الدكتور علي الوردي يكتب عن حميد المطبعي
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
من الطريف والجميل ان يكتب عالم الاجتماع الكبير الاستاذ الدكتور علي الوردي 1913-1995 عن موسوعة العراق الكاتب والصحفي والاديب حميد المطبعي 1942 - 2018 . والاجمل من هذا انه يقارن بين اسلوبه في الكتابة واسلوب حميد المطبعي وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على تقدير الدكتور علي الوردي لمواطنه الاستاذ حميد المطبعي رحمهما الله وطيب ثراهما وجزاهما خيرا على ما قدما .لقد قدما الكثير لهذا البلد وخاصة في مجال تحليل الشخصية العراقية وتبيان ملامحها وانجازاتها في عوالم كثيرة منها الكتابة للناس .
شيء طريف ان يقول الدكتور علي الوردي عن حميد المطبعي (يركض والعشا خباز) وهو في هذا يقرر حقيقة ان الكُتّاب الكبار في العراق والمتنورين منهم طبعا يركضون والعشا خباز لكنه يستدرك ويقول وانا مثله اركض ودون جدوى "وعلى كل حال فأن املنا هو وانا ان نحصل على الجدوى في يوم قريب قل إن شاء الله " وانا اقول للدكتور الوردي شيخنا واستاذنا الكبير ان الناس في العراق يعرفون من هو الوردي ومن هو المطبعي وماذا قدما في مجال نشر الوعي وتعميقه وتأكيد قيمة (الكلمة ) .
يقول الدكتور ان اسلوب المطبعي رومانتيكي وان اسلوبه تلغرافي فالمطبعي يخاطب العاطفة والوردي يخاطب العقل ولايدعي ان اسلوبه افضل فالمسألة ذوقية واجتهادية لكن لكل اسلوب مجاله الخاص فهناك مواضيع يستحسن ان تكتب بالاسلوب الرومانتيكي بينما هناك مواضيع يستحسن ان تكتب بالاسلوب التلغرافي .
ونقطة اخرى خلافية وهي ان المطبعي عندما يكتب عن شخصية فكرية او ادبية او اجتماعية او سياسية لايظهر معايبها في حين ان الاسلوب العلمي يقتضي التحري عن مختلف جوانب الشخصية الايجابية والسلبية وهذه مسألة صعبة جدا .
ولاينكر الدكتور علي الوردي ان كثيرا من القراء يحبون اسلوب المطبعي ويفضلونه على الاساليب الاخرى والمطبعي يكتب للقراء بوجه عام ولم يكتب للاوساط العلمية وهو يريد ان المطبعي ان يعرض على ابناء الجيل الجديد نماذج من الاشخاص الذين خدموا العلم والادب في بلادنا ويحاول ان يُظهرهم بالمظهر الحسن لكي يجعلهم قدوة لمن يأتي بعدهم والوردي بوافق المطبعي في هذا ضمن حدود ولاينكر ان اسلوب الصحافة لايجوز ان يكون مماثلا لاسلوب البحوث والدراسات والمنشورات العلمية فلكل مجال اسلوبه الخاص به والصحافة من حسن الحظ بدأت تقترب شيئا فشيئا من الاسلوب العلمي تحت تأثير الاحتكاك الحضاري المعاصر والرأي العام بدأ ينضج وعيه بمرور الزمن والصحافة لابد وان تواكب هذا النضوج في الرأي العام بمقدار جهدها .
ويمتدح الدكتور علي الوردي الاستاذ حميد المطبعي ويقول انه رجل دؤوب يشغل القراء بأبوابه المتنوعة التي ينشرها في جريدة (الثورة ) وفي غيرها .رجل دؤوب يعمل ليل نهار بلا كلل وهو فضلا عن ذلك لايبالي بما ينال من جزاء على تعبه . كما انه اديب عصامي تعلم من الحياة ومدرسة الحياة قد تكون افضل في بعض الاحيان تعليما من الدراسة النظامية وبرنارد شو الكاتب الايرلندي الساخر لم يحصل على التعليم النظامي ولو استمر في المدرسة لما استطاع ان ينال هذه المرتبة العالمية في الادب .
رحم الله الوردي ورحم الله المطبعي وانا احبهما واقرأ لهما .
*حميد المطبعي ، رحلة الى بابل التاريخية ، مكتبة الدار العربية للعلوم -بغداد 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق