الاحزاب السياسية
العراقية والنزاع العراقي – الكويتي 1938-1990
ا.د. ابراهيم خليل
العلاف
استاذ التاريخ
الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وسألني أحد طلبة الدراسات العليا عن هذا الموضوع ، وقال ان
يكتب عنه رسالة ماجستير في كلية التربية
للعلوم الانسانية –جامعة الموصل ، وقلت له ان هذا الموضوع ليس سهلا ، لكني سأكتب لك مقالا موجزا اذكر فيه بعض المحطات في مسيرة العلاقات بين الدولتين الشقيقتين العراق والكويت . والموضوع يحتاج
الى ان نعود الى برامج الاحزاب العراقية في العهدين الملكي والجمهورية ونطلع على
برامجها ، ومواقفها ، وصحفها وتصريحات قادتها ، واذا كنا قد ابتدأنا بالسنة 1938
فلابد لنا ان نعرف ماهي الاحزاب العراقية التي كانت قائمة بين سنتي 1938 و1946 ، وبين
1946 و1958 ، وبين 1958 الى 1968 ، وبين 1968 الى السنة 1990 حين اجتاحت قطعات من
الجيش العراقي ارض الكويت في الثاني من آب سنة 1990 واسقطت النظام القائم واعلنت
فيما بعد ضم الكويت كمحافظة رقم (19) الى جمهورية العراق .
كما يتوجب العودة
الى الاتفاقيات ، والمعاهدات التي عقدت خلال الفترة موضوعة البحث ، وخاصة في ما
يتعلق بالحدود بين العراق والكويت ، واعتراف العراق بدولة الكويت سنة 1963 ، وما
اعقب ذلك .
ويقينا اننا نحتاج
الى الوثائق المتوفرة في دور الارشيف العراقي ، والكويتي والبريطاني فضلا عن ما
اصدرته الحكومتان من بينات ، ومراسيم ، وتصريحات تتعلق بالمشاكل بين البلدين ، ولابد
من العودة الى الصحف ، وكل الكتب والمصادر التي صدرت عن النزاع العراقي – الكويتي ،
وهي كثيرة ومعروفة ، ولكنها مبعثرة ، ومتناثرة والهدف من كل ذلك الوقوف على موضوع
المقال او الرسالة والمتعلق برؤية الاحزاب السياسية العراقية للنزاع بين العراق
والكويت بين سنتي 1938 و1990 .
خلال سنوات العشرينات
من القرن الماضي أي القرن العشرين كانت هناك احزاب انصرفت للدعوة الى الاستقلال
العراقي عن بريطانيا منها حزب (الحزب الوطني العراقي ) ، و(حزب النهضة العراقي ) ،
وفي سنوات الثلاثينات من القرن الماضي كان
في العراق عدد من الاحزاب منها (حزب الاخاء الوطني ) بزعامة ياسين الهاشمي تأسس في
اوائل الثلاثينات من القرن الماضي ، وشكل
الحزب حكومة في اذار 1933 وهي وزارة رشيد عالي الكيلاني الاولى ، وقد كان لهذا
الحزب موقف قومي كما يقول الدكتور محمد عبد المطلب البكاء في الصفحة (137) من كتابه ( من مبارك الى جابر
الرمال المتحركة دراسة في تاريخ مدينة الكويت السياسي) ، وصدر ببغداد سنة 1992 ومن
ذلك انه جسد الحركة الوطنية العراقية والرأي العام العراقي والكويتي في حينه .وقد
نشرت جريدته جريدة (الاخاء الوطني ) في عددها الصادر في 15 مايس ايار 1933 تحت
عنوان (في سبيل الوحدة بين العراق والكويت ) .وذهبت جريدة (الاستقلال) لسان حال
العروبيين من القوميين آنذاك المذهب نفسه ودعت في 25-9-1936 الى "ضرورة ان
يلعب العراق الدور المطلوب منه في ارشاد الامارة المجاورة الكويت الى سبل الصواب "ودعا
الجريدة الى معاونة الكويت ثقافيا ، وصحيا ، وعلميا ، وجددت دعوتها الى ضم الكويت
الى العراق لما فيه خيرها وتمتعها بحياة جديدة ومركز ممتاز مرموق والتخلص من
الانحطاط والتدهور " .
لا استطيع الدخول
في تفاصيل هذا الموضوع ، فالوقت لا يسمح والصحة لا تساعد ، لكن اقول ان كتاب
الدكتور مصطفى عبد القادر النجار الموسوم (التاريخ السياسي لعلاقات العراق الدولية
بالخليج العربي ..دراسة في التاريخ الدولي ) وهو منشورات مركز دراسات الخليج
العربي بجامعة البصرة 1975 ، والكتاب بالأصل اطروحته للدكتوراه في كلية الآداب –
جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية ، هذا
الكتاب هو المفتاح للموضوع حيث ان فيه فصلا بعنوان ( المسألة الكويتية وصلات
العراق بالخليج العربي) وفي هذا الفصل وقف
عند دعوة الملك غازي ملك العراق السابق 1933-1939 لضم الكويت الى العراق . ومما يجدر ملاحظته ان القوى العربية القومية
في العراق وحتى في الكويت انسجمت مع دعوة الملك غازي خاصة ، وان فريقا من احرار
الكويت المقيمين في العراق قدموا في ايار سنة 1938 مضبطة اشترك في التوقيع عليها
وجهاء الكويت واشرافها وشبابها يبسطون فيها رغبتهم في الحاق امارة الكويت بالمملكة
العراقية ، ويمكن متابعة كل هذا في جريدة
(الاستقلال ) القومية العربية في العراق وكيف انها نقلت اخبار ونشاطات القوى
القومية ومنها (لجنة التحرير القومي ) 1939 وهذه اللجنة اصدرت بيانا دعت فيه شباب
وشيوخ الكويت الى التجنس بالجنسية العراقية تخلصا من مظالم الامير وانقاذا للكويت
.
واقول ان هناك
ايضا ( جمعية انقاذ الكويت ) تأسست سنة
1938 ضمت كما جاء في مجلة ( آفاق عربية ) العدد (12) 1990
سبعة اشخاص ثلاثة من الكويت واربعة من العراق فمن الكويتيين عبد الله الصقر – عبد الله
الفلاح – محمد البراك ومن العراقيين حازم المفتي – قاسم حمودي – عبد المحسن الدوري
– عبد الباقي السعيدي وقد مثل هؤلاء حلقة وصل بين (جمعية انقاذ الكويت ) وبين
الاوساط القومية العراقية ( مجلة آفاق
عربية العدد 12 -1990 ص 75) .
يقول المؤرخ السيد
عبد الرزاق الحسني رحمه الله في كتابه (تاريخ الوزارات العراقية ) الجزء الخامس
الصفحة 59 انه "في مفتتح سنة 1939 اشتدت الدعوة لربط مشيخة الكويت بالعراق
واخذ شباب الكويت يهرب الى ارض الرافدين ويبث الدعاية ضد مشايخ الكويت / وسرعان ما
تكون حزب سري في الكويت ضم نخبة من شباب الكويت المتحمس ومن المؤمنين بالوحدة
العربية لهذا الغرض .وكان للملك غازي محطة اذاعة خاصة به يقال لها (محطة قصر
الزهور ) فكان القوميون والشباب المتحمسون من الكويتيين وغيرهم يلجأون الى هذه
المحطة لترويج الدعاية لالحاق الكويت بالعراق ) .
ومن الطريف ان
الاستاذ فائق السامرائي وهو من الشباب القومي العربي ومن مؤسسي حزب الاستقلال فيما
بعد سنة 1946 كان مديرا للدعاية والنشر والاذاعة سنة 1939 .كما يمكن ملاحظة موقف القوميين
العراقيين من النزاع العراقي – الكويتي في مذكرات مؤسس حزب الاستقلال الشيخ محمد
مهدي كبة وعنوان مذكراته ( مذكراتي في صميم الاحداث) الصفحة 95 . كما يجد ذلك في
مذكرات الاستاذ ساطع الحصري (مذكراتي في العراق) الجزء الثاني الصفحة 586 .ولا ننسى
مذكرات الاستاذ طالب مشتاق (اوراق ايامي) الجزء الاول الصفحة 322
في سنوات
الاربعينات ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 تشكلت في العراق سنة 1946
عدة احزاب لابد من مراجعة تاريخها وادبياتها وصحفها لمعرفة موقفها من النزاع
العراقي – الكويتي حول قضايا كثيرة ومنها قضايا الحدود والتهريب وما شاكل ذلك .
ومن هذه الاحزاب
الحزب الوطني الديموقراطي – حزب الاستقلال – حزب الاحرار – حزب الشعب – حزب الاتحاد
الوطني – حزب الاتحاد الدستوري- حزب الامة الاشتراكي-حزب الاصلاح – الحزب الشيوعي –
حزب التحرر الوطني – الحزب الوطني التقدمي – الحزب الجمهوري – جماعة الاخوان
المسلمين – حركة القوميين العرب
وغيرها من الاحزاب ، ولم نجد في مناهج وبرامج هذه الاحزاب ومنها
علنية وبرلمانية ومنها سرية ايديولوجية عقائدية ، ما يتعلق بموضوع ( النزاع
العراقي – الكويتي) ، لكن ثمة مواد في
مناهج بعض هذه الاحزاب تؤكد على دعم استقلال البلدان العربية والتعاون معها
وتمكينها من المحافظة على مصالحها الحيوية .
في الموقع
الالكتروني (مقتل ) ورابطه التالي :
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/IraqKwit/3/sec01.doc_cvt.htmنجد موضوعا مهما بعنوان : (استقلال الكويت وازمة الحدود
العراقية – الكويتية 1961) نجد مبحثا عن
(موقف الاحزاب العراقية من دعوة الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد
العام للقوات المسلحة 1958-1963 ) وفيه نجد ان موقف الاحزاب العراقية كان متباينا ازاء قضية ضم الكويت الى
العراق . فقد ايد (الحزب الوطني
الديموقراطي ) المؤسس منذ سنة 1946 مطالبة الزعيم عبد الكريم قاسم بضم الكويت الى
العراق ،على اساس انها جزء من العراق ،فصلها الاستعمار البريطاني لم تستوف مقومات
الدولة وانها مرتبطة اجتماعيا واقتصاديا بالعراق عن طريق البصرة .غير ان الحزب لم
يؤيد ضمها من دون موافقة الدولة العربية الاخرى ورأى الحزب في تهديد الزعيم عبد
الكريم قاسم بقطع العلاقات الدبلوماسية بأي دولة تعترف بالكويت سياسة غير مجدية
ومتهورة لأنها تؤدي الى عزل العراق سياسيا واقتصاديا .
اما الحزب الشيوعي
العراقي المؤسس منذ سنة 1934 فكان يعارض الطريقة التي حاول الزعيم عبد الكريم قاسم
اتباعها لضم الكويت واكد الحزب ان المسألة الاساسية آنذاك هي مسألة تحرير الكويت من
الاستعمار وهي جزء من قضية العرب الكبرى قضية التحرر العربي وان كان الامر اكثر
مساسا بالعراق نظرا للعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذا رأى انه ينبغي
التركيز في هذا الهدف المباشر وهي جمع القوى العربية تحت لواء واحد ضد الاستعمار
ومن اجل التضامن العربي .
ولم يصدر حزب
البعث العربي الاشتراكي بيانا حول الموضوع .وقد فسر موقفه علي صالح السعدي نائب
امين سر الحزب بقوله :" ان اسلوب قاسم الدعائي في المطالبة بالكويت جعل القوى
والاحزاب القومية ترى في دعوته هذه انها مجرد ضم اقليمي ،ولأن الوحدة لا تتحقق الا
بالأسلوب الشعبي وبالاستناد الى الجماهير " .
واصدرت (حركة
القوميين العرب ) في العراق بيانا في العاشر من تموز سنة 1961 في هذا الشأن جاء
فيه :" ان لهذه الدعوة في جوهرها دوافع اقليمية وشخصية كان النضال
العربي قد لفظها منذ زمن طويل وان هذا
الادعاء لا يمت الى دعوة الوحدة العربية بصلة " .
أما ( الرابطة
القومية في العراق) ، فإنها اصدرت بيانا اكدت فيه ان عبد الكريم قاسم في دعوته هذه
،قد نفذ رغبة الاستعمار الانكليزي وعبر عن امانيه واطماعه اصدق تعبير عند مناداته
بضم الكويت ، جبرا وبالقوة الى العراق حتى يمكننا ان نقول ان السفير البريطاني في
العراق قد لقنه حتى الكلمات التي قالها في
المؤتمر الصحفي الذي عقده في وزارة الدفاع .واضاف في بيان (الرابطة القومية) ان
الاثار المترتبة على ذلك هي :
· عودة القوات البريطانية الى الخليج العربي ووقوفها في وجه تيار التحرر
العربي في المنطقة
· تخوف جميع مشايخ وامراء الخليج العربي من المطالبة بالاستقلال والسيادة ذلك
لإن تخليهم عن الاستعمار سيؤدي في النهاية
الى ابتلاعهم بالقوة من قبيل اي دولة عربية مجاورة
· تجديد الخلافات وتوسيع شقة الخلافات بين الدول العربية نتيجة لهذه المشكلة
· محاولة عبد الكريم قاسم ان يشغل بدعوة شعب العراق عن جرائمه في الداخل
هنا لابد لي – كمؤرخ- ان استفيد مما قاله المؤرخ والكاتب
واستاذ العلوم السياسية الكويتي الكبير الاخ الاستاذ عبد الله النفيسي عن لقاء
اجراه مع السفير البريطاني في العراق ( السير
همفري تريفليان ) حول هذه المسألة في عهد
الزعيم عبد الكريم قاسم 1958-1963 وكان موفدا من تلفزيون الكويت ويقدم (برنامج المائدة المستديرة ) وكيف ان السفير اراه البوما للصور فيها صور له
مع الزعيم عبد الكريم قاسم في حوض السباحة
واخرى وهو يلعب التنس وسأله النفيسي كيف هذا وانتم قلتم انكم تدعمون الكويت فرد عليه السفير همفري تريفليان صاحب كتاب (الشرق
الاوسط في ثورة ) وهو بالإنكليزية "ان الزعيم رجلنا في العراق "
he is our man in IRAQ"
وانهم اي
الانكليز ارادوا " ان يفركوا إذن الكويتيين ويخيفونهم حتى لايذهبوا بعيدا في افكار الحرية والتقدم مع عبد الناصر "
ورابط الكلام في الموقع التالي : https://video.twimg.com/amplify_video/1282873880428843008/vid/320x240/lg49QQ9ifBCkboP1.mp4?tag=13
في كتاب الدكتور عادل تقي عبد محمد البلداوي الموسوم (
الحزب الوطني التقدمي في العراق في العهد الجمهوري الاول وقد صدر ببغداد سنة 2000
والكتاب بالأصل رسالة جامعية هناك مبحث بعنوان ( موقف الحزب الوطني التقدمي في
العراق من قضية الكويت ) الصفحات 158- 163 والحزب كما هو معروف بزعامة محمد حديد
وزير المالية السابق في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام
للقوات المسلحة 1958-1963 تأسس في 29 تموز
سنة 1960 ، وفي هذا المبحث اشارة الى ان
الحزب ايد قرارات عبد الكريم قاسم بشأن ضم الكويت بحرارة وحاول اقطابه تنظير
القرارات واضفاء الشرعية التاريخية عليها وقد رفع زعيم الحزب برقية تأييد الى
الزعيم عد تصريحاته بشأن الكويت (خطوة جبارة) و(مكسبا جديدا) يضاف الى (مكاسب ثورة
14 تموز المجيدة خصوصا لان تلك التصريحات اقرت (الحقيقة التاريخية الثابتة) وفضحت (
الخطط الاستعمارية الرامية الى اقامة الكيانات العربية المجزأة ،خلافا لوقائع
التاريخ الماثل ولاتجاهات العصر الحاضر ).وهذا كله جاء في العدد (336) من جريدة
الحزب واسمها (البيان) والصادر في 27 حزيران 1961 .
كما جعلت جريدة (البيان ) وهي لسان حال الحزب تصريح
الزعيم عبد الكريم قاسم عنوانا بارزا لمقال افتتاحي لها اكدت فيه ( حق العراق في
الكويت ) لذا لابد ان (يكتب للقرار الظفر والنجاح لأنه موقف رصين ) جاء تعبيرا عن (ارادة
الشعب ) ونشرت جريدة (البيان ) في اعدادها (347 و367 في 1ن تموز و14 اب 1961 )
وثائق تاريخية تبرر قرارات الزعيم .
وادلى عراك الزكم عضو اللجنة الادارية المركزية للحزب
ورئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية بدلوه في هذا المجال وقال ان دعوة الزعيم
بضم الكويت هي دعوة الشعب العراقي منذ ان انقطع هذا الجزء الذي لا يتجزأ من العراق
والامر لم يكن ضما بل اعادة حق سليب وجاءت هذه التصريحات لوسائل اعلام بريطانية خلال
زيارته الى لندن في ايلول 1961 (مقتبس من جريدة البيان العدد 396 في 8 ايلول 1961)
.
وظل الحزب يواصل اهتمامه بقضية الكويت حتى انه رفع في
مؤتمره الثاني الذي عقد في السابع والعشرين من كانون الاول سنة 1961 شعارا اساسيا
عنوانه ( الكويت جزء لا يتجزأ من الوطن العراقي) وقرر في المؤتمر دعم مساعي
الحكومة الهادفة الى ( عودة هذا الجزء السليب الى الوطن ) .
وقبل اسبوعين فقط من ايقاف نشاطه السياسي (حزيران 1962)
دعا الحكومة (انظر جريدة البيان العدد 622
في 19 حزيران 1962) الى وضع خطة عملية وسياسة حكيمة لمقاومة الاستعمار ومحاولاته
الرامية الى ( تثبيت كيان الكويت المصطنع ) وذلك من خلال (تعبئة الرأي العام
العربي) و( القيام بنشاط دبلوماسي في جميع الاوساط الدولية ) لتأييد ما اسماه
الحزب (حق العراق في الكويت ) .
في ما يخص موقف
الاحزاب الكردية وخاصة ( الحزب الديموقراطي الكردستاني) المؤسس ستة 1946 فلابد من
العودة الى أدبيات هذا الحزب ومنها صحفه
وبياناته ، لمعرفة موقفه من النزاع العراقي – الكويتي 1938-1990 واغلب الظن ان هذا الحزب لم يكن يؤيد
مطالبة الزعيم عبد الكريم قاسم بضم الكويت وتعيين شيخ الكويت قائمقاما عليها .
كما لابد من معرفة
موقف الاحزاب من مشروع نوري السعيد رئيس وزراء العراق اثناء قيام الاتحاد العربي
الهاشمي بين العراق والاردن في سنة 1958 لضم الكويت الى الاتحاد العربي الهاشمي .
الاستاذ الدكتور
محمود علي الداؤود في كتابه (الخليج العربي والعمل العربي المشترك) وهو من منشورات
مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة وطبع بمطبعة الارشاد ببغداد 1980 وقف عند
الفترة من 1961 ومابعدها وتحدث عن التطورات التي حدثت في الكويت وقال على الصفحة
133 ومابعدها انه في 19 حزيران 1961 تم تبادل المذكرات بين الشيخ عبد الله السالم
الصباح حاكم الكويت وبين المعتمد البريطاني في الخليج العربي وليم لوس وانتهت المباحثات
بإنهاء اتفاقية 23 كانون الثاني 1899 والاعتراف باستقلال الكويت وقد اعترض العراق
في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم على الاتفاق البريطاني الكويتي وحدثت مشكلة الكويت
عند مطالبة الزعيم بضم الكويت الى العراق
لكن بعد ان نجح حزب البعث العربي الاشتراكي في اسقاط نظام حكم الزعيم عبد الكريم
في 8 شباط 1963 وقد جرت محادثات اخوية بين
العراق والكويت ونجحت المحادثات ووافق مجلس الامن في 7 ايار 1963 على طلب الكويت
لعضوية الامم المتحدة وقد تم لها ذلك نتيجة لعدم معارضة العراق لهذه الخطوة وفي
بداية تشرين الاول 1963 قام وفد عراقي برئاسة اللواء احمد حسن البكر رئيس الوزراء
بزيارة رسمية للكويت واعلن بعد الزيارة في
4 تشرين الاول على محضر متفق عليه بين البلدين العربيين تضمن اعتراف جمهورية
العراق باستقلال دولة الكويت ولابد من الوقوف عند بنود هذه الاتفاقية التي تطرق
اليها الدكتور الداؤود في الصفحة 135 وفي مواد هذه الاتفاقية ما ينص على ان :"تعترف جمهورية العراق باستقلال دولة
الكويت وسيادتها التامة بحدودها المبينة بكتاب رئيس وزراء العراق [نوري السعيد ٍ]
بتاريخ 21 تموز 1932 والذي وافق عليه حاكم الكويت بكتابه المؤرخ في 10 آب
1932 وتعمل الحكومتان على توطيد العلاقات
الاخوية بين البلدين الشقيقين يحدوهما الواجب القومي والمصالح المشتركة والتطلع
الى وحدة عربية شاملة وتعمل الحومتان على اقامة تعاون ثقافي وتجاري واقتصادي بين
البلدين ويتم فورا تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء "
.
ظلت العلاقات جيدة
ومرت سنوات ومنها سنوات الحرب العراقية – الايرانية 1980-1988 ولكن في السنوات التي تلت انتهاء الحرب حدثت
مشاكل ومنها اقتصادية تتعلق بديون الكويت على العراق وتأزم الموقف ودخل الجيش
العراقي الاراضي الكويتية في 2 اب سنة 1990 .
لابد من معرفة
موقف حزب البعث العربي الاشتراكي بعد اجتياح الجيش العراقي للكويت في 2-8-1990
والذي تغير عن ما كان سنة 1961 و1963 من خلال موقفه وبيناته وما جاء في صحفه وكلها
تؤيد ما حدث في آب 1990 وقد سمي في ادبيات الحزب واعلامه ( يوم النداء) وتبرر
ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق