محمد رشيد رضا ومجلة المنار
ا.د.إبراهيم خليل
العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة
الموصل
محمد رشيد رضا، واحد من ابرز رجالات النهضة
العربية الحديثة، ولد في احدى قرى لبنان، وهاجر الى مصر سنة 1898 وكان على صلة
وثيقة بكل من السيد جمال الدين الافغاني ،والشيخ محمد عبده. وقد قرر ان يصدر مجلة
في مصر بأسم (المنار)، وبرز العدد الاول في 15 أذار سنة 1898، وكانت مجلة اسبوعية،
يتألف كل عدد منها من ثمان صفحات كبيرة على شكل الجريدة اليومية.. وقد حددت
افتتاحية العدد الاول سياستها واهدافها وقالت بانها تدعو الى الاصلاح، ومحاربة
الخرافات، وتؤكد على التعليم، ودفع الأمة للحاق بالأمم المتقدمة في مختلف مناحي
الحياة وسرعان ما اصبحت مجلة شهرية . وقد جاء في ترويستها :((أنها مجلة شهرية تبحث
في فلسفة الدين وشؤون الاجتماع والعمران)). وقد اشترى الشيخ محمد رشيد رضا مطبعة
يطبع فيها المجلة وغيرها من كتبه ومؤلفاته.. ومن أبوابها باب لتفسير القرآن الكريم
ثم تأتي (فتاوى المنار)، وهناك باب (المراسلة والمناظرة) وباب (اثار علمية وادبية)
وباب للاخبار ، واخر بعنوان ((تراجم الاعيان) .. وقد نشرت المجلة مقالات سياسية،
واجتماعية ،واقتصادية ،وثقافية ومن كتابها فضلا عن صاحبها، مصطفى صادق الرافعي،
وشكيب ارسلان، ومحمد الخضري حسين. وقد انتشرت المجلة في كل انحاء العالم الاسلامي، وصار لما
تكتبه صدى واسعا خاصة وانها كانت تركز على الدعوة الى الاصلاح والتحديث فعلى سبيل
المثال كان لها في العراق مراسلين .ولم
تتوقف عن الصدور حتى وفاة صاحبها في 22 أب سنة 1935. وبعد سبعة اشهر قام الشيخ
بهجت البيطار، وهو عالم سوري باعادة اصدارها وأسند رئاسة تحريرها الى الامام حسن
البنا وواصلت الصدور حتى سنة 1940.. كتب عنها الكثيرون ومنهم احمد تمام في موقع
(اسلام اون لاين Islam online ) الالكتروني وقال بانها
كانت: ((في عصرها اكبر مجلة اسلامية في العالم ،وأعظمها صيتا، وأكثرها تأثيرا)).
وقد عنيت باصلاح العقيدة، ومحاربة البدع والخرافات الشائعة في المجتمع، ونشر الفكر
القويم .كما اهتمت بالتعليم باعتباره جوهر الدعوة التي تقوم على الاصلاح ووقفت إلى
جانب المرأة وحاربت الدعوة الى استعمال اللهجات العامية. وكانت تتطلع في كل توجهاتها الى التقدم
والاصلاح.رحم الله صاحب المنار وجزاه خيرا على ما قدم لدينه ووطنه وأمته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق