الليالي العربية .. مذكرات سيدتين أمريكيتين في العراق وقبيلة شمر
- ابراهيم العلاف
ومنذ صدور ترجمته سنة 2004 ، وانا قد قرأت عنه ، واعرف انه من كتب الرحلات المهمة التي تعطينا كثيرا من تفاصيل الحياة في العراق ضمن السنوات المائة الماضية .
وكتب الرحلات ، تعد من مصادر دراسة تاريخ العراق الحديث ، ولدينا كم كبير من الرحلات ، وكنت اقترحت على بعض الدبلوماسيين العراقيين السابقين ترجمة ما لم يترجم ، وآخر ما اقترحت كتاب (من مراد الى مراد) وترجمه صديقي الدكتور برهان خليل غزال ، والكتاب للمس بل السكرتيرة الشرقية لدار المندوب السامي البريطاني المعروفة .
واليوم ارسل لي الاخ الاعلامي والدبلوماسي والكاتب الاستاذ عبد اللطيف السعدون ، نسخة الكترونية من الكتاب الذي ترجمه ونشره سنة 2004 الموسوم (الليالي العربية .. مذكرات سيدتين أمريكيتين في العراق وقبيلة شمر ) وقد وضعته الاختان التوأمان هيلين هوفمان, وروث هوفمان، والكتاب ظهر عن (دار النشر الاهلية بعمان -الاردن ) .وحسبما هو معروف فإن الكتاب هذا من ضمن مجاميع كتب الرحلات الى الشرق الاوسط ويتضمن مذكرات وانطباعات سيدتين امريكيتين عاشتا في مضارب عشيرة شمر ، وفي ضيافة الشيخ احمد العجيل الياور خلال الثلاثينات من القرن الماضي اي خلال فترة حكم الملك غازي ملك العراق السابق 1939-1939 ومن سبقه والده الملك فيصل الذي توفي رحمهما الله سنة 1933 .
تفاصيل صغيرة ، واحداث كبيرة روتها السيدتان عن المضارب والتنقل بينها وبين المدن وعن الحيوانات وعن اللقالق وعن الطيور وعن الجمال وعن النزاعات القبيلية والرحلة دامت ثلاث سنوات والجميل ان المؤلفتان تتحدثان عن عزلتهما في الصحراء التي دامت ثلاث سنوات، وكيف شهدتا فصولاً من تراجيديا الموت الدموي، كما تستعيدان مقاطع من زحام حياة مكتنزة بالأحداث التي تراكمت في ذلك الزمن. والكاتبتان تعكسان نمط الحياة البغدادية ، وتفاصيل العلاقات التي كانت تسود أبناء قبائل شمر التي استضافت الكاتبتين ردحاً من الزمن.
ومن مباحث الكتاب الكثيرة وفصوله ، احاديث عن شمر ومضاربها وشيخها ومجتمع بغداد والحريم في شمر وفي بغداد وعن بيوت بغداد وعن زيارة ولي عهد ايران للعراق وعن مقتل الملك غازي في نيسان 1939 وما تبعه من هجوم على القنصلية البريطانية في الموصل وقتل مونك ميسن القنصل البريطاني على يد الجماهير الغاضبة واتهام الانكليز بأنهم وراء مقتله في حادث سيارة ، وثمة احاديث عن الجن ، وعن الغنائم ، وعن الغيرة وسط حريم شمر ، وفي الكتاب صور تاريخية لروث هوفمان ولهيلين هوفمان وهي صور نادرة تجدونها الى جانب هذه السطور .
وللمترجم اعمال سابقة مترجمة تدور حول الاهوار والايزيدية ، ولااعرف لماذا وقع التقديم بإسم عبد الله السعدون ، مع انه عبد اللطيف السعدون .انا اعتقد ان المؤلفتان قد قاما بعمل استخباري يتعلق بالدعايات الالمانية آنذاك ، وتعاظم الفكر القومي خلال الثلاثينات ودور الملك غازي والكتاب ليس الا تغطية لذلك بدليل انهما كلفا من رجل اعمال لتقديم ما لديهما عن احياء فكرة سكة حديد بغداد -برلين ومن ثم خط قطار الشرق السريع ونحن نعرف ان وراء الرحلات مهمات من هذا القبيل ، لكنها تأخذ عناوين اثارية وتنقيبية وتربوية وتجارية وحتى سياحية وكانت فترة الثلاثينات من اخطر الفترات التي مر بها العراق .
يقينا لااريد ان افسد على القارئ ، متعة القراءة فالكتاب جميل ، وممتع شكرا للاخ الاستاذ عبد اللطيف السعدون على مجهوداته في الترجمة والى مزيد من التقدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق