الخميس، 9 يونيو 2022

باب لكش في الموصل 1217 هجرية – 1802ميلادية ا.د. ابراهيم خليل العلاف










باب لكش في الموصل 1217  هجرية – 1802ميلادية

 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

 

ومن عادتي ، عندما اكتب عن محلات ومناطق الموصل القديمة في جانبها الايمن واقصد المدينة القديمة التي تقع على الضفة اليمنى لنهر دجلة الخالد ، أُذكر القارئ ، بأن مدينة الموصل ، مدينة عريقة عمرها اكثر من 7000 سنة ، وانها من اقدم المدن في العالم المأهولة بالسكان – حالها حال مدينة دمشق ، منذ وجودها على الارض حتى لحظة كتابة هذه السطور .

وايضا احرص على ان أُذكر ، انها كانت مسورة أي يحفها سور عظيم تحدث عنه الرحالة الكبير ابن جبير ، وان لهذا السور أبواب وكان عدد هذه الابواب يختلف من مرحلة تاريخية الى مرحلة تاريخية أخرى ، وان المؤرخ الموصلي الكبير الاستاذ أحمد علي الصوفي عندما أصدر كتابه الشهير ب( خطط الموصل) في سنة 1953 قال انها عشرة ابواب ، وكان يتحدث عن الفترات الاسلامية التي ابتدأت بتحرير وفتح الموصل سنة 16 هجرية – 637 ميلادية في عهد الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه ، ومن هذه الابواب (باب القش)  وقد فتح سنة 1217هجرية - 1802 ميلادية ، والقش بلهجة اهلنا في الريف (الكش) ، والقش بلهجة اهل الموصل هو الحشيش اليابس من سيقان الحنطة يستعمل الناعم منه غذاءً للحيوانات .والطويل يُستخدم كحشوة ل(برادع أو جلالات) الحمير في سوق البرضعجية المعروف في الموصل .وباب الكش او القش هو نفسه الذي يعرفه الناس بباب لكش ويقع بين باب الطوب وباب الجديد . والبعض يذهب في تفسير الاسم مذاهب شتى فهناك من يربط بين الباب والمقابر ويقول ان الاسم من باب الجهش والجهش هو البكاء على الموتى لكني اذهب الى التفسير الاول واعتقد بصحته . وهناك من يقول انه باب الجيش .

وقبل ايام ، نشرت ُ صورة هذا الباب في صفحتي الفيسبوكية وقلت بالحرف الواحد معلقا :" وأصل كلمة لكش هي القش فالاسم الحقيقي للباب هو (باب القش) ويلفظها الاعراب عندنا (الكَش) .من ابواب مدينة الموصل القديمة - العراق هدم في الثلاثينات بقصد فتح الشوارع وتطوير المدينة والموصل كمدينة كانت مسورة وفيها أبواب عديدة منها باب السراي وباب الطوب وباب الجديد وباب العراق وباب البيض وباب سنجار وباب العمادي وباب القلعة وباب الجسر والصورة ترجع الى اواخر القرن 19 .

في باب لكش ، (محلة) هي محلة باب لكش ، وهي من المحلات العريقة والقديمة والمعروفة وكانت تسمى بمحلة بني تغلب لان كثيرا من سكانها كانوا من هذه القبيلة (بنو تغلب) وللمحلة (تاريخ  ، وفيها ( معالم) ، وفيها ( رموز وشخصيات خدمت المدينة والعراق) ومرت عليها الكثير من ( الاحداث ) ، وتوجهها السياسي كان معروفا كان اهلها وطنيون مخلصون للعراق وعروبيين قوميين مخلصين للامة . كان فيها من المعالم الشيء الكثير كان فيها سوق باب لكش واهل التبن وهي تمتد من انتهاء حدود منطقة باب الطوب الى بدء حدود محلة باب الجديد .

لي مقال عن باب لكش لكن اليوم سأتحدث عن الباب باب لكش كواحد من بوابات مدينة الموصل المسورة واقول ان لدي صورا لهذا الباب صورا كثيرة منها ما يعود الى سنة 1874 وهو التالي :

 

 

 


 

 

 


 

.وباب لكش هدم في الثلاثينات خلال فترة رئاسة رئيس البلدية المرحوم خير الدين حسن العمري 1933 -1949 .  وفي كتاب الاستاذ نيقولا سيوفي القنصل الفرنسي في الموصل وقد عمل فيها منذ سنة 1878 حتى سنة 1893 في كتابه ( مجموع الكتابات المحررة في أبنية مدينة الموصل) الذي حققه ونشره الاستاذ سعيد الديوه جي وطبع في مطبعة شفيق ببغداد  سنة 1956 ان باب لكش هو باب الاوجش  او باب الوجش  (ومعنى كلمة الاوجش أو الوجش  باللغة العربية هي  الارض التي فيها ارتفاع وغُلظة ) أحد ابواب مدينة الموصل القديمة وكان مكتوبا على الباب (أُنشيء البناء في شهر محرم سنة الف ومائتين وسبع عشرة 1217 هجرية أي سنة 1802 ميلادية)  . وكان  بناء هذا الباب في عهد والي الموصل محمد باشا بن محمد امين باشا الجليلي 1204-1221 هجرية  -  1790 -1806 ميلادية وفي عهد  السلطان العثماني آنذاك هو السلطان سليم الثالث 1789-1807 ميلادية

والباب  كان مبنيا من المرمر الموصلي الاسمر ( الحلان ) ولم يكن الباب كبيرا كما يتضح من الصورة التالية :

 

                              


 

 

لكنه كأبواب الموصل الاخرى بسفاقتين من الخشب الزان ومرصع بالمسامير الحديدية لتقويته ويسد مساء ويفتح صباحا ويؤدي الى ما نسميه اليوم محلة الامام عون الدين .وكان على جانبيه مخفر للشرطة او للحرس هم من يحفظ الامن عنده الا ان المخفر ازيل بعد سقوط الدولة العثمانية واحتلال الانكليز للموصل سنة 1918 .



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حركة الشواف المسلحة في الموصل 8 من آذار 1959 وتداعياتها

  حركة الشواف المسلحة  في الموصل  8 من آذار 1959 وتداعياتها  أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل ليس القصد ...