وعن بوابة مندلبوم في مدينة القدس بفلسطين أُحدثكم
- ابراهيم العلاف
ولعلكم لاتعرفونها ولم تسمعوا بها احبتي الكرام لكنني ومجايلي ممن ولدوا في اعقاب الحرب العالمية الثانية 1945 يعرفونها وقرأوا عنها وكان اسمها يتردد في الجرائد والمجلات ايام زمان واتذكر اننا كنا عندما يسألنا احد عن (بوابة مندلبوم) نقول له انها البوابة التي تفصل بين القدس التي كانت المملكة الاردنية الهاشمية تديرها والقدس المحتلة من قبل الاسرائيليين اي القدس الشرقية والقدس الغربية التي اعترف الرئيس الامريكي السابق دونالد ترمب بها عاصمة لاسرائيل .كانت بوابة مندلبوم كما ترون في الصورة المرفقة تفصل بين الشطرين المقدسيين عبارة عن (بوابة كبيرة ) الان ازيلت وعبر هذه البوابة كان من يسمح لهم من العرب دخول القدس المحتلة لزيارة الاماكن المقدسة ومنها المسجد الاقصى خلال المناسبات الدينية يمرون منها .
ما علينا الان اريد ان اخبركم عن سبب تسمية هذه البوابة بإسم بوابة مندلبوم واقول انني قرأت (قصة للكاتب والقاص الفلسطيني الكبير إميل حبيبي ) بعنوان (بوابة مندلبوم ) وهي تجعل من يقرأها يبكي والقصة متوفرة اليوم على شبكة المعلومات العالمية الانترنت لمن يريد ان يتعلم ويفهم اقصد من القلة التي تريد ان تتعلم .كما ان الشاعر توفيق زياد كتب رسالة - قصيدة الى امه عنوانها (عبر بوابة مندلبوم ) سنة 1960 مؤلفة من اربع صفحات متوفرةفي النت . يقول فيها :
اخبارنا كثيرة تثقل لي صدري :
ابو صلاح عميت عيناه من قهر
وام فخري ذهبت حزنا على فخري
والقرية السمراء قد شابت من الصبر
والعين شح الماء فيها فهي لاتجري
والقصيدة متوفرة في موقع متحف الارشيف الوطني الفلسطيني الرقمي ورابطه التالي :https://palarchive.org/
ايضا (بوابة مندلبوم) كانت موضوعا لرواية كتبها الروائي مورييل سبارك سنة 1965 بالعنوان نفسه .
وبوابة مندلبوم هي كما قلت البوابة التي كانت تفصل بين الجانب الاردني والجانب الاسرائيلي من مدينة القدس ما بين سنتي 1948 و1952 . ويمكن الحصول على تفاصيل حولها في مادة منشورة في انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية والرابط هو : https://ar.wikipedia.org/ وكانت بوابة مندلبوم تمثل رمزا لتقسيم مدينة القدس التي يسميها الاسرائيليون (اورشليم ) . كانت في الحقيقة نقطة تفتيش على طول الخط الاخضر واستمرت حتى سنة 1967 .
وسبب تسميتها يعود الى قصر تاجر يهودي اسمه سيمحا مندلبوم مؤلف من ثلاث طوابق بناه سنة 1927 والقصر هذا يقع في نهاية شارع شموئيل هانافي وظل هذا القصر قائما وهيئة الاوقاف الفلسطينية منعت بيع الاراضي في هذه المنطقة وفي حرب 1948 استولت قوات اسرائيل على القصر وتعرض الى هجمات من القوات الاردنية وانهار جزءمنه واستمر الامر حتى حرب 1967 حيث تم هدمه نهائيا بعد انسحاب الاردنيين وسيطرة الاسرائيليين على البوابة والقصر..
فقط انهي مقالتي هذه بالقول ان الصحفي العراقي الكبير وله كتب تاريخية اقصد المرحوم الاستاذ أحمد فوزي ، الف كتابا عن بوابة مندلبوم ، طبعته له وزارة الثقافة والارشاد في مطبعة الجمهورية ببغداد سنة 1967 بعنوان ( عند بوابة مندلبوم ) ولدي نسخة من الكتاب في مكتبتي الشخصية .
هذه واحدة من صفحات ذكرياتنا التاريخية عن فلسطين الحبيبة وما جرى فيها نرويها للذكرى والذكرى قد تنفع ، وهي في كل الاحوال صدى السنين الحاكي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق