التطورات السياسية في رومانيا ...............في كتاب
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وضع الاخ الدكتور فهد عويد البعيجي ، بين يدي اليوم 18-4-2023 كتابه الموسوم ( التطورات السياسية في رومانيا ) وبجزئين صدر عن مؤسسة دار الصادق الثقافية ،الحلة ) .الجزء الاول يتناول المدة من عصر الدويلات الاقطاعية حتى نهاية عهد الامير كوزا . في حين يتناول الجزء الثاني التطورات السياسية في عهد الامير كارول .والمؤلف من تلاميذي النجباء ، وانا اشكره على كلمات الاهداء التي تؤكد وفائه واخلاقه العالية جدا .
ويقينا ان تناول هكذا موضوع يتعلق بمناطق البلقان وشرقي اوربا يُعد فتحا جديدا للمدرسة التاريخية العراقية المعاصرة لقلة ما كتب في هكذا موضوعات في العراق مع اهميتها . ومما يجب تأكيده ان هذه الدراسة تعد من ضمن دراسات التاريخ الاوربي العام ، ورومانيا ليست الا امارتي الدانوب ولاشيا ومولدافيا والدراسة تتناول فترة حاسمة من تاريخ رومانيا الحديث تمتد على مدى (33) سنة تبدأ من سنة 1848 وهي السنة التي اندلعت فيها حرب القرم بين الامبراطورية العثمانية وروسيا القيصرية وكان لها تعقيداتها التي لازلنا نعيشها حتى كتابة هذه السطور .
الكتاب بجزئيه يقع في فصول خمسة فضلا عن المقدمة وتحليل المصادر والفصول هي على التوالي : نشأة امارتي الدانوب ( رومانيا الحالية) في ظل السيطرة العثمانية وبداية تنامي الحركة القومية - التطورات السياسية في امارتي الدانوب في ظل احداث المسألة الشرقية - التطورات السياسية في امارتي الدانوب ولاشيا ومولدافيا بين 1856-1866- التطورات السياسية في الامارتين في عهد الامير كارول 1866-1881 - السياسة الخارجية لإمارتي الدانوب في عهد الامير كارول 1876-1881 .
من خلال الدراسة المتأنية استطاع المؤلف ان يصل الى نتائج مهمة منها اهمية موقع رومانيا الجغرافي والاستراتيجي واهتمام العثمانيين بهذه المنطقة والاستفادة مما كانت تواجهه القوى الاوربية هناك من مشاكل وسياسة العثمانيين في اعطاء اهالي رومانيا نوعا من الحكم الذاتي لكن هذا اتاح الفرصة للدول المجاورة للتدخل وتشجيع النزعة القومية في المنطقة ويقينا ان امارتي الدانوب كانتا من اسباب نشوب حرب القرم 1853-1856 بعد الاجتياح الروسي لهما وهذا ما اثار القوى الاوربية خاصة بريطانيا وفرنسا ووقعت معاهدة باريس للسلام سنة 1856 لترسي أُسس العلاقة بين العثمانيين الحاكمين مع الامارتين الرومانيتين وهو ما استندت عليه الامارتين في تحقيق الاستقلال الناجز .
والكتاب الذي هو بالاصل اطروحة دكتوراه ، يعتمد كما كبيرا من الوثائق والكتب والمراجع منها الوثائق العثمانية والروسية والفرنسية .جهد علمي متميز وإضافة نوعية للبعد الاوربي الشرقي من اهتمامات المدرسة التاريخية العراقية والعربية المعاصرة . اتمنى للاخ المؤلف التوفيق والنجاح الدائم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق