسالة احمد حميد عبد : " تأثير البيئة العراقية في أعمال سامي ميخائيل ..رواية فكتوريا انموذجا "
*رسالة بعنوان :" ساسون حسقيل "
*رسالة بعنوان :" يهود العراق والموقف من الهوية الوطنية "
*رسالة فاتن محيي محسن:  " مير بصري ..سيرة وتراث " .
*رسالة السيد علي شيت محمود الحياني :" اليهود في الموصل للمدة من   1921-1952 .
*رسالة السيد صالح حسن عبد الله :" تهجير يهود العراق 1941-1952 "  *اطروحة الدكتور صباح عبد الرحمن :" الطائفة اليهودية في بغداد 1921-1952 "
      وكما هو معروف فأن الدراسات التاريخية عن يهود العراق تناولت موقعهم في التركيب الاجتماعي للمدن العراقية ، وحياتهم الدينية والاجتماعية ، وانشطتهم الثقافية ، واوضاعهم الاقتصادية  ومواقفهم السياسية تجاه احداث العراق  والبلدان العربية الاخرى .وغالبا ما توثق كل تلك المعلومات بالوثائق والصور والجداول الاحصائية .
    ولا يمكن ان ننسى اسهامات كتاب القصة والروائيين في ذكر يهود العراق في سردياتتهم فلقد  صدرت روايات لكتاب عراقيين تتناول موضوع يهود العراق منها : "حارس التبغ" لعلي بدر، "ملائكة الجنوب" لنجم والي، "على ضفاف بابل" لخالد القشطيني، "الزمرد والذباب" لعبد الكريم العبيدي. هذه الروايات، كما تقول الدكتورة لقاء موسى فنجان، تعرفنا على جانب من تاريخ شعبنا ومكوناته ... غير ان الثابت ان ضوءاً جديداً في الثقافة العراقية بدأ يفتح كوة في جدار المحرمات الصلب.
      ويمكن ان نشير بشكل خاص الى مجهودات الاستاذ  مازن لطيف علي الكاتب والباحث العراقي في الكتابة عن يهود العراق سواء في مقالاته العديدة أو كتبه المنشورة  . والاستاذ مازن  لطيف علي كاتب واعلامي عراقي متابع من مواليد بغداد 1973 يحمل شهادة بكالوريوس تربية وعلم النفس من كلية الاداب –الجامعة المستنصرية سنة 1996  . ومما نشر من كتب كتابه عن : "يهود العراق : تاريخ وعبر " " الذي صدر سنة 2011   وكتابه  الاخر :" يهود العراق :موسوعة شاملة " الذي صدر سنة 2011 كذلك . هذا فضلا عن العديد من المقالات والدراسات التي كتبها ومنها مقالاته :" لماذا الكتابة عن يهود العراق ؟ "و" نعيم طويق يوثق اعلام يهود العراق وذكرياتهم في كتاب جديد " و" طبعة جديدة من كتاب سامي موريه :"بغداد حبيبتي –يهود العراق " و"بين ذي الكفل وحزقيال ضاع تراثنا " و" اليهود  وانتشار دور العرض السينمائية في العراق " و " الاسطورة صالح الكويتي " .و"منشي زعرور في خدمة صاحبة الجلالة الصحافة " و" الروائي ايلي عمير :بغداد مسقط راسي وتعشش في ذاكرتي وفي مخيلتي " و"يهود بغداد والصهيونية 1920-1948 " و" مجلة الحاصد :مدرسة انور شاؤول الصحفية " و" الشاعر جبار جمال الدين يؤرخ يهود العراق شعريا " و" البروفيسور العراقي سامي  موريه  يصدر مذكراته :بغداد حبيبتي " و"مير بصري شاهد على يقظة الفكر العراقي " و" الدكتور داؤد كباي شخصية عالقة في الذاكرة العراقية " و" سليم بصون : سجل حافل في الصحافة العراقية " و" يهود الديوانية : اسماء وذكريات " و" الصحف اليهودية العراقية في ثلاثينات القرن العشرين " وغيرها .
   ان مما ذهب اليه الاستاذ مازن لطيف علي في تفسير أسباب اهتمامه باليهود في العراق ، هو ان  معظم ما كتب عن اليهود ودورهم وانجازاتهم في العراق سابقا لم يكن " موضوعيا ، ومنصفا "  . مع العلم ان في تاريخ العراق الحديث الكثير من الرموز اليهود الذين برزوا في مجالات الثقافة والحرف والتعليم والطباعة والغناء والقضاء والتجارة والصناعة والصحافة .فضلا عن ذلك عٌد اليهود  العراقيين صهاينة واسرائيليين مع انهم ظلوا على حبهم للعراق حتى وقتنا الحاضر  . ويضيف الاستاذ مازن لطيف علي ان همه - ككثير من الباحثين - هو الوصول الى الحقيقة  التي تقول ان يهود العراق جزء ا من تراث وماضي العراق، ولا يمكن تهميشهم والتقليل من دورهم في ما قدموه للعراق منذ تأسيس الدولة العراقة حتى تهجيرهم القسري، بل حتى منتصف السبيعنيات لأن عددا من كبار الادباء والصحفيين لم يغادر العراق الذي أحبوه وأخلصوا له الا  بعد الاضطرار ، نذكر منهم مير بصري وانور شاؤل ونعيم طويق وسليم البصون ومراد العماري. ولا يمكن نسيان او تجاهل مزارات ومراقد واسواق ومحلات تحمل اسماء يهود العراق. لا يمكن تجاهل شخصياتهم الثقافية والادبية والاقتصادية، ولا يمكن نسيان حكاياتهم وما نقل عنهم شفاهيا من قبل الآباء والأجداد، فهم جزء من تراث العراق.
    قبل أيام  ترأست لجنة لمناقشة  اطروحة الدكتوراه الموسومة : "اليهود في الموصل 1921-1952 :دراسة عامة "التي تقدم بها السيد علي شيت محمود الحياني الى مجلس كلية الاداب –جامعة الموصل ، ولفت انتباهي الكم الكبير من المصادر والوثائق التي رجع اليها الباحث . ونذكر منها سجلات التسجيل العقاري ، ووثائق دار الكتب والوثائق ببغداد ، ووثائق متصرفيات الالوية –المحافظات حاليا ، ومراكز الدراسات والبحوث العراقية  ،ووثائق المكتبات المركزية للجامعات العراقية  والمطبوعات الحكومية والمذكرات الشخصية والرسائل الجامعية والكتب العربية والاجنبية والبحوث والدراسات والمقالات المختلفة .
ومهما يكن من أمر فأن الدراسات عن اليهود في العراق وكل مكونات المجتمع العراقي الاخرى تسهم في في فهم واقع النسيج الاجتماعي العراقي ومدى قوته وصلابته في وجه الكثير من التحديات التي شهدها العراق في تاريخه الحديث .ويقينا ان تلك الدراسات تعد  اضافة نوعية للدراسات العلمية التي نحن بحاجة اليها في تشجيع الباحثين الشباب على ولوج هكذا ميادين مهمة في عملية اعادة بناء العراق .مع اهمية  وضرورة التأكيد على التمييز بين من ارتبط  من اليهود العراقيين بالحركة الصهيونية وعمل لصالحها وبين من نأى بنفسه عن هذه الحركة وظل مرتبطا بوطنه الام العراقي ومحبا له . 
*صورة لعدد من زعماء وقادة اليهود في بداية الثلاثينات من القرن الماضي .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...