الأحد، 8 مايو 2016

التيار الديني في الفكر العربي الاسلامي ابراهيم العلاف






التيار الديني  في الفكر العربي الاسلامي
ابراهيم العلاف 
• ظهرت في الوطن العربي والعالم الاسلامي منذ أواخر القرن التاسع عشر، تيارات فكرية عديدة وذلك من خلال إجابتهم على سؤال إشكالي هو : "لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا ؟ " ذهب مفكروا عصر النهضة العربية الحديثة مذاهب شتى في عرض إجاباتهم وتوضيح مضامينها ، إلا انها أي هذه المذاهب لم تخرج عن التيارات الفكرية التالية والتي لاتزال قائمة ومن هذه التيارات الفكرية التيار الديني الاسلامي -الاصلاحي ومن أبرز ممثليه جمال الدين الافغانيوالشخ محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا :
• جمال الدين الافغاني 1838-1870
وتتمحور أراءه وأفكاره حول رغبته في بناء مجتمع إسلامي متماسك موحد يأخذ بكل أسباب التقدم والحياة الحديثة بشرط أن لاتتعارض مع أحكام "ألشريعة الاسلامية " .ولد جمال الدين الافغاني سنة 1838 وهو من رواد الفكر العربي الحديث .أصدر مع الشيخ محمد عبده مجلة عربية في باريس بأسم "العروة الوثقى "عالجت موضوع تخلف العرب والمسلمين وتقدم غيرهم وكانت دعوة الافغاني استمرا لحركات التجديد الدينية –السياسية التي دعت اليها بعض الحركات الاصلاحية في القرن الثامن عشر والتي استهدفت الحفاظ على سلامة النهضة العربية والفكر العربي من التشوهات التي اصابته من الداخل والخارج .ويميز الافغاني بين الاسلام الحقيقي الاصيل الذي لايمكن ان يقف ضد التطور والتحديث وبين الاسلام المفترى عليه الذي الصقت به خصائصا مصطنعة لاتمت اليه بصلة والتي اظهرت الاسلام على أنه دين منغلق يرفض التجديد .ومحور افكار الافغاني تدور حول إقامة مجتمع متطور متماسك سليم موحد يأخذ بكل اسباب التقدم والتمدن .
أما رفيقة الشيخ محمد عبده فكان تلميذا للافغاني وهو مفكر مصري ولد سنة 1849 ورأى كما رأى الافغاني ان الطريق الى نهضة العرب المسلمين لايتم إلا بتحرير المجتمع من الداخل ومن الخارج .فمن الداخل يتطلب
• الشيخ محمد عبده 1849-1905
وقد رأى أن ألطريق الى نهضة العرب والمسلمين لايتم إلا بعد تحرير المجتمع من الداخل أي تخليصه من التخلف والاستبداد والجهل ومن الخارج أي تخليصه من النفوذ الاجنبي .
وقد إضطلع الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية الاسبق بمهمة ذات بعدين اولهما :"تنقية الدين الاسلامي من الشوائب والخرافات والبدع التي لحقت به نتيجة عهود التخلف والركود والافكار .أما البعد الثاني فيتمثل في تقريب المسلمين من مقتضيات "التمدن الاوربي الحديث " .العلمية والسياسية والاقتصادية . ومن المناسب القول أن الشيخ محمد عبدة قرن الفكر بالعمل وقد أدخل الكثير من الاصلاحات في " القضاء المصري" ، وفي " جامعة الازهر " .
• الشيخ محمد رشيد رضا 1865-1925
وكان يقول أن بإمكان المسلمين اللحاق بأوربا إذا اكتسبوا التقنية التي إتصفت بها اوربا خاصة وأن العرب والمسلمين يمتلكون الهمة والارادة والرغبة في السعي والسعي هو العامل المشترك بينهم وبين الاوربيين .
******************************
*من كتابي :" محاضرات في الفكر الفلسفي العربي المعاصر" ولم يطبع بعد ..العلا
ف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...