الاقتصاد السياسي لنماذج دولة الرفاه الاجتماعية Welfare State
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
كتاب جديد صدر للدكتور صالح ياسر حسن رئيس تحرير مجلة (الثقافة الجديدة ) وصلتني قبل قليل منه نسخة الكترونية فشكرا له وشكرا للاخ الدكتور خليل عبد العزيز الذي ارسل لي الكتاب الكترونيا عبر الايميل والكتاب محاولة جديدة لمناقشة الاقتصاد السياسي لدولة الرفاه الاجتماعية التي نطمح اليها .
والمعالجة تمت وفق المنهج المادي - التاريخي .ويقينا ان ولوج هذا الموضوع ليس جديدا ، فثمة نقاشات عامة تتناول دولة الرفاه وكيفية خلق التوازن بين القطاعين العام والخاص وما يتعلق بذلك من عناصر آليات السوق وامكانية ايجاد اقتصاد يتجاوز اخطاء وخطايا النظام الرأسمالي ويفيد من الاقتصاد الاشتراكي في اجلى صوره الانسانية .
والكتاب يقع في (617 ) صفحة . ودولة الرفاه او دولة الرعاية الاجتماعية تظهر كلما واجه النظام الرأسمالي ازمة ومنها ازمة 1929 والازمة الاقتصادية الحالية . الان يفكرون وحتى في ظل سيادة تأثيرات جائحة كورونا 2019 يفكرون في كيفية مواجهة الازمة الاقتصادية المتمثلة بالتضخم وارتفاع الاسعار وعجز المواطن الغربي على تلبية احتياجاته بيسر ولايجدون سوى الاشتراكية او لنقل بعض الحلول الاشتراكية التي تعتمد العدالة والمساواة حلا .
المؤلف يقول ان بعض الحلول تركزت على حماية الطبقة العاملة من مخاطر
اصابات العمل والشيخوخة والبطالة .
المؤلف يقول انهم في الغرب يريدون دولة الرفاهية ويرون انها تعكس نظاما اقتصاديا واجتماعيا افضل مما هو سائد .. ودولة الرفاهية كما انها تحقق الاستقرار السياسي فإنها تتيح للدولة "مقاومة الثورات الاجتماعية " . الكتاب يجيب عن سؤال وهو : هل ان دولة الرفاهية تشكل "خيارا ثالثا" يقع بين الرأسمالية والاشتراكية كنظامين اجتماعيين متناقضين أم هي
خيار من داخل النظام الرأسمالي ذاته استدعته ظروف تاريخية محددة وتناسبات القوى التي سادت بين النظامين، الرأسمالي والاشتراكي ، بعد الحرب العالمية الثانية وما خلقته من تناسبات جديدة على الصعد
المحلية والاقليمية والدولية، وصعود الطبقات العاملة وتعاظم نفوذها وقوة نقاباتها مما تطلب مناورة استراتيجية من قوى رأس المال لعبور ازمة النظام الرأسمالي و ( تنفيس ) التناقضات المتفاقمة بين العمل ورأس المال عبر مساومة تاريخية بين الطرفين أملتها هذه الظروف، فاختارت هذا
الطريق تجنبا للصدام ، وما يمكن ان ينتج عنه آثار خطيرة قد تطرح مصير النظام الرأسمالي ذاته على جدول اعمال التغيير المطلوب؟.
و الدراسة هذه تعتمد المنهج الوصفي- التحليلي . وتتوزع مباحث الكتاب على ابواب وفصول تتناول النماذج المعاصرة لدولة الرفاهية الاجتماعية وجدل النظرية والمنهج والممارسات واعمال النمذجة الاجتماعية
وباعتبار المؤلف يعيش في السويد فإنه وقف عند ( الطريق السويدي) في بناء دولة الرفاهية الواقع والتحديات . على العموم المؤلف اعتمد على دراسات كثيرة تناولت هذا الموضوع منها ما قدمه مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت بهذا الخصوص .
بقي ان اقول ان الاخ الدكتور صالح ياسر حسن باحث وكاتب عراقي وهو خريج محاسبة وادارة اعمال من كلية الادارة والاقتصاد -جامعة بغداد 1972 دكتوراه في العلاقات الاقتصادية الدولية من المدرسة المركزية للتخطيط واحصاء في وارشو -بولندا سنة 1981 وعنوان اطروحته للدكتوراه ( امكانيات واشكال التكامل الاقتصادي بين البلدان العربية الواقعة في الجزء الاسيوي من العالم العربي -اشارة خاصة للقطاع النفطي ).عمل استاذا في بعض الجامعات منها جامعة قسنطينة بالجزائر .
اتمنى للمؤلف كل نجاح وتقدم ، وبورك جهده ومحاولته العلمية الجادة في دراسة هكذا موضوع مهم قد اعود اليه ثانية وبتفصيل بعد ان أحول الكتاب من الكتروني الى ورقي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق