الأحد، 22 مايو 2016

بدايـات الصحفي الكبير الاستاذ سحاد الغـازي الصحفية* بقلم معلمه الاستاذ فيصل حسون نقيب الصحفيين الاسبق






                                                                        سجاد الغازي

بدايـات الصحفي الكبير الاستاذ سحاد الغـازي الصحفية*
بقلم معلمه الاستاذ فيصل حسون نقيب الصحفيين الاسبق
عندما دعاني المرحوم الاستاذ فايق السامرائي في خريف العام 1946 لتولي سكرتارية تحرير صحيفة( لواء الاستقلال ) جريدة حزب الاستقلال الذي كان السامرائي يوم ذاك نائب رئيسه بعد ان تخلى المرحوم الاستاذ خليل كنه عن رئاسة تحرير الجريدة بعد صدور نحو عشرين عدداً من الجريدة بإشرافه عليها.
ولأنني لم اقتنع بالانضمام الى حزب الاستقلال لارتباطي المسبق بتأييد الحركة السرية العربية التي ولدت في بيروت وعرفت باسم صاحب الكتاب الأحمر الذي ثبتت فيه مبادئها واغراضها العربية القومية ولأنني لم اعرف يومذاك اسمها او اسم الفرع العراقي منها فقد كنت اعنون ما اسطر من مقالات او كتابات نصدرها من فرع العراق باسم الحزب القومي العربي على غرار منشورات الحزب الشيوعي العراقي السري.
وقبل ان أبدأ عملي في لواء الاستقلال اوصاني الاستاذ السامرائي ومعه المرحوم محمد صديق شنشل بالعناية بما يكتبه شباب الحزب بنشره في الجريدة وكنت اجد على مكتبي صباح كل يوم عدداً من المقالات القصيرة كتبها بعض الشباب الحزبيين لنشرها في الصحيفة وكانت اكثرية تلك المقالات غير جديرة بالنشر في صحيفة حزب قومي سياسي.
واستمر هذا الوضع اياماً طويلة لافاجأ بورقة من شاب لا اعرفه يقول فيها انه سيستمر بالكتابة حتى انشر له شيئاً مما اكتب ولفت نظري هذا الكلام فكتبت ورقة طلبت فيها من الشاب ان يقابلني لأجده في الصباح في مواجهتي ولاتبادل معه الافكار التي توصلنا الى ما نريد، وكان هذا الشاب هو( سجاد الغازي ) الذي جمعني القدر به بعد ذلك كل ما قضينا من سنوات العمر وكان اول اشتغاله متطوعا معي في لواء الاستقلال وفي صحيفة اليقظة لصاحبها المرحوم سلمان الصفواني وعندما ذهبت الأحداث بالصحافة الحزبية الى النهاية عوضنا مسيرتنا الصحفية بالعمل في الصحف العراقية واولها الحرية لصاحبها المرحوم قاسم حمودي وعندما كانت الحرية تتعطل فان سجاد الغازي اصدر جريدته الفنية»كل شيء»ثم تهيء لنا الانتقال الى عهد آخر حيث كلفت برئاسة تحرير جريدة الجمهورية وعندها اخترت سجاد الغازي ليعاونني في اصدار صحيفة الخليج العربي عن دار الجمهورية التي كلفني باصدارها في البصرة رئيس الوزراء طاهر يحيى.
وعندما كنت وسجاد الغازي نعمل في نقابة الصحفيين لاعداد وإصدار قانون تقاعد للصحفيين وتعثرت محاولاتنا الكثيرة فقد انتهزت تكليف طاهر يحي لي باصدار ( الخليج العربي ) لمواجهة اطماع ومؤامرات شاه ايران المخلوع في التسلط على الخليج العربي.
وحين طلبت من طاهر يحيى ومن الرئيس عبد السلام عارف ان يكتب كل منهما كلمة لي انشرها في اول عدد يصدر باسم الخليج العربي ليلفت ذلك الانظار الى الجريدة التي تتناقل عنها الاذاعات والتلفزيونات كلمتي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، قال لي سجاد هل تظن ان الرجلين سيردان عليك فرددت عليه منفعلا هل نحن خدم ابويهما حتى لا يحققا ما نريد؟ وعلى الفور وفي اليوم التالي جاءتنا المكالمات التلفونية من رئاسة الجمهورية ومن رئاسة الوزراء بان كلمتي الرئيسين في تحية جريدة الخليج العربي جاهزتان ولا يعرفون طريقة ايصالها الينا في البصرة وزاد على ذلك اتصال المرحوم طاهر يحي شخصياً بي ليبارك لي عملي في اصدار الخليج العربي وليهنأني بخبر إقرار مجلس الوزراء قانون تقاعد الصحفيين الذي تعثرت مسيرته طويلاً..
وهكذا تلازمت مسيرتنا انا وسجاد الغازي حتى فرضت الاقدار علينا الافتراق حين حزمت امري وقدمت استقالي لرياسة تحرير الجمهورية وآثرت الابتعاد عن العراق عندما صدر قانون المؤسسة العامة للصحافة الذي حصر مسؤولية حق إصدار الصحف السياسية بالدولة دون الاشخاص والنحو الذي كان متبعا قبل ذلك ومنذ نشوء الدولة العراقية في عشرينيات القرن العشرين.
اما الزميل سجاد الغازي فقد تابع مسيرته الصحفية والاشتغال في الصحف العراقية وكان شديد الاهتمام بالروابط التي تجمع بين الصحفيين العراقيين وصحفيي الأقطار العربية في إطار المنظمة التي ساهم كما ساهمت انا في انشائها وهي اتحاد الصحفيين العرب الذي ولد في عام 1964 وكان لي شرف تمثيل الصحافة العراقية فيه وتم اختياري نائباً لأول رئيس لهذا الاتحاد بينما ظل زميلي سجاد الغازي متابعا لمسيرته في دعم اتحاد الصحفيين العرب ولذلك اختير لامانة الاتحاد وظل حريصاً على الروابط الوثيقة بين الصحفيين العرب في بلدانهم كافة على الرغم من اضطراب العلاقات بين الانظمة السياسية العربية في مشرق الوطن العربي ومغربه.
ولعل ما يسعدني كثيراً ان ارقب مسيرة سجاد الغازي الصحفية منذ نحو ستين عاما عشناها بحلوها ومرها وكان نتاجها ان بقينا سجاد الغازي وانا الجنديين المناضلين في دنيا الصحافة العربية مع من يؤمن مثلنا باهداف وحقوق ومصالح الامة العربية ومستقبلها الذي نضرع اليه تعالى ان يحقق الآمال بان يجنب الامة العربية مكائد الكائدين ومؤامرات الحاقدين.
كولورادو 
الولايات المتحدة الامريكية 
7/2/2015
________________________________
http://www.almadasupplements.com/news.php…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...