النقد الادبي والثقافي كما يجب ...كتاب (خريف المثقف) للدكتور محمد غازي الاخرس في منظور الناقدة العراقية الدكتورة نادية هناوي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس جامعة الموصل
وكتاب الاخ الدكتور محمد غازي الاخرس ، كتبتُ عنه مقالا . كما كتبتُ عن الناقدة الاخت الاستاذة الدكتورة نادية هناوي ، واشرت الى نقدها لكتاب الدكتور الاخرس الموسوم (خريف المثقف في العراق ) .اشرت فقط اشارة ، واليوم اعود الى ماكتبته الناقدة العراقية الكبيرة الاستاذة الدكتورة نادية هناوي في جريدة (الصباح) البغدادية عدد الثلاثاء 14-3-2023 ؛ فهي تجدد دوما (اصول المدرسة النقدية العراقية المعاصرة ) ، وتضيف اليها .ناقدة مبدعة ، وممتلئة معرفة ، ودقة .
تقول وهي - محقة - ان محمد غازي الاخرس قدم في كتابه (خريف المثقف) 2016 ، شهادة سردية جيلية مبنية على ( العقدية ) ، وفيها يتجاوز الكاتب منطق شعراء التجييل العقدي القائل بالقطيعة بين سابق ولاحق ، وداخل وخارج عراقيين الى مسلك اكثر بطشا واعني البتر من الاساس شاملا عموم المثقفين بما فيهم الشعراء والادباء متخذا السرد السيري اداة في هذا البتر" .
طبعا هي محقة ؛ فالثقافة العراقية المعاصرة على الاقل منذ مائة سنة لايمكن ان تتجزأ ، ولايمكن النظر اليها على انها جزر منفصلة بل لابد من النظرة الكلية (الكشتالتية) اليها بمحاسنها وسوءاتها ، بالوانها القوس قزحية التي عكست الواقع .
قالت : الكاتب تعاطى مع مسيرة الثقافة العراقية المعاصرة ومنذ مائة عام بإنفعالية "التي تصل احيانا الى حد النزق ، وهو يصور الثقافة العراقية تحتضر في رمقها الاخير " .واؤيدها في هذا ، وهو نفسه وفي حوار لي معه في تونس خلال نيسان الماضي وجدته قد تراجع كثيرا عن بعض ما طرحه في بعض كتبه .
طبعا قالت ان كتابه بلا منهجية ، ولاموضوعية حتى انه " مارس نوعا من البتر الثقافي ليشمل المجتمع العراقي متعلما وغير متعلم " .واضافت انه قد "تجنى" على الثقافة العراقية المعاصرة ، وهو يستأصلها من جذورها ، وقواعدها ، وينسف كل انجازاته على مر الاجيال " وانا اقول انها محقة لان هذه المنهجية التي مارسها البعض بعد 2003 ، غير صحيحة وفيها من التجني الشيء الكثير حتى انني وجدت احدهم مثلا يقول ان مجلة (الاقلام) لم تقدم شيئا ، وانها كانت مجلة ( حزبية) فكتبت مقالا ضمنته كتابي (تاريخ العراق الثقافي المعاصر ) قلت له فيه وهو بالمناسبة توفي رحمه الله، ان اكثر من (1500) كاتب حرروا مجلة (الاقلام) ، وها هي اليوم ما تزال تصدر بإعتبارها من ايقونات الثقافة العراقية المعاصرة هي ومجلات اخرى منها (التراث الشعبي)كانت تصدر قبل الاحتلال 2003.
هي ايضا قالت ان الكتاب كُتب ب"انشائية جوفاء " وب"تحامل وعصبية "وانه "اي الكاتب " تعاطف مع ادباء الخارج " و"تهجم على ادباء الداخل " متهما " النقدالعراقي بالتعبوية مستثنيا نفرا يعد على الاصابع " . وتنتهي بالقول ان ما كتبه الدكتور الاخرس وما كان يتمناه للثقافة العراقية بعد 2003 لم يتحقق وهذا هو الوضع كما نرى " فأية امنية هي التي تبدو كبراقش التي جنت على اهلها " .
مقال الناقدة الكبيرة الاخت الاستاذة الدكتور نادية هناوي وضع نقاطا كثيرة على حروف النقد في العراق وخاصة في النظرة الى ما كتب داخل وخارج العراق والاهم من كل هذا اقول ان ثقافتنا اليوم هي استمرار لثقافتنا أمس وثقافتا الان تبني لثقافة الغد ومثلما الانسان لايستطيع التخلي عن جزئيات حياته فالثقافة العراقية هي هي ثقافة عراقية وطنية تقدمية عكست واقعا وعبرت عن هذا الواقع كما كان وليس كما يجب ان يكون واللبيب بالاشارة يفهم فضلا عن ان الثقافة اعرق واقدم من الدولة او الحكومات .
تحياتي لاخي وصديقي الدكتور محمد غازي الاخرس .تحياتي للاخت الناقدة الاستاذة الدكتورة نادية هناوي والى مزيد من النقد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق