تاريخ العراق المعاصر ....................كتاب لفيبي مار
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
فيبي مار أو فيب مار بروفيسورة اميركية متخصصة بتاريخ العراق المعاصر، لها كتب عديدة مهمة في حقل تخصصها عرفت العراق جيدا ،وعاشت فيه طويلا وهي متزوجة من الاستاذ الدكتور لؤي يونس بحري. اعرض اليوم كتابها الجديد ويقع في جزئين وعنوانه : " تاريخ العراق المعاصر " .ترجم الكتاب الى اللغة العربية من قبل الاستاذ مصطفى نعمان أحمد .ونشرته مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي بالقاهرة 2009 .تقول المؤلفة في مقدمة الكتاب ان هدفها هو تقديم وصف عام مناسب للاحداث في العراق منذ 1958 بغية المساعدة في فهم البلد وشعبه، والاهم في هذا انها ارادت ان يكون وصفها منصفا وموضوعيا لهذا فأنها حاولت تجنب المغالاة .اعتمدت المؤلفة دراسات سابقة منها دراسات السيد عبد الرزاق الحسني ،ودراسات حنا بطاطو، واديث بنروز ومجيد خدوري. وعالجت المؤلفة نقطتين مهمتين اولاهما تتعلق بتكوين دولة حديثة وبلورة هوية ثقافية ووطنية قادرة على توحيد مجاميعه العرقية والدينية المختلفة ضمن سياق عالم عربي اوسع . وثانيتهما تتعلق بعملية التطوير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتي بدأت منذ اواخر القرن التاسع عشر ووصلت نسبة مثيرة منذ منتصف سبعينات القرن العشرين .ومما قالته المؤلفة كذلك انها جمعت مادة كتابها خلال وجودها للدراسة والعمل في العراق قبل ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق .وقد اعتمدت مؤلفات واحصائيات عراقية كما رجعت الى الكتب الاحصائية والمذكرات الشخصية والمقابلات والصحف والمجلات . أتذكر ان فيبي مار كانت تراجع الاستاذ عبد الرزاق الحسني اواخر الستينات واوائل السبعينات من القرن الماضي عندما كانت تكتب اطروحتها للدكتوراه وانه ساعدها كثيرا وقد اخبرنا بذلك انا ومجموعة من المهتمين بالتاريخ العراقي الحديث والمعاصر امثال كاتب هذه السطور والاساتذة الدكتور عماد احمد الجواهري والدكتور لطفي جعفر فرج والدكتور حسين القهواتي والدكتور جعفر عباس حميدي .واظن ان اطروحتها كانت حول ياسين الهاشمي الزعيم العراقي الوطني المعروف ورئيس الوزراء الاسبق .وممن ساعدها كذلك السير هاملتون كب والاستاذ الدكتور خير الدين حسيب والدكتور خلدون ساطع الحصري .كما ان مركز هارفرد للشرق الاوسط الاميركي قدم لها المساعدة المادية وتحمل نفقات عيشها واقامتها في العراق اكثر من مرة .الكتاب بجزئيه محاولة جادة لتوثيق تاريخ العراق المعاصر منذ 1958 وحتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق