الثلاثاء، 21 يونيو 2022

بوابة ماشكي (المسقى )..................من بوابات مدينة نينوى







بوابة ماشكي (المسقى )..................من بوابات مدينة نينوى 

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس  -جامعة الموصل

 

مدينة نينوى ، عاصمة الامبراطورية الاشورية بعد اشور  وخور سيباد وكالح .ومدينة نينوى ، ومدينة الموصل صنوان : مدينتان متقابلتان على ضفتي نهر دجلة الخالد .وكما كانت مدينة الموصل مسورة ولها ابواب كانت نينوى مسورة ولها ابواب . وكانت اعداد هذه الابوات تزيد وتنقص حسب الفترات التاريخية .

ومدينة نينوى ، كما قلت مدينة مسورة يحيط بها سور عظيم مبني بالحجارة المهندمة من الحلان الموصلي الاسمر والطابوق الطيني ، وقد استظهر في الجانب الايسر من مدينة الموصل الحبيبة في  عدة مناطق . وتشير المدونات التاريخية التي بأيدينا الى ان تاريخه يعود الى سنة 700 قبل الميلاد ويمتد سور نينوى على مسافة تصل الى (12 ) كيلو مترا .

وقد حرص المعماريون الاشوريون على ان يكون لهذا السور نظام من حيث أنه مبني من حجر منحوت يبلغ طوله (  6 ) أمتار  يتبعه جدار مبني من طابوق طيني طوله (  10  ) أمتار  وسمكه يصل الى ( 15 ) مترا  .. ومما يذكر ان  السور يضم ابراجا حجرية  .. وثمة مسافة بين برج وآخر تصل الى ( 18 ) مترا  .

وتؤكد كتب التاريخ ان  لسور نينوى  (18 ) بابا او بوابة للدخول والخروج من المدينة . وكانت هناك نقاطا للمراقبة ، ونقاطا للتفتيش موجودة في مداخل ومخارج المدينة  وكان من الطبيعي ان نجد الابواب مُحصنة بشكل كبير  .

وقد ادركت انا ومجايلي أي من هم من جيلي جيل مابعد  انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945،  اقصد الذين ولدوا بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية ، خمسة أبواب أي اننا شاهدنا أبوابا خمسة فقط من الابواب التي كانت لمدينة نينوى . وسأحاول في هذه الحلقة أن اقف عند بوابة (ماشكي ) :   

وبوابة ماشكي  : أي ( بوابة المسقى) ،  وسبب تسميتها كذلك لأنها ومن خلالها يتم تزويد المدينة بالمياه التي تحتاجها . وفي سنة 1968 اجرت الهيئة العامة للآثار والتراث تنقيبات واسعة وشاملة فيها وتم استظهار جميع معالم البوابة ويتصل مدخل البوابة بقاعة كبيرة والمدخل والممر مزينة جدرانهما من الداخل بقطع من المرمر المنقوش بإسم الملك سنحاريب ،  ويحيط بالبوابة من الجانبين ابراج كبيرة مشيدة بالحجارة وتنتهي الابراج من الاعلى بصف من الاحجار المهندمة وتعلوها احجار  الشرفات المسننة وتشكل البوابة رمزا معماريا شامخا ، وتبعد البوابة عن نهر دجلة بقرابة كيلومتر ونصف .

المصادر المعروفة لدينا تقول ان الملك  الاشوري  سنحاريب هو من شيد هذه البوابة او هذا الباب وتبين ان بوابة ماشكي تختلف عن بقية البوابات فقد كلن لكل بوابة وظيفتها واستخداماتها فبوابة نركال مثلا في وسط الضلع الشمالي لسور نينوى كانت تستخدم لدخول وخروج المواكب الملكية لذلك زُينت  بالثيران المجنحة الضخمة ورصف المدخل والشارع المؤدي اليها  بالحجارة المهندمة كما يقول المرحوم الاستاذ الدكتور عامر سليمان استاذ التاريخ القديم في كلية الاداب بجامعة الموصل بينما خصص باب ماشكي ، او بوابة ماشكي للسقاية باعتباره قريبا من نهر دجلة ولا يبعد عن النهر الا قرابة كيلومتر واحد أي 1000 متر .

ومما ينبغي عليُ ذكره ان هذه البوابة اكتشفت من قبل بعثة تنقيبية عراقية تابعة للهيئة العامة للآثار والتراث سنة 1968 وهذه البعثة قامت بحملة تنقيب واسعة وشاملة في منطقة البوابة وهي القريبة من حي الثقافة والحي الزراعي في الجانب الايسر من مدينة الموصل وقد تم استظهار جميع  معالم البوابة ومما يلحظ ان البوابة تتصل بمدخل يؤدي الى قاعة كبيرة والمدخل والممر مزينة جدارانهما من الداخل بقطع من المرمر الموصلي  المنقوش بإسم من شيد واسس  الباب وهو الملك سنحاريب والبوابة محاطة من الجانبين بأبراج كبيرة مشيدة بالحجارة وتنتهي الابراج من الاعلى بصف من الاحجار المهندمة وتعلوها احجار الشرفات المسننة .وليس من شك في ان بوابة ماشكي تعد رمزا معماريا شامخا .

مدينة نينوى التي بناها الملك الاشوري سرجون والتي تعد العاصمة الرابعة لم يكن قائدا عسكريا وسياسيا فقط وانما كان معماريا كذلك فقد قام بالكثير من النشاطات المعمارية منها انه اختار نينوى لتكون عاصمة جديدة للامبراطورية الاشورية وكان ذلك سنة 717 قبل الميلاد واستمر العمل فيها حيث انتقل اليها سنة 706 قبل الميلاد وتوفي في السنة التالية وخلفه الملك الاشوري سنحاريب (705 -618 قبل الميلاد )  الذي كان مثله يحب العمران ويعتبر من الشخصيات الاشورية التي تركت الكثير من الاثار وكان في عهد والده قائدا للجيش وقد اولى اهتماما استثنائيا للعاصمة نينوى وبنى فيها قصورا ومعابدا وابوابا منها باب ماشكي هذا الذي نتحدث عنه واقام الحدائق والبساتين وجلب الى نينوى المياه العذبة من خلال القنوات ومشاريع الري التي لاتزال اثارها قائمة .  

ان مما اكده الاثاريون ، ان مدينة نينوى التي تقع على الجانب الشرقي من نهر دجلة قبالة مدينة الموصل القديمة كانت في الازمنة القديمة تطل مباشرة على نهر دجلة لذا  أُطلق على احد ابوابها اسم باب المسقى – ماشكي ، وقد شُيد السور المحاذي لها على شكل مسناة لمقاومة تيار الماء الا ان تغير مجرى النهر  المستمر ابعدها قليلا عن شاطئه بمسافة تزيد عن كيلومتر في وقتنا الحاضر هذا  ومن الطريف القول ان مدينة نينوى ، وبواباتها ومنها باب المسقى ، اصبح اليوم ضمن ابنية مدينة الموصل في جانبها الايسر .

نينوى وصلت في عهد الملك الاشوري سنحاريب (705-618) قبل الميلاد ، وابنه اسرحدون ، وحفيده آشور بانيبال قمة مجدها وازدهارها وتعود الابواب والسور والقصور كلها الى عهود هؤلاء الملوك الثلاثة وكانت نهايتها على يد الميديين والكلديين المتحالفين معهم سنة 612 قبل الميلاد .  فقط اقول السور سور نينوى كان يمتد 12 كيلومترا ويحيط بنينوى وفيه ابواب وهو مبني من قطع المرمر الموصلي الاسمر –الحلان ويرتفع ما يقرب من سبعة امتار ويعلوه صف من الحجارة المسننة التي تأخذ شكل المثلث عدت لحماية المدافعين من الجند وقيل ان عدد البوابات التي شيدها الملك سنحاريب يصل الى (18) بوابة موزعة على جهات المدينة . 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...