جامع اكرم سعيد الحامد بُني 1980
بيت سعيد الحامد في محلة الفيصلية
جامع اكرم الحامد وسط الحي الزراعي في الموصل
بيت سعيد الحامد في
محلة الفيصلية بالموصل
ا.د. ابراهيم خليل
العلاف
استاذ التاريخ الحديث
المتمرس – جامعة الموصل
ومحلة الفيصلية ، في
الجانب الايسر من مدينة الموصل ، وتسمى اليوم رسميا ب( محلة النصر ) ، سميت كذلك بعد ثورة 14
تموز 1958 وسقوط النظام الملكي ، من اقدم محلات الجانب الايسر من مدينة الموصل وقد
سميت كذلك نسبة الى الملك فيصل الاول مؤسس الدولة العراقية الحديثة وباني مجد
العراق 1921-1933 رحمة الله عليه .
وفي كتاب
الاستاذ الحاج عبد الله محمد خضر (الموصل في القرن العشرين ) قائمة بمحلات
الجانب الايسر من مدينة الموصل والموصل يقسمها نهر دجلة الخالد وهو يمر بها الى
جانبين ايمن اي غربي وايسر اي شرقي والمناطق في الجانب الايسر هي حسب تسلسل تاريخ
نشوءها : الفيصلية 1930 -الثقافة 1964
الزهور 1957 الدركزلية 1960 المالية 1965 الإخاء 1960 الكرامة 1960 باب شمس 1965
العطشانة 1965 الجزائر 1960 الجماسة 1960 نينوى الشرقية 1965 نجيب الجادر(الصدرية
) 1945 الاربجية
1970 البكر 1972 القادسية 1966 التأميم 1978 المشراق 1980 المهندسين 1980 الملايين
1980 فلسطين 1978 الشرطة 1982 الاندلس 1975 السكر 1979 الجامعة 1982 الامن 1983
الكفاءات الاولى 1985 البلديات 1983 الحدباء 1985 الكفاءات الثانية 1985 التحرير
1984 الزهراء (صدام سابقا ) 1985 العلماء 1985 القادسية الثانية 1987 الإعلام 1981
المرور 1991 الميثاق 1985 المحاربين 1970 المصارف 1970 البريد 1970 سوق النبي 1958
العربي 1975 المثنى 1972 القاهرة 1975 الزراعي 1975 السويس 1965 الوحدة 1970 النور
1975 سومر 1988 السلام 1989 الانتصار 1988 جديدة المفتي 1987 السبعاوي 1987 عدن
1985 القدس 1985 الرفاق 1984 الخضراء 1982 الكفاءات الثالثة في التأميم 1990 وخلال
تقدم الجيش العراقي الباسل لتحرير الموصل منذ 17-10-206 اخذنا نسمع عن احياء لم
ترد اسماءها من قبل منها حي الكركوكلي ويقع قبالة الاربجية شمال شرق حي النور وقد
سمي هذا الحي بحي الكركوكلي نسبة الى من كان يملك اراضي هذا الحي وهي عائلة احمد
افندي بن محمد افندي الكركوكلي كما سمعنا بحي السماح وحي الصحة وحي نابلس وحي الحكمة المجاور لحي النور وحي الغفران وحي
الكندي وحي القيروان واحياء جديدة اخرى .
اريد
ان اقول ان محلة الفيصلية التي بدأت بالظهور سنة 1930 كانت حديثة فقد بنيت فيها
بيوت جميلة ولكن على الطرز المعمارية
الحديثة ولعل من هذه البيوت بيت الوجيه
والثري الحاج محمد سعيد بن محمد علي اغا الحامد ومن الطريف القول ان ولده السيد
اكرم بنى سنة 1980 جامعا في وسط الحي الزراعي بإسمه وهو جامع الوجيه اكرم
سعيد الحامد .
وبيت سعيد الحامد من عشيرة (العبيد) وهم بالأصل من ( محلة باب النبي) جرجيس
عليه السلام في الجانب الايمن من مدينة الموصل ويذكر اللواء الركن المؤرخ الاستاذ
ازهر العبيدي في موسوعته (موسوعة الاسر الموصلية في القرن العشرين ) الطبعة
الموسعة ،الموصل ،2015 ان (ال الحامد ) هم ابناء محمد علي بن حامد بن مصطفى
البيرقدار من محلة باب النبي عملوا في تجارة الاغنام واللحوم منهم التاجر سعيد
الحامد وحامد سعيد الحامد وحامد سعيد الحامد ويونس محمد علي الحامد ومزاحم سعيد
الحامد واكرم سعيد الحامد واصحاب معارض السيارات عائد سعيد الحامد واحمد عائد سعيد
الحامد ومحمد عائد سعيد الحامد والمهندس علي يونس الحامد والدكتور عزيز يونس
الحامد .
وللاسف اكرم سعيد الحامد توفي غرقا وواحدة من بناته زوجها الدكتور عبد الله الرحو وكانوا
يسمون ايضا نظرا لممارستهم تجارة الاغنام ب(بيت الغنام) والست عامرة الحامد كانت
مديرة اعدادية قرطبة للبنات .
والبيت موقعه في محلة الفيصلية شارع نجيب الجادر على يساره كراج دجلة وعلى يمينه محل احمد الحداد .
بيت سعيد الحامد بيت حديث يعود الى اواخر الثلاثينات ومطلع الاربعينات من القرن الماضي القرن العشرين وقد بناه الوجيه الحاج سعيد الحامد بعد ان انتقل واسرته من محلة باب النبي في الجانب الايمن الى الجانب الايسر شأن كثيرين من الاسر الموصلية الى محلة الفيصلية والملاحظ ان هذا البيت تجتمع فيه كل الخصائص التصميمية الاساسية في البيت الموصلي خاصة من حيث وجود (الحوش) او الفَناء الداخلي الذي تتوسطه حديقة محاطة بسور من الحديد المزخرف الجميل ، والحديقة ليست كبيرة ومرفقات البيت الاخرى وكذلك الغرف والاروقة والاواوين تتوزع حول الحوش .
وثمة ملاحظة هي ان من شيد تلك البيوت حرص على ان تكون فيها (رهرة) و(الرهرة) اقل انخفاضا وعمقا من (السرداب) وللرهرة شبابيك مزخرفة جميلة مطلة على الحوش وهناك مدخل للرهرة فيه درج والمدخل جميل .
لكن ما تعرضت له منطقة الفيصلية وقبل انشاء سد الموصل من غرق نتيجة فيضان
نهري دجلة والخوصر في سنوات الستينات ومنها سنة 1963 جعل الكثيرين ممن يمتلكون
بيوتا في محلة الفيصلية وفيها رهرة الى تركها ومغادرتها او التفكير بردم الرهرة
كما حدث لكثير من البيوت مثلا في الحي الزراعي .
وبيت سعيد الحامد في الحقيقة بيت جميل مشيد في اجزاء منه وخاصة الاواوين
والاروقة بحجر المرمر الموصلي الازرق الذي نسميه نحن في الموصل (الفغش) وبعض
المميزات التي يتميز بها هذا البيت واسلوب بناءه تجعلنا نقول ان هناك الحوش
والحوش مكشوف وتحيط مرفقات البيت بالحوش
من اكثر جوانبه ومن المؤكد البيت يعطي للزائر الانطباع ان صاحبه من الوجهاء او
الاثرياء والدليل تعدد الغرف واجنحة البيت الاخرى ومنها غرفة الخطار او الديوان .
ولاشك ان المعماري الذي شيد هذا البيت اخذ بنظر الاعتبار الظروف المناخية
التي يتمتع بها جو الموصل من حيث البرودة في الشتاء والحرارة في الصيف ومن هنا
فالرهرة هي الملجأ الاول لأهل الدار خاصة في وقت الظهيرة .ولم يتوان اهل البيت من
الصعود الى السطح للنوم خلال ساعات الليل .واي مهندس معماري يستطيع عندما يرى هذا
البيت ان يستنتج ان المعمار اخذ بنظر الاعتبار اشعة الشمس وتوجهها نحو اركان البيت
ولا ننسى ان الاواوين المنتشرة فوق الرهرة وكما في الصورة المرفقة تساعد اهل البيت
على التنقل بحرية وانسيابية خلال النهار خاصة في فصل الصيف حيث الحرارة الشديدة
التي تصل الى 50 درجة مئؤية وخلال فصل الشتاء حيث الامطار المصحوبة احيانا برياح
قوية . وهكذا الرهرة والاواوين العالية والاروقة تساعد اهل البيت على التكيف مع
درجات الحرارة السائدة صيفا وشتاءً .
وغرف بيت سعيد الحامد غرف كبيرة وعالية السقوف وقليلة الفتحات وطبعا هذا
ايضا له علاقة بالمحافظة على جو الغرف وغالبا ما يكون اتجاه الغرف جنوبا .ونجد في بيت سعيد الحامد الطارمات او اليازلغات وهذه تكون محاطة بالسياج الحديدي
المزخرف وهي من تُعطي للبيت جمالية .
لا اعرف مساحة البيت لكن اخمن ان مساحته بحدود 400 متر مربع .
هنا لابد ان نقول من بنى هذا البيت اخذ بنظر الاعتبار الحاجات المطلوبة
للسكن من حيث الغرف والمطبخ والرهرة والحوش والاواوين والاروقة لكن يبقى الحوش
الواسع هو الركيزة المهمة في هذا البيت وفي كثير من بيوت الوجهاء والاغنياء
الموصليين وهم كانوا يبنون بما هو متوفر من مواد للبناء واهمها الحجر والجص والفغش
.ولاننسى ان هذه المواد معروفة بثخنها وقوتها وسرعة يباسها بعد البناء
ولكل بيت موصلي مجاز او مدخل او قنطرة تلي باب البيت ولهذه وظيفة معمارية
واجتماعية من حيث انها تسهم في ستر من هم في البيت وحجب النساء عن من يدخل الى
البيت وباب البيت من الخشب الجوز بسفاقتين وهو باب قوي مدعوم ببعض المساند
الحديدية من الداخل واغلب البيوت تكون ارضياتها مرصوفة بالمرمر الاسمر الحلان وقبل
ان يدخل السمنت والكاشي والسيراميك وانا
رأيت .بيوتا لأثرياء كانت مرصوفة بالحجر المهندم المعروف بالقادرم .
ومما يجب ان اقوله بشأن هذا
البيت والبيوت الموصلية الشبيهة له ان عددا كبيرا من اصحاب الحرف يسهمون في بنائه
فهناك النجارون والحدادون والحفارون والنقاشون فضلا عن البنائين والفعلة .
ومن الطريف القول ان في هذا البيت
(طارمات )تقي الشبابيك من المطر واشعة الشمس ومن حسن الحظ ان لدينا صورة لواحدة من
هذه الطارمة في الصورة التي بجانب هذه السطور .فضلا عن (المزريب ) الذي تتجمع عنده
المياه في السطح لتتوجه نحو الحوش . ولا اعرف في ماذا كان هناك في هذا البيت بئر
فغالبا بيوت الاغنياء فيها بئر يلبي احتياجات سكان البيت من المياه . ويقينا ان
الحقيقة في الحوش كانت مزروعة وفيها اشجار لكنها اليوم مهملة .
ونجد في صدر الاواوين في بيت سعيد الحامد شعار لم اتعرف على ما يعنيه ولعله
شعار مزخرف وضعه البناء للزينة ليس الا وارجح الامر على هذا النحو .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق