وماذا يتوجب على الاستاذ الجامعي* ؟
-ابراهيم العلاف
إن الأستاذ الجامعي ، لا يستطيع أن يكون طرفا نشيطا في تقدم المجتمع وتنميته وقدرته على مواجهة متغيرات العالم المتسارعة إلا من خلال حركتين أساسيتين ، أولهما : حركة الحياة اليومية والاعتيادية بما فيها من جوانب عملية تغني الجانب النظري لديه . وثانيهما : حركة العالم من حوله بما فيه من تيارات سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية . وعلى الأستاذ الجامعي أن يدرك بأنه يحمل (رسالة) هي اقرب في كل المقاييس ، إلى رسالة الرسل ، والقادة ، والمصلحين ، ويتطلب منه ذلك أن يكون متقدما على غيره من العاملين في مؤسسات الدولة منصرفا إلى البحث والدراسة . والأستاذ الجامعي ، باعتباره المؤهل علميا ، كفاءة وخبرة ، لهو اقدر على نقل أحدث التطورات العلمية النظرية والتطبيقية في شتى الاختصاصات إلى الطلبة وغيرهم عن طريق التدريس ، والبحث ، والعمل في المختبرات ، وإقامة الندوات والمؤتمرات العلمية ، والقاء المحاضرات والإشراف على طلبة الدراسات العليا وتدريسهم ، ونشر البحوث والدراسات والمقالات في حقل اختصاصه هذا فضلا عن ما يتوقعه المجتمع من الأستاذ الجامعي أو في الحقيقة ما يصر عليه ، وهو ان (الأستاذ) ينبغي أن يكون قدوة في سلوكه ، ومثالا طيبا يحتذي به ، لا بالنسبة لطلبته فحسب ، بل بالنسبة إلى بيئته كذلك ، ويرى البعض من الكتاب إن النظرة السائدة للأستاذ في المجتمع ، لا تختلف عن النظرة إلى (رجل الدين) ،وإذا كان الأستاذ الجامعي كذلك يحق لنا أن نتحدث عن دور الجامعات في إحداث التغيير الاقتصادي والاجتماعي والفكري في المجتمع وبما يساعد على التقدم والتنمية والتغيير والبناء .
__________________________
*من بحثي :التعليم العالي العربي في عالم متغير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق