الملك المظفر سيف الدين قطز محمود بن ممدود الخوارزمي بطل معركة عين جالوت في فلسطين ضد المغول
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
قد لايعرفه شبابنا وشاباتنا كثيرا ، لكنه معروف .. هو أحد الابطال المسلمين وهو الذي دحر الغزاة المغول الذين اسقطوا الدولة العربية الاسلامية في العصر العباسي وعاصمتها بغداد سنة 1258 ميلادية -656 هجرية . اوقف المغول بمعنى أوقف توسعاتهم من خلال انتصاره في معركة عين جالوت المعروفة والتي وقعت يوم الجمعة 25 من رمضان المبارك 658 هجرية -3 من سبتمبر -ايلول سنة 1260 ميلادية .
ومن الطريف ان الملك المظفر قطز ، كان محورا او موضوعا لكتب واطروحات ومسلسلات وافلام وروايات منها كتاب الاستاذ منذر القباني بعنوان ( قطز ) ، وكتاب رحاب عكاوي الموسوم : الملك المظفر قطز بن عبد الله المعزي ، وكتاب محمد بيومي ( قطز أول من هزم التتار) وكتاب بسام العسلي (المظفر قطز ومعركة عين جالوت) .
وثمة رواية مهمة كتبها الاستاذ علي أحمد باكثير ، عن البطل الملك المظفر قطز بعنوان (وا اسلاماه ) .وهذه الرواية تحولت الى فيلم سينمائي مصري ايطالي مشترك عرض سنة 1962 وقد قام بدور الملك المظفر قطز الممثل المصري احمد مظهر . كما ان هناك مسلسل تلفزيوني عنه بعنوان (الفرسان ) من بطولة الممثل المصري احمد عبد العزيز عرض سنة 1995 .
والملك المظفر قطز هو سيف الدين قُطز محمود بن ممدود بن خوارزمشاه وهو سلطان مملوكي (توفي سنة 658 هجرية - 1260ميلادية )تولى الحكم في مصر سنة 1259 ميلادية ، ومع انه لم يبق في الحكم سوى سنة واحدة الا انه خلد نفسه على انه قاد (معركة عين جالوت) في فلسطين . وعين جالوت سهل يقع بين مدينة بيسان في الشمال شمال فلسطين ومدينة نابلس في الجنوب وقد حرر القدس وكل بلاد الشام ومنها حمص وحماة وحلب ودمشق من المغول التتار .كان قائدا مغوارا يمتلك حنكة ومقدرة استراتيجية ، وذكاء خارق ، وغيرة على الامة ؛ لهذا وضع خطة ناجحة ادت الى هزيمة المغول ، وايقاف توسعاتهم واطماعهم ، وزحفهم الطويل .
قد لايعرف كثيرون ان الرجل لم يكن اسمه ( قُطز) ، لكن المغول هم من سماه ( قُطز) ومعناها في اللغة المغولية (الكلب الشرس ) ، والملك المظفر سيف الدين محمود بن ممدود ، والامير ممدود الخوارزمي ابن عم السلطان جلال الدين خوارزمشاه سلطان الدولة الخوارزمية وزوج أخته نشأ نشأة الأمراء وتدرب على فنون القتال على يد خاله، وبعد سقوط الدولة الخوارزمية جاء الى مصر وخدم في معية الملك الصالح نجم الدين أيوب آخر ملوك الدولة الأيوبية، فتعلم فنون القتال والخطط الحربية في المدارس الحربية المملوكية ، وشارك جيش الملك الصالح في مواجهة وصد الحملة الصليبية السابعة، وتحقيق الانتصار في معركة المنصورة سنة 648 هجرية- 1250ميلادية . وقد تدرّج في ترتيب السلطة حتى تم اختياره يوم السبت 24 ذو القعدة 657 هـجرية الموافق 11 تشرين الثاني - نوفمبر 1259 ميلادية ليكون ثالث سلاطين مماليك مصر، ولما عاد منتصرًا من عين جالوت إلى مصر تآمر عليه بعض الأمراء من المماليك بقيادة الظاهر بيبرسالذي خلفه فيما بعد ، فقتلوه بين منطقتي القرابي والصالحية ودفن بالقصير، ثم نُقِل قبره بعد فترة إلى مدينة القاهرة، وكان مقتله يوم السبت 16 ذو القعدة 658 هجرية ـ الموافق 22 تشرين الاول - أكتوبر 1260، وذلك بعد معركة عين جالوت ب(50) يومًا فقط وقبره اليوم في زاوية ابن عبود في مدينة القاهرة .
رحم الله الملك الشهيد سيف الدين قطز ، وطيب ثراه ، وجزاه خيرا على ماقدم لمصر وللامة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق