مدينة العمادية عاصمة الامارة البهدينانية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ومدينة العمادية كلها قلعة مدينة بنيت على هيئة قلعة على صخرة عظيمة
والمدينة كما ترون في الصورة المرفقة الى جانب هذه السطور عبارة عن تحفة معمارية وفنية وحضرية قل نظيرها .
نعم القلعة بنيت على قمة جبل يرتفع عن سطح البحر حوالي 1400 متر، وتطل على وديان عميقة تحيط بها، ويعود بناؤها إلى أكثر من 5 آلاف سنة.
قيل عنها انها قلعة النسور وعاصمة الامارة الكردية الامارة البهدينانية وقد سميت العمادية نسبة الى حاكم الموصل الاتابكي عماد الدين زنكي .وكانت قضاء تابع للواء الموصل في العهد الملكي والان هي قضاء يتبع محافظة دهوك التي تتبع اقليم كردستان العراق . وتسمى باللغة الكوردية ( ئاميدي) وتقع على بعد 70 كيلومترا شمال مدينة دهوك مركز محافظة دهوك .
وللمؤرخ العراقي الكبير الاستاذ عباس العزاوي كتاب بعنوان ( العمادية في مختلف العصور ) .وكانت العمادية في العصور القديمة تدعى ( آب ) .
وكانت الامارة البهدينانية مستقلة ولكن السلطان العثماني محمود الثاني 1808-1839 وضمن سياسته في القضاء على الاسر المحلية تمكن من اعادة الحكم العثماني المباشر كما فعل مع الاسرة الجليلية في الموصل سنة 1834 .
ومن معالم مدينة العمادية الاثرية والتاريخية ( باب الموصل) وباب الموصل الغربي ما زال موجودا مع التماثيل المنحوتة على جدرانه ويضم الباب أماكن للحراس وكانت العلاقة التجارية والانسانية قائمة بين الموصل والعمادية وهناك مئذنة جامع العمادية الرشيقة الفريدة في طرازها المعماري وتاريخ الجامع يعود الى سنة 537 هجرية - 1143 ميلادية وهناك (قصر الامارة ) اي امارة بهدينان نسبة الى الامير بهاء الدين شجاعي الشيرواني اي من عشيرة شيروان الكردية 1261 اوالعمادية تضم المقبرة السلطانية التي اشار وكتب عنها الاخ المرحوم الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف والدكتورة نرمين علي محمد امين في كتابهما الذي عرضته امس وعنوانه (شواهد المقبرة السلطانية في العمادية ) اربيل 2011 . والمقبرة السلطانية فيها قبور وشواهد قبور الأمراء والسلاطين الذين حكموا العمادية وقد حقق الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف وثيقة نسب امراء بهدينان وتاريخهم ونشرتها دار التفسير باربيل سنة 2009 . كما الف كتابا عن السلطان حسين الولي امير بهدينان كتابا نشره باربيل ايضا سنة 2009 وممن كتب عن امارة بهدينان الاستاذ انور المائي والشيخ محفوظ العباسي والاستاذ محمد عبد الله ئاميدي .
وتوجد في العمادية كهوف للمثرائيين تعود إلى ألفي سنة قبل الميلاد. كما ان فيها أثار لمدرسة قبهان التي أسسها السلطان خليل سنة 1534 ومدرسة قوبهات كانت مدرسة للعلوم الإسلامية إبان القرن السابع عشر الميلادي تخرج فيها المئات من الأئمة و الخطباء و منحتهم الإجازات الشرعية. أما اليوم فلم يبق منها - للاسف - إلا بعض الجدران التي تعد شاهدا على ذلك الصرح التاريخي.ومن الطريف ان لمدرسة قبهان علاقة مع الجامع الازهر في القاهرة وكان عددا من طلابها يذهبون الى الازهر لاكمال دراستهم ونيل الشهادة العالمية .
ولاننسى ان فيها الكنيس اليهودي القديم الذي يضم قبر النبي حزقيال ، فضلا عن كنيسة قديمة توجد اثارها .
وللمدينة سور وثمة نواح تتبعها اليوم وهي :ناحية جامانكي، وناحية سرسنك، وناحية ديره لوك، وناحية بامرني، وناحية شيله دزي ، وناحية كاني ماسي.ومدينة العمارة اقول انها مدينة اشورية ورد ذكرها في النصوص الاشورية وذكرها البلدانيون العرب ومنهم ياقوت الحموي كما ذكرها المؤرخون الكبار ومنهم المؤرخ عز الدين بن الاثير وكتب عنها المؤرخ الكردي الكبير الاستاذ محمد امين زكي في كتابه (خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان) . وهي بحاجة الى ان تكون موضوعا لاطروحة دكتوراه .
طبعا المرحوم الاستاذ عبد الرزاق الحسني كتب عن قضاء العمادية في كتابه (العراق قديما وحديثا ) وقدطبع لاول مرة سنة 1367 هجرية -1947 ميلادية وقال ان "العمادية قصبة غريبة الشكل والموقع ،فهي قلعة طبيعية فخمة كبيرة الشبه بوكر النسر رابضة فوق قمة جبل شاهق يعلو سطح البحر (1250) قدما ومساحتها محدودة لايمكن التوسع فيها وهي بيضوية الشكل مسطحة جرداء خالية من الماء والنبات بل هي عبارة عن حجر واحد كبير تحيط به جبال شامخة في سفوحها مياه غزيرة ومزارع كثيرة ولايمكن الوصول اليها او الدخول فيها الا من بابين يسمى احدهما وهو الشرقي باب الزيبار لان الخارج منه يتجه نحو قضاءالزيبار ويدعى الثاني وهو الغربي باب العمادية او باب الموصل او باب الصبنة لانه يشرف على وادي الصبنة وقد يقال له ايضا باب بهدينان ايضا .
وعلى هذا الباب باب الموصل نقوش وتماثيل كثيرة مع رسوم بارزة تمثل حراسا بأيديهم الحراب والسيوف والتروس وتحت ارجلهم افعى كبيرة (حية) ملتفة على طاق الباب دلالة على الحكمة والقوة والحراسة وقبيل سنة 1940 فتح شارع من مصيف السولاف الى العمادية واصبح بوسع السيارات الوصول الى العمادية .وفي وسط القلعة بئر عميقة في جامع اثري واسست البلدية حوضا كبيرا في القلعة تسحب المياه اليه بواسطة المضخات من وادي السولاف .وللحكومة دار فخمة تضم الدوائر الرسمية كما ان هناك دائرة للبريد والبرق وبنايات للمدارس للبنين والبنات كما ان الحكومة عبدت الطريق بين العمادية والموصل بعد ان كانت وعرة وكانت هناك بناية للسراي قديمة الا انها اهملت وتقع البناية وسط القصبة . والعمادية تبعد عن الموصل شمالا (162) كيلومترا وقد زارها المؤرخ الحسني صيف سنة 1955 وضيفته المطرانية في دارها المشرف على الوادي الجميل وقصبة العمادية قلعة اشورية قديمة كانت تسمى قلعة آشب وعمرها عماد الدين زنكي صاحب الموصل وسميت بإسمه 537 هجرية -1242 ميلادية وقد اتخذها حصنا وقلعة ومقرا له ولقضاء العمادية يضيف الحسني ثلاث نواح العمادية ونيرا ريكان وبرواري بالا وناحية العمادية تتألف من 135 قرية وناحية نيرواريكان تتألف من 74 قرية ومركزها بيبو وفيها مدرسة وبعض المباني الحكومية وسكانها هم تحالف ثلاث قبائل هي مزوري زور وريكان ونيروا وناحية برواري بالا فيها 79 قرية مركزها كاني ماسي وتبعد عن العمادية 22 كيلومترا شمالا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق