مؤتمر سان ريمو 1920
ابراهيم العلاف
عقدت الهدنة بين المانيا والحلفاء يوم 11 تشرين الثاني-نوفمبر 1918 .وفي 18 كانون الثاني -يناير عقد مؤتمر الصلح في باريس اولى جلساته .وكان مصير الدولة العثمانية ومستقبل ولاياتها ومنها الولايات العربية والعراقية من ضمنها في مقدمة القضايا التي وضعها المؤتمر في جدول اعماله .
وفي 30 كانون الثاني 1919 اصدر المؤتمر قرارا جاء فيه :" ان الحلفاء والدول التابعة لهم قد اتفقوا على أن ارمينيا وبلاد مابين النهرين وكردستان وفلسطين والبلاد العربية يجب انتزاعها بكاملها من الامبراطورية العثمانية .ولحل بعض الاشكالات حاول الرئيس الاميركي وودرو ويلسون ارسال لجنة برئاسة جارلس كراين والدكتور هنري كنك بإسم :" الهيئة الاميركية من اللجنة الدولية حول الانتداب ".. وقد اشتهرت بإسم لجنة كنك -كرين وقد تجولت اللجنة بين شهري ايار-مايو - وتموز-يوليو 1919 في انحاء سوريا وفلسطين ولم تتيسر لها الفرصة لزيارة العراق ، وقدمت توصياتها ومنها وجوب توحيد سوريا وفلسطين تحت انتداب بريطاني او اميركي مع تحديد للوطن القومي في فلسطين واوصت بوضع العراق تحت الانتداب البريطاني ولكن تقريرها اهمل لانه اصطدم بما كان الانكليز والفرنسيين قد اتفقوا عليه بشأن تقسيم المشرق العربي بينهما واعطاء فلسطين لليهود وقد اجتمع مؤتمر الحلفاء الاعلى في سان ريمو - ايطاليا بين يومي 18-26 نيسان 1920 .
وفي 26 نيسان اعلنت القرارات المتعلقة بتوزيع الانتدابات .اذ اعطي الانتداب على العراق وفلسطين لبريطانيا مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور واعطيت فرنسا الانتداب على سوريا ولبنان .
وفكرة الانتداب هي نوع من الوصاية بإعتبار ان هذه الشعوب لم تصل بعد الى النضج فلا بد من الوصاية عليها لفترة ريثما تنضج وتستطيع ان تحكم نفسها بنفسها وفي الحقيقة كان هذا التوزيع مبنيا على اتفاقية سايكس-بيكو مع شيء من التعديل وخاصة بالنسبة للموصل التي كانت ضمن نفوذ فرنسا في اتفاقية سايكس -بيكو فتنازلت عنها فرنسا مقابل ان يسحب الانكليز دعمهم لفيصل في دمشق وهكذا باعت بريطانيا عرش فيصل في سوريا بنفط الموصل .
وفي 10 اب -اغسطس 1920 وقع الحلفاء مع تركيا معاهدة سيفر وفي اليوم التالي لتوزيع الانتدابات تم التوصل الى عقد اتفاق نهائي حول نفط الموصل حصلت فرنسا بموجبه على 25% من النفط وكانت تلك ابشع صورة من صور الاستغلال الاقتصادي للاستعمار الغربي في القرن العشرين خاصة بعد ان تم ارضاء الاميركان بإعطائهم ما نسبته 25% اخرى من نفط العراق وصفق الباب امام الاخرين بعد توقيع اتفاقية الخط الاحمر في 31 تموز -يوليو 1928 وسبب تسميتها بالخط الاحمر ان لجنة فرنسية رسمت خريطة الشرق الاوسط في سنة 1927 واحاطت بالخط الاحمر الامبراطورية العثمانية السابقة بحدودها التي كانت عليها سنة 1914 بإستثناء مشيخة الكويت وهكذا تعاونت ثلاث دول استعمارية كبرى هي : بريطانيا وفرنسا واميركا على الاستحواذ على نفط العراق متجاهلة حقوق الشعب العراقي وبالنسبة لنفط دول الخليج فكان موضع تنافس بين الدول الاستعمارية منذ مطلع القرن العشرين وحتى الحرب العالمية الثانية ولذلك قصة اخرى .
______________________________________
*من كتابي :تاريخ الوطن العربي الحديث والمعاصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق